الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

مفاجأة.. طنطاوي أعد للانقلاب على مبارك وثوار25يناير حالوا دون ذلك


أشار الكاتب التركي ياوز بيدار، أحد المشاركين في كتاب ''التحول الديمقراطي في تركيا''، الذي تناولته بالمناقشة ندوة حول التجربة السياسية التركية ونظيرتها المصرية، والتي أقيمت بقاعة إبراهيم نافع بجريدة الأهرام، أمس الاثنين، إلى أنه عرف من الرئيس التركي عبد الله جول بأن طنطاوي قد اعترف له ذات يوم أن الجيش كان قد أعد انقلابًا عسكريًا على مبارك خلال الأيام الأولى للثورة المصرية إلا أنه تراجع أمام الأعداد الغفيرة التي شاركت.
وأضاف ياوز خلال كلمته في الندوة التي حضرها وزير الدولة للشئون القانونية الدكتور محمد محسوب، والمفكر السياسي عمرو الشوبكي، والسفير التركي حسين عوني، بالإضافة لمحرر الكتاب ناظم دورال، والمدير الإقليمي لمؤسسة فريدريش ناومان -الصادر عنها الكتاب- رونالد ميناردوس، وأدارها رئيس تحرير مجلة الديمقراطية بشير عبد الفتاح؛ أنه يرى توازيًا في التجربتان التركية والمصرية، مؤكدًا على أن تركيا ملهمة لمصر وليست نموذجا للاتباع.
وأوضح أن نموذج العدالة والتنمية ليس إسلامي محض، وأن هذا هو سبب حصوله على أغلبية الأصوات التركية، مضيفًا أنه يجب على الشعب الذي يريد الديمقراطية معرفة الجرعة الدينية المناسبة لتطبيق الديمقراطية، كما يجب أن يعرف كيف تعاد صياغة علاقة الحياة المدنية بالجيش.
ومن ناحيته أعرب دكتور محمد محسوب، عن سعادته بهذا الملتقى الثقافي الهام في مصر، لافتًا حرصه على الاستماع إلى تجربة الكتاب، بعد أن أوضح رأيه فيما أسماه بالـ ''قفزة'' في الوضع السياسي في تركيا، حيث يرى أن ذلك  ليس وليد اليوم وإنما هو نتاج عدة مراحل مرت بها تركيا بداية من التحولات التي حدثت في الأربعينيات والخمسينيات، ثم الزخم السياسي في الستينيات، الذي تلاه ركود صاحب الانقلابات العسكرية.
وتابع محسوب قائلًا: ''إنها ليست بقيادة اتجاه دون اتجاه وإنما الأمر يكمن في أن  يكون الفيصل هو الصندوق والصندوق فقط بعد استبعاد القوى الإقصائية سواء قوى مؤسسية كالجيش، أو قوى حزبية تستخدم النبرة الإقصائية التي تعتقد أن فصيلا ما وحده قادر على أن ينهض بالبلاد، بينما ظهور فصيل آخر يعده تأخرًا لمهمته''.
وأشار إلى أن النهضة تأتي نتيجة مجموعة من الاجتهادات والنظريات التي تتنافس لكي تحقق المأمول، وأنه لا يمكن التطور للأمام إلا بتوافق الجميع.
وعن كتاب ''التحول الديمقراطي في تركيا'' أوضح ''دورال'' محرر الكتاب -أثناء تعرضه لأهم النقاط التي وردت به وأسباب عرضها- أنه الكتاب قد تعرض لخمس نقاط هامة، هي الخبرة التركية في تجربتها الاقتصادية، وأهمية حرية السلطة الرابعة ''الصحافة'' وسيادة القانون، علاوة على أن يتعرف القراء على المشكلات التي واجهت الأتراك في طريقهم إلى الديمقراطية، وكيفية التحول من نظام الحزب الواحد لنظام متعدد الأحزاب.
إلا أنه عاد وأوضح أن الأتراك أنفسهم غير راضين عن المستوى الذي وصلوا إليه حتى الآن، بل إن الكتاب تعرض لهذا كنوع من النقد الذاتي خاصة أن الكثير من المواطنين الأتراك لديهم مخاوف عديدة تشغلا حيزا من حياتهم اليومية في حوارهم السياسي بشأن الصعود الإسلامي ومدى مساسه بعلمانية الدولة، التي حمت لهم أن يكون كل مواطن تركي فرد بذاته له استقلاليته الخاصة.
وأضاف أن التجربة التركية الآن ينقصها أن تحقق المعايير الأوروبية لتتمكن من الانضمام للاتحاد الأوروبي، ومشيرًا إلى أن هذا هو ما تعمل عليها تركيا في الوقت الراهن لاستكمال رحلة تقدمها.
ومن جانبه بدء السفير التركي، حسين عوني -الذي وصل الندوة متأخرًا- حديثه عن تجربة الثورة المصرية التي رأى فيها أكبر برهان على أن الشعب المصري قادر على صنع التاريخ، وأن التحول الذي وصل إليه غير قابل للارتداد لكونه واقعي، مضيفًا: ''أن تغير الأمور لا يحدث شيء بين ليلة وضحاها، وأن كل التغيرات التي يتمناها الشعب المصري ستحدث لكن يجب أن يتم ذلك في إطار سلمي''.
واستطرد عوني قائلًا: ''إن هذا ما أكده الشعب المصري في موقفه إزاء الفيلم المسيء للإسلام، حيث برهن وأكد بالفعل أنه شعب مسالم بطبيعته، لكن من الطبيعي أن تمر هذه التجربة المصرية الرائعة بمراحل اضطراب في وقت معين، إلا أن مصر تستحق أن تصل لما ترنو إليه''.
ولفت الانتباه إلى أنه لا يرى في تركيا صلاحية أن تكون نموذجًا لمصر، مضيفًا: ''لكنها تقدم خبراتها لإلهام مصر الطريق الصحيح''، ومؤكدًا على أن بلاده حريصة دائمًا على استقرار مصر والتعاون معها اقتصاديًا، واصفًا اتحادهما بأنه اتحاد لحضارتين هامتين.
ومن جانب أخر، سجل عمرو الشوبكي اعتراضه على إحدى النقاط الواردة بالكتاب في أحد فصوله، والتي تناولت ''قابلية الشعوب للديمقراطية''، موضحًا أنه تم تناولها بالإشارة إلى صفات جينية، مشيرًا إلى أنه يرفض هذه النظرة بالرغم من اعترافه بأن شعوب المنطقة هي شعوب ذات طبيعة مختلفة، إلا أن هذا يجعل لهم تجربة ديمقراطية ذات سمات مختلفة وليست تجربة منقوصة.
وأوضح الشوبكي عن طبيعة الاختلافات بين طبيعة مصر وتركيا كبلدين، أن تركيا لم تتسم بالثبات أو القطيعة الأيديولجية يومًا منذ صارت علمانية على يد ''أتاتورك''، وإنما كانت دائمًا ذات طبيعة ديناميكية، فقد سمح النظام بظهور شخصية مثل ''هوزال'' الذي أجرى إصلاحات ديمقراطية واقتصادية كبيرة، أما مصر فقد عانت في مراحل كثيرة بالجمود والركود، في الوقت الذي سمحت فيه ديناميكة النظام التركي بظهور حزب العدالة والتنمية كتجربة وسطية بعد عدد من التجارب، بل إنها ساهمت  في إنهاء الاستقطاب العلماني الديني هناك، وساهم في ذلك تعريف الحزب لنفسه كحزب محافظ ديمقراطي وليس حزبًا دينيًا على نهج نجم الدين أرباكان.
وأضاف الشوبكي أنه يرى أن المعارك الديمقراطية عادة تحسب بالنقاط وليس بالضربة الواحدة، مستطردًا: ''إننا قد انتهينا من فكرة الضربة الواحدة عند تنحي الرئيس السابق، ونحن الآن في معركة نقاط لابد وأن نكون على دراية ووعي بها''

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري