الخميس، 20 سبتمبر 2012

"رسول الإصلاح" تفاجئ الجمهور الأردني

لقطة تجسد انتظار أهل المدينة المنورة للرسول في هجرته من مكة المكرمة
تفاجأ جمهور أردني غفير بعرض مسرحي إسلامي لم يشاهدوا مثله منذ سنوات طويلة. ويأتي العرض بينما تتواتر الإساءات للإسلام عبر حملات ترمي لتشويه رموزه خاصة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم).

فخلال 45 دقيقة, أظهر أوبريت "رسول الإصلاح"، الذي قدمته فرقة "أحفاد" المسرحية مساء أمس على خشبة المركز الثقافي الملكي بعمان، رسائل الإسلام القائمة على التسامح والعدل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ويبين العرض أن الديانات كلها موحدة ومكملة بعضها لبعض, وأنه لا حل إلا بالتسامح بين أتباع الديانات الثلاث.

والأوبريت, وهو من تأليف الشاعرة نبيلة الخطيب وإخراج سميح كاشف, يقوم على رؤية جدلية لإصلاح الذات وفق القرآن الكريم الذي يقود بدوره لإصلاح الآخرين سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.

نبيلة الخطيب قالت إنها استقت
أشعارها من حبها للرسول
إصلاح ذاتي

ويركز العرض على أن الإصلاح ينطلق من الذات "أصلح نفسك أولا" قبل مطالبة الآخرين بذلك, وأن الإصلاح أفعال لا أقوال, وقد اشتمل على مدائح نبوية "فديتك يا سيدي وحبيبي", و"يا سيد الرفق آنسني وحشتي رزقا .. في سيرتي الطيب نفح عطر الأفقا".

وقال المخرج سميح كاشف إن الرسول الكريم بدأ في وجود أكبر قوتين آنذاك -الفرس والروم- في إصلاح الذات, وبناء جيل, وإنشاء علاقة تخص الفرد بربه وباقي شؤون الحياة التي تأتي ثمرة لبذرة الإصلاح.

من جهتها, قالت نبيلة الخطيب إن الرسول بعث برسالة الإصلاح الشاملة المتعلقة بالقلوب والنفوس والمجتمعات والشعوب, وإن هذا الإصلاح ليس اجتهادا بشريا بل توجيه من الله تعالى إلى من هو أعلم بهم وبما يصلحهم.

وأضافت أن "على المشاهد والسامع أن يؤمن بأن الإصلاح بمفهومه الشامل ينبغي أن يلتمس من مصدره الحقيقي الذي يعلم حوائج خلقه خاصة الإنسان، فإذا تحقق الربط بين الأرض والسماء انصلح الحال بما يضمن الانسجام والتكامل وانتهى الفصام النكد الذي يمزق الروح ويفسد الأرض".

وتابعت أنها استقت قصائدها من حبها للرسول الكريم, وأن الشعر لا ينجح إذا انفصل عن واقعه, وأن المبدع لا ينتظر ولكنه صانع الحدث ومستلهم الفكرة. وتساءلت "وهل الحرية والعدالة والكرامة إلا هاجس الشاعر وقهوة صباحاته"؟

وعن مصادفة عرض "رسول الإصلاح" مع الغضبة الإسلامية ضد الفيلم المسيء, قالت الشاعرة إن الأفلام والرسوم المسيئة تسيء لأصحابها, ولا تمس الرسول الكريم.

مسرح إسلامي

من جهته, رأى الناقد المسرحي جمال عياد أن أهمية العرض المسرحي تأتي من كونه يكرس مشروع المسرح الإسلامي الذي بدأه الراحل هاني صنوبر في "المدينة بلا حدود" قبل 12 عاما. وبعد وفاة صنوبر عام 2000 لم تقدم عروض للمسرح الإسلامي الذي تتآلف جميع عناصره, أي غياب الموسيقى وحضور الدف والإيقاع.
عياد تحدث عن رسائل الإسلام للإصلاح التدريجي في العرض

وقال إنه في أوبريت "رسول الإصلاح" حضرت رسائل الإسلام للإصلاح التدريجي وليس الثوري, ومنها "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر", وطرح مفهوم الإسلام القائم على أساس تفهم الآخر.

ففي لوحة تسامح الرسول الكريم مع جاره اليهودي الذي ما انفك يضع الأذى في طريقه دليل على روح التسامح في الإسلام الذي ينبذ التطرف والعنف والإرهاب, ويدعو للموعظة الحسنة, وبالتالي تجيء الرسالة المسرحية في الرد على الهجوم العاتي على الإسلام والمسلمين، حسب قول عياد.

ولاحظ الناقد أن البناء البصري للعرض تأسس على توزيع أجساد الممثلين وفق منظور متوازن, بينما برع المنشد بسام الصالحي مُظهرا من خلال طبقاته الصوتية جمالية المعنى سواء في آيات القرآن الكريم والمدائح النبوية.

ومن وجهة نظر عياد, تبدأ فرقة أحفاد المسرحية بتدشين المسرح الإسلامي لأن أغلب عروضها, خاصة آخر عرضين, تصب في إيجاد مسرح يراعي الشريعة الإسلامية. يذكر أن أوبريت "رسول الإصلاح" هو سادس عمل لنبيلة الخطيب بعد "المسجد الأقصى, "واشتقت لأحبابي", و"لم ننس الأقصى", و"من وحي الرسالة, و"سيرة المجد".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري