الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

مجازر الصهاينة في ذاكرة فلسطينيي الداخل

أحيا الفلسطينيون في قريتي كفر قاسم وعيلبون داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 أمس واليوم على التوالي الذكرى السنوية لثلاث مجازر إسرائيلية هدفت قبل عقود إلى تهجيرهم من أوطانهم.
وفي كفر قاسم، بمنطقة المثلث، طافت مسيرة شعبية بمشاركة القيادات الوطنية والإسلامية شوارع البلدة انتهت بساحة النصب التذكاري لشهداء مجزرة ارتكبتها إسرائيل في مستهل العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 راح ضحيتها 49 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال.
وشارك بعض الناجين من تلك المجزرة في المسيرة الشعبية إلى جانب آلاف من شباب البلدة وخارجها رافعين صور الشهداء والرايات الفلسطينية والأعلام السود.
وبعد وقوف الجماهير دقيقة حداد تم وضع أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء، وتحدث رئيس البلدية نادر صرصور وممثلون عن الحركة الوطنية خلال مهرجان خطابي مؤكدين أن معركة البقاء لم تنته بعد في ظل تعاظم التطرف في إسرائيل بكل مستوياتها.
 
كما توافقوا على أهمية استمرار إحياء ذكرى المجزرة ومطالبة إسرائيل التي ارتكبت 77 مجزرة خلال 1948 بالاعتراف بها والاعتذار عنها وتحمل مسؤولية تبعاتها. 

جانب من مسيرة كفر قاسم 
وعي 
وقال عضو الكنيست إبراهيم صرصور الذي شارك في المسيرة إن إسرائيل تمعن في سياستها التقليدية بالتنكر للمجزرة والاعتذار من الشهداء وذويهم لأن قادتها لم يتخلصوا بعد من عقلية التهجير.

ونبه صرصور إلى أن فلسطينيي الداخل، ونسبتهم الآن 17% من سكان إسرائيل، أصبحوا يدركون مخاطر الترحيل ولا خيار أمامهم سوى الكفاح لمواجهة مخططات الترحيل والإقصاء.

وفي عيلبون بقضاء الناصرة في الجليل طافت مسيرة شعبية شوارع القرية وتوقفت عند أضرحة شهداء المجزرتين اللتين شهدتهما البلدة خلال نكبتها الأولى في عام 1948 وراح ضحيتها 16 شابا حصدتهم قوات "الهجاناه" في ساحة الكنيسة وأمام كافة أهالي القرية الذين طردوا إلى لبنان.

ويروي الشيخ فريد زريق (90 عاما) أحد الناجين من المجزرة أن أهالي عيلبون استيقظوا مذعورين عند فجر يوم السبت الموفق 3 أكتوبر/تشرين الأول 1948 على دوي تفجيرات جنود "الهجاناه" ومكبرات صوت تدعوهم للتجمع في ساحة البلدة.
ويضيف أن أهالي القرية قرروا البقاء فيها بعد نزوح جيش الإنقاذ لكن جنود إسرائيل كانوا يضربون الرجال بأعقاب البنادق وعيونهم تنطق كراهية وحقدا. وأمام حالة الرعب وبكاء الأطفال والنساء تدخل الكهنة فاحتميْنا داخل الكنيسة لكن الجيش رحلنا عنوة بعدما استوقف 16 من شبابنا وأعدمهم.
الشيخ أبو عطية: مشاهد القتل اليوم تعيدني للمجزرة عام 48 
الذكرى باقية
أما الشيخ سعود عطية مواسي أبو عطية (75 عاما) فقد شارك كعادته في كل عام في مسيرة إحياء ذكرى المجزرة الثانية في عيلبون التي قتل فيها 15 من أبناء عشيرة المواسي.

ولم يتجاوز أبو عطية العاشرة من عمره وقت المجزرة لكنه يذكر جيدا كيف داهمت دوريات إسرائيلية في مضارب عشيرته (المواسي) المجاورة لقرية عيلبون، واقتادت تحت تهديد السلاح 15 رجلا أعدموا بدم بارد.
ويشير أبو عطية الذي فقد والده عطية وشقيقيه معجل ومقبل، إلى أنه لا ينسى صدمة والدته يوم مزقت ثيابها لسماعها نبأ الفاجعة، ويتابع "كلما ألحظ مشهدا عنيفا في سوريا تحضرني ذكريات المجزرة، وكلما أصطدم بمشاهد القتل في سوريا وغيرها أبكي وكأن الضحايا إخوتي وأبناء عمي بسبب عاطفتي الجياشة".

أما عضو الكنيست عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة حنا سويد ابن عيلبون فأكد أنه مطمئن لرسوخ رواية النكبة وتاريخ المجازر الصهيونية بذاكرة الأجيال الصاعدة، وأن أهالي عيلبون كبقية الفلسطينيين يحرصون على توارث روايتهم التاريخية، لافتا لفضل الأمهات اللواتي يرضعنها الأبناء والأحفاد في وجه محاولات الطمس وتزوير الوعي.

ونبه إلى أن دروس النكبة تقتضي التشبث بالوحدة والبقاء فوق تراب الوطن، وتابع "انظر من حولنا كل هذه المنازل بنيت في عيلبون بعد النكبة على يد أهاليها الذين طردوا بشكل جماعي عام 1948 وعادوا لها من لبنان عائلة تلو الأخرى رغم الترهيب والموت المتربص بهم بكل زاوية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري