الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

في يوم الاحتفال بعيد الغفران.. أين يهود مصر؟

يوم الغفران.. أو كما يطلق عليه اليهود ''كيبور''.. ذلك اليوم الذي يحتفل فيه اليهود باليوم الأخير للتوبة، حسب العقيدة اليهودية، حيث تبدأ السنة اليهودية بشهر ''تشريه'' وتكون العشرة أيام الأولى هي أيام التوبة، ويكون اليوم الأخير للتوبة هو العاشر، ولذلك كان له اهتمام بالغ من قبل اليهود.
غابت مظاهر الاحتفال بمصر ودول أخرى يسكنها يهود.. حيث يتحتفل اليهود سنويا بذلك العيد في المعابد المتواجدة بمصر كالمعبد اليهودي بشارع عدلى القريب من التحرير، ومعبدي ''الياهو حنابى'' بشارع النبي دانيال، ''ومنسي'' بالمنشية المتواجدين بالإسكندرية.

المعبد اليهودي بالقاهرة فارغ

وفي زيارتنا للمعبد اليهودي بالقاهرة، لم نجد أي مظهر من مظاهر الاحتفال حيث الأنوار موصدة، والمدخل مغلق بحواجز حديدية، بينها فتحة ضيقة يمر منها فرد واحد، مررنا منها وسألنا الأمن المكلف بحراسة المعبد لتكون الإجابة: ''اليهود غابوا منذ فترة وعزفوا عن الحضور للمعبد هنا، حيث لم يعد لهم تواجد، ولم يترددوا للمعبد كما كان سابقا''.
سألنا كيف؟ واحتفالات عيد الغفران ألن تقام؟.. كانت الإجابة: ''لا نعرف لم يصلنا أي إخطار من الجهات الرسمية بإقامة أي احتفال''.
رجعنا وكان التساؤل: كم يبلغ عدد اليهود بمصر؟ وكان المرشد لنا هو الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فأجابت غادة مصطفى عبد الله، رئيسة الإدارة المركزية لشئون الجهاز: ''كان الجهاز يقوم بحصر لأعداد المواطنين وديانتهم وما يملكوه كل 10 سنوات وحتي عام 1986 والذي أصدرت فيه الأمم المتحدة قرارا بحظر إجبار المواطنين على ذكر ديانتهم وبالتالي أصبح الأمر اختياريا، ولم يقم منذ ذلك الحين الجهاز بحصر الأعداد حسب الديانة.

أمن الإسكندرية يستعد لعيد ''العرش'' اليهودي والغفران لا وجود له

ذهبنا للإسكندرية وفوجئنا بعدد من قاطني العقارات والبائعين القريبين من المعابد اليهودية ويؤكدون أن احتفالات اليهود بعيد الغفران ألغيت وسط تعتيم من مختلف الجهات المعنية بالمحافظة عن سبب إلغائها، حيث اعتاد المجاورين للمعبد تجمع عدد من اليهود المصريين للاحتفال في ذلك اليوم، وتكون الحراسة الأمنية مشددة قبلها بأيام ولكن ذلك لم يحدث هذه المرة، والمعابد مازالت مغلقة.
وكان الرد من اللواء ناصر العبد، مدير مباحث الإسكندرية، والذي قال في تصريح خاص لمصراوي: لم نتلق أية تعليمات بإلغاء احتفالات عيد الغفران بمعابد ''الياهو حنابى'' بشارع النبي دانيال، أو معبد ''منسي'' بالمنشية، مشيرا الي أن مديرية أمن الاسكندرية اتخذت تدابير أمنية لتأمين معابد اليهود بالإسكندرية استعدادا لاحتفالات عيد المظال أو ''العرش'' والمقرر الاحتفال به نهاية سبتمبر الجاري، والذي يبدأ بعد خمسة أيام من عيد الغفران ويستمر 6 أيام، دون الإشارة إلى تأمين احتفالات عيد الغفران.
وقال العبد إن قوات الأمن دعمت تواجدها معابد اليهود بالمحافظة من خلال أفراد تابعين لمديرية أمن الإسكندرية ووحدة تابعة للدفاع المدني بالاضافة إلى وحدة أخري من الأمن المركزي، مكملا: ''رغم عدم تبقي سوى أيام قليلة علي بدء الاحتفال بعيد ''المظال'' أو ''العرش'' إلا أن معبدي النبي دانيال والمنشية استمر إغلاقهما ولم يظهر في محيطيهما أية مظاهر للاحتفال أو سيارات لنقل السياح اليهود.

مصدر بمعبد الإسكندرية: عدد اليهود لا يكفى للاحتفال

من جانبه، كشف مصدر مطلع داخل معبد ''الياهو حنابى''، لمصراوي، وهو أحد المترددين بشكل دائم علة المعبد، أن عدم الاحتفال بعيد الغفران يرجع إلى أن إقامة الصلاة اليهودية تشترط وجود 10 رجال، بالإضافة إلى حاخام لإتمام الطقوس، مشيرا إلى أن عدد اليهود الموجودين بالإسكندرية لا يتجاوز 4 أشخاص، فيما تجرى محاولات لإكمال النقص العددى للاحتفالات من السياح اليهود فى مصر.
هنا رد مصدر مسئول لهيئة ميناء الإسكندرية، لمصراوي، أن الميناء لم يستقبل أية أفواج سياحية من إسرائيل، نافيا إمكانية وصول أية أفواج خلال الأيام المقبلة، بالإضافة إلى تأكيده صعوبة تحديد ديانات الأفواج السياحية التي تصل أو تغادر الميناء وإن كان بينهم يهود أم لا.

عيد الغفران في فلسطين المحتلة

في إجراء معتاد يأتي عشية الاحتفال بعيد الغفران، فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي طوقًا عسكريًا على الضفة الغربية والقدس المحتلة، وقررت غلق المعابر الحدودية مع قطاع غزة والضفة الغربية، باستثناء حالات الطوارئ الإنسانية والطبية، وذلك وفقًا لما صرحت به صحيفة ''جيروزليم بوست'' الإسرائيلية.
ووفقًا لما قالته الشرطة الإسرائيلية، فإنه تم نشر المئات من عناصر الشرطة، وحرس الحدود، وقوات الجيش في مدينة القدس، وعلى الحواجز الواقعة على مداخل المدن الرئيسية، إلى جانب نصب حواجز طيارة على العديد من الطرق خوفًا من وقوع عمليات تستهدف الإسرائيليين، بحسب ما ذكره موقع ''دنيا الوطن'' الإخباري.
وبينما تستمر هذه التشديدات الأمنية حتى مساء يوم الأربعاء، يؤدي اليهود شعائرهم التوراتية في ساحات المسجد الأقصى، وتحديدًا أمام حائط البراق، الذي يطلقون عليه حائط ''المبكى''، بحسب ما أوضحه موقع ''فلسطين أون لاين'' الإخباري.
كذلك، فقد ورد بصحيفة ''القدس العربي'' الفلسطينية أنه يتم منع الفلسطينيين من الدخول للقدس الشرقية، وأنه يتم فرض حظر التجوال داخل الأحياء المقدسية، مشيرة إلى أن المقدسيون يتعرضون للرشق والحجارة من قبل اليهود الذين يعيشون في مستوطنات القدس الشرقية، إضافة إلى غلق بعض المدارس ومؤسسات القدس الشرقية، بسبب الأعياد اليهودية.

يديعوت أحرنوت: 64% من اليهود يصومون يوم الغفران

من جانبها نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية نتائج لاستطلاع رأي أجرته على سكان إسرائيل لقياس درجة تمسكهم بتعاليم دينهم ومحافظتهم على عاداتهم وتقاليدهم المعروفة في الاحتفال بيوم الغفران.
وكان من أبرز الأسئلة التي طرحت عليهم، هل ستصومون هذا العام فجاء الرد بـ64% نعم، و32% لا، و 4 % لم يحسموا موقفهم.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية أنه عند تحليل النتيجة السابقة وجد أن 100% من اليهود الأرثدوكس أجمعوا على الصيام، بينما 59% من الذين قرروا عدم الصيام هم في حقيقة الأمر ملحدين.

الأرثوذوكس من اليهود

يصنف اليهود الأرثوذكس بأنهم الأكثر تشددا من اليهود، حيث نشرت وكالات أنباء عالمية صورا ليهود أرثوذكس يحملون دجاج نافق استعدادا ليوم ''كيبور'' أو الغفران حيث يعتقدون أن الدجاج النافق من شأنه أن يمحي خطايا العام الماضي.

يوم الغفران ''سبت الأسبات''

ويعتبر يوم الغفران هو يوم ''سبت الأسبات'' كما يطلق عليه بعض اليهود، حيث يحظر في ذلك اليوم العمل، وتؤدى فيه عبادات الصيام حيث يمتنعون عن الطعام والشراب، ويؤدون الصلاة، كما يحظر لبس الأحذية الجلدية أو ممارسة الجنس أو الاستحمام في ذلك اليوم، حسب العقيدة اليهودية، حيث يحترم العلمانيين من اليهود ذلك اليوم وينفذون تلك التعاليم باعتباره اليوم الأخير للغفران.

عيد ''المظال''

أما عيد ''المظال'' والذي يحتفل به اليهود في الإسكندرية خلال الأيام القادمة حسب الرواية الأمنية فهو يأتى إحياءً لذكرى خيمة السعف التى أوت العبرانيين فى العراء أثناء الخروج من مصر، وكان هذا العيد فى الأصل عيدا زراعيا للحصاد

1 / 4
المعبد اليهودى بالاسكندرية
المعبد اليهودى بالاسكندرية
Showing image 1 of

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري