السبت، 23 مايو 2009

الشباب بين الانحراف والمعالجة

بسم الله الرحمن الرحيم
الشباب بين الانحراف والمعالجة

يعد الشباب في كل أمة , أملها , ومفتاح نهضتها , فلا يمكن لأمة من الأمم أن تنهض إلا إذا أخذ الشباب فيها دورهم , وبذلوا الجهود في سبيل عزها ونهضتها , ولن يتمكن الشباب من ذلك إذا أهمل الشيوخ وذوو الرأي السديد في الأمة دورهم في توجيههم وإرشادهم, وإيصالهم إلى المحطة التي ينبغي أن ينطلقوا منها بأمان, بالترشيد والتوجيه ,وسلامة الرأي وحسن التربية .
لقد اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم بالشباب اهتماماً كبيراً , حتى صار صلى الله عليه وسلم محط أنظارهم , وأصبحت دعوته مركز اهتمامهم , فاستجابوا له , وآمنوا به وبدعوته , فكان منهم علي , وبلال, وعمار , وصهيب , ومصعب , وغيرهم فقام الرسول صلى الله عليه وسلم بتربيتهم في دار الأرقم , وعاش معهم , ولم يتخلف عن قضية من قضاياهم , حتى أحبوه وتعلقوا به , وتخرجوا في مدرسته , قادة وعلماء ومربين , فكان منهم السفير مصعب بن عمير , والقائد أسامة بن زيد , كما كان منهم العالم والداعية .
أسباب انحراف الشباب :
من الملاحظ أن ضياع الشباب , يدور حول محورين اثنين :
الأول : انحراف في السلوك الخلقي , وهذا سببه ضعف الوازع الديني , والخوف من الله , ولذلك نجد هذا الصنف من الشباب ضائعاً في المجالات التالية :
1ـ معاكسات .
2ـ زنى .
3ـ مخدرات .
4ـ سرقات .
5ـ جرائم وتعديات ..... إلخ .
الثاني : انحراف في السلوك الديني : وهذا الانحراف له عدة أسباب منها :
1ـ ضعف التأصيل العلمي أو انعدامه .
2ـ ضعف ظهور المرجعية التي ينبغي أن يرتبط بها الشباب .
3ـ وجود كوادر حزبية تحمل في جعبتها برنامج عمل جاهز ومحدد الأهداف .
4ـ عدم وضوح البرنامج الإسلامي الشرعي على مستوى الأمة , وانعدام المرحلية في الدعوة , وضياع الأهداف .
5ـ اشتداد حالة الضعف في الأمة الإسلامية , مع بروز عدد من الجرائم التي ارتكبت وترتكب في حق شعوب إسلامية , الأمر الذي يعكس ردة فعل عند بعض الشباب الذين لا يضبطون انفعالاتهم , ولا يملكون الضوابط الشرعية للتعامل مع الحدث , مع فقدهم ـ كما ذكرناـ التأصيل العلمي , فيخرجون على أمتهم وعلمائهم بهذه الأفكار التكفيرية الخطيرة والتي يمارسون معها العنف , ويتحول الإسلام في صورتهم إلى قضية (( بوليسية )) تماماً, بدل الدعوة إلى التوحيد وإفراد الله بالعبادة والسعي لإخراج الناس من ظلمات الشرك والجهل والتخبط , إلى نور الإسلام وعدله وسماحته , ووضوح أحكامه وجلاء تصوره للوجود والحياة .
العلاج :
إذا تصورنا المشكلة , وأمكننا تشخيص الداء , صار من السهل بإذن الله أن نصف الدواء , ونضع العلاج , للخروج بالأمة من حالة ضياعها بضياع شبابها , وتجنيب العثرات والزلات التي تتسبب بزيادة ضعفها , مع تسلط عدوها عليها وتربصه بها . وإن من أهم الوسائل التي ينبغي أن نقوم بها في هذا الاتجاه :
1. سد منافذ الشر التي يدخل منها أعداء الأمة إلى أفكار وعقول الشباب .
2. تهذيب برامج الترفيه , وتخليصها من كل الشوائب الأخلاقية.
3. إيجاد البدائل الشرعية في حياتنا المعاصرة .
4. التركيز على التأصيل العلمي الشرعي , وجلاء منهج أهل السنة والجماعة في التكفير, والتعامل مع الحاكم , مع بيان وجوب الارتباط والرجوع إلى أهل العلم في النوازل .
5. إظهار المرجعية العلمية التي ينبغي أن يلتف حولها الشباب, ويعطوها الثقة والحب , بحيث يكون ظهورها ظهوراً قوياً واضحاً لا يغيب
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري