الخميس، 18 يونيو 2009

: الباب الخامس

  • Date: Wed, 17 Jun 2009 14:18:15 -0700
    From: ahzenny@yahoo.com
    Subject: الباب الخامس
    To:
    m_7alawa@hotmail.com
  • الباب الخامس

    نصرة النبي هدف جلي:

    · فضفضة.

    · نصروه فانتصروا.

    - قصة السيدة أم عمارة. رضي الله عنها

    - قصةسيدنا معاذ ومعوذ بن عفراء . رضي الله عنهما

    - قصةسيدنا أبو بكر الصديق . رضي الله عنه

    - قصةسيدنا علي بن أبي طالب . رضي الله عنه

    - قصةسيدنا خزيمة بن ثابت . رضي الله عنه

    عناصر الوحدة الإسلامية:

    - التمسك بالقرآن والسنة الصحيحة.

    - إخراج الهزيمة من قلوبنا.

    - تصفية النفس من الحقد والخيانة .

    - الإعداد النفسي والمالي .

    - إعادة الهيكلة الإسلامية.

    · رسالة إلي العقلاء

    فضفضة:

    إن الإخلاص لله يجمع ويوحد ، وأما إتباع الهوى فهو يشتت ويفرق لأن الحق واحد والأهواء كثيرة لا حصر لها ، وإن أكثر ما فرق الأمة الإسلامية إلى فرق وطوائف في القديم والحديث هو إتباع هوى النفس أو أهواء الغير ، كما قال أحد الصالحين من تبع الله فقد ملك ومن تبع هواه فقد هلك .

    لذلك آن الأوان لكي تتوحد الأمة بصدد الهجوم الشرس على الدين وعلى أشرف الخلق سيدنا محمد وكما أورد الإمام الشاطبى في كتاب "الاعتصام" أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، خلا بنفسه ذات يوم فجعل يحدث نفسه كيف تختلف هذه الأمة ونبيها واحد وقبلتها واحدة وكتابها واحد فقال ابن العباس: يا أمير المؤمنين إنما أنزل علينا القرآن فقرأناه وعلمنا فيم نزل وأنه سيكون بعدنا أقوام يقرئون القرآن ولا يعلمون فيم أنزل فيكون لكل قوم فيه رأي فإذا كان لكل قوم رأى اختلفوا فإذا اختلفوا اقتتلوا لقوله تعالي :

    "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " (سورة آل عمران 104).

    فعلى الأمة الإسلامية أن تبحث عن ذاتها وأن تحاسب نفسها وتعرف إيجابياتها وسلبياتها والأمة لا تكون أمة إلا إذا اتحدت وسائلها وأهدافها لكي تكون في نصرة الحبيب والدفاع عنه وهذا لا يتم إلا من خلال تكامل الوحدة الإسلامية. كما جاء في حديث النبي

    عن معاوية بن أبي سفيان رضيعنه قال : سمعت رسوليقول:

    لا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ - رواه البخاري في باب المناقب رقم 3369 .

    فإن الأمة الإسلامية فيها ما يجعلها قوة عظمى من خلال الثروات البشرية والمادية، فمثلاً البشرية تعداد سكان العالم 6 مليار نسمة والأمة الإسلامية هي ربع هذا التعداد فلو استخدمت تعدادها فيما يراد منه لسادت وقادت ولكن!!!!!!.

    فالأمة الإسلامية هي الوحيدة التي جعل الله لها وطناً مترامي الأطراف من الصين شرقاً حتى المغرب غرباً ومن نهر الفولجا شمالا حتى جنوب خط الاستواء ، لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    إِنَّ اللَّهَ زوى لي الْأَرْضَ- جمع- فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ وإن ربي قال :

    يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ- بقحط يعُمهُم - وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ – مجتمعهم - وَلَوْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا أَوْ قَالَ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا " رواه مسلم بسنده عن ثوبان رضي الله عنه في باب الفتن رقم 5144 ، [ الكنزين الأحمر والأبيض ] هما الذهب والفضة أو كنز كسرى وقيصر أو ملك العراق والشام أو ظهور البترول بكثرة في بلاد العرب وقد تحقق الجميع وصدقت نبوءة النبي .

    وهى أمة تملك من الرصيد الروحي ما لا يتوافر عند غيرها وقد أنعم الله عليها بالوحدة في خمسة جوانب وحدة العقيدة- وحدة الشريعة – وحدة الحضارة- وحدة الأمة- وحدة الإسلام بينما الآخرون اختلفوا في ذات الإله الذي يعبدونه.

    فهذه الأمة تملك تراثاً حضارياً وثقافياً جعلها العالم هي الأولى على ظهر هذا الكوكب لأكثر من عشرة قرون بينما الغرب يغرق في التخلف العلمي والحضاري قبل انتفاعهم بعلوم المسلمين

    وتمتلك هذه الأمة من الثروات المادية ما يجعلها العالم الأولى أيضاً على ظهر هذا الكوكب.

    فثلاثة أرباع نفط العالم في هذه الأمة وكذلك ثروات باطن الأرض من "غاز، ذهب، منجنيز، نحاس ....". فأغلب المواد الخام موجودة في أرض العالم الإسلامي وبها الأنهار العذبة التي بعثت من الجنة وفيها أخصب الأراضي الزراعية وفيها شواطئ وبحار ومحيطات وفيها أموال طائلة ولكن أودعت في بنوك الأعداء .

    وإن البعد عن القرآن والسنة وامتلاك القلوب بالكراهية وانتشار الخيانة والغدر وعدم خروج الهزيمة من قلوبنا وعدم الاستعداد لصد العدوان، كل هذا يجعلنا ضعفاء ، فكيف ننصر النبي e ونحن كذلك؟ فعلينا أن نتماسك ونتعاون ونحافظ على ثرواتنا كما حذر النبي e من التفكك وحب الدنيا وكراهية الجهاد في سبيل الله ، كما جاء في الحديث :

    قال رسول الله:

    يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ :

    بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّه ِe وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ " (في سنن أبو داود باب الملاحم رقم 3745عن ثوبان رضي الله عنه

    نصروه فانتصروا :

    إن الصحابة ضربوا لنا مثلاً عظيما في الدفاع عن النبي ونصرته وهذا الأمر لم يأت من فراغ وإنما من خلال تمسكهم بالقرآن والسنة وقواعد الإيمان التي كانت راسخة في قلوبهم.

    فعرفوا كيف نصروا الحبيب وذلك من خلال موضع القوة والعزة، ونضرب لكم بعض الأمثلة لهؤلاء الصحابة" الأطفال الشباب ،الشيوخ ، النساء" الذين دافعوا عن النبي e فنصروه فانتصروا ، فإن محبة رسول الله عقد من عقود الإيمان ولزوم سنته وإتباع هديه علامة المحبة الصادقة لله عز وجل لقوله تعالي:

    "قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ " (سورة التوبة 24)

    فتعال معي عزيزي القارئ لترى مناقب الصحابة العظماء الذين حافظوا على عناصر الوحدة الإسلامية فنصروه و انتصروا .

    أولا: قصة السيدة أم عمارة : رضي الله عنها

    قال الحارث بن عبد الله سمعت عبد الله بن زيد بن عاصم يقول: دافعت أم عمارة عن النبي e في غزوة أحد بعد الخطأ الكبير الذي وقع فيه بعض الصحابة ...

    فتحرك خالد بن الوليد قبل إسلامه ومن معه من المشركين تجاه المسلمين فحاصروهم وذهبت مجموعة منهم لينالوا من النبي e ويقتلوه فكانت أم عمارة" بركة بنت ثعلبة بنت عمر" من ضمن الصحابيات اللاتي تصدين لهم مع صحابة رسول اللهe وأصيبت في ظهرها ومع ذلك استمرت في القتال حتى رق النبي e لها وقال:

    من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة ؟ قالت: بل أطيق وأطيق وأطيق يارسول الله فقال لها : سليني يا أم عمارة ؟ فقالت مرافقتك في الجنة يا رسول الله فقال أنت وأهلك يا أم عمارة . بدون تعليق

    فأين الرجال يا أمة المليار ؟!

    ثانيا: قصة سيدنا مُعاذ ومُعوذ : رضي الله عنهما

  • قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه عن جده :

    بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ فِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي فَإِذَا أَنَا بِغُلَامَيْنِ مِنْ الْأَنْصَارِ حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا فَقَالَ : يَا عَمِّ هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ قُلْتُ نَعَمْ مَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ يَا ابْنَ أَخِي قَالَ أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ رَأَيْتُهُ لَا يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَلُ مِنَّا فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ .

    فَغَمَزَنِي الْآخَرُ فَقَالَ لِي مِثْلَهَا فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَجُولُ فِي النَّاسِ قُلْتُ أَلَا إِنَّ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي سَأَلْتُمَانِي فَابْتَدَرَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلَاهُ ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَاهُ فَقَالَ أَيُّكُمَا قَتَلَهُ قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنَا قَتَلْتُهُ فَقَالَ هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا قَالَا لَا فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ فَقَالَ كِلَاكُمَا قَتَلَهُ سَلَبُهُ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ وَكَانَا مُعَاذَ بْنَ عَفْرَاءَ وَمُعَاذَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الجَمُوحِ . خرج الإمام البخاري في كتاب فرض الخمس رقم 2908

    بدون تعليق

    فأين الرجال يا أمة المليار ؟!

    ثالثا: قصة سيدنا أبي بكر الصديق : رضي الله عنه

    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

    لما كانت ليلة الغار قال أبو بكر يا رسول اللهe دعني فأدخل قبلك، فإن كانت هناك حية أو شيء كانت لي قبلك فداك يا رسول الله فدخل أبو بكر رضي الله عنه فجعل يلتمس بيديه فكلما رأى جُحرا – فتحة في الغار- جاء بثوبه فشقه ثم ألقمه الجُحر سد به فتحات الغار حتى فعل ذلك بثوبه أجمع قال: فبقى جُحر فوضع عقبه عليه ثم دخل رسول الله .

    فلما خرج قال له النبي : أين ثوبك يا أبا بكر ؟ فأخبره بالذي صنع فرفع النبي e يده فقال : اللهم إني أحب أبا بكر فاجعله معي في درجتي يوم القيامة فأوحى الله تعالى إليه أن الله قد استجاب لك " حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ( 1/33) الجزء الأول صفحة 33.

    رابعا: قصة سيدنا علي بن أبى طالب : رضي الله عنه

    قبل الهجرة أتى جبريل رسول الله وقال له:

    لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه ، فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه حتى ينام فيثبون عليه، فلما رأى رسول الله مكانهم قال لعلى بن أبي طالب:

    نم على فراشي فلا يخلص إليك شيء تكرهه وقال فديت نفسي خير من وطئ الثرى –أي خير من سار على الأرض-

    سبحان الله فدا رسول الله ونام مكانه وهو شاب صغير حبا في النبي . (حلية الأولياء)

    خامسا : خزيمة ابن ثابت : رضي الله عنه

    عن الزُهري قال :

    حدثني عمارة بن خزيمة الأنصاري رضي الله عنه أن عمه حدثه وهو من أصحاب النبي:

    أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْتَاعَ فَرَسًا مِنْ أَعْرَابِيٍّ فَاسْتَتْبَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَقْضِيَهُ ثَمَنَ فَرَسِهِ فَأَسْرَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَشْيَ وَأَبْطَأَ الْأَعْرَابِيُّ فَطَفِقَ رِجَالٌ يَعْتَرِضُونَ الْأَعْرَابِيَّ فَيُسَاوِمُونَهُ بِالْفَرَسِ وَلَا يَشْعُرُونَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْتَاعَهُ .

    فَنَادَى الْأَعْرَابِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :

    إِنْ كُنْتَ مُبْتَاعًا هَذَا الْفَرَسِ وَإِلَّا بِعْتُهُ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَمِعَ نِدَاءَ الْأَعْرَابِيِّ فَقَالَ : أَوْ لَيْسَ قَدْ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ لَا وَاللَّهِ مَا بِعْتُكَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلَى قَدْ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ فَطَفِقَ الْأَعْرَابِيُّ يَقُولُ هَلُمَّ شَهِيدًا فَقَالَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَايَعْتَهُ . سنن أبي داود كتاب الأقضية رقم 3130.

    فتعال معي عزيزي القاريء لترى قيمة الوحدة الإسلامية التي إذا اكتملت عناصرها أصبحت الأمة في موضع قوة لا يستهان بها ، وتستطيع أن تدافع عن النبي والإسلام .

    فأين حب النبي في قلوبنا ؟!

    الوحدة الإسلامية:

    يجب علينا أن نزيل العوائق التي تعوق الوحدة الإسلامية لكي نتصدى لأي هجوم شرس على نبي الإسلام وذلك من خلال تمسكنا بهذه العناصر التي لها الدور الكبير في حياة كل مسلم وهي:

    أولا: التمسك بالقرآن والسنة الصحيحة .

    ثانيا: إخراج الهزيمة من أنفسنا .

    ثالثا: تصفية النفس وحماية العرض من الخيانة.

    رابعا: الإعداد النفسي والبدني والمالي .

    خامسا: إعادة الهيكلة الإسلامية المتكاملة.

    أولا : التمسك بالقرآن والسنة الصحيحة:

    إن السبب الرئيسي لفرقة المسلمين الإعراض عن التمسك الحقيقي بكتاب الله تعالى وسنة رســـوله e والآية تشير إلى ذلك ، لقوله تعالي:

    " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ* وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ " ( سورة الأنفال: 45-46)

    فانظروا إلى العدو الصهيوني يحارب السنة في فلسطين والشيعة

    في لبنان ويحرض الشيعة على السنة في العراق والهدف واحد هو القضاء على كل ما يسمى إسلاما.

    ومنذ أن سقطت الخلافة الإسلامية – حتى الآن – لم يستطع المسلمون أن يتخذوا رأيًا واحدًا في القطر الواحد. فأين المسلمون؟ فعلينا أن نتمسك بما جاء به النبي e وتبيانا لما سبق هذا الحديث :

    عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ فَكَانَ لَا يَأْتِيهَا كَانَ يَشْغَلُهُ الصَّوْمُ وَالصَّلَاةُ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال :

    صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ قَالَ إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَمَا زَالَ بِهِ حَتَّى قَالَ لَهُ صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا وَقَالَ لَهُ اقْرَإِ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ قَالَ : إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ اقْرَأْهُ فِي كُلِّ خَمْسَ عَشْرَةَ قَالَ إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ اقْرَأْهُ فِي كُلِّ سَبْعٍ حَتَّى قَالَ اقْرَأْ فِي كُلِّ ثَلَاثٍ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ فَمَنْ كَانَتْ شِرَّتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدْ أَفْلَحَ وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ . "مسند أحمد الجزء 14 رقم 6473 وابن حبان وابن خزيمة والبيهقى "

    وهذا الحديث يبين فضل سنة الحبيب e ومن ابتعد عنها هلك.

    المعنى : شرة ، كسر الشين و الراء المشددة : النشاط والرغبة- فترة : سكون أو الكسل والضعف- خرجه الإمام البيهقى بسنده عن عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما في كتاب شعب الإيمان باب القصد في العبادة

    فالتمسك بالقرآن والسنة نجاة ، فلا يتلاعب بهما أحد فيهلك ، كما

    قال المنافقين أمنَّا وهم لم يؤمنوا ولكن أعلنوا إسلامهم بُغية النجاة لقوله تعالي : "قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا

    أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " ( سورة الحجرات 14)

    فأما الذين أعلنوا التمسك بالقرآن والسنة ، وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم وسمعوا وأطاعوا فهم المفلحون و الصادقون كما قال عنهم الله عز وجل :

    "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ" (سورة الحجرات15)

    وقوله تعالي :

    إنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (سورة النور)

    فإن حقيقة الإسلام هي الاستسلام لله والانقياد له بالطاعة فإسلام العباد لرب العالمين والقبول والرضا بحكمه وشرعه في كل نواحي الحياة فرض لازم وهو مقتضى الإسلام.

    ومن عارض شرع الله برأيه فليس بمستسلم لله بل هو عبد لهواه متكبر على شرع الله متعمدا الخطأ ، لذلك قال العقلاء : صاحب العزيمة الغالب لهواه" لقول الله تعالي :

    " أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ سورة الجاثية 23

    وقال تعالي: فإن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" ( سورة القصص 50 )

    وإذا كنا في حاجة إلى أن نراجع أنفسنا للخروج من منزلة كيد الأعداء وما نزل بساحتنا من فضائح نتيجة لبعدنا عن شرعة الله وسنته لأمتنا بدعوى الإصلاح ، فأولى خطوات الإصلاح النابعة من شريعتنا الإسلامية : هي العودة إلى مبادئ ديننا الحنيف وإسلام القلب لله في كل الأمور فهذا مقتضى الإسلام وشرط الإيمان لقوله تعالي :

    " فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا " (سورة النساء 65).

    فقَالَ سَلْمَانُ : لَوْ وَضَعَ رَجُلٌ رَأْسَهُ عَلَى الْحَجَرِ الأَسْوَدِ فَصَامَ النَّهَارَ وَقَامَ اللَّيْلَ لَبَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ هَوَاهُ.إتحاف 5928 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ هَارُونَ - هُوَ ابْنُ الْمُغِيرَةِ - عَنْ شُعَيْبٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ أَبِى صَادِقٍ قَالَ قَالَ سَلْمَانُ : في سنن الدرامي باب في إجتناب الأهواء .

    ومع أن الشريعة الإسلامية قد جاءت بمصالح الخلق إلا أنها لم توضع على مقتضى شهوة العباد وأغراضهم قال تعالي:

    "وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ" سورة المؤمنون71

    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل إن الناس لا يفصل بينهم النزاع إلا كتاب منزل من السماء ولو ترك الأمر لعقولهم فلكل واحد منهم عقل " مما يؤدى إلى التفرق ومع ضرورة العودة إلى الله والتوبة إليه والمعرفة بأن أعظم الفتن التي تعانى منها مجتمعاتنا المسلمة في عصرنا الحاضر هي فتنة

    غياب الحق وظهور الباطل .

    وإن فقدان أهميته المرجعية الصريحة في إبداء الحق ونصرته أمام الباطل وإظهاره على الوجه الذي أنزله الله على رسوله دون فتور أو تردد من خشية إملاق أو تأويلات غلبت عليها شبهات طاغية أو شهوات دائمة مما يجعلها سببا رئيسيا في تعرض صورة الإسلام وجوهره في المجتمعات المسلمة لخطرين داهمين :

    فخطر الإفساد في الإسلام بتشويش قيمه ومفاهيمه الثابتة بإدخال الزيف على الصحيح والغريب الدخيل على المكين الأصيل حتى يغلب الناس على أمرهم في هذا الفهم المقلوب.

    فإذا قامت صيحات تصحيحية تدعوهم إلى الرجوع إلى المنهج الحق والتمسك بالشرعة الخالدة كما أنزلهما الله أنكروا عليهم ما يدعون إليه ، واتهموا الناصحين بالرجعية والجمود والعكوف على ظاهر النصوص دون روحها، كما أن دعاة التلبيس والتدليس لسان حالهم عند نصح الناصحين ينطق بقوله تعالى :

    "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ* أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُون " (سورة البقرة 11-12).

    وإن كل طائفة ستزعم أن لها منهجها الخاص بها فتتنوع الانتماءات إلى الإسلام في صور يغاير بعضها بعضا كالخطوط الممتدة المتوازية التي يستحيل معها الالتقاء.

    حتى إننا لنرى إسلاما شماليا وإسلاما جنوبيا وإسلاما شرقيا وآخر غربيا وإنما الإسلام شرعة واحدة، وصبغة ما بعدها صبغة ولكنه التضليل والتلبيس الذي يفعل بالمجتمعات ما لا تفعله الجيوش العاتية.

    إن المجتمع التقى النقي هو ذلكم المجتمع الذي تسود فيه أجواء النقاء في المنهج والموضوع في الهدف وسلامة السريرة والعدل في الحكم. مجلة التوحيد

    كما جاء في رسالة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب :

    أرسل أمير المؤمنين إلى أحد الصحابة رسالة مضمونها من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما قال فيها :

    "أما بعد فإني آمرك ومن معك بتقوى الله على كل حال فإن تقوى الله هي العدة على العدو وأقوى المكيدة في الحرب وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراسا من المعاصي منكم من عدوكم فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة فذكر حديث لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين علي الحق لايضرهم من خزلهم."

    فالتمسك بالقرآن والسنة الصحيحة فرض على كل مسلم لقوله تعالى:

    "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" (سورة آل عمران 103)

    وعن أبي هريرة قال رسول الله

    "إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةِ الْمَالِ.

    و حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سُهَيْلٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلَاثًا وَلَمْ يَذْكُرْ وَلَا تَفَرَّقُوا " رواه مسلم في كتاب الأقضية رقم 3236

    فإن الله تبارك وتعالى أمر الأمة أن تتمسك بالقرآن ولا تتفرق لأن في الفرقة ضعف ومن خلال الضعف يستطيع العدو الصهيوني التغلغل بداخلها فتصبح ضعيفة لا تستطيع الدفاع عن الإسلام ولا النبي ولا نفسها فكيف يستقيم الظل والعود أعوج!

    وتبيانا لذلك:

    حدثنا سعيد بن يحيى قال: حدثنا أسباط بن محمد عن عبد الملك بن أبى سليمان العز رمى عن عطية عن أبى سعيد الخدرى قال: قال رسول الله e:" كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض". والحبل أصلا في اللغة وهو السبب يوصل إلي الحاجة

    فهو الذكر الحكيم والصراط المستقيم ولا يشبع منه العلماء ولا يمل منه الأتقياء ومن قال به صدق , لذلك سأل النبي صلي الله عليه وسلم

    أو قيل يا رسول الله إن أمتك ستفتن من بعدك قال فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سئل ما المخرج منها قال الكتاب العزيز الذي { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } من ابتغى الهدى في غيره فقد أضله الله ومن ولي هذا الأمر من جبار فحكم بغيره قصمه الله هو الذكر الحكيم والنور المبين والصراط المستقيم فيه خبر من قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل وهو الذي سمعته الجن فلم تتناها ان قالوا { إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد } ولا يخلق عن كثرة الرد ولا تنقضي عبره ولا تفنى عجائبه ثم قال علي للحارث خذها إليك يا أعور " سنن الدرامي بسنده عن البختري عن الحارث عن علي رضي الله عنهم وفي رواية أخري قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :

    أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة فإنها حبل الله الذي أمر به وأن ما تكرهون في الجماعة والطاعة هو خير ما تستحبون في الفرقة .

    والحبل الأصل في اللغة وهو الشيء الذي يوصل إلى الحاجة والحبل هو لفظ مشترك.

    وأخيرا فعلينا أن نتمسك بالقرآن والسنة كما أمرنا الله تعالى. وننصر نبينا ولا نتخاذل عن نصرته لكي ينصرنا الله .

    قال تعالي :

    يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ"(سورة محمد 7)

    أي فعلينا بالمحافظة على كتاب الله ونشر الدعوة الإسلامية ونصرة ما جاء به النبي e لينصرنا الله على أعدائنا نصرا عزيزا ويثبت أقدامنا في الدنيا والآخرة لقوله تعالي :

    "وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" ( آل عمران101).

    فعلى كل مسلم أن يأخذ نفسه وأبناءه بهدى القرآن ؛ ففيه شفاء من كل داء والوقاية من كل العوارض......

    فالله تبارك وتعالى هو الذي علم النبي مالم يكن يعلم، فنشر الدين الحنيف بالخلق الحسن لقول احد الصالحين:

    القرآن مفتاح الباب السعيد ، القرآن حبل النجاة الوحيد لاتتركوه أو تهجروه ينساكم ربي إذا أنتم نسيتوه.

    إخراج الهزيمة من قلوبنا:

    ليس اليأس والإحباط من شيم المؤمنين فلابد أن يكون لديهم الأمل دائما في التغير والإصلاح والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والقيام من أي كبوة.

    وأن القرآن والسنة لم يكونا فقط منهاجا نظريا ولكن الله تبارك وتعالى يربى الإنسان من خلال القصة والسياق المحكم لكيفية خروج الإنسان من أي مصيبة أو هزيمة نفسية لقوله تعالي :

    " وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ " ( سورة الروم36)

    فمن أجل الدنيا كثيرا ما يرتكب المسلمون المنكرات من رشوة وفساد مالي أو ظلم وخروج عن المنهج الشرعي وكثيرا ما تعانى الأمة الإسلامية من خطأ هذه المجموعة الصغيرة التي أخطأت.

    فعلينا أن نصبر ولا نكون كالذين قال فيهم المولى عز وجل:

    فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ" سورة المائدة 52

    وقد حدد الدكتور السرجانى في مجلة التبيان الصادرة في جمادى الآخرة 1427 العدد (23) عشرة وسائل مختلفة للخروج من الهزيمة النفسية. نسوق فيما يلي بعضا مما ذكره:

    1-لفت نظر المصاب إلى الجوانب الإيجابية فيه وفي الأمة فالإنسان في أزمته النفسية عادة ما يضخم الأمور السلبية ولا يرى الجوانب الإيجابية الموجودة فيه أو في الأمة لقول تعالي :

    " فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا " 39 آل عمران

    فلابد أن تعلم الأمة الإمكانيات التي لديها من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله فهي العقيدة القوية التي يصبح بها المؤمن ثابتا في كل الأمور .

    ولقوله تعالي :"إِنَّ الَّذِينَ جَاءو بِالإفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ

    وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ " النور11

    2- لفت نظر المصاب إلى الجوانب الإيجابية في المصيبة ذاتها يقول الله تعالي :

    "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ " ( سورة البقرة216)

    وقال الله تعالي:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا " (سورة النساء 19)

    فمصائب كثيرة يمر بها المجتمع ولكن بداخل هذه المصائب خير كثير، وكذلك كانت مصيبة أَحد بداخلها خير.

    قال الله تعالي :

    " وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ " آل عمران166

    فنطالع على صفحات الجرائد والمجلات من يجاهر بأنه يوالى الأعداء على حساب المسلمين ولو كان المسلمون يعيشون الانتصار دائما ما خرج هؤلاء المنافقون.

    قال تعالي: "لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ " سورة التوبة 47)

    قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما أصبت بمصيبة إلا كان لله علي فيها أربع نعم " أنها لم تكن في ديني، ولم تكن أكبر منها، وأنني لم أحرم من الرضا عند نزولها، وأنني أرجو ثواب الله عليها.

    3- إن المصائب مقدرة، والحزن لن يغير شيئا من وقوع هذا البلاء ، قال تعالي:

    "وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ ( سورة آل عمران: 166)

    وقال الرسول في الحديث التربوي الرائع :

    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ . "رواه مسلم في صحيحه رقم 4816 وابن ماجة بسند كل منهما عن أبي هريرة رضي الله عنه "

    4- ربط المحبط بالله عز وجل، فهذا يخرجه من هزيمته النفسية لقول الله تعالي:

    "إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ."(آل عمران: 160)

    وعلماء النفس يطالعوننا كل يوم بالإحصائيات والدراسات عن الاكتئاب والانتحار ببلاد الغرب والشرق رغم أن الذي نمر به من مصائب أضعاف أضعاف ما يمرون به.

    ونجد أعلى نسب الانتحار في أرقى بلاد العالم كالسويد والدانمرك وسويسرا كذلك اليابان وفي أمريكا هناك منظمة لرعاية المنتحر من كثرة الإقبال علي الانتحار حيث تشير الإحصائيات للمنتحرين 37 ألف شخص كل عام نتيجة الفراغ الديني ؛ فالحمد لله علي نعمة الإسلام .

    5- التربية بالتاريخ وهي من أبلغ وسائل الخروج من الهزيمة النفسية فبعد غزوة أحد ينزل.

    قال الله تعالي:" وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ" سورة آل عمران 146

    فما حدث في غزوة أحد تكرر مرات عديدة مع الأنبياء بسبب معصية الأفراد من قبل.

    وما يحدث للأمة الإسلامية الآن هو أهون بكثير مما مرت به؛ مثل حروب الردة والتتار والصليبين وحال المسلمين في الأندلس ولكن انتصروا بالعزيمة القوية الآية قال الله تعالي :

    " فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ " سورة البقرة 249

    6-إن دوام الحال من المحال:

    فما سقط المسلمون أبدا. إلا كان لهم بعد السقوط قيام، وقد وعد الله تعالى هذه الأمة بالبقاء إلى يوم القيامة ؛فأين الدولة الرومانية والفارسية وأين بريطانيا العظمى فقد اختفى كل سلطان قوى .

    لقول الله تعالي: إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ

    شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ"سورة آل عمران 140

    وقال تعالي:

    "وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ " ( سورة آل عمران 141)

    وقال تعالي:

    "وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا" ( سورة والنساء رقم 104)

    7- أن نأخذ بالأسباب ونترك النتائج عند الله تعالى

    فقد يعطى الله تعالى المهزوم أجرا عظيما ويعطى المنتصر عذابا يوم القيامة فعلى الإنسان أن يعمل ما عليه ويترك لله تقدير النتائج كما يشاء ، لقول الله تعالي :

    " وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ " سورة التوبة 105

    وقد أنزل الله تعالي حق المشركين الذين انتصروا في غزوة أحد لقوله تعالى : " لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ *مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ " آل عمران 196-197

    فالحساب على قدر العمل وليس على النتيجة كما سبق .

    8- إن القعود يوجب العقاب فالقعود والفتور والكسل غير مسموح بهم والإحباط ليس من شيم المؤمنين.

    قال تعالي: "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ " (آل عمران144) وهذا تحذير خطير .

    قال تعالي:

    "إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا" ( الفتح 10).

    تصفية النفس من الحقد والخيانة :

    إن العدو الصهيوني إذا أراد أن يصل إلى الهدف ينشر العداوة والبغضاء بين الأفراد والأحزاب والمذاهب ليقتتلوا لكي يحقق الهيمنة الكاملة على الموقف لأنه يعلم جيدا أن التعاون قوة فلا يستطيع السيطرة من خلاله ، فإذا أردنا أن ننصر الحبيب علينا أن نبتعد عن التقاطع لذلك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :

    إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا ." رواه البخاري الجزء 19 رقم 5604"

    فعلى كل مسلم أن يبدأ بنفسه ويصلح من شأنه لكي تكون الأمة قوية وتلغى شعار الضعفاء ( أنا مالي ) كما جاء في الحديث قال رسول الله .

    لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً تَقُولُونَ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا "رواه الترمذي بسنده عن حذيفة بن اليمان رضي الله عمه قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ

    ولكن لك دور تستطيع أن تؤثر به على مجريات الأمور بالحكمة والخبرة وهذا ما جاء في حديث النبي... عن أنس بن

    مالك قال رسول الله " المرء بأخيه كثير" ( في مسند شهاب).

    وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

    " إذا رزقكم الله مودة امرئ مسلم فتشبثوا بها وعليكم بإخوان الصدق فإنهم زين في الرخاء وعدة في البلاء"

    قال تعالي: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا

    اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " (سورة الحجرات 10)

    وجماع ما سبق بالإضافة إلى غيره كثيرا يدخل في نطاق سورة الحجرات التي تسمى بسورة الأدب لأنها احتوت عليها من مكارم الأخلاق.

    قوله تعالي :

    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ " الحجرات12.

    وقوله تعالي:

    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ الحجرات11

    فلا نجعل مصر للمصريين والسعودية للسعوديين وسوريا للسوريين فقط ولكن المسلم أخو المسلم في كل مكان .

    فيا أمة المليار ونصف ( 52 دولة إسلامية ) أين الإيثار!

    فعلى كل مسلم يشعر بأخيه المسلم في كل مكان ويقف بجواره ويحمى عرضه ويرفض أن يكون سببا في عون الظالم ضد المسلم .

    فنعلم أن الإسلام فوق الإقليميات ويتخطى الحدود بين الدول سياسية كانت أو طبيعية ويجمع بين أفراده في الدنيا والآخرة بأخوة

    لا تنقطع وتعلو علوا لا يعلمه إلا الله , لذلك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:

    "مَا مِنْ رَجُلَيْنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلا كَانَ أَحَبُّهُمَا إِلَى اللَّهِ أَشَدَّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ". لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ جَعْفَرِ بن بُرْقَانَ إِلا مُوسَى بن أَعْيَنَ راوه الطبراني بسنده عن أبي الدرداء رضي الله عنه الجزء 20 رقم 1798

    لذلك نحذر من إعانة الظالم على المسلم لأنه سوف ينقلب عليك ، كما قال المثل العربي: " من أعان ظالما سلطه الله عليه والى هذا المعنى يشير قوله تعالي:

    " كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ"سورة الحج 10

    أي حكم الله وقضى من تولى الشيطان واتخذه وليا فإن الشيطان يغويه ويسوقه إلى عذاب جهنم وعَبر بلفظ "يهديه" على سبيل التهكم والخيانة كبيرة من الكبائر العظيمة وحذر النبي منها لأنها تؤدي إلى هلاك الشعوب وللخائن عذاب وفضيحة لما يسببه من الدمار في الدنيا وبالخيانة تضعف الأمة ولا تستطيع أن تدافع أو تنصر الحبيب إذا أساءوا إليه فحذر النبي من الخيانة لأنها مدخل لأعداء الإسلام من الصهاينة في بلاد المسلمين ، لذلك قال أحد الرجال :

    فقد فشا الغدر والخيانة في الناس فما أرى رفيقا شفيعا لذلك حذر النبيe وقال

    " لكل غادر لواء ؟ (رواه مسلم ( ح 1738) بسنده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه

    و كما جاء في الحديث القدسي أيضا : قال رسول الله قال الله تعالي

    " ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ ." أعطى بي ثم غدر = عاهد ثم غدر رواه البخاري في كتاب البيوع رقم 2075

    فإن الخيانة سبب رئيسي في ضعف الأمة ومن خلال هذا الضعف لا تستطيع أن تدافع عن النبي أو الإسلام فإذا أردنا نصرة الحبيب علينا أن نعالج الأمراض وذلك من خلال الدواء وهو تصفية النفس من الغل والحقد والكراهية لإخواننا المسلمين وأيضا حماية العرض والدفاع عن أخيك المسلم فيا أمة المليار أين حماية العرض والدار لقول النبي :

    "كُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ عِنْدَ اسْتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"عند الدبر" يُرْفَعُ لَهُ بِقَدْرِ غَدْرِهِ أَلَا وَلَا غَادِرَ أَعْظَمُ غَدْرًا مِنْ أَمِيرِ عَامَّة " ( رواه مسلم في كتاب تحريم الغدر رقم 3272) بسندهٍ أبي سعيد الخدري رض الله عنه

    رابعا : الإعداد :

    إن الأمة الإسلامية مطالبة بإعداد الأجيال إعدادا مناسبا لتسير مع الركب-حتى لا تتأخر-وذلك في شتى المجالات كالطب والهندسة والزراعة والنووي....ليكون سببا في بناء القوة الإسلامية مرة أخرى لأن الضعف يؤدي إلي الهلاك ؛ لذا فان الإعداد عنصر هام في حياة البشر.

    وقد أنعم الله تبارك وتعالى علينا بنعمتين عظيمتين هما القرآن والسنة الصحيحة فمن خلالهما ترى كيف تتعامل مع الدنيا وتعرف قيمة الآخرة لقول الله تبارك وتعالي:

    "انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ "التوبة41

    ولقوله تعالي:

    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيل" التوبة38

    وقال لقمان : يا بني إن الدنيا بحر عميق وقد غرق فيه كثير من الناس فلتكن سفيتنك تقوى الله لعلك تنجو وبع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا ولا تفعل غيرها .

    وقال الله تعالي:

    "وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً" الكهف45

    فقد أمرنا الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم بالإعداد النفسي والمالي للتصدي إلى أي هجمة شرسة من أعداء الدين وهم كثير؛ فندافع عن الدين والعرض وهذا لا يأتي من فراغ ؛ ولكن من خلال العقيدة الراسخة في القلب لنصرة الدين ؛ والجزاء من جنس العمل لقول الله تعالي :

    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ " محمد7

    وترى في السنة الصحيحة بأن الدفاع عن النفس والدين واجب لما جاء في هدى النبي:

    قَالَ : رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ الْغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا " رواه البخاري الجزء 10 رقم 2678 بسنده عن سهل بن سعد رضي الله عنه "

    فإن المسلمين يدفعون اليوم ضريبة تقصيرهم في إعداد العدة وأخذ الأهبة للاستعداد لهذا الموقف العصيب الذي يهدد الأمة الإسلامية وأدى إلى سب الرسول وقتل آلاف الرجال والأطفال والنساء ونهب الأراضي والثروات والمسلمون ينظرون ولا يفعلون فمنهم من ينظر ولا يتكلم والثاني يشجب ويندد والثالث يتحالف مع الشيطان، فواجب علينا أن نعد العدة وقال تعالى:

    "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ " الأنفال60

    فالتقدم في العلوم الأخرى يعود على الأمة بالخير كما بين النبيe في هديه أن التطور في أسلحة الرمي قوة لا يستهان بها كما حدث في لبنان عندما رمى حزب الله العدو الصهيوني بالصواريخ المتقدمة فكان لها الأثر في نفوس الأعداء الصهاينة؛ فأصيبوا بالذعر وهذا من أساسيات الإعداد كما قال رسول الله

    وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ " رواه البخاري في كتاب الإمارة باب فضل الرمي رقم 3541 بسنده عن عقبة بن عامر رضي الله عنه

    قال صوت الحق في هذا المجال :

    *ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة " جمال عبد الناصر"

    *العين بالعين والسن بالسن والنابالم بالنابالم والعمق بالعمق

    كلام "الرئيس السادات" بعد قيام العدو الإسرائيلي بضرب مصنع أبى زعبل ومدرسة بحر البقر .

    *قال المتنبي : لا يَسْلَم الشرفُ الرفيعُ من الأذى حتى يراقَ علي جَوَانِبه الدمُ .

    * وقال سيدنا عيسي عليه السلام : ما أخذ بالسيف بالسيف يُؤخَذُ.

    * قال عمرو بن أحمد الباهلي : إن الحديد بالحديد يُفْلجْ .

    *المثل الألماني : الكيس الفارغ لا يقف مستقيما .

    * قال تشيكوف الروسي : إن الذي يُولد ليزحف لا يستطيع أن يطير.

    فعلينا أن نقاتل العدو كما يقاتلنا ، ولا نهاب الموت فالشهيد له ست خصال كما قال النبي:

    لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ يَغْفِرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دُفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَيَأْمَنُ مِنْ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْإِيمَانِ وَيُزَوَّجُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنْ أَقَارِبِهِ " رواه بن ماجة بسنده عن الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ رضي الله عنه الجزء 8 باب فضل الشهيد رقم2789 ورواه أحمد في مسنده

    فعلينا أن نقاتل حتى الشهادة لقوله تعالي :

    "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِعند اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ " التوبة 36

    وكما قَالَ رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّهُ مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا وَمَنْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا " رواه مسلم في باب إعانة الغازي رقم 3511 بسنده عن زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الجهنمي رضي الله عنه

    فنصرة الدين والحبيب لا تأتي من فراغ ولكن من خلال الإعداد وهذا لايتم إلا إذا انتشر حب الجهاد بين المسلمين لقوله تعالي :

    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ " التو38

    لذلك قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَعْدِلُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لَا تَسْتَطِيعُونَهُ قَالَ : فَأَعَادُوا عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ لَا تَسْتَطِيعُونَهُ وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ : مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَلَا صَلَاةٍ حَتَّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى" راوه البخاري.في باب فضل الشهادة رقم 3490 بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه

    فإذا نظرت إلى القرآن والسنة الصحيحة تجد أن القوة لا تأتى إلا من خلال طريقين هما الجماعة وحب الجهاد ؛فبهما تكون الأمة قوية لايستهان بها.

    فإذا أرادت الأمة الإسلامية أن تكون لها مكانة قوية لايستهان بها في جميع المحافل ، فحب الآخرة هو طريق النجاة فيا أمة المليار أنقذوا الأقصى من الدمار ، وننتقل إلى جزء آخر من عناصر الوحدة الإسلامية .

    خامسا : إعداد الهيلكة الإسلامية:

    إن الهيكلة الإسلامية لا تتم إلا من خلال الولاة والدعاة فعلى الولاة دعم العلماء بكل الوسائل المادية والمعنوية التي تساعدهم على تحقيق إيمان الأمة وعلى العلماء أيضا إخراج الناس من الظلمات إلى النور من خلال نشر العلم .

    ومن دعائم هذه الهيكلة الآتي :

    1- المحافظة على اللغة العربية ليتعرف المسلم على دينه وهو ويعلم ما يفعله ، هذا من جانب والجانب الآخر أن يتمكن بعض المتخصصين في مجالات ( الطب – الهندسة – الزراعة ......) من معرفة اللغات الأخرى التي تعود علي الأمة بالنفع لإظهار المكانة العلمية للمسلمين كما كان من قبل.

    ولمزيد من التفصيل عن اللغة العربية يمكن الرجوع إلى محاضرة أ.د/ السيد خضر "كلية المعلمين بالرياض" وهى بعنوان ثقافة الاعتزاز بالعربية في عصر العولمة . رسالة د . حازم

    والتي نُشرت في رسالة الكليات العدد 60 السنة السابعة ذي الحجة 1426هـ الصفحة رقم 12 قال : إن الحرب على العربية قد استعرت في العصر الحديث واتخذت أشكالا وصورا متعددة منها الدعوة إلى إجلال العاميات العربية ومنها استعمال اللهجات في وسائل الإعلام والدعوة إلي كتابتها بالحروف اللاتينية ....الخ .

    فإن الحملة المغرضة على العربية لم تكن كذلك ضد العربية من حيث هي لغة فحسب لكونها لغة القرآن والإسلام والحضارة العظيمة للمسلمين تلك الحضارة أضاءت جنبا العالم شرقاً وغرباً قروناً طوالاً من حدود الصين شرقا إلي حدود الأطلسي غربا ومن جنوب أوروبا ووسط آسيا شمالاً حتى جنوب الهند وأدغال أفريقيا جنوباً – يقول العقاد :

    إن الحملة على اللغة العربية في الأقطار الأخرى إنما هي حملة على لسانها أو على أدبها وثمرات تفكيرها على أبعد احتمال ولكن على لغتنا نحن حملة علي كل شيء يعنينا وعلي كل تقليد من تقاليدنا الاجتماعية والدينية وعلى اللسان و الفكر في ضربة واحدة وزال العربية حتى لا يبقى للعربي أو المسلم قواماً يميزه .

    فاللغة واحدة من أهم مظاهر تكريم الله تعالى للإنسان وهي وعاء الحضارة وعنوان العقل والعلم لذا ينبغي الاهتمام بها واللغة فهي ذات وضع خاص بين أفراد العالم لكونها لغة عظيمة

    2- إعداد منشأة خاصة للدول الإسلامية :

    مثل جامعة الدول الإسلامية أهدافها هي :

    - العمل على تصحيح قيام السوق العربية المشتركة

    - الدفاع المشترك .

    - إصدار عملة موحدة لهذه الدول .

    - إنشاء صندوق التكافل الاجتماعي الإسلامي .

    - المرجعية الإسلامية لتوحيد الصف .

    - ويسبق هذا العمل النية كما جاء في الحديث:

    عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَخْطُبُ قَالَ

    سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لِامْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ هَاجَرَ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ" أخرجه البخاري الجزء 21 رقم 6439

    وقال الله تعالي:أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الألْبَابِ" سورة الزمر 9

    3- وضع منهج السيرة النبوية الشريفة في مراحل التعليم المختلفة بجميع المدارس والجامعات وذلك لغرس محبة النبي e في قلوب الطلاب والتربية على إتباعه والتأسي به والدفاع عنه بالطريقة القرآنية التي نادي بها الله في كتابه العظيم .

    فإذا اجتهدنا استحققنا وعد الله في القرآن .

    قال تعالي:

    "إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورسورة الحج

    فتحقيق الإيمان هي الصفة التي إن وجدت في قلوبنا توفرت كل الصفات الحسنة الكريمة.

    رسالة إلي العقلاء :

    إن العاقل يعلم أن كل مايخطط له العدو الصهيوني من مناهج بغية التشكيك في الإسلام والافتراء علي نبيه e وصرف المسلمين عن دينهم، سيطير مع الرياح وليعلموا أيضا أن كل ما وضعوه من كذب وافتراء إن ماهو إلا فقاعات وسرعان ما تذهب مع الرياح كأنها لم تكن . وتبيانا لما سبق :

    قال رسول اللهe : لَا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍإِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ كَلِمَةَ الْإِسْلَامِ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ ذُلِّ ذَلِيلٍ إِمَّا يُعِزُّهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَيَجْعَلُهُمْ مِنْ أَهْلِهَا أَوْ يُذِلُّهُمْ فَيَدِينُونَ لَهَا " مدر=بيوت المدينة –وبر =بيوت البدو أو وبر الخيام ، خرجه الحاكم بسنده عن المقداد بن الأسود في باب فضائل فاطمة رقم 4720 ومسند أحمد وسنن البيهقى

    قال الله تعالي:

    " أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ" 17 الرعد

    واعلم ماتزوج رسول الله بدون إذن من الله ،ولكن الإساءة ما هي إلا حقد وكراهية ؛ فقاتلهم الله وقطع ألسنة الجاهلين ببغاوات أعداء الإسلام .

    فالحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام وختم الرسل بالنبي العدنان الذي من ذكره فاز؛ ولن يشبع مؤمن من خير حتى يكون منتهاه الجنة كما جاء في قول النبي صلي الله عليه وسلم :

    " أيُما رجل كسب مالا من حلال ، فأطعم نفسه ، أو كساها فمن دونه من خلق الله ، فإنه له زكاة ، وأيُا رجل مسلم لم يكن له عنده صدقة فليقل في دعائه : اللهُم صل على محمد عبدك ورسولك ، وصل على المؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات ، فإنها له زكاة » وقال : « لا يشبع مؤمن سمع خيرا حتى يكون منتهاه الجنة " رواه ابن خزيمة ، عن يونس بن عبد الأعلى ، وغيره عن ابن وهب " في شعب الأيمان للبيهقى الجزء 3 رقم 1227 بسند كل منهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه "

    فإن قوة أعدائنا لا تخيفنا ولكنها ينبغي أن توقظنا من غفلتنا وتشحذ همتنا بعد أن غلب علينا الاسترخاء والكسل.

    فعلى الأمة الإسلامية أن تدرك عن يقين أنها محسودة بما أعطاها الله من دين حنيف ونبي شريف وفضلها بكتاب عظيم.

    لقوله تعالي:

    " كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ " آل عمران11

    فالله تبارك وتعالي أمر نبيه بأن ينادي في الناس جميعا.

    بقوله تعالي:

    " قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ " الأعراف158

    وهؤلاء الحاسدون الجاهلون لم يقف حسدهم عند الحقد والكراهية

    وإنما تخطاه إلى المقاتلة والإصرار على محو كل ما هو مسلم. فأين العقلا---ء!!!!!!!!!!

    فيا أتباع محمد هذه صورة نبيكم التي صورها القرآن وهى صورة يجب أن نتدبرها دائما؛ لننهض بما فرضه الله علينا ونحسن الجمع بين التشريف والتكليف ؛ونتذكر أن المعبود واحد لا شريك له فله الملك وهو على كل شيء قدير ؛ وهو الذي يحاسبنا على ما قدمت أيدينا.

    إنها البغضاء قد ضاقت لها صدورهم فنضجت بها ألسنتهم وتحركت لها جيوشهم تستهدف الإسلام ونبيهeفي حرب إبادة بشعة فدخلوا على المسلمين الجبال والكهوف بالقنابل الغبية والصواريخ ذات الرؤوس النووية.

    وسيظل بعض المسلمين في حالة حيرة إلى أن يدركوا عن يقين ثابت وإيمان راسخ معنى قول الله تعالي:

    "..... وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" البقرة217

    فإننا لن نغلق الأبواب والنوافذ في وجوه هؤلاء الناس ولن ندير

    ظهورنا ولكن علينا بالحوار البناء الذي لا يأتي إلا بمعرفة اللغة الخاصة بهم ؛ فلقد تعلمت الصحابة لغات الأعداء فكانوا مصدر أمان فأين الداعية الإسلامي الذي يخاطبهم بلغتهم! لقول النبيe : من عرف لغة القوم أمن مكرهم .

    ولقوله تعالي : " ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " النحل12

    ولكن علينا الحذر منهم ، فهم أعداء الله الذين أفسدوا في الأرض .

    فقد عرف أعداء الإسلام أهمية القرآن في نفوس المسلمين، ومدى تعلقهم به، فهو محيى لهمتهم وموحد كلمتهم وسبب نجاتهم وقوتهم فتعال لترى بنفسك ماذا قالوا عنا :

    يقول الحاكم الفرنسي في الجزائر:

    إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن ،ويتكلمون العربية

    ويقول وليم جيفورد :

    متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب ، يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في طريق الحضارة الغربية بعيدا عن محمد وكتابه .

    ويقول اللورد كرومر فى مصر : جئت لأمحو ثلاثا: القرآن والكعبة والأزهر.

    ويقول الحاخام الأكبر الإسرائيلي :

    مرد خاى الياهو إلى بعض الجنود : هذا الكتاب الذي يسمونه القرآن هو عدونا الأكبر والأوحد، هذا العدو لا تستطيع وسائلنا العسكرية مواجهته، فكيف يمكن تحقيق السلام في وقت يقدس المسلمون فيه كتابا يتحدث عنا بكل هذه السلبية؟! فعلى الحكام العرب أن يختاروا إما السلام معنا أو القرآن . مجلة التبيان

    ويقول جون تاكلى :

    ما دام القرآن موجودا في أيدي المسلمين ، فلن تستطيع أوربا السيطرة على الشرق، ولا تكون هي نفسها في آمان .

    إذن فهم يعرفون القرآن مصدر قوة للمسلمين لذلك أعلنوا لحرب على كتاب الله ورسوله

    فبعد أن قالوا هذا الكلام عن الإسلام فمن أي نوع أنت من الرجال ؟ فلك أن تختار لقوله تعالي :

    " لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ " التوبة108

    قال تعالي:

    " مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً " الأحزاب23

    لذلك قال رسول الله : يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ .

    الَّذِينَ مَضَوْا وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ

    وَلَوْلا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ خرج الأئمة- البذار والبيهقي وابن ماجة في باب الفتن رقم4009- بأسانيدهم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما .

  • الحكمة ضالة المؤمن : إلي أولي الأبصار ، أصحاب النفوس الكريمة ، والعقول الفذة المستنيرة ، الباحثين عن الموضوعية العلمية التي يرتضيها العقلاء ولا يرفضها أهل الأرض والسماء دون البحث عن شكلية قائلها التي قد تتعارض مع موضوعيتها ، لذا أُهدي هذه الآثار الآتية :

  • قال رسول الله الْكَلِمَةُ الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ حَيْثُمَا وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا" رواه بن ماجه والترمذي بسند كل منهما عن أبي هريرة رضي الله عنه الجزء 12 رقم 4159

    أي إذا وجدها في أي زمان أو مكان أخذها بُغية العمل بها ولا يستنكف عند تحصيلها من صفير لصُفره ، أم من حقير لحقارته ولا من شخصية من وجدها لديه ، فالحكمة اسم جامع لكل كلام أو علم يراعي فيه إصلاح حال الناس واعتقادهم إصلاحا مستمرا لا يتغير، وهي إصابة الحق في قول أو فعل أو رأي ، وهي ملكة من الملكات النفسية العليا يمنحها الله تعالي من هو أولي بها ، وصدق الله تعالي إذ يقول :

    يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إلا أُولُو الأَلْبَابِ (269) البقرة

    ومن التراث تبيانا لهذا المعني علي سبيل المثال لا الحصر كان زين العابدين علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم يتتبع العلم حيثما كان ، ولا يستنكف من أن يأخذه – أي لا يستكبر ولا يأنف أن يأخذه – عن أحد من الأفراد وإن كان دونه في المنزلة ، ومن ثم كان يجلس كثيرا إلي زيد بن أَسْلَم مَوْلَي أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنهم ، فقال نافع بن جُبير رضي الله عنه ذات مرة : غفر الله لك . أنت سيد الناس وأفضلهم تذهب إلي هذا العبد فتجلس معه ؟ فقال : رضي الله عنه إنما يجلس الرجل إلي من ينفعه في دينه.

    وقال حَبْرُ الأمة الإسلامية عبد الله بن عباس رضي الله عنه ألا لا يَحْقِرَنَّ أحدُكم كلمة الحكمة أن يسمعها من الفاجر فإنما مثله كما قال الأولون : رُبَّ رَميةٍ من غير رامٍ ، وقول الإمام مالك بن أنس رضي الله عنهما : لا تَسلْ مَن قال ؟ ولكن سَلْ ماذا يقول ؟

    وفي نفس المعني قول الإمام ابن حزم في صدر مُحَلَّاه عند بيانه كيفية تَلَقَِّي العلم : أهتم بالقول دون القائل .

    وقول الحكماء : ليس للعلم وطن ولا للحكمة دار فالعاقل من له في كل مكان مدرسة وعلي كل طريق أستاذ .

    وقول المثل السائر بين الأفراد : خذوا الحكمة ولو من أفواه المجانين ، وتبيانا لما سبق : نزل حذيفة وسلمان رضي الله عنهما علي بَيْتَ نَبَطِيَّةٍ أو علي بيت عِِِلْجَةٍ – أحَدُ كُفَّار العَجَمِ و الأنثى عِلْجَة - أو مُشركة ، فلما حضرت الصلاة قال أحدهما : ههنا مكان طاهر نصلي فيه ؟ ، فقالت المرأة : طَهِّرْ قلبك وَصَلِّ حيثما شِئْتَ فقالت: ابتغ قلبا طاهرا وصَلِّ حيث شئت : فقال سلمان رحمه الله :

    فَقِهَت أيْ علمت المرأة بغض النظر عن كفرها وفساد عقيدتها أن طهارة القلب أساس قَبول الصلاة وغيرها من قُربات يتقرب بها المرء إلي الله بعد معرفته وتوحيده فقال أحدهما للآخر: خُذْها كلمةَ حِكْمَةٍ من قلب كافر، أي خُذْها حال كونها كلمة حكمةٍ صدرت عن قلب كافر، كتاب الزهد للإمام أحمد بن حنبل الجزء 2 رقم 823 عن نافع بن جبير رضي الله عنهم

    وسمع أعرابي عبد الله بن عباس رضي الله عنه يقرأ قول الله تعالي :

    :"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" (103) آل عمران فقال : نَجَوْنا وربِّ الكعبةِ ، ما أنقذنا منها وهو يُريد أن يُوقِعَنا ، أو يلقينا فيها ، فقال بن العباس رضي الله عنه : خُذوها من غير فقيه ، الجزء الأول من " الاقتباس من القرآن الكريم للثعالبي " ص 59 .

    وقال الإمام الأصمعي عالم اللغة : قرأت ذات مرة قول الله تعالي: "وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (38) المائدة ، فقلت سهوا والله غفور رحيم .

    فقال الإعرابي بجانبي : يا هذا كلام مَن هذا ؟ قُلت:هذا كلام الله ، فقال ليس هذا كلام الله فأعد ، فأعدت القراءة فقلت : والله غفور رحيم فقال ليس هذا كلام الله فأعد ، فأعدت القراءة وتنبهت وتداركت الأمر فقلت : والله عزيز حكيم فقال : الأعرابي : أصبت هذا كلام الله فقلت أتقرأ القرآن يا أعرابي ؟ قال : لا ، فقلت فمن أين عَلِمْتَ أنِّي أخطأتُ ؟ قال : يا هذا لو غفر الله ورحم ما قطع ولكن عز فحكم فقطع ، وقال بطليموس الثاني : خُذوا الدُّرَ من البحر، والمِسْكَ من الفأرةِ والذهبَ من الحَجَرِ ، والحكمةَ ممن قالها وقد ورد لفظ الحكمة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة لعدة معان هي :

    أولا الحكمة في القرآن الكريم :

    ورد لفظ الحكمة في القرآن الكريم عشرين مرة، في تسع عشرة آية في اثنتي عشرة سورة ، وقد ورد لعدة معان، وتفصيل ذلك كما يلي: اختلف المفسرون في تفسير الآيات الواردة بلفظ الحكمة، فنجد مقاتل -كما ذكر الرازي - يقول: تفسير الحكمة في القرآن على أربعة أوجه:

    أحدها: مواعظ القرآن، قال تعالى في سورة البقرة، الآية : 231: { وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ } (البقرة: من الآية 231) ومثلها في آل عمران. وثانيهما: الحكمة بمعنى: الفهم والعلم، ومنه قوله تعالى : { وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا } (مريم: من الآية 12)، وفي سورة لقمان (الآية: 12) { وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ } (لقمان: من الآية 12) يعني: الفهم والعلم، وفي (الأنعام الآية : 89): { أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ } (الأنعام: من الآية 89) ، ثالثها: الحكمة بمعنى النبوة، ففي النساء 54: { فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } (النساء: من الآية 54)، وفي (ص 20) { وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ } (ص: من الآية 20) وفي البقرة: { وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ } (البقرة: من الآية 251). ورابعها: القرآن بما فيه من عجائب الأسرار، ففي سورة النحل 125 { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ } (النحل: من الآية 125)، وفي (البقرة 269) { وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا } (البقرة: من الآية 269)

    ويقول الفيروزآبادي : وردت -الحكمة- في القرآن على ستة أوجه:

    الأول: بمعنى النبوة والرسالة، { وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } (آل عمران: من الآية 48). { وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ } (صّ: من الآية 20) { وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ } (البقرة: من الآية 251). أي: النبوة. الثاني: بمعنى القرآن والتفسير والتأويل، وإصابة القول فيه: { يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا } (البقرة: من الآية 269) . الثالث: بمعنى فهم الدقائق والفقه في الدين { وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا } (مريم: من الآية 12).الرابع: بمعنى: الوعظ والتذكير { فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } (النساء: من الآية 54). أي: المواعظ الحسنة، { أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ } (الأنعام: من الآية 89).

    الخامس: آيات القرآن وأوامره ونواهيه { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } (النحل: من الآية 125).

    السادس: بمعنى حجة العقل على وفق أحكام الشريعة، { وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ } (لقمان: من الآية 12) أي: قولًا يوافق العقل والشرع .

    ثانيا الحكمة في السنة الصحيحة :

    تجري الحكمة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم كالماء الزلال، وأفعاله صلى الله عليه وسلم كلها عين الحكمة، فهو المعصوم من الزلل والخطأ.

    وسأختار بعض الأمثلة، لبيان الحكمة في السنة، مكتفيا من القلادة بما أحاط بالعنق: فنجد حكمته في حسن تعامله مع أصحابه ومراعاته لأحوالهم ومراعاة حالة السائلين وهذا أكثر من أن يحصى، وأشهر من أن يؤتى له بمثال.

    " سأل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا: يا رسول الله! أي العمل أفضل؟ قال: "الصلاة على ميقاتها"، قلت: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين"، قلت: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله"، فسكت

    عن رسول الله، ولو استزدته لزادني " رواه البخاري

    لذلك فإن الحكمة إذا اقترنت بالدعوة فإنها تقوي الأمل واليقين وترتفع بالمدعوين إلى مستوى الشعور بالمسئولية والتكليف وإذا ما تأكد فيها هذا الشعور فسوف تتغير طباعهم وتعتدل مسالكهم ويصح توجيههم ، فحق على الداعي إلى الله أن يعمل على إيقاظ هذا الشعور، لذا فعلينا الاهتمام بأركان الحكمة المتمثلة في : التجرد والإخلاص والتقوى والتوفيق والإلهام والعلم الشرعي والتجربة والخبرة والاستشارة بعد النظر وسمو الأهداف وفقه السنن ورجاحة العقل والعدل والتثبت والمجاهدة والدعاء والاستخارة والصبر والرفق ولين الجانب .

    والله تعالي نسأل أن يلهمنا رشدنا ، ويفقهنا في ديننا وأن يعيذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا فهو نعم المولي ونعم النصير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

    انتبهوا أيها الناس :

    أيها الناس كونوا من الله على وجل ولا تغتروا بطول الأمل؛ونسيان الأجل .

    ولا تركنوا إلى الدنيا فإنها غدارة خداعة، قد تزخرفت لكم بغرورها وفتنتكم بأمانيها، وتزينت لخطابها فأصبحت كالعروس المجلية العيون إليها ناظرة، والقلوب عليها عاكفة، والنفوس لها عاشقة، فكم من عاشق لها قتلت ؟ومطمئن لها خذلت.

    فانظروا إليها بعين الحقيقة ، فإنها دار كثير بوائقها وذمها خالقها، جديدها يبلى، وملكها يفنى؛ وعزيزها يذل وكثيرها يقل ، ودها يموت؛وخيرها يفوت فاستيقظوا رحمكم الله من غفلتكم وانتبهوا من رقدتكم قبل أن يقال فلان عليل، أومدنف ثقيل، فهل على الدواء من دليل؟ أو على الطبيب من سبيل؟

    فتدعى الأطباء ولا يرجى لك شفاء، ثم يقال فلان أوصى وماله أحصى،ثم يقال قد ثقل لسانه فما يكلم إخوانه ولا يعرف جيرانه. وعرق عند ذلك جبينك؛وتتابع أنينك ؛ وطمحت جفونك .

    وصدقت ظنونك وتلجلج لسانك ،وبكى إخوانك،وقيل هذا ابنك فلان،وهذا أخوك فلان.

    ينطلق؛ثم حل بك القضاء،وانتزعت نفسك من الأعضاء ثم عرج بها إلى السماء. فاجتمع عند ذلك إخوانك ؛وأحضرت أكفانك فغسلوك وكفنوك، وعلى الأعناق حملوك وفى التراب وضعوك؛ وانصرفوا عنك وتركوك ولو نزلوا معك ما نفعوك.

    فانقطع عوادك، واستراح حسادك، وانصرف أهلك إلى مالك وبقيت مرتهنا بأعمالك.

    وأختم هذه الرسالة بقول سلفنا الصالح :

    إن الدنيا حُلم والآخرة يقظة والمتوسط بينهما الموت ، ونحن في أضغاث أحلام والسلام .

    والحمد لله الذي وفقنا جميعا إلي كتابته ، وبارك الله فيمن شارك، كما أعترف بأن التوفيق من عند الله و الخطأ والنسيان من عندي .

    هذا والله تعالى أعلى وأعلم وجزاكم الله خيرا ؛ وصل اللهم على سيدنا محمدe وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا والسلام عليكم ورحمة الله .

    أخوكم في الله عبد الحكيم الزيني

    نحن في انتظار النقد البناء

    ت \ 0104011417 القاهرة

    تخريج الأحاديث

    الباب الخامس :

    1- الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى ............. عن ضمرة بن حبيب عن شداد بن أوس رضي الله عنهما به مرفوعاً وقال الحاكم صحيح على شرط البخاري وتعقبه الذهبي بأن ابن أبي مريم واه، وقد قال سعيد جبير: الاغترار بالله المقام على الذنب ورجاء المغفرة، وقال العسكري: هذا الحديث فيه رد على المرجئة واثبات للوعيد ، في كتاب المقاصد الحسنة للسخاوي وقال الترمذي في روضة المحدثين حديث حسن

    2- يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ........... سنن أبي داود بسنده عن ثوبان رضي الله عنهٍ = حديث صحيح في كتاب السلسلة الصحيحة للألباني .

    3- أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْتَاعَ فَرَسًا مِنْ أَعْرَابِيٍّ فَاسْتَتْبَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَقْضِيَهُ ثَمَنَ فَرَسِهِ فَأَسْرَعَ.........سنن أبي داود بسنده عن الزهري رضي الله عنهم= حديث صحيح في كتاب إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل .

    4- صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ قَالَ إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَمَا زَالَ بِهِ حَتَّى قَالَ لَهُ صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا وَقَالَ...........صحيح بن حبان ومسند أحمد في كتاب المسند الجامع لأبي الفضل وكشف الخفاء

    5- لَوْ وَضَعَ رَجُلٌ رَأْسَهُ عَلَى الْحَجَرِ الأَسْوَدِ فَصَامَ النَّهَارَ وَقَامَ اللَّيْلَ لَبَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ هَوَاهُ. إتحاف 5928 سنن الدرامي .

    6- قيل يا رسول الله إن أمتك ستفتن من بعدك قال فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سئل ما المخرج منها قال الكتاب العزيز الذي { لا يأتيه الباطل.............= سنن الدرامي قال حسين سليم أسد : إسناده حسن .

    7- لا تَكُونُوا إِمَّعَةً تَقُولُونَ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ................. "رواه الترمذي بسنده عن حذيفة بن اليمان رضي الله عمه ' قال أبو عيسي الترمذي = حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه .

    8- مَا مِنْ رَجُلَيْنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلا كَانَ أَحَبُّهُمَا إِلَى اللَّهِ أَشَدَّهُمَا...........". لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ جَعْفَرِ بن بُرْقَانَ إِلا مُوسَى بن أَعْيَنَ = راوه الطبراني بسنده عن أبي الدرداء رضي الله عنه الله وَكَانَ جَلِيسَ أُمِّ الدَّرْدَاءِ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ، تَرْفَعُهُ أُمُّ الدَّرْدَاءِ، إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، يَرْفَعْهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ = حديث صحيح في كتاب السلسة الصحيحة للألباني.

    9- لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ يَغْفِرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دُفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ ............رواه بن ماجة بسنده عن الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ رضي الله عنه الجزء 8 باب فضل الشهيد رقم278 = حديث صحيح في كتاب صحيح الترغيب والترهيب ومشكاة المصابيح .

    10- لَا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍإِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ كَلِمَةَ الْإِسْلَامِ بِعِزِّ عَزِيزٍ أ ............ خرجه الحاكم بسنده عن المقداد بن الأسود في باب فضائل فاطمة رقم 4720 ومسند أحمد وسنن البيهقى =حديث صحيح في كتاب مشكاة المصابيح للتبريزي تحقيق الألباني .

    11- أيُما رجل كسب مالا من حلال ، فأطعم نفسه .... فَأَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " صَحِيحِهِ " فِي النَّوْعِ الْأَوَّلِ ، مِنْ الْقِسْمِ الْأَوَّلِ عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عن رسول الله ورواه الحاكم في مستدركه علي شرط الصحيحين ولم يخرجاه = في كتاب نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية .

    12- يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ ......... خرج الأئمة- البذار والبيهقي وابن ماجة في باب الفتن رقم4009- بأسانيدهم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما = حديث حسن في كتاب السلسلة الصحيحة للألباني .

    مراجع التحقيق

    § القرآن العظيم .

    § التفسير(ظلال القرآن- الطبري – القرطبي- البغوي – البيضاوي- صفوة التفاسير- بن كثير- الألوسى ) .

    § فتح الباري في شرح صحيح البخاري –بن حجر العسقلاني

    § الطبقات الكبرى- بن سعد .

    § حلية الأولياء - أبو نعيم الأصبهانى.

    § أسد الغابة - بن محمد الجزرى.

    § السيرة - بن هشام .

    § هذه دعوتنا- الشيخ عبد اللطيف المشتهرى .

    § المدخل إلى السنة النبوية – أ.د/ عبد المهدي عبد القادر.

    § جلاء الإفهام – بن الجو زى .

    § جامع علوم الحكم - بن رجب الحنبلي .

    § صفوة الصفوة – بن الجو زى .

    § اللؤلؤ والمرجان ما اتفق عليه الشيخان-محمد فؤاد عبد الباقي .

    § لسان العرب – بن منظور .

    § رياض الصالحين للإمام النووي .

    § مصنف عبد الرازق الصنعاني .

    § سنن الدرامي .

    § معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني .

    § مختصرا لترغيب والترهيب انتقاء بن حجر تحقيق ا.د أسامة عبد العظيم .

    § حقيقة المؤمن ا.د عمر بن عبد العزيز .

    § المدهش ـ بن الجو زى .

    § سنن ابن ماجه .

    § سنن أبو داود .

    § سنن الترمذي .

    § مسند أحمد .

    § سنن الدار قطني .

    § الاعتصام – الشاطبى .

    § صحابيات رسول الله – محمود المصري .

    § سيدات بيت النبوة –د.عائشة عبد الرحمن .

    § حقيقة الإيمان ا.د عمر بن عبد العزيز .

    § صحيح مسلم بشرح النووي .

    § المعجم الكبير للطبراني .

    § البداية و النهاية – ابن كثير- تحقيق محمد عبد العزيز .

    § الإبانة الكبرى لابن بطة .

    الفهرس

    المقدمة

    الباب الأول

    تمهيد بين يدي موضوع الكتاب

    الجهلاء أساءوا

    حبهم واجب

    سيد الأنبياء

    هو النبي

    الباب الثاني

    النبي في عيون الآخرين

    توماس كارلايل

    النبي في التوراة

    ألفونس أرتين رينيه

    جوستان لوبون

    برنارد شو

    رينيه جينو " عبد الواحد

    المستشرق البريطاني مونتغمرى وات

    توماس جولد شتاين

    منزلته عند ربه

    الباب الثالث

    نبي العفة

    النبي صاحب العفة

    التوحيد ورسوخه في القلب

    أمر الله في زواجه

    القلب الطاهر

    الحقيقة

    غاية جليلة

    الباب الرابع

    مناسبة الزواج من السيدة خديجة

    مناسبة الزواج من السيدة سودة

    زواجه من السيدة عائشة أمر من الله

    النبي في عين عائشة

    مناسبة الزواج من السيدة حفصة

    مناسبة الزواج من السيدة زينب بنت خزيمة

    مناسبة الزواج من السيدة أم سلمة

    السيدة مارية هدية من المقوقس ملك مصر

    مناسبة الزواج من السيدة زينب بنت جحش

    مناسبة الزواج من السيدة جويرية

    مناسبة الزواج من السيدة ميمونة

    مناسبة الزواج من السيدة ريحانة

    مناسبة الزواج من السيدة صفية

    مناسبة الزواج من السيدة رملة

    ما يتضمنه البيان

    حبه لنسائه

    تاريخ الهجرة

    الباب الخامس

    فضفضة

    نصروه فانتصروا

    قصة السيدة أم عمارة

    قصة السيد مُعاذ ومُعوذ

    قصة سيدنا أبو بكر

    قصة سيدنا علي

    قصة سيدنا خزيمة بن ثابت

    الوحدة الإسلامية

    التمسك بالقرآن السنة الصحيحة

    رسالة سيدنا عمر بن الخطاب

    إخراج الهزيمة من قلوبنا

    تصفية النفس من الحقد والخيانة

    الإعداد النفسي والمالي

    صوت الحق

    إعداد الهيكلة الإسلامية

    رسالة إلي العقلاء

    الحكمة ضالة المؤمن

    المراجع

    سيصدر قريبا إن شاء الله كتاب

    بشرع الله تُصان الحقوق-

    - هل الأفراح الذنب فيها مباح ؟ !

    إعداد

    عبد الحكيم الزينى




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري