الأحد، 30 سبتمبر 2012

نبلاء شجعان و خلف القضبان !!

أميركا رافعة شعارات الحرية وحقوق الإنسان، راعية البغي والإجرام والطغيان.
لا تكاد تحدث أزمة أو مأساةٌ إنسانية تتجرعها الشعوب إلا وتجد لأميركا وراءها تدبيراً وسعياً.
منذ شنّت حربها الأخيرة على المسلمين فاستحلت دولاً وقتلت وشردت وأنهكت، ونشرت الفوضى السياسية والاقتصادية والأمنية في دول أخرى.
لم تأت فقط بآلتها العسكرية الغاشمة، بل أردفتها بمنظومة شاملة من العدوان واختراق حريات الدول ومقوماتها الدينية والثقافية، وفرض التغيير وضرب المفاهيم الاعتقادية للشعوب.
أرأيتم كيف أصبح الجهاد -أفضل الأعمال بعد الإيمان وذروة سنام الإسلام- إرهاباً؟!!
كيف استطاعت تلك القاتلة المستبدة أميركا أن تصنع هكذا جريمة؟
أعوام تجرع فيها عشرات بل مئات الآلاف من المسلمين الظلم والإذلال والسجون والتعذيب بأيدٍ أميركية، أو بأيدي حكومات الدول الإسلامية العميلة! ولا ذنب أو جريرة له إلا الإيمان بالجهاد كثابت وقيمة من قيم الإسلام.
مسلسل قديم وما زالت حلقاته تتوالى! فكم أوذي من مسلم وما زال يِؤذى لمجرد أنه آمن بآيات وأحاديث الجهاد والنصرة والإخاء.
وتحت ذريعة مكافحة الإرهاب تم الزج بعشرات الآلاف في المعتقلات بطول الأرض وعرضها.
المؤلم أن بعضهم قُذف به في أتون السجون لمجرد قناعات فكرية وآراء. أو محاولات لنجدة مسلمي العالم المضطهدين بالنفس أو المال وإغاثتهم، فتم القبض عليهم وانتهاك كرامتهم وتبديد أعمارهم في المعتقلات قبل حتى أن يكون لهم أي أعمال جهادية على الأرض.
أولئك الأبطال الشرفاء من أبناء العالم الإسلامي عامةً والسعودية خاصة، الشجعان المخلصون الذين سابقوا إلى الميدان يوم أن عرض الرحمن سلعته!
كانت دماء العراقيين الأبرياء تُراق بشراكة وتواطؤ أميركي صفوي رافضي متوحش، فتنادى لهم كل من حرّكته دوافع الإيمان ودواعي الإنسانية وأخلاق المروءة والرحمة والتناصر. نعم كان للحكومات العربية رأي بعدم التدخل ومنع أبنائها من اقتحام معركة يلفها الغموض وعدم وضوح أجوائها وقواعدها، وساند العلماء هذا الرأي.
ومع ذلك دفعت الحمية والانتصار لوشائج الأخوة ببعض أبناء الإسلام للتوجه للعراق الجريح لمد يد العون للقابعين تحت البطش من إخوتهم. فكان مصير بعضهم الاستشهاد هناك فيما تعرض الكثيرون منهم للاعتقال على الحدود أو داخل الأراضي العراقية قبل أن يشاركوا بأي عمل.
هؤلاء لقوا من المهانة والإجرام ما تعجز الكلمات عن وصفه. منهم من مات تحت التعذيب، ومنهم من لا يزال يتعرض لصنوف القهر والعذاب الجسدي والنفسي من ضرب وإيذاء جنسي ولفظي. وانتزاع الاعترافات الزائفة خلال التحقيقات تحت التهديد والقوة، وحرمان من كافة حقوقه الإنسانية.
وقد تم إصدار حكم بالإعدام على بعضهم وأحكام بالسجن من المؤبد إلى فترات طويلة. وكانت هذه المحاكمات تتم بمنهجية طائفية وبطرق غير قانونية تقف وراءها حكومة المالكي العميلة.
وتظل المشكلة الكبرى أن قضية الأسرى العرب والسعوديين في السجون العراقية. لم تجد بعد التفاعل والتحرك الرسمي والشعبي المطلوب.
وكمواطنة سعودية أناشد حكومة بلادي للتحرك الجاد العاجل لفك أسر معتقلينا هناك، وندب أكفأ القانونيين والمحاميين للدفاع عنهم. والسعي بثقلها وراء التصديق على معاهدة تبادل الأسرى من البرلمان ثم تفعيلها، مع الضغط على الحكومة العراقية والتواصل مع المنظمات الحقوقية العالمية فيما يخدم القضية. وإرسال لجان ومبعوثين سياسيين وحقوقيين لتفقد المعتقلين والنظر في أوضاعهم، هذا إلى جانب أهمية أن يقوم أهل العلم الشرعي ورواد الإعلام بواجبهم في التصعيد الإيجابي الفعال لهذا الملف.
اللهم رحمتك بأسرى المسلمين في كل مكان. كن معهم والطف بحالهم، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم. يارب العالمين.

هناك تعليقان (2):


  1. بصراحة الواحد نادر قوى لما يلاقى مدونة او موقع يستفيد مهم بشكل كبير
    اشكرك على اسلوبك وطريقتك فى الكتابة ، وكمان مدونتك ذوقها جميل جدا
    وتتمتع بالسهولة والبساطة فى التصفح وبها مجموعة من المواضيع الرائعة والمفيدة

    ردحذف
  2. السلام عليكم
    شكرا لك أخي الكريم هذة شهادة أعتز بها كثيرا

    بارك الله فيك وشكرا علي أسلوبك الراقي في التعليق

    مع خالص أحترامي وتقديري

    ردحذف

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري