الخميس، 20 سبتمبر 2012

المترو ''جريمة في حق شعب''

يبدو أن المواطن المصري كتب عليه العذاب ابداً في بلده، لا يعرف المصري لمن يذهب ليشكى ومتى يستجاب لشكواه ومن سيصون كرامته ويعامله كإنسان له حقوق على الدولة التى تأخذ منه من الضرائب ما يكفي لبناء طرق وكباري ومنشآت، لإسعاد الأغنياء وترفيههم وراحتهم فقط على ''حسابه من الضرائب''.

هذا هو الواقع الذي يعيشه المصري يومياً، فلو نظرنا إلي أن الدولة تأخذ من المواطن ضريبة دخل ودمغات وضرائب عقارية، وضرائب على السجائر، وضرائب على الهواء والماء، و''الزبالة'' التى تملأ الشوارع، وفوائد على قروض وأقـسـاط لجـأ إليها من ''غـلـبه''، وغيره من أجـل خدمات أفضل، فللمواطن أن يسأل الـدولة ''أين أشيائي'' أين الخدمات التي احتاجها؟ أين الراحة التي ارجوها في طريقي إلي عملي وفي عودتي إلي منزلي؟ أين كرامتي؟.

ازدحام مترو الأنفاق

شاهد الفيديو

ازدحام مترو الأنفاق

أعتقد أن هذه المقدمة كافية لما تنقله لكم ''الصورة والصوت'' في هذا الفيديو القصير لـ''مـترو الأنفاق'' أو إن صح القول ''مـتـرو الاخـتناق'' الـذي يشهد على جرائم في حـق الإنسانية التي لا يعرفها المسؤولون عن ''الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو''، والتى بالتبعية تخضع لوزارة النقل التي عين لها وزيراً المفترض أنه جاء ليحارب الفساد وليعيد الحق لأصحابه لا لإن يُبقي الوضع كما هو عليه ويتركه للأسوء.

عشت وأحد الزملاء الصحفيين في ''مترو المرج'' منذ يومين تقريباً مغامرة لا أعتقد أن أعظم سينارسيت كوميدي يستطيع أن يتخيله للسخرية من وضع ما أو حتى من يبدعون في أفلام الخيال والفانتازيا، فهذا المشهد الذي ترونه في الفيديو الملحق ''صنع في مصر'' وأخرجته لنا ''الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو''.

البداية من محطة مترو ''حدائق المعادي'' قرابة الساعة السابعة المترو متجه إلي المرج الزحام التقليدي الذي يسمح لك بالوقوف على قدماً ونصف مع حرية التنفس إن كنت تستطيع، السائق ''البارد'' كالعادة حيث الانتظار ''للرغي'' أو ''استلام كوب الشاي'' من أحد الزملاء على الرصيف مع ''فاصل من الدردشة'' مع بعض الزملاء في المحطة معتبراً أن المترو ''ميكروباص'' ثم التحرك بعد سخط الركاب ليصل القطار محطة ''مارجرجس'' لتنقطع الكهرباء'' ويتعطل القطار ثم تعود بعد دقائق ويدخل الركاب مرة أخرى بعد أن نزلوا ''ترانزيت للتنفس بمارجرجس''.

نجد في الفيديو الركاب في السيارة الواحدة قرابة ''الف راكب'' إن صح العدد، والوضع قد ساء فالذي كان يقف على ''قدماً ونصف'' أصبح طائراً أو مرفوعاً رغماً عنه عن الأرض، ولا مساحة للتنفس وبدأت الاختناقات والشجار من سوء الوضع.

لم يتنسنى لنا التصوير بسبب أن ايدينا لا نستطيع أن نرفعها من الزحام إلي أن أستطعنا التصوير لنثبت بالصوت والصورة للمسؤولين وللرئيس - إن كان يهمه الأمر ويتابع أداء حكومته - تلك الجرائم التي ترتكب في حق المواطن.

يكفي أن نقول أننا وغيرنا اضررنا اجبارياً للنزول في محطة ''سراي القبة'' لأنها المحطة الوحيدة على الخط التى يفتح بها الباب عكس الاتجاه، والسبب كان استحالة نزول الركاب في المحطة التي يريدونها حتى هذه المحطة.

هذا الأمر ليس في قطارات الخط الأول فحسب، فلو نزلنا إلي قطارات الخط الثاني سنجد إنعدام التهوية وعدم الصيانة الذي تجاوز أعوام للتكيفات التي تحتاج إلي ''شحن فريون'' فقط ''أي لا شيْء'' مقارنة بمكاسب تلك الشركة يومياً، والسؤال هنا كم تكسب الشركة المديرة للمترو سنوياً؟، بل قل كم تكسب يومياً؟ ولماذا لا تهتم بصيانة عربات القطارات ولماذا لا تحترم القطارات مواعيدها، ولماذا لا تقدم هذه الشركة المستهترة بحياة المصريين ما يدفعه المواطن ثمناً للخدمة المتمثل في التذكرة.

نريد من المسؤولين أن يشاهدوا هذا الفيديو بتمعن وينظروا في وجوه المواطنين البائسين الذين يحاولون النزول ويحاولون الصعود وليقل لنا السادة الجالسين على كراسي حتى الآن هي ''أكبر منهم''، أن يقولوا لنا هل ترضون أن يحدث هذا في زوجاتكم وبناتكم وأولادكم؟، هل تقدرون على تحمل هذه الجرائم التي تمارسونها في حق الشعب؟

إن كنتم تريدون الإصلاح فأصلحوا وإن كان ما تقدمونه هو أقصى ما لديكم فاحترموا إرادة شعباً ثار وقدم ابنائه ارواحهم من أجل حريته وكرامته ، أو اتركوا المسؤولية لمن يقدرعليها ليحقق للمصري تطلعاته ويهتم بكرامته ومعاملته ''كبني أدم''، لأنه يركب هذه الوسيلة مضطراً مقهوراً، متخذاً في ذلك مبدأ ما باليد حيلة واهه '' أي حاجة في رغيف ''.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري