: كشفت مصادر صحافية عبرية النقاب عن توصل القاهرة وتل أبيب لصفقة سياسية جديدة، فى إطارها تعلن الأخيرة موافقتها على ترشيح وزير الثقافة المصري فاروق حسني لمنصب السكرتير العام لمنظمة اليونيسكو، فى مقابل خطوات تطبيعية، وبوادر طيبة تقدمها مصر.وقالت صحيفة "هاآرتس" العبرية على لسان خبيرها للشئون السياسية "باراك رابيد" فى مستهل تقريره: إن "إسرائيل" سوف تتراجع عن موقفها المعارض لتعيين وزير الثقافة المصري "فاروق حسني"، الذى وصفه بأنه أحد أبرز المناهضين بشدة لـ"إسرائيل"، لمنصب سكرتير عام منظمة اليونسكو، على الرغم من أنه أعلن فى السابق أنه سيحرق بنفسه الكتب "الإسرائيلية" فى حال دخولها مصر. وكشف الخبير "الإسرائيلي" النقاب عن خفايا اللقاء الذى جمع الرئيس "حسني مبارك" برئيس الوزراء الصهيوني "بنيامين نتنياهو"فى شرم الشيخ، مؤخراً، حيث اتفقا سراً على أن توقف تل أبيب حملتها الدولية، التى تشنها ضد وزير الثقافة المصري منذ أكثر من عام، فى المقابل تعهد الرئيس "مبارك" بتقديم مجموعة من البوادر الحسنة لـ"إسرائيل". لكنه لم يفسر ما هى تلك البوادر الحسنة. وأشار "رابيد" إلى أن "فاروق حسني" الذي يشغل اليوم منصب وزير الثقافة فى مصر، ودفع به الرئيس "مبارك" كمرشح لرئاسة اليونسكو. رغم أنه -حسبما يقول الكاتب الصهيوني- معارض كبير للتطبيع مع "إسرائيل"، وردد فى السنوات الأخيرة سلسلة من التصريحات المناهضة لها، بعضها تعدى ليصل إلى حد كراهية اليهود . اتفاق سري:واستطرد "باراك رابيد" فى تقريره قائلا:-"إن الاتفاق بين "نتنياهو" و"مبارك" تبلور فى صورته النهائية خلال اللقاء الذى جمع بينهما فى شرم الشيخ فى الحادي عشر من مايو الماضي، ولكن تفاصيل الاتفاق ظلت سرية ولم يتم الإعلان عنها لوسائل الإعلام، على الرغم من أن ذلك يعتبر تغيرًا جذريًا فى السياسة "الإسرائيلية".كما تعهد "نتنياهو"، حسبما يقول الكاتب، بعدم معارضة تعيين "فاروق حسني" فى منصب سكرتير عام منظمة اليونسكو، على الرغم من معارضة وزارة الخارجية "الإسرائيلية". موضحًا إلى أن أحد كبار المسئولين فى مكتب رئيس الوزراء "الإسرائيلي" لم ينفِ هذه المعلومات، ولكنه أشار إلى أن القرار جاء على خلفية طلب شخصي من الرئيس "مبارك" وكذلك من بعض القادة الأوربيين. وأن هذه البادرة الطيبة من جهة "إسرائيل" ستكون جزءًا من تفاهمات أعمق ستقوم مصر فى إطارها ببوادر طيبة على غرار البادرة "الإسرائيلية". وأضاف المسئول: "تلقينا مقابلاً يستحق ذلك. ولم نكن لنفعل ذلك إذا لم يتناسب ذلك مع مصالحنا".تل أبيب توقف حملتها ضد "حسني":وكشف خبير الشئون السياسية بصحيفة هاآرتس أن وزارة الخارجية "الإسرائيلية" قد أرسلت فى 14 مايو الماضي، أى بعد أيام معدودة من لقاء مبارك ونتنياهو، برقية سرية لعدد من بعثاتها الدبلوماسية فى الخارج، لوقف الحملة الإعلامية والدبلوماسية التى تهدف لإحباط تعيين "فاروق حسني" في منصب سكرتير عام منظمة اليونسكو.لكن المسئولون فى وزارة الخارجية" الإسرائيلية" أصيبوا بدهشة عندما تلقوا تعليمات مكتب رئيس الوزراء الصهيوني فى هذا الشأن، واضطروا فى نهاية المطاف إلى تنفيذ هذه التعليمات. وجاء فى البرقية والتي حصلت صحيفة "هاآرتس" على نسخة منها: "امتداداً لزيارة رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" لمصر، ولطلب الرئيس "مبارك"، ولتفاهمات مع مصر، قررنا وقف معارضة تعيين "فاروق حسني" فى منصب سكرتير عام اليونسكو وتغيير الموقف إلى عدم المعارضة". كما طلبت البرقية من السفراء "الإسرائيليين" الذين عكفوا على الأمر فى الخارج الالتزام بهذا الموقف فقط فى حالة توجيه أسئلة لهم بهذا الشأن. حسنى ضد التطبيع!وأشار "رابيد" إلى أنه قد سبق لرئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" أن أعلن عدة مرات خلال الأسابيع الماضية أنه مهتم بـ "التطبيع" مع العالم العربي. ولكن يبدو أن "فاروق حسني" هو آخر المهتمين بهذا الأمر. حيث عمد من خلال منصبة كوزير للثقافة على عدم السماح بمشاركة أفلام "إسرائيلية" فى مهرجانات الأفلام الدولية فى القاهرة. كما عارض فتح جناح "إسرائيلي" فى معرض الكتاب. أما الأدب "الإسرائيلي" فقد حظي هو أيضاً باهتمام خاص من فاروق حسني، حيث قال فى خطاب له أمام البرلمان المصري فى مايو الماضي: "أنا مستعد لحرق الكتب "الإسرائيلية" إذا وجدتها فى المكتبات المصرية". وسبق أن أشارت تقارير عدة إلى أن حسني صرح بأن "إسرائيل" واليهود بلا ثقافة، ولا يهتمون سوى بالسطو على تراث الشعوب الأخرى. وفى أعقاب الكثير من الانتقادات منح حسني مقابلة استرضائية لصحيفة يديعوت أحرونوت، حيث صرح فيها بأنه غير مناهض "لإسرائيل"، لكن تصريحاته لم تخفف من المعارضة "الإسرائيلية" لتعينه فى منصب سكرتير عام اليونسكو. صدام بين "نتنياهو" و"ليبرمان": وأنهى خبير الشئون السياسية بصحيفة هاآرتس العبرية تقريره بالإشارة إلى أن موافقة "نتنياهو" على طلب الرئيس "مبارك" تثير الدهشة وخاصة فى ضوء مواقف "أفيجدور ليبرمان" المتعنتة تجاه مصر. حيث دعا "ليبرمان" فى السابق إلى ضرب السد العالي كما قال إن على "مبارك" أن "يذهب إلى الجحيم" إذا رفض زيارة "إسرائيل".وأضاف أن منظمة اليونسكو نفسها اتخذت على مدى سنوات عديدة مواقف متشددة حيال الأنشطة "الإسرائيلية" فى الأراضي الفلسطينية، وخاصة فيما يتعلق بالحفريات الأثرية حول المسجد الأقصى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري