الخميس، 18 يونيو 2009

: الباب الرابع

  • Date: Wed, 17 Jun 2009 14:17:04 -0700
    From: ahzenny@yahoo.com
    Subject: الباب الرابع
    To: m_7alawa@hotmail.com
  • الباب الرابع
  • أساءوا إلي زواجه بجهلهم عن حياته:
  • · النشأة لكل زوجة .
  • · مناسبة الزواج .
  • · النبي في عين خديجة . رضي الله عنها
  • · النبي في عين عائشة . رضي الله عنها
  • · ما يتضمنه البيان.
  • · حبه لنسائه لم يشغله عن جهاده .
  • المدخل:
  • أولا : عزيزي القارئ قبل الدخول في هذا الجزء أحب أن أوضح لكم أن هذا الجزء ليس المقصود منه السيرة الكاملة ولكن الهدف منه معرفة النشأة لأمهات المؤمنين، وكيف تم الزواج ؟ وذلك من خلال مناسبة الزواج حتى يتضح لك أن النبي e لم يتزوج من تلقاء نفسه ، ولكن بأمر من الله عز وجل .
  • ثانيًا : الجزء الثاني وضعنا فيه البيان والتعليق عليه لترى أن النبي eزواجه حكمة ورحمة وتأليف القلوب ورعاية الأرامل واليتامى والمساكين وليس المقصود الزواج بعينه ،وهذا ما نتعرف عليه من أعمار أمهات المؤمنين عند زواجهن من النبي e .
  • ثالثاً : والجزء الثالث نعرض فيه تاريخ الغزوات ليتضح لك الأمر في النهاية أن النبي e كان مشغولا بالوحي والتعليم ونشر الدين الإسلامي وبناء الدولة الإسلامية والغزوات والفتوحات .
  • السيدة خديجة بنت خويلد ( رضي الله عنها )
  • نشأتها:
  • أم المؤمنين وسيدة نساء العالمين أم القاسم وابنة خويلد ابن أسد بن عبد العزي بن قصي بن كلاب أم أولاد رسول الله e ولدت في أم القرى وكان قبل عام الفيل بخمسة عشر عامًا وكانت تدعي (بالطاهرة) وأمها هي فاطمة بنت زائدة العامرية "سير أعلام النبلاء" .
  • وقد ذكر الإمام بن كثير رحمة الله عليه . . أوليات الطاهرة رضي الله عنها فقال :
  • - هي أول من تزوج بها رسول اللهe .
  • - وهي أول من آمن به علي الصحيح من النسوة .
  • - وهي أول من صلى مع رسول الله e .
  • - وهي أول من رزق منها بالأولاد .
  • - وهي أول من بشرها رسول الله e بالجنة .
  • - وهي أول من أقرأها ربها السلام .
  • - وهي أول صديقة من المؤمنات .
  • - وأول من نزل قبرها e.
  • مناسبة الزواج :
  • كانت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها امرأة تاجرة ذات شرف ومال تستأجر الرجال ليتاجروا لها بمالها فلما بلغها عن رسول الله e من صدق حديثه وعظيم أمانته وكرم أخلاقه عرضت عليه أن يخرج للمتاجرة في مالها مع غلام لها يدعى ميسرة .
  • فانطلق صلي الله عليه وسلم في الرحلة التي حدث فيها عجب العجاب كتلك السحابة التي ظلت تظل رسول الله e وحتى حديث (نسطور الراهب) الذي تحدث مع ميسرة عن بعض الأمور عن رسول الله eالذي كان نائمًا في ذلك الوقت تحت شجرة وفي نهاية حديث (الراهب نسطور) وأسئلته التي طرحها علي ميسرة أخبره الراهب أن هذا الرجل النائم تحت الشجرة هو رسول هذه الأمة .
  • فلما عاد ميسرة من رحلته مع رسول الله e أخبر ميسرة سيدته بما حدث في الرحلة وما أخبره به نسطور الراهب فازداد إعجابها به e.
  • وكانت السيدة خديجة في هذا الوقت يناهز عمرها الأربعين وكانت قد تزوجت مرتين قبل ذلك ولكنها كانت ذات جمال ونسب ومال وفير وكان كل أثرياء قومها يرغبون في الزواج منها ولكنها كان قد عرفت بحكمتها وحصافة عقلها .
  • فأرسلت السيدة خديجة السيدة نفيسة رضي الله عنهما إلى بيت بني هاشم تنشده أي تطلبه للزواج منها فأخذته السيدة نفيسة وعرضت عليه الأمر فقبل وتزوجها e فكانت خير الزوجة ونعم العون فكانت تدفعه وتشجعه وتقوي من عزيمته بنفسها ومالها وكانت الحصن الحصين بنسبها الذي كان يهاب منه المشركون فلم يستطيعوا أن يقتربوا منه لمكانة السيدة خديجة بين قومها ...
  • وعندما ماتت السيدة خديجة كان عمره وقت ذلك ثلاثة وخمسين عامًا وكان قد تزوجها وهو في الخامسة والعشرين أي استمر زواجهما ما يقرب من ثمانية وعشرين عامًا لم يفكر رسول الله في الزواج بأخرى غيرها.
  • وهنا نلاحظ أن الرسول لم يفعل كما فعل الآخرون بالزواج عدة مرات إلا ما ملكت أيمانهم فكيف يكون شهوانياً؟! هذا جانب والجانب الآخر أن الدعوة إلى الله كانت قد استمرت داخل مكة طوال هذه الفترة حتى هاجر eمنها وبعد أن هاجر إلى المدينة لم يتزوج لمدة عامين أو أكثر لأنه كان مشغولا بإرساء قواعد الدين بالمدينة وقواعد الدولة الإسلامية بها؟
  • النبي e في عين السيدة خديجة( رضي الله عنها ) :
  • تقول السيدة خديجة رضي الله عنها: كان محمد e يهجر مكة كل عام ليقضي شهر رمضان في غار حراء علي مسافة بضعة أميال من القرية الصاخبة في رأس جبل من هذه الجبال المشرفة التي ينقطع عندها لغو الناس وحديثهم الباطل .
  • وكان يأخذ زاد الليالي الطوال ثم ينقطع عن الناس ويتجه بفؤاده المتشوق إلى رب العالمين .
  • وفي غار حراء كان يتعبد ويصقل قلبه وينقي روحه ويقترب من
  • الحق ويبتعد عن الباطل حتى وصل إلى مرتبة عالية من الصفاء
  • إن النبي كان قد جُمع في شأنه خير ما في طبقات الناس من ميزات ، وكان طرازًا رفيعًا في الفكر الصائب والنظر السديد وقد نال حظًاً وافرًا من حسن الفطنة وأصالة الفكر وسداد الوسيلة والهدف وكان يستعين بصمته الطويل على التأمل وإدمان الفكرة.
  • وطالع لعقله الخصب وفطرته الصافية صحائف الحياة وشئون الناس وأحوال الجماعات ثم عاش معهم على بصيرة من أمرهم .
  • فكان لا يشرب الخمر ولا يأكل مما ذبح علي النصب ولا يحضر للأوثان عيدًا ولا احتفالا وكان أول شأنه نافرًا من هذه المعبودات الباطلة .( السيرة لابن هشام )
  • فنبي بهذه الصفات يستحق ما يقوله الجهلاء !
  • السيدة سودة بنت زمعة ( رضي الله عنها )
  • نشأتها:
  • هي سودة بنت زمعة بن قيس من بني عبد شمس رضي الله عنها ، وأمها الشموس بنت قيس بن عمرو من بني النجار من أهل يثرب نشأت في مكة وترعرعت حتى بلغت مبلغ الصبا والفتوة.
  • فتقدم لخطبتها السكران بن عمرو فقبل أبوها به وزوجها منه وكانت سودة رضي الله عنها بعد وفاة زوجها امرأة مسنة فارعة العود طويلة القامة ضامرة الجسم ولم تكن على قسط كبيرمن الجمال ولا مطمع من الرجال؛ أضف إلى هذا أنها كانت ثيبًا ومات عنها زوجها وكان من المصدقين الأوائل السابقين إلى الإسلام .
  • مناسبة الزواج:
  • لما توفيت السيدة خديجة قالت خولة بنت حكيم إمرأة عثمان بن
  • مظعون: يا رسول الله ألا تتزوج؟ قال: من ؟ قالت: إن شئت بكرًا وإن شئت ثيبًا ؛ فقال من البكر! قالت ابنة أحب خلق الله إليك عائشة بنت أبي بكر ثم قال: ومن الثيب؟
  • قالت : سودة بنت زمعة آمنت بك واتبعتك على ما أنت عليه . قال فاذهبي فاذكريهما على . فذهبت إلى سودة وأبيها زمعة وكان شيخًا كبيرًا فقلت . ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة ؟ فقالت سودة وماذاك ياخولة ؟
  • قلت : أرسلني رسول الله e إليك لأخطبك عليه فغمر سودة سرور عميق واستشعرت دموع الفرح تبلل ووجهها وروحها،وتذكرت مارأت في نومها منذ فترة.
  • وهاهي ذي رؤياها قد جعلها ربها حقا؛ وما كانت تطمع في أن تكون زوجا لرسول اللهe بعد أن نالت منها السنون، وأنه لشرف عظيم أن تصبح أم المؤمنين ولو كان رجلا صاحب شهوة لأختار بكرًا دونها.(وقال الهيثمي في المجمع رواه الطبراني ورجالة رجال الصحيح هو حسن الحديث )
  • ولقد كانت سودة رضي الله عنها أول من تزوج بها النبي e بعد وفاة خديجة رضي الله عنها ومكثت عنده نحو ثلاث سنوات قبل أن يتزوج بالسيدة عائشة، ولقد علمت السيدة سودة أنها لن تستطيع أن تملأ الفراغ الذي تركته السيدة خديجة ولكنها كانت تحاول أن تملأ هذا البيت المبارك راحة وسعادة وسرورًا ولقد تزوجها الرسول الكريمe إكرامًا لزوجها .
  • وهكذا نرى أن الرسول e تزوج من امرأة ليست ذات مال ولا على قسط كبير من جمال.
  • وكانت تكبره أيضًا في السن فقد كان عمرها في ذلك الوقت عند الزواج مايقرب من58 أو 59 عاما وكان هو 52/53 عامًا أي تزوج من امرأة علي مشارف الستين من عمرها فماذا يصنع بها إذا كان رجلا شهوانيًا ؟
  • زواجه رحمة :
  • كان لأم المؤمنين سودة أخ يدعى عبد الله بن زمعة لا يزال على دين قريش ، وكان خارج مكة ، فلما قدم مكة ، وجد أن أخته سودة قد تزوجها محمد e فطارت نفسه شعاعا ، وتملكه الغيظ ، وركبته حمى الجاهلية.
  • وحثا بالتراب على رأسه أسفًا وحزنًا على هذا الزواج ، ودخل على أبيه يرغي ، ويتوعد ويهدد .
  • ولما فتح الله عز وجل بصيرته وبصره على محاسن نور الإسلام وآمن بالله ، وبمحمد رسولا ونبيًا ، قال محدثًا عن نفسه:إني لسفيه يوم أحثوا التراب على رأسي أن تزوج النبي e سودة . قال الهيثمي( رواه الطبراني ورجالة ثقات )
  • السيدة عائشة بنت أبي بكر( رضي الله عنها )
  • تقدم النبيe لخطبة السيدة عائشة وكان عمرها وقت ذلك تسع سنوات، فظل مرتبطًا بها طوال فترة سنوات يداعب فيها السيدة عائشة بألعابها حتى بلغت سن الحيض اثني عشر عامًا ثلاث سنوات؛ ثم تزوجها .
  • نشأتها :
  • إنها زهرة نبتت من شجرة مباركة ثبتت جذورها في الأرض وارتفعت غصونها إلي عنان السماء فهي أحب الناس إلى قلب رسول الله e بعد أبيها . . .
  • إنها الطاهرة التي أنزل الله براءتها من فوق سبع سموات بعد الإفك إنها التقية النقية الورعة الزاهدة السيدة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنه بنت خليفة رسول الله وثاني اثنين إذ هما في الغار هي ابنة الصديق .
  • وهو أول من آمن بالرسول e؛ وأول من كان معه على أعدائه، وأمها هي الصحابية الجليلة أم رومان بنت عامر وأختها لأبيها أسماء بنت أبي بكر، وزوج أختها هو حواري رسول الله e الزبير بن العوام وجدها لأبيها قحافة وجدتها لأبيها أم الخير
  • سلمي بنت صخر وعماتها الثلاث من الصحابيات الجليلات وهي أم عامر أما شقيقها عبد الرحمن فهو من أفضل الشجعان ومن أفضل الرماة.
  • فتلك هي الشجرة التي خرجت منها عائشة وعاشت بين أغصانها فكانت زمردة نادرة في دنيا الناس ويقول الإمام الذهبي عنها عائشة بنت الإمام الصديق خليفة رسول الله القريشية المكية النبوية أم المؤمنين زوجة النبي وأفقه نساء الأمة على الإطلاق .
  • زواجها أمر من الله عز وجل :
  • لقد كان زواج النبي e بعائشة ( رضي الله عنها ) بوحي من السماء فلقد رآها في منامه ثلاث ليال وكان جبريل عليه السلام يأتيه بصورتها ويقول له : هذه زوجتك في الدنيا والآخرة ويا لها من كرامة عظيمة لأم المؤمنين .
  • أَنَّ النَّبِيَّe قَالَ لَهَا أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ أَرَى أَنَّكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ وَيَقُولُ هَذِهِ امْرَأَتُكَ فَاكْشِفْ عَنْهَا فَإِذَا هِيَ أَنْتِ فَأَقُولُ إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ (السرقة : هي قطعة وفي مطبوع دمشق خرقة ). أخرجه البخاري في باب تزويج النبيe رقم3606
  • النبي في عين السيدة عائشة : ( رضي الله عنها )
  • قالت عائشة : ما ضرب رسول الله e امرأة قط ولا ضرب بيده شيئًا إلا أن يجاهد في سبيل الله (أخرجه مسلم )
  • وكان علي الرغم من كثرة انشغاله بالعبادة وبهموم الأمة إلا أنه كان زوجًا مثاليًا لن تجد مثيلا له فلقد كان يساعد أهل بيته في عمل البيت.
  • إن النبي e جعل هذه الأعمال من شكر نعمة الله سبحانه وتعالى فدل ذلك على أن الشكر هو القيام بطاعة النعم , فكان ليله
  • قيام ونهاره صيام e ، لقول الصحابة رضوان الله عنهم :
  • قال الْمُغِيرَةَ رَضِيَ اللَّهُ : إِنْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَقُومُ لِيُصَلِّيَ حَتَّى تَرِمُ قَدَمَاهُ أَوْ سَاقَاهُ فَيُقَالُ لَهُ فَيَقُولُ أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا " رواه البخاري في باب قيام النبيe بسنده عن الْمُغِيرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
  • ولقول الله تعالي : وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا " (الإسراء 79)
  • فإن النبيe بعيد كل البعد فيما قيل عنه من الجهلاء أنه صاحب شهوة ، فكان النبي eيستأذن السيدة عائشة رضي الله عنها للتعبد ليلا فتأذن له ، حيث إن المعتاد عند الناس التمتع بالصغيرة لأنها
  • تزيده شبابا وقوة ، وتبيانا لما سبق:
  • عن عبيدة بن عمير رضي الله عنه قال : قلت لعائشة رضي الله عنها: أخبريني بأعجب شيء رأيتيه من رسول الله.
  • فسكتت ثم قالت:لما كان ليلة من الليالي ، قال : يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي ، قلت :
  • والله إني لأحب قربك ، وأحب ما يسرك ، قالت : فقام فتطهر ، ثم قام يصليe ، قالت : فلم يزل يبكي حتى بل حجره ، قالت : ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته ، قالت : ثم بكى فلم يزل يبكي eحتى بل الأرض فجاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فلما رآه يبكي ، قال : يا رسول اللهe ، لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر ؟ ، قال e: أفلا أكون عبدا شكورا ، لقد نزلت علي الليلة آية ، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها:
  • "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأوْلِي الألْبَابِ" آل عمران 190 خرج الإمام ابن حبان في صحيحه فى باب التوبة كتاب الرقائق رقم 622
  • فحياته e: صيام بالنهار وقيام بالليل ، وزد علي ذلك غزواته فأين شهواته ؟
  • قال رجل : فإنك تواصل يا رسول الله فقال : وَأَيُّكُمْ مِثْلِي إِنِّي أَبِيتُ ُيطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِ فَلَمَّا أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا عَنْ الْوِصَالِ وَاصَلَ بِهِمْ يَوْمًا ثُمَّ يَوْمًا ثُمَّ رَأَوْا الْهِلَالَ فَقَالَ لَوْ تَأَخَّرَ لَزِدْتُكُمْ كَالتَّنْكِيلِ لَهُمْ حِينَ أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا .
  • (كالمؤدب لهم علي عدم قبولهم الرخصة في عدم الوصال لهم حين أبوا أن ينتهوا) رواه البخاري فى باب الصوم رقم 1829 بسنده عن أبى هريرة رضي الله عنه .
  • السيدة حفصة بنت عمر ( رضي الله عنها )
  • النشأة :
  • نشأت حفصة في بيت عمر بن الخطاب نشأة كريمة عزيزة تحترم الأب وتخشاه في آن معًا لما كان عليه من شدة وقسوة وغلظة في جاهليته .
  • وتعلمت حفصة القراءة والكتابة منذ نعومة أظافرها على نهج الأشراف والسادة وبرعت في ذلك وتفوقت على قرنائها .
  • مرت أعوامها الأولي – أثناء فتوتها وصباها – وهي ترى وتسمع . . .أنباء الصراع العنيف بين الفئة المؤمنة بقيادة محمد بن عبد الله e وبين الفئة الكافرة بقيادة الأفذاذ من قريش ومن بينهم والدها " عمر" ....لكنها لم تكن تدرك أو تتأثر إلا في حدود طاقة عقلها ووجدانها .
  • ولدت كما تذكر روايات التاريخ قبل بعثة النبي e بخمس سنوات ويؤرخون لمولدها ببناء قريش للكعبة بعد أن جرفها السيل وعلى هذا فيكون مولدها في نفس تاريخ مولد فاطمة الزهراء رضي الله عنها ابنة رسول الله .
  • مناسبة الزواج:
  • أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّاب رضي الله عنه حِينَ تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ مِنْ خنس بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِe فَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَفْصَةَ فَقَالَ سَأَنْظُرُ فِي أَمْرِي فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ ثُمَّ لَقِيَنِي فَقَالَ قَدْ بَدَا لِي أَنْ لَا أَتَزَوَّجَ يَوْمِي هَذَا قَالَ عُمَرُ:
  • فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ فَقُلْتُ إِنْ شِئْتَ زَوَّجْتُكَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ فَصَمَتَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا وَكُنْتُ أَوْجَدَ عَلَيْهِ مِنِّي عَلَى عُثْمَانَ فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ ثُمَّ خَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْكَحْتُهَا إِيَّاهُ فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: لَعَلَّكَ وَجَدْتَ عَلَيَّ حِينَ عَرَضْتَ عَلَيَّ حَفْصَةَ فَلَمْ أَرْجِعْ إِلَيْكَ شَيْئًا قَالَ عُمَرُ: قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَبُو بَكْرٍ:
  • فَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرْجِعَ إِلَيْكَ فِيمَا عَرَضْتَ عَلَيَّ إِلَّا أَنِّي كُنْتُ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ ذَكَرَهَا فَلَمْ أَكُنْ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَوْ تَرَكَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبِلْتُهَا.رواه البخاري فى باب النكاح رقم 4728 .
  • وتزوج رسول الله e حفصة سنة ثلاث من الهجرة قبل غزوة أحد ، وأصدقها أربعمائة درهم ، وكان ذلك أعظم إكرام ومنة وإحسان لحفصة وأبيها – رضي الله عنها .
  • وكانت حفصة رضي الله عنها تحتل مكانة عالية في قلب النبي e وكانت منزلتها بين أزواجه أيضًا عالية.
  • السيدة زينب بنت خزيمة ( رضي الله عنها )
  • النشأة :
  • هي زينب بنت خزيمة بن عبد الله بن عمر بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية فهي . قرشية ، هلالية ، مكية فتحت عينيها في مكة علي مجتمع يموج بفتنة الوثنية وعبادة الأصنام. وتقديسها والاستغراق في شرب الخمر والزنا ووأد البنات- أي قتلهن أحياء .
  • فمجتمع زاخر بالفساد والانحلال وفيه العصبية أقوى رابطة والحياة فيه للأقوى ولقمة العيش للعبيد مغموسة بالدم والعرق والدموع ، مجتمع ينزوي في الصحراء القاحلة لايرى ولا يعايش إلا قليلا ، ففتحت زينب عينها على صورة هذا المجتمع الفاسد.
  • ولقد نجاها الله من هذا السوء ودرجت في أحضان والديها تنهل من عطفهما وحبهما، فنضجت وأدركت ثم أصغت بكثير من اللهفة والشوق والتأثر بأحداث عامة تجري بمكة.
  • وكان محورها الأمين محمد بن عبد الله e عايشت أيام إعادة
  • بناء الكعبة واختلاف بطون سادتها حول إعادة الحجر الأسود إلى مكانه في الركن وسرت بحكمة الأمينe،وكيف وحقن الدماء ؟ ببسط رداءه وإرسال كل رئيس قبيلة بأطراف الرداء وكأنهم شاركوا جميعًا في وضع الحجر الأسود ونالوا هذا الشرف العظيم.
  • مناسبة الزواج :
  • ولما استشهد زوجها في سبيل الله ما كان منها إلا أن احتسبته عند الله ورضيت بقضاء الله عز وجل فهي صاحبة القلب الذي امتلأ إيمانًا وتوكلا ويقينًا وثقة في الله عز وجل .
  • لقد كانت تشعر في قرارة نفسها بأن الله سيعوضها خيراً وسيرزقها زوجًا هو خير من زوجها الأول ولكن يا ترى من هو هذا الزوج الكريم ؟!
  • إنها لم يخطر ببالها لحظة واحدة أنها ستكون زوجة لسيد الأولين والآخرين e ولكن الله إذا أراد شيئًا إنما يقول له : "كن فيكون" .
  • فلما انقضت عدتها إذا برسول الله e يتقدم لخطبتها وإذا بها تتساءل مع نفسها : ياترى من الرجل الذي يتولى أمر زواجي ؟ وما هي إلا لحظات حتى قالت في نفسها : وهل هناك خير من رسول الله e فجعلت أمرها إليه فالرسول e هو خير من يتولى أمرها ويرعى شأنها .
  • ولقد أصدقها رسول الله e أربعمائة درهم وبني لها حجرة متواضعة بجوار حجرة عائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر رضي الله عنهن جميعًا معًا .
  • وهكذا أصبحت زينب ( رضي الله عنها ) أماً للمؤمنين وزوجة لسيد الأولين والآخرين محمد بن عبد الله e .
  • السيدة أم سلمة ( رضي الله عنها )
  • النشأة :
  • قال عنها الإمام الذهبي . هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن محمد بن مخزوم بن يقظة بن مره المخزومية بنت عم خالد بن الوليد وبنت عم أبي جهل بن هشام وقد نشأت في بيت يجمع المجد من طرفي الجود والشجاعة وكانت منذ صباها وفتوتها ذات شخصية قوية تفرض احترامها وكانت من أجمل النساء .
  • وحين بلغت أشدها واستوي عودها تقدم لخطبتها أحد فتيان قريش هو عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أبو سلمه وكان أبو سلمة أخا للنبي e في الرضاعة وقد أرضعتهما (ثويبة) مولاة أبي لهب.
  • وتم الزواج مسعدا بذلك سعادة كبيرة وكانت أم سلمة تعيش حياة النعيم والرخاء وخفض العيش ينفق عليها زوجها ويحنو عليها وعرفت بين أترابها بكمال طلعتها وجمال روحها ورقة طبعها ناهيك عن ذلك كرم والدها الذي غطى رجال مكة وما حولها .
  • مناسبة الزواج :
  • وتأتي المنحة الربانية لتتنزل على أم سلمة فتصبح بفضل الله إحدى أمهات المؤمنين لتغدو في البيت الطاهر الكريم ، وعن أم سلمة أنها قالت :
  • "لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا بَعَثَ إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ يَخْطُبُهَا عَلَيْهِ فَلَمْ تَزَوَّجْهُ فَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ e عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَخْطُبُهَا عَلَيْهِ فَقَالَتْ أَخْبِرْ رَسُولَ اللَّهِ e أَنِّي امْرَأَةٌ غَيْرَى وَأَنِّي امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِي شَاهِدٌ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ e فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ ارْجِعْ إِلَيْهَا فَقُلْ لَهَا أَمَّا قَوْلُكِ إِنِّي امْرَأَةٌ غَيْرَى فَسَأَدْعُو اللَّهَ لَكِ فَيُذْهِبُ غَيْرَتَكِ وَأَمَّا قَوْلُكِ إِنِّي امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ فَسَتُكْفَيْنَ صِبْيَانَكِ وَأَمَّا قَوْلُكِ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِي شَاهِدٌ فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِكِ شَاهِدٌ وَلَا غَائِبٌ يَكْرَهُ ذَلِكَ فَقَالَتْ لِابْنِهَا يَا عُمَرُ قُمْ فَزَوِّجْ رَسُولَ اللَّهِ e فَزَوَّجَهُ. في سنن النسائي باب النكاح رقم 3202 وإسناده صحيح كما قال الحافظ في الإصابة سير أعلام النبلاء للذهبي )
  • السيدة مارية القبطية( رضي الله عنها )
  • النشأة :
  • في قرية من صعيد مصر تدعى " حفن" قرية من بلدة أنصنا الواقعة علي الضفة الشرقية للنيل تجاه الأسمونين ولدت بنت شمعون لأب قبطي وأم مسيحيه روميه وأمضت بها حداثتها الأولي قبل أن تنتقل في مطلع شبابها الباكر مع أختها سيرين إلى قصر المقوقس عظيم القبط ، وقد سمعت - أي في قصر المقوقس- بما كان من ظهور نبي في جزيرة العرب يدعو إلى دين سماوي جديد وكانت في القصر حين وفد حاطب بن أبي بلتعة " موفدا من هذا النبي العربي يحمل رسالة إلي المقوقس وكان محتوي الرسالة هو : " بسم الله الرحمن الرحيم " من محمد بن عبد الله إلى المقوقس عظيم القبط سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعوة الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإنما عليك إثم القبط قال تعالي :
  • "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ"آل عمران 64
  • وقرأ المقوقس الرسالة ثم طواها في عناية وتوقير، ثم التفت من بعد ذلك إلي " حاطب " يسأله أن يحدثه عن النبي e ويصفه له فلما فعل فكر المقوقس مليا ثم قال لحاطب :
  • قد كنت أعلم أن نبيًا قد بقي وكنت أظن أنه يخرج بالشام وهناك كان مخرج الأنبياء فأراه قد خرج من أرض العرب ولكن القبط لا تطاوعني، ثم دعا بكاتبه فأملي عليه رده .
  • أما بعد فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت فيه وما تدعوا إليه وقد علمت أن نبياً قد بقي وكنت أظن أنه يخرج من الشام وقد أكرمت رسولك وبعثت لك بجاريتين لهما مكان من القبط عظيم وبكسوة ومطية لتركبها والسلام عليك .
  • ودفع المقوقس كتابه إلي حاطب معتذرًا بما يعلم من تمسك القبط بدينهم وموصيًا إياه بكتم مادار بينهما .
  • وانطلق حاطب عائدًا إلي النبي e ومعه مارية وأختها سيرين وعبد خص وألف مثقال من ذهب وعشرون ثوبًا لينًا من نسج مصر وبغلة شهباء وجانب من عسل بنها وبعض العود والند والمسك وشعرت الأختان بوحشة الفراق للوطن فسارتا تملآن أعينهما من الوادي الحبيب حتى إذا غابت عنهما معالمه ألقتا نظرة وداع دامعة علي الأرض التي حلت فيها تمائمهما ودرج عليها صباها وأحس " حاطب " ما تجد الأختان الشابتان من شجن الفراق فأقبل عليهما يحدثهما عن تاريخ بلاده العريق ويروي لهما ما وعى من قصص وأساطير نسجها الزمان حول مكة والحجاز طوال قرون لا حصر لهما.
  • ثم تحدث عن النبي e حديث مؤمن وتابع وصاحب فأخذت الأختان بما سمعتا وانشراح قلباهما للإسلام ونبيه الكريم واستغرقتا التفكير في الحياة الجديدة التي توشك أن تستقبلهما وفي السيد النبي الذي ينتظر في المدينة رجوع صاحبه " حاطب " برد المقوقس" وفي الإصابة من طريق أبن سعد " أن حاطبا عرض الإسلام علي مارية و أختها فأسلمت هي وأختها وحتى بلغ الركب المدينة سنه سبعة من الهجرة.
  • وقد عاد النبي e من الحديبية بعد أن عقد الهدنة مع قريش وتلقي e كتاب المقوقس وأعجبته مارية فاكتفي بها ووهب أختها لشاعره حسان بن ثابت.
  • وطار إلينا إلى دور النبي أن شابه مصرية حلوة جعدة الشعر جذابة الملامح قد جاءت من أرض النيل هدية للنبي e فأنزلها بمنزل الحارث بن النعمان قرب المسجد وتكلفت عائشة ما استطاعت من جهد فما كانت سوى جارية قبطية غريبة أهداها ملك مصر إليه.
  • لكنها راحت ترقب في كثير من القلق مظاهر اهتمام
  • الرسول e بتلك المصرية الطارئة وقد أثار جزعها أن تراه e يكثر من التردد عليها ويمكث لديها طويلا فكان كثراً من الليل والنهار عندها وفي ساعات فراغه .
  • والغرض عزيزي القارئ من سرد هذه القصة لتعلم أن مارية أهديت له من ملك مصر المقوقس وأصبحت ملك يمينه وتنازل عن أختها سرين إلي شاعره ، فلو كان صاحب شهوة لأخذهما معا ولكن هو صاحب العفة .
  • السيدة زينب بنت جحش ( رضي الله عنها )
  • النشأة :
  • ترعرعت زينب في ربوع مكة فوجدت نفسها من علية النساء فهي التي جمعت بين النسب الأصيل والحسب الرفيع والجمال الوفير وجمع الله لها أطراف الفضل والبر .
  • فابن خالها هو سيد الأولين والآخرين محمد ابن عبد الله e وجدها هو عبد المطلب سيد قريش في زمانه وأخوها هو أول من دعي بأمير على الأفراد وصاحب أول راية عقدت في الإسلام وأحد الشهداء ألا وهو عبد الله بن جحش " رضي الله عنه"، وأخوها الآخر هو أحد شعراء الإسلام أبو أحمد بن جحش " رضي الله عنه " ومن أخوالها حمزة والعباس رضي الله عنهما وأختها إحدى السابقات إلى الإسلام "حمنة بنت جحش رضي الله عنها .
  • ولدت زينب في مكة قبل البعثة بثلاثة وثلاثين سنة
  • وكانت نفسها تتوق إلى حياة طاهرة نظيفة بعيدة عن طرائق الشرك والجاهلية وكان عبد الله بن جحش قد أسلم قبل أن يدخل النبي e دار الأرقم فكان من السابقين إلى الإسلام فدعا أخويها فأسلما ومعهما أختها " زينب" فأسلمت وهي التي أمر الله بزواجها من زيد ثم رفضها أول الأمر ليقضى الله أمراً كان مفعولاً لقوله تعالي: "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ ولامُؤمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضلالا مُبِينَا" ( سورة الأحزاب36)
  • مناسبة الزواج :
  • فلما طلق زيد زوجته زينب رضي الله عنها وانقضت عدتها تزوجها رسول الله e لتنال أعظم منقبة في الكون كله فتكون زوجة لسيد الأولين والآخرين e ولتكون أماً للمؤمنين .
  • و جاء زيد يشكو فجعلالنَّبِيُّ e يَقُولُ اتَّقِ اللَّهَ وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ قَالَ أَنَسٌ لَوْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَاتِمًا شَيْئًا لَكَتَمَ هَذِهِ قَالَ فَكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ e تَقُولُ زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ رواه البخاري رقم 6870
  • يَقُول أنس بن مالك رضي الله عنه أيضا :
  • " نَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ فِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَأَطْعَمَ عَلَيْهَا يَوْمَئِذٍ خُبْزًا وَلَحْمًا وَكَانَتْ تَفْخَرُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "رواه البخاري رقم 6871..
  • فالله هو الذي أمر بزواجها من فوق سبع سماوات ولذلك كانت تفتخر السيدة زينب رضي الله عنها بهذه المنقبة التي لا تساويها الدنيا بكل ما فيها .
  • قال تعالي :
  • وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا "حزاب37
  • السيدة جويرية بنت الحارث ( رضي الله عنها )
  • نشأتها:
  • ولدت جويرية قبل الهجرة بأربعة عشر عاما ونشأت نشأة عريقة
  • مترفة فهي ابنة سيد قومه وزعيم قبيلته بني المصطلق فأبوها هو الحارث بن ضرار وكان سيداً مطاعاً.
  • وظلت رضي الله عنها في هذا النعيم زماناً حتى اكتملت حيويتها ونضجت أنوثتها فكانت مضرباً للأمثال في جمالها وحسن خلقها وأدبها حتى كان يتمناها القريب والبعيد والغني والفقير والشريف فتزوجها أحد فتيان خزاعة وهو مسافع بن صفوان ولم يخطر ببالها في يوم من الأيام أن الله عز وجل سيختارها ويصطفيها لتكون مؤمنة وتكون أما ً للمؤمنين بزواجها من سيد الأولين والآخرين .
  • زواجها خير لقومها:
  • عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:
  • وَقَعَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ فِي سَهْمِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ أَوْ ابْنِ عَمٍّ لَهُ فَكَاتَبَتْ عَلَى نَفْسِهَا وَكَانَتْ امْرَأَةً مَلَّاحَةً تَأْخُذُهَا الْعَيْنُ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَجَاءَتْ تَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كِتَابَتِهَا فَلَمَّا قَامَتْ عَلَى الْبَابِ فَرَأَيْتُهَا كَرِهْتُ مَكَانَهَا وَعَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيَرَى مِنْهَا مِثْلَ الَّذِي رَأَيْتُ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ وَإِنَّمَا كَانَ مِنْ أَمْرِي مَا لَا يَخْفَى عَلَيْكَ وَإِنِّي وَقَعْتُ فِي سَهْمِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ وَإِنِّي كَاتَبْتُ عَلَى نَفْسِي فَجِئْتُكَ أَسْأَلُكَ فِي كِتَابَتِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
  • فَهَلْ لَكِ إِلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ قَالَتْ وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أُؤَدِّي عَنْكِ كِتَابَتَكِ وَأَتَزَوَّجُكِ قَالَتْ :
  • قَدْ فَعَلْتُ قَالَتْ فَتَسَامَعَ تَعْنِي النَّاسَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ تَزَوَّجَ جُوَيْرِيَةَ فَأَرْسَلُوا مَا فِي أَيْدِيهِمْ مِنْ السَّبْيِ فَأَعْتَقُوهُمْ وَقَالُوا أَصْهَارُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا رَأَيْنَا امْرَأَةً كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً عَلَى قَوْمِهَا مِنْهَا أُعْتِقَ فِي سَبَبِهَا مِائَةُ أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ - في سنن أبى داود رقم 3429 وإسناده صحيح
  • الله أكبر . . أي نعيم وأي فخر هذا الذي نالته أم المؤمنين جويرية فمنذ لحظات كانت امرأة في السبي وفجأة تتنزل المنحة الإلهية لتجعلها في مقدمة القافلة مع زوجها محمد بن عبد الله الذي قاد الكون كله للإيمان برب هذا الكون .
  • ودخلت بيت النبوة :
  • وبعد ما كانت جويرية رضي الله عنها تعيش في قصر أبيها ثم في قصر زوجها ( مسافع ) انتقلت الآن إلي بيت أعظم زوج في الدنيا والآخرة كلها – محمد بن عبد الله e - الذي لم يكن يملك قصراً ولا متاعاً زائلاً وإنما كان يملك سعادة الدنيا والآخرة – بإذن الله – تلكم السعادة التي تكمن في شيء واحد ألا وهو : أن تتحقق العبودية لله عز وجل .
  • السيدة ميمونة بنت الحارث ( رضي الله عنها )
  • النشأة:
  • كانت من السابقات في الدخول في دين الله وممن شهد لها النبي e بالإيمان ، تزوجت من قبل ، وهي أخت أم الفضل بنت الحارث زوج العباس عم النبي e وخالة عبد الله بن العباس _ رضي الله عنه حبر الأمة وترجمان القرآن وخالة أيضا سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه .
  • وتزوج عم النبي e أختها سلمي وتزوج أختها الأخرى أسماء "جعفر بن أبي طالب" فتوفي ثم تزوجها بعده أبو بكر ومن بعده علي بن أبي طالب ، رضي الله عنهم .
  • مناسبة الزواج :
  • لقد أحست السيدة ميمونة أن الله سوف يزوجها بزوج مبارك يأخذ بيدها إلي جنة الخلد ولم يخطر ببالها أن تكون أحد أمهات المؤمنين فها هو ذا الحبيب وأصحابه يأتون لأداء عمرة القضاء فكان هذا الزواج الميمون .
  • فلقد تزوج الرسول تلكم المرأة الميمونة "ميمونة بنت الحارث" ففي عمرة الفضاء انتشر المهاجرون في دروب مكة
  • يستنشقون عبير أرض الذكريات فرحين مسرورين وكانت بيوتهم
  • خاوية لا حركة فيها ، وقد خيم عليها السكون فتبعث الأسى في النفوس ولكنهم ألقوا عليها نظرات عابرة دون أن تترك أثرا في قلوبهم التي عمرها الإيمان بحب الله ورسوله، وفي هذه العمرة تزوج النبيe بميمونة بنت الحارث العامرية.
  • وكان رسول الله قبل الدخول إلى مكة بعث جعفر ابن أبي طالب بين يديه إلى ميمونة فجعلت أمرها إلى العباس وكانت أختها أم الفضل تحته فزوجها إياه فلما خرج من مكة خلف أبا رافع ليحمل ميمونة إليه حين يمشي بها بسرعة .
  • عن ميمونة بنت مهران رضي الله عنها قالت: دخلت علي صفيه بنت شيبة عجوز كبيرة فسألتها : أتزوج النبي ميمونة وهو محرم قال يزيد : تزوجها وهو حلال .
  • وعن يزيد بن الأصم رضي الله عنه قال : خطبها وهو حلال ودخل بها وهو حلال وهذا دليل على أن النبيe دخل بعد التحلل من العمرة.
  • وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : أن النبيe تزوجها وهو
  • محرم قال كنت جالساً عند عطاء . فجاءه رجل فقال : هل يتزوج المحرم ؟ قال ما حرم الله النكاح منذ أحله فقلت أن عمر بن عبد العزيز كتب إلي – وميمونة يومئذ علي الجزيرة أن سل يزيد بن الأصم رضي الله عنه ، أكان تزوج رسول الله يوم تزوج ميمونة حلالاً أو حرامًا ؟ فقال يزيد تزوجها وهو حلالاً وكانت ميمونة خالة يزيد .
  • السيدة ريحانه بنت زيد ( رضي الله عنها )
  • نشأتها:
  • لقي" بنو قينقاع" و" بنو النضير" جزاءهم ، وتم إجلاؤهم من المدينة والتخلص من آثامهم ، وبقي بنو قريظة ومعهم ريحانة وهي من أصل يهودي ولقد عرف رسول الله بخيانة " بني قريظة " ونقضهم العهد والذعر الذي أصاب المسلمين من وقوعهم بين عدوين" الأحزاب" من أمامهم ، واليهود من ورائهم .
  • فإن رحمة الله تعالى تجلت على عباده في ذلك اليوم المشهود واستطاع فرد من المسلمين بتوجيه من رسول الله ودعائه له أن يفك التحالف بين الأعداء ويصرف عن المؤمنين كيد الكافرين والمشركين معًا
  • ولكن هل يمر غدر بني قريظة دون تأديب أو عقاب صارم
  • يستحقونه جزاء بما أسلفت أيديهم في النفاق والبغضاء وسوء النية ؟ كلا .
  • وضُرب الحصار على المشركين أيامًا وليال واستمروا وهم في
  • تشاور ومراوغة ومماطلة ، واستحضروا " أبا لبابه "بشير بن عبد المنذر الأنصاري" رضي الله عنه ليروا رأيه إذ كان مواليا لهم من قبل ، ثم فوجئوا بفرسان المسلمين وقد توسطوا ساحتهم ودخلوا من ثغره إلى حصونهم وعندئذ طلبوا الهدنة ووقف القتال وارتضوا " سعد بن معاذ " رضي الله عنه حكماً فحكم بما أنزل الله كما قال له النبي .
  • مناسبة الزواج:
  • سبيت النساء وقُتل المقاتلون الذين بلغوا سبعمائة، وأجلي الباقون عن الديار وتطهرت المدينة المنورة إلى الأبد من رجس العنصر اليهودي وكانت ريحانة قد وقعت في السبي .
  • فلما عرضت علي رسول الله اصطفاها لنفسه وكان له من كل سبي صفية يختارها فأختارها _ رضي الله عنها – ثم أرسل بها إلي بيت " أم المنذر" سلمي بنت قيس الأنصاري" رضي الله عنها – لتكون تحت رعايتها ورقابتها .
  • ودخل علي رسول الله فاستحييت منه فدعاني فأجلسني بين
  • يديه ، فقال : إن أحببت أن أعتقك وأتزوجك فعلت وإن أحببت أن تكوني في ملكي فعلت أيضا؟ فقلت : يا رسول الله أكون في ملكك أخف علي وعليك ، هذه رواية .
  • وهناك رواية أخرى تقول أنه أعتقها وتزوجها وأصدقها وقد أعرس بها في بيت " أم المنذر " لأنه لم يكن لها بيت كما كان لبقية زوجاته في ذلك الحين ، " الرواية الأولى أكثر شهرة واستفاضة" .
  • صفية بنت حُيي ( رضي الله عنها )
  • نشأتها :
  • هي صفية بنت حيي بن أخطب كانت من يهود خيبر وكان أبوها "حيي بن أخطب" سيدهم ،عاشت معه في رغد ونعيم لكنها كانت تشعر أن النعيم الحقيقي هو نعيم القلب لا نعيم الجسد ولما أشتد عودها فتزوجها " سلام بن أبي الحقيق " ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق " وكانا من شعراء اليهود فقتل كنانة يوم خيبر .
  • مناسبة الزواج :
  • شن المسلمون هجومهم علي الحصون المشيدة فبدأت تتداعي تحت وطأتهم حصناً بعد الحصن . . وكتب الله النصر للمسلمين وفتح رسول الله حصون خيبر وكانت صفيه رضي الله عنها من بين السبايا – وقد قتل زوجها كنانة بن أبي الحقيق – وكانت في سهم الصحابي الجليل دحيه الكلبي .
  • قد جاءت أكثر من رواية في هذه المناسبة ومنها الرواية التي بين أيديكم :
  • ...وجمع السبا فجاءه دحيه فقال : يارسول الله ! أعطني جارية من السبايا . فقال " اذهب فخذ جارية " فأخذ صفية بنت حيي . فجاء رجل إلى نبي الله فقال : يا نبي الله! أعطيت دحيه ، صفية بنت حيي ، سيد قريظة والنضير ؟ ما تصلح إلا لك قال ادعوه بها قال فجاء بها. فلما نظر إليها النبي e قال خذ جارية من السبي غيرها قال وأعتقها وتزوجها .
  • فقال له ثابت : يا أبا حمزة! ما أصدقها كلمة ؟ قال نفسها أعتقها وتزوجها ، حتى إذا كان بالطريق جهزتها له أم سليم ،فأهدتها له من الليل ، فأصبح النبي عروسا ، قال : من كان عنده شئ فليأت به قال وبسط نطعاً قال :
  • فجعل الرجل يجئ بالأقط . وجعل الرجل يجئ بالتمر وجعل الرجل يجئ بالسمن . فحسوا حيسا . فكانت وليمة رسول الله ." المعني : والحيس لغة الخلط
  • وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا" رواه المسلم في كتاب النكاح رقم 2562 وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ تَزَوَّجَ صَفِيَّةَ وَأَصْدَقَهَا عِتْقَهَ .
  • وما أجمل أن نتدبر معا كيف كان الحبيب رحيما متواضعاً يخاطب كل من حوله بحنان ويدع له المجال ليعبر عما يجيش في نفسه ثم يخاطبه بكل رحمة ليزيل الشبه إن وجدت .
  • السيدة رملة بنت أبي سفيان ( أم حبيبة )
  • ( رضي الله عنها ) :
  • النشأة :
  • هي رملة بنت أبي سفيان بن حرب من بنات عم رسول الله ليس في أزواجه من هي أقرب نسباً إليه منها ولا في نسائه من هي أكثر صداقاً منها ولا من تزوج بها وهي نائية الدار أبعد منها .
  • شرح الله صدرها للإسلام فاستجاب الحق دعوتها وأسلمت لله عز وجل وتركت دين الآباء والأجداد ونبذت الأصنام وحاول أبو سفيان بكل ما أوتي من قوة أن يرد ابنته عن الإسلام فلم يستطع .
  • مناسبة الزواج :
  • ظنت أم حبيبة أن السعادة والراحة ستبدأ منذ تلك اللحظات ولم تكن تعلم أنها ستمتحن امتحانا قاسيا،فلقد أرتد زوجها عبيد الله عن دين الإسلام وتنصر فعاشت كل أنواع الغربة وجلست تفكر في مصيرها وهي تعيش وحيدة في بلاد الحبشة فهي لا تستطيع أن ترجع مكة إلى أبيها الذي مازال مشركاً ولا تستطيع أيضا أن تبقي في الحبشة وحدها ...فبينما هي حزينة تفكر في مصيرها وإذا بالفرج يأتي في تلك اللحظة يحمل إليها أعظم بشرى في الكون كله أصبحت أماً للمؤمنين .
  • لقد كانت البشرى أعظم من كنوز الدنيا الفانية . فلقد جاءت
  • جارية من عند النجاشي لتبشر أم حبيبة رضي الله عنها e بخطبها لنفسه فلم تتمالك نفسها من شدة الفرح فظهرت دموع الفرح في عينيها التي ارتسمت على وجهها في تلك اللحظة وحمدت ربها عز وجل علي هذه النعمة العظيمة التي ساقها الله إليها .
  • وقام النجاشي وزوجها لرسول الله - بتوكيل من النبي للنجاشي – فلقد أرسل إليه يوكله أن يزوجه بأم حبيبة رضي الله عنها ،واجتمع الصحابة الذين كانوا في الحبشة ليشهدوا هذا الزواج المبارك .
  • فإنها مفاجأة لم تخطر ببال أحد من الصحابة رضي الله عنهم. وكان مهرها أ ربعة آلاف درهم وأرسل النجاشي رضي الله عنه جهازها كله من عنده كما جاء في هذه الرواية :
  • عن أم حبيبة ( رضي الله عنها ) : أنها كانت تحت عبيد الله ، وأن رسول الله e تزوجها بالحبشة ، وزوجها إياه النجاشي ، ومهرها أربعة آلاف درهم ، وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة ، وجهازها كله من عند النجاشي - رواه أبو داود (2107) والنسائي (06/119)وقال الأرنئوط : إسناده صحيح .
  • وعادت أم حبيبة التي كانت منذ فترة يسيرة لا تعلم ما مصيرها ... عادت وقد أصبحت أماً للمؤمنين وزوجة لسيد الأولين والآخرين .
  • ومنذ تلك اللحظة أخذت أم حبيبة رضي الله عنها تنهل من
  • النبع الصافي – من كتاب الله وسنة رسول الله - وعاشت أجمل وأبهى أيام عمرها في سعادة باهرة وفرحة غامرة فلقد أصبحت أما للمؤمنين وزوجة للحبيب .
  • عن ابن عباس رضي الله عنه أن هذه الآية نزلت في زوجات النبيe خاصة لقول الله تعالي:
  • " وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَتبرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولَى وَأَقِمْنَ الصَّلا وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" (الأحزاب :33)
  • وكان النبي e أعظم زوج في الكون كله فعاشت معه حياة إيمانية عالية فهي التي اقتربت من مصدر النور لتقتبس من هديه وعدله وأخلاقه العذبة الرقيقة.
  • بعد أن عرضنا عليكم كيف تزوج النبي والحكمة من زواجه نعرض البيان الخاص بالزواج وما يتضمنه من تعليقات والغزوات لكي تقارن عزيزي القارىء حياة النبي المليئة بتحمل هم الأمة الإسلامية حتى وفاته فأين شهواته ؟
  • ما يتضمنه البيان :
  • * تزوج النبي وعمره خمس وعشرون عاماً وتوفى وعمره ثلاث وستون عاماً.
  • * تزوج النبي عدد (2) من أصل يهودي هماريحانة بنت زيد "بنى قريظة وصفية بنت حيى بن أخطب "خيبر.
  • * اثنتان من زوجاته طلبًا منه الزواج هما السيدة خديجة والسيدة ميمونة بنت الحارث.
  • * اللاتي توفين في عهد النبي السيدة خديجة ، والسيدة زينب بنت خزيمة ، والسيدة ريحانة بنت زيد .
  • * نزل جبريل وأخبر النبي بان الله قال له هذه زوجتك في الدنيا والآخرة "عائشة بنت أبى بكر" وأمر بزواجه من" زينب بنت جحش" ليقضى الله أمرًا كان مفعولاً وهو هدم التبني في الإسلام .
  • * أول زواج النبي من السيدة خديجة بنت خويلد وهي ثيب سبق لها الزواج مرتين وعمرها تقريباً 40عاماً أكثر الروايات .
  • * أكثر الأزواج اللاتي مكثن مع النبي السيدة خديجة حوالي 26 – 28 سنه تقريباً .
  • * أقل الأزواج اللاتي مكثن مع النبي السيدة زينب بنت خزيمة والسيدة ريحانة بنت زيد أشهر قليلة .
  • * جميع الأزواج اللاتي تزوجن من رسول اللهسبق لهن الزواج أكثر من مرة إلا السيدة عائشة بنت أبى بكر.
  • * لو كان النبيصاحب شهوة كما يقول الضالون لكان له في شبابه متسع للعلب مع الأبكار الجميلات ولكنهe أكتفي بأم المؤمنين خديجة أم أطفاله إلى أن جاوز الخمسين من عمره حيث لقيت ربها.
  • * ظل النبي بعد وفاة السيدة خديجة ثلاث سنوات تقريباً بلا زواج ولو كان شهواني لتزوج خلال تلك الفترة تقريبًا .
  • * خمس منهن تزوجن النبي e وأعمارهن من الأربعين إلى الستين حقق بذلك رعاية الأرامل وكفالة أطفالهن . فقد تزوج خديجة وهي في الأربعين ولها ثلاثة أولاد من غيره وزينب بنت خزيمة وهي أرملة ناهزت الستين من عمرها وأم سلمة وهى أرملة ولها ستة أولاد وتزوج سوده وهي أرملة وعمرها خمسة وخمسون عاماً وميمونة بنت الحارث خمس وخمسون أو ستون سنة. فأين ما قيل عنه إنه صاحب شهوة ؟.
  • * مارية القبطية هي الوحيدة التي ليس عليها خلاف بأنها ملك يمين أما السيدة ريحانة بنت خويلد فعليها خلاف، فمنهم من قال أعتقها eوتزوجها ومنهم من قال اختارت أن تكون ملك يمين والله أعلم.
  • * زواجه من جويرية بنت الحارث لتأليف القلوب بهذا الزواج أسلمت القبيلة ومعهم أبوها سيد بني المصطلق .
  • * السيدة مارية القبطية كانت هدية من ملك مصر حيث أهدى لهمارية – سيرين فتنازل eعن الثانية وأعطاها لشاعره حسان بن ثابت رضي الله عنه فأعتقها ثم تزوجها لو كان شهواني لجمعهما فيما يملك.
  • * خطب النبي السيدة رملة بنت أبى سفيان بعد وفاة زوجها في الحبشة وكان وكيلها ملك الحبشة النجاشي وهو الذي جهزها بجهاز من عنده ودخل بها النبي بعد فتح خيبر.
  • * حكمة زواجه من أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث هي إسلام خالد بن الوليد وهو ابن أختها وعمرو بن العاص فكان هذا الزواج سبباً من الأسباب لدخولهما الإسلام.
  • *والتي جاء منها الولد (الذكر والأنثى) هي السيدة خديجة
  • أم فاطمة والسيدة ماريه القبطية أم إبراهيم.
  • * تزوج النبي من أمهات المؤمنين قبل الهجرة فقط من السيدة خديجة والسيدة سوده.
  • * تزوج النبي من بنات أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وهذا تكريما لهما.
  • * توفى النبي وكان عمر السيدة عائشة 18 سنة تقريبًا والله أعلم.
  • حبه لنسائه لم يشغله عن جهاده:
  • ثم ننتقل إلى جزء آخر وهو تاريخ غزوات النبي eبعد الهجرة حتى وفاته لترى عزيزي القارئ تاريخ الغزوات ومقارنتها بتاريخ الزواج ، نجد أن حياته مليئة بالمسئولية الكبيرة التي كانت على عاتقه e فهل من المعقول ما يقولون ؟ فاقرأ بنفسك عزيزي القارئ وقارن ....! من هو النبي صلى الله عليه وسلم .
  • تاريخ الهجرة:
  • قدم رسول الله e من مكة إلى المدينة المنورة وهو ابن ثلاث وخمسين سنة وذلك بعد أن بعثه الله عز وجل بثلاث عشرة سنة فأقام بها بقية شهر ربيع الأول وشهر ربيع الآخر وجمادى الأولي والآخرة وشعبان ورمضان وذا القعدة وذا الحجة والمحرم.
  • وذلك كما جاء في الحديث ....
  • عن ابن عباس رضي الله عنه قال "مَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ "صحيح بخاري باب المناقب رقم 3614
  • * ومن حديث عبد الله بن بريدة بن الحصين الأسمى عن أبيه قال "غزا رسول الله تسع عشرة غزوة وكنت معه في سبع عشرة وأما محمد بن إسحاق فقال: كانت غزواته التي خرج فيها بنفسه سبعاً وعشرين وكانت ثمانياً وثلاثين" وزاد أبن هشام في البعوث على أبن إسحاق والله أعلم رواه مسلم.
  • فبدأ اليهود بتحريض أهل قريش على النبي وأصحابه بعد أن ترك مكة المكرمة وهذا الفعل هو ما يحدث الآن في عصرنا هذا حيث قام اليهود بتحريض الغرب على المسلمين في كل مكان فعلينا أن ننتبه كما فعل النبي وأصحابه ودافع عن المدينة وبعدها توالت الغزوات وكان أول ما بدأ به النبيe البواء أو ودان والبيان التالي يوضح لنا ذلك:
  • م

    تاريخ الغزوات

    أسم الغزوة

    1

    أول البعثة

    لم تكن هناك غزوات

    2

    السنة العاشرة للبعثة

    لم يكن هناك غزوات

    3

    أول الهجرة

    مناوشات

    4

    العام الثاني للهجرة

    بني سليم -بدر الكبرى – السويقة – ذي الأمر-نجران

    5

    العام الثالث للهجرة

    بني قينقاع –أحد-حمراء الأسد-بعث الرجيع

    6

    العام الرابع للهجرة

    بئر معونة – بني النضير

    7

    العام الخامس للهجرة

    ذات الرقاع-بدر الصغرى-الجندل-الخندق-بني قريظة

    8

    العام السادس للهجرة

    بني الحياز – ذي القرن- بني المصطلق

    9

    العام السابع للهجرة

    خيبر-فدك-فتح داري القرى- عمرة القضاء

    10

    العام الثامن للهجرة

    سرية مؤتة-فتح مكة-حنين- الطائف

    11

    العام التاسع للهجرة

    تبوك

    12

    العام العاشر للهجرة

    حجة الوداع - السيرة لابن هشام

  • وهذا يتضح لنا من خلال تاريخ الغزوات حتى وفاة النبي أن الإعداد والتجهيز أخذ وقتاً طويلاً والهجمة الشرسة على أشرف الخلق وخاتم الرسل ما هي إلا حقد وكراهية وحسد على ما حققه النبي من نشر دين الإسلام الحنيف وبناء الدولة الإسلامية كما أمره الله تبارك وتعالي .
  • ومنذ هذا الوقت والهجمات على النبي في حياته أو بعد مماته تتوالى والآن قد نجحوا في تحريك الغرب ضد الإسلام من خلال الإساءة إلى النبي بشتى الطرق .
  • فنقول لهم أن الله تبارك وتعالى قد اصطفاه وجعله خاتم الرسل وجعل الدين خاتم الأديان والقرآن خاتم الكتب وقال في كتابه جل علاه:
  • (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ). آل عمران 19 فالحمد لله رب العالمين على نعمة الإسلام.
  • تخريج الأحاديث
  • الباب الرابع :
  • 1- يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي ، قلت والله إني لأحب قربك ، وأحب ما يسرك ، قالت : فقام فتطهر ، ثم قام يصلي... خرج الإمام ابن حبان في صحيحه فى باب التوبة كتاب الرقائق رقم 622 = حديث صحيح في كتاب السلسلة الصحيحة للألباني .
  • 2- لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا بَعَثَ إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ يَخْطُبُهَا عَلَيْهِ فَلَمْ تَزَوَّجْهُ فَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَخْطُبُهَا عَلَيْهِ فَقَالَتْ أَخْبِرْ رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي امْرَأَةٌ غَيْرَى وَأَنِّي امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِي شَاهِدٌ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ.... في سنن النسائي باب النكاح رقم 3202 = إسناده صحيح كما قال الحافظ في الإصابة سير أعلام النبلاء للذهبي وقال الحاكم صحيح الاسناد فان ابن عمر بن أبي سلمة الذي لم يسمه حماد بن سلمة سماه غيره سعيد بن عمر بن أبي سلمة كذا قال ووافقه الذهبي في " التلخيص " وأما في الميزان فقال : ابن عمر بن أبي سلمة المخزومي عن أبيه , لا يعرف وعنه ثابت البناني .
  • 3- وَقَعَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ فِي سَهْمِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ أَوْ ابْنِ عَمٍّ لَهُ فَكَاتَبَتْ عَلَى نَفْسِهَا وَكَانَتْ امْرَأَةً مَلَّاحَةً تَأْخُذُهَا الْعَيْنُ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا . في سنن أبى داود رقم 3429 عن عائشة رضي الله عنها = إسناده حسن في كتاب صحيح وضعيف سن أبي داود للألباني .

  • Haal meer uit je Hotmail met Internet Explorer 8. Download nu

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري