الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

الأقصى بين هاجس التطبيع وواجب النصرة




- دلالة الربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى
- المسجد الأقصى في الخطاب الديني والمخاطر المحيطة به
- أبرز المشاريع الخاصة بالأقصى ومدينة القدس
- توافق إسلامي وقومي لمواجهة تهويد وتقسيم القدس


عثمان عثمان
يوسف القرضاوي
عثمان عثمان: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلا ومرحبا بكم على الهواء مباشرة في هذه الحلقة الجديدة من برنامج الشريعة والحياة، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الإسراء: 1] ما ضرورة شد الرحال إلى المسجد الأقصى؟ وهل أقعدنا هاجس التطبيع عن نصرته؟ وما المخاطر التي تهدده وما سبل حمايته؟ الأقصى بين هاجس التطبيع وواجب النصرة موضوع حلقة اليوم من برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة شيخنا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، مرحبا بكم سيدي.
يوسف القرضاوي: يا مرحباً.
دلالة الربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى
عثمان عثمان: في الآية التي افتتحنا فيها الحلقة هناك ربط ما بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى هل لهذا الربط من دلالة وأهمية بين المسجدين المباركين؟
يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه {رَبَّنَا ءاتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} [الكهف: 10] }{رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران: 8] لا شك أن هذه آية من آيات كتاب الله العظيم وهي آية لها أهميتها في الحديث عن الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وكان في هذا الربط الكريم القرآني الرباني بين المسجدين العظيمين؛ المسجد الحرام الذي هو أول مسجد أول بيت وضع لله في الأرض لعبادة الله سبحانه وتعالى إِنَّ {أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}[آل عمران: 96] وهذا البيت الذي أقامه إبراهيم عليه السلام وتوارثه الأنبياء من بعده، فربط الله بين المسجدين من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى يدل على أهمية عظيمة، إن هذا بداية رحلة الإسراء وهذا إيه نهايتها، وكل من المسجدين له قدر عظيم عند الله لماذا؟ يعني هيأ الله محمدا صلى الله عليه وسلم لينتقل هذه النُقلة الكبيرة من الحجاز إلى بلاد الشام وإلى بلاد فلسطين لماذا؟ لا بد أن لهذا المسجد الأقصى، الأقصى يعني إيه؟ الأبعد يعني مسجد بعيد بالنسبة للناس الذين يعيشون في الحجاز في ذلك الوقت، مسجد بعيد جداً يحتاج إلى شق سيراً بالجمال، ذهابا وإيابا فيعتبر مسجد أقصى من الأبعد، فلا شك أن لهذا ربط أهمية يعني كبيرة في التقديس، تقديس كل من المسجدين وكأنما فرط في أحد المسجدين يوشك أن يفرط في المسجد الآخر، وربط المسجد الأقصى بالمسجد الحرام للدلالة على تثبيت قدسيته وأهميته وعظمته ومكانته في قلوب المسلمين حتى لا يفكر أحد في أن هذا المسجد يبقى بدون المسجد الآخر أو يروح أحد المسجدين ويبقى الآخر لأ،  ربنا ربط بينهما في القرآن وهذا الربط له دلالته وله أهميته العظمى.
عثمان عثمان: أيضا وردت أحاديث عن النبي عليه السلام بأهمية الصلاة في المسجد الأقصى وأنها تتضاعف، هل لذلك أيضا من دلالات؟
يوسف القرضاوي: نعم، هناك مساجد الدنيا كل الصلوات فيها سواء إلا في ثلاثة مساجد، المسجد الأول هو المسجد الحرام أول مسجد وضع في الأرض لعبادة الله، الصلاة فيه بمئة ألف صلاة من مساجد أخرى، المسجد الثاني هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، الصلاة فيه يعني في المسجد الحرام بمئة صلاة في المسجد النبوي، والصلاة في المسجد الأقصى بـ 500 صلاة في المساجد الأخرى وكل المساجد بعد ذلك سواء، ولذلك لا تشد الرحال، ما معنى تشد رحال؟ الأحاديث الصحيحة التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم تقول لنا: (( لا تشد رحال)) يعني لا تسافروا شد الرحال كناية عن الإعداد للسفر، لما تريد سفر بتشد الرحال ويتهيأ الإبل والناقة للسفر فهذه المساجد لا يجوز إنك تسافر بلد مخصوص أو مكان مخصوصاً تصلي فيه إلا لأحد هذه المساجد الثلاثة، المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، كل له فضل في الصلاة فيه وماعدا ذلك كل المساجد سواء.
عثمان عثمان: عندما نتحدث عن فضل الصلاة في المسجد الأقصى في بيت المقدس هل هذه الأفضلية تأتي بمعنى الإلزام أي يجب على المسلم أن يشد الرحال لينال هذا الثواب؟
يوسف القرضاوي: لا لا يقل يجب يعني هو ما قلش يجب، هو قال لا تشد الرحال، يعني لا يجوز إنك تشد الرحال وتسافر من أجل الصلاة في أي مسجد إلا المساجد الثلاثة دي فقط هي التي يجوز أن تسافر لها، تسافر للمسجد الأقصى، المسجد النبوي أو المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة أو المسجد الأقصى في القدس، هذه المساجد التي لا تشد الرحال، يعني لا يجوز السفر إلا إليها وما عدا ذلك لا يجوز أن تسافر من أجل مسجد من المساجد لأن كلها سواء.
عثمان عثمان: يعني عندما يكون المسجد الأقصى مهدداً كما هو وضعه الآن هل هذا يعني يميز أو يوجب شد الرحال إليه؟
يوسف القرضاوي: طبعاً المسجد الأقصى كل أي مسجد يعني يصبح بحالة خطر يجب على المسلمين أن يدافعوا عن مساجدهم، كل المساجد في العالم لا يجوز أن تترك للكفار ولأعداء المسلمين يهددوها بالهدم أو بالإزالة هذا لا يجوز التفريط فيها كلها، وأقصى من هذا إذا كان أحد المساجد الثلاثة التي خصها الله لشد الرحال إليها فالمسجد الأقصى مسجد له خطورته وله قدسيته عند المسلمين لأنه هو المسجد، المسجد الثالث والقدس أو بيت المقدس كما يسميه المسلمون هي البلد الثالث في الإسلام، يعني المدينة الأولى هي مكة والمدينة الثانية عند المسلمين هي المدينة اللي فيها قبر ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمدينة الثالثة هي مدينة القدس، فمدينة القدس مدينة من المدن المقدسة عند المسلمين ولها مكانتها عند الله وعند الأمة الإسلامية إذا كان هذا المسجد كما نراه الآن اليهود يعني يرتكبون كل يوم فظائع من أجل تدنيس هذا المسجد، والمسلمون يعني صامتون على هذا وهذا لا يجوز أبداً، لا يجوز بحال من الأحوال أن يظل المسلمون صامتين على ما يجريه اليهود، اليهود كأنهم يعملوا نوع من الاغترار والمسلمون مشغولون بقضايا كثيرة ويقول لك لسه ما جاء الوقت، لا الوقت جاء، وهؤلاء اليهود يعدون العدة ويأخذون الأهبة لما يريدونه من أخطار لهذا المسجد العظيم فعلى الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، هذا نحن نقول أن هذا أمر لا يختص الفلسطينيين وحدهم لا لأن المسجد الأقصى ليس مسجد الفلسطينيين وحدهم دا مسجد المسلمين جميعاً، المسلمون في كل مكان في أنحاء الأرض في الشرق في الغرب في الشمال في الجنوب في آسيا في أفريقيا في استراليا في أوروبا في أميركا الشمالية والجنوبية، كل هذه البلاد كل مسلم فيها مسؤول عن المسجد الأقصى، لا يجوز للمسلم في أي مكان يسمع إنه المسجد الأقصى في خطر ويقابل الموضوع كده بكل إيه لا، لا هذا أمر يجب أن يأخذ الاهتمام من كل المسلمين في أنحاء العالم .
عثمان عثمان: يعني هذا الاهتمام لا بد أن يترجم عملياً لا بد أن نتحدث عن هذه الترجمة في سياق لكن موضوع شد الرجال ربما موضوع في القدس الآن يتجاوز التدنيس إلى موضوع التهويد، تهويد الأقصى، في موضوع شد الرحال إلى المسجد الأقصى هناك حصل نوع من النقاش وهل يجوز أو لا يجوز وخاصة أن الإنسان يجب أن ينال تأشيرة إسرائيلية للدخول إليه؟
يوسف القرضاوي: هذا إحنا تكلمنا في هذا من القديم وكتبنا فيه وقلنا إن هناك أناس يجب أن يذهبوا إلى المسجد الأقصى.
عثمان عثمان: من هم؟
يوسف القرضاوي: أهل فلسطين عامة.
عثمان عثمان: عامة؟
يوسف القرضاوي: عامة في الداخل وفي الخارج دون لا يستطيع احد أن يمنعهم فقد خرج ملايين من الفلسطينيين يروحوا إلى القدس .
عثمان عثمان: بتأشيرة إسرائيلية؟
يوسف القرضاوي: إن شاء لله يكون بتأشيرة ما يروحش يشوف أهله يشوف بلده يروح بأي طريقة، الفلسطينيون في كل مكان يجب أن يذهبوا إلى فلسطين ومنها القدس ويذهب للصلاة فيه وهذا كل حاجة، الفلسطيني اللي حتى في إسرائيل نفسها، فلسطين المهودة فلسطين التي أصبح الآن اسمها إسرائيل، فلسطين هودت عن غفلة من المسلمين وأصبح فيها ملايين الإسرائيليين الآن، هؤلاء أهل فلسطين في مليون وربع فلسطيني موجودين داخل إسرائيل هؤلاء يجب أن يرحلوا يجب أن يشدوا الرحال إلى المسجد الأقصى والآن أصبحوا يمنعوهم، ينبغي أن يعملوا بكل السبل أن يذهبوا للمسجد الأقصى، كل من يستطيع أن يذهب للمسجد الأقصى يجب أن يشد الرحال إليه، أما نحن المسلمين من غير أبناء فلسطين فلا ينبغي أن نذهب بتأشيرة إسرائيلية، نذهب إلى الإسرائيليين نشحذ منهم تأشيرة عشان ندخل تحت الحراب الإسرائيلية وتحت الراية الإسرائيلية، لأ، يجب أن نمتنع عن هذا حتى لو هم الآن يحاولوا إن طب تعالوا، لو كثرنا هيمنعونا، نحن لا نمكنهم من هذا ونظل نتحرك على أننا نريد أن نذهب إلى فلسطين وإلى المسجد الأقصى ونصلي فيه ونكسب خمسمائة صلاة بالصلاة الواحدة، نريد أن نفعل هذا ولكنا لا نحب أن نذهب تحت الراية الإسرائيلية وتحت السلاح الإسرائيلي، ونكتب فيه بباسبورتاتنا إن إحنا ذهبنا إلى إسرائيل يجب أن نشعر أننا ممنوعون من الصلاة في المسجد الأقصى والذي منعنا هو احتلال الإسرائيليين له، وعملهم، إفسادهم، تلويثهم لهذا المسجد الحرام يجب أن يكون هذا هو أمرنا.
عثمان عثمان: لكن هناك سؤال يطرح فضيلة الدكتور الآن يعني ما الفرق بين الفلسطينيين وغير الفلسطينيين طالما أن المسجد الأقصى يكتسب أهمية كبرى لكل المسلمين؟
يوسف القرضاوي: الفلسطيني عايز يروح لأهله يروح لبلده يروح لإخوانه يزور أهله يزور والدته يزور أولاد عمه يزور إخوانه يزور أولاده، يزورهم هناك لازم يظل بينهم ما يعني أمر متصل على طول فهؤلاء لا نمنعهم أبداً ونظل نقول لهؤلاء اذهبوا إلى فلسطين ما استطعتم.
المسجد الأقصى في الخطاب الديني والمخاطر المحيطة به
عثمان عثمان: للمسجد الأقصى أهمية كبيرة فضيلة الدكتور كما ذكرتم في المعتقد الإسلامي صنف كثير من الأئمة في فضل المسجد الأقصى ما وجه هذا الفضل؟
يوسف القرضاوي: يقول لك هو أحد المساجد الثلاثة، النبي عليه الصلاة والسلام هو قال: ((أحد المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها)) بناه سيدنا إبراهيم عليه السلام، بنى الكعبة وبعد أربعين سنة بنى المسجد الأقصى، فهو أحد المساجد الكبيرة المقدسة عند الله وعند الأنبياء وعند أمة الإسلام، فالمسجد له الفضل، أرض فلسطين لها أهميتها وهي الأرض التي بارك الله فيها للعالمين {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء:71] فالأرض التي بارك الله فيها هي أرض فلسطين وفيها المسجد الأقصى، فالمسجد الأقصى له أهميته في إنه كان القبلة الأولى للمسلمين، ظل المسلمون يصلون منذ فرض الصلاة في ليلة الإسراء في السنة العاشرة من الهجرة ظلوا 3 سنين يصلون إلى بيت المقدس، كانت قبلتهم قبل الكعبة وظلوا 16 شهرا بعد الهجرة يصلون إلى بيت المقدس، وبعدين حُول إلى الكعبة وعمل ضجة هذا التحويل {سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}[البقرة:142] إلى آخر ما جاء في سورة البقرة {لَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}[البقرة:142] إلى آخر ما جاء في القرآن الكريم.
عثمان عثمان: مولانا الآن المسجد الأقصى يشهد محاولة لتهويده وفي كل مرة يحاول الصهاينة أو الحاخامات اقتحام المسجد الأقصى، ما الموقف الشرعي والسياسي من اقتحام هذا المسجد وما مدى الخطورة في هذا الموضوع؟
يوسف القرضاوي: أولا يجب أن يعلم أن المسجد الأقصى مسجد إسلامي 100% 1000% مليون بالمئة مسجد إسلامي، ليس لليهود فيه ذرة واحدة، وحاولوا هم تاريخياً يبحثوا عما مقر أو أي أثر لمعبدهم المزعوم فلم يعثروا على أي شيء إلى الآن ورغم أنهم حفروا 50 حفرية وعملوا ما عملوا، مدن تحت المسجد الأقصى، يريدون هم تهويد المكان، أنه مكان يهودي، يريدون إزالة كل ما هو إسلامي وكل ما هو عربي في المنطقة ليحلوا محله ما هو يهودي وما هو صهيوني، فنحن نرفض هذا ونرى أن المسجد بالذات المسجد هو إسلاميٌ عربي، وكل المنطقة وكل القدس القديمة كلها عربية 100% هم يريدون أن يسلخوها من جلدها ويهودوها ويخرجوا منها المسلمين والنصارى مش المسلمين وحدهم المسيحيين من زمان يحاولون أن يخرجوهم من أرض القدس ومن أرض فلسطين كلها، وكثيراً ما يعني يتضايق المسيحيون من كثرة ما يؤذيهم من مضايقتهم، الواحد محتاج إلى بيت لأولاده، عايش في البيت ده مية سنة، كل بيت يضيق لأن الناس بطبيعتها تزداد، الواحد بعد ما كان لوحده يصبح بعدما يتزوج عنده 4 خاصة في فلسطين ما شاء الله بالعشرة يعني فيريد أرض لأولاده وعنده أرض لا يسمحون له، فكثير من الفلسطينيين ذاقوا ذرعاً وضاقت صدورهم بهذه المشاكل المستمرة والاستفزاز المستمر فيها، هربوا وهاجروا وقل عددهم وقل تعداد الناس في المدينة المقدسة، مدينة القدس، بيت المقدس، قل أعدادهم من المسلمين، واليهود وهم يفعلون ذلك وما زالوا إلى اليوم، الناس تريد أن تخرج توسع كل المدن يعني أنا في قريتنا بني صغير كان 25 ألف الآن فيها أكثر من مئة ألف اتسعت، بعشرات السنين تتسع المدن، فهؤلاء على الرغم من الاتساع ورغم ضيق المكان لا يسمحون لهم يسمحون لليهود ليعطوهم أرضا جديدة للاستيطان يستوطنون أراض بعد أراض، ورغم اللي كان مفروض من الأشياء اللي اتفقوا عليها يعني في أوسلو أنه يوقفوا الاستيطان، لم يوقف الاستيطان يوما واحدا بل هو مستمر يوميا مش أقول سنويا ولا شهريا ولا أسبوعيا، يوميا الاستيطان مستمر، ولكن هذا يحب علينا نحن العرب ونحن المسلمون يجب علينا أن نرفض هذا الاستيطان نرفض تهويد المنطقة، يجب أن يعطى العرب حقوقهم لا يمكن أن يعطيه اليهود هذا يعني من عند أنفسهم يعني بأريحية منهم لا بد أن يجبروا على هذا، ولم يجبروا إلا بسلاح واحد، سلاح المقاومة، لا بد أن نعوّد ونربي الفلسطينيين، جميع الفلسطينيين في غزة أو في رام الله، سلطة أو معارضة، حماس أو فتح، كل الفلسطينيين كل الفصائل الفلسطينية فتح والمقاومة حماس والجهاد الإسلامي والفصائل الأخرى كل هؤلاء مطالبون أن يكونوا مقاومة، لماذا لا نكون مقاومة! هل تحررت فلسطين حتى تقف المقاومة! ما دامت فلسطين لم تتحرر ولم ينفذوا ما قالوه إن يكون لنا ارض ويكون لنا دولة، دولة وعاصمة لفلسطين، هذا لم يحدث ولن يحدث، لن تسلم إسرائيل أبدا بهذا الأمر إلا تحت ضغط السلاح، هؤلاء قوم يريدون أن يوسعوا أرضهم، استعمار توسعي، إسرائيل هي نوع من الاستعمار بل هو أعلى أنواع الاستعمار، واستعمار توحشي، استعمار عنصري، استعمار إحلالي، حتى ليس إحلالي مثلما كان في الجزائر بأنهم يريدون أن يجعلوا ارض الجزائر ارض فرنسية وتبقى لأهلها وأهلها يبقون فيها، لكن يدخل الإسرائيليون معهم، لأ هم يريدون أن يدخلوا أرض فلسطين ويخرجوا أهل فلسطين منها يعني بهذا إحلالي إجرامي، المسلمون لا يجوز أن يسكتوا على هذا أبدا، نحن أنشأنا أو انشأ العرب والمسلمون من عدة سنوات بعد أن نشأ المؤتمر العربي الإسلامي، نشأ في لبنان وفي بيروت، وكنت أحد الحاضرين الأساسيين الذين شاركوا في هذا المؤتمر، كنت عضو للجنة الإسلامية، كان فيه لجنة عربية ولجنة إسلامية، وكلاهما أنشأ يعني تصور، وكلا التصورين نشأ المؤتمر العربي الإسلامي، المؤتمر العربي الإسلامي بعد عدة..
عثمان عثمان: المؤتمر القومي الإسلامي.
يوسف القرضاوي: المؤتمر القومي الإسلامي نعم، والمؤتمر يجمع القوميين والإسلاميين، بفترة من الفترات قال لا يمكن أن يجتمع القوميون والإسلاميون، وهؤلاء رفضوا القومية وهؤلاء رفضوا الإسلام وعملوا من  بعض أعداء يعني بدون سبب يذكر؛ ولكن العقلاء منهم اجتمعوا ورأوا أن كلاهما لا بد أن يرتبط بالآخر وقضيتهم واحدة وليس بينهما خلاف ولا صراع، واتفقوا وحدث هذا في القدس وبعد فترة رأى الجميع لا بد أن تقوم مؤسسة عالمية دولية تمثل القدس للدفاع عن القدس وعن قضية القدس وعن قضية الأقصى، لا يجوز أنها تظل ضمن قضية فلسطين العامة، قضية فلسطين عامة هي قضية العرب وقضية المسلمين جميعا في أنحاء الأرض، لا شك في هذا، ولكن يجب أن قضية القدس بالذات أن تكون لها أهمية خاصة فقالوا لا بد أن ينشأ لها يعني مؤسسة عالمية دولية تتبنى هذه القضية وتدافع عنها وتهيئ لها الأسباب الفكرية والثقافية والنفسية والسياسية الاجتماعية والاقتصادية إلى آخره وقامت..
عثمان عثمان: مؤسسة القدس الدولية، نعم مولانا سنتحدث عن مؤسسة القدس الدولية ولكن بعد أن نذهب إلى فاصل قصير لنأخذ صوتا بعدها بعد الفاصل من القدس من فلسطين، صوت الشيخ رائد صلاح، فابقوا معنا مشاهدينا الكرام ونعود إليكم بإذن الله بعد الفاصل.
[فاصل إعلاني]
عثمان عثمان: أهلا وسهلا بكم من جديد مشاهدينا الكرام في حلقة جديدة من برنامج الشريعة والحياة نتحدث فيها عن الأقصى بين هاجس التطبيع وواجب النصرة مع فضيلة شيخنا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، الآن نأخذ صوتا من فلسطين المحتلة نأخذ صوت الشيخ رائد صلاح، السلام عليكم فضيلة الشيخ..
رائد صلاح: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
عثمان عثمان: فضيلة الشيخ أنتم من قلب الحدث الآن هناك حديث متزايد وكبير عن محاولات جديدة لتهويد القدس باختصار شديد يعني تضعوننا بأبرز هذه المخاطر المحدقة في هذه الأوقات بالذات؟
رائد صلاح: بسم الله الرحمن الرحيم، بداية نقدم التحية الطيبة لفضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي..
يوسف القرضاوي: حياك الله يا أستاذ رائد صلاح.
رائد صلاح: أقول لك أيها الأخ الكريم الذي يجري في مدينة القدس والمسجد الأقصى المحتلين هو ما يلي باختصار: الاحتلال الإسرائيلي الآن يسعى إلى فرض مقولته الباطلة التي يسميها القدس الكبرى، وأن يهوّد كل هذه المساحة التي تشملها هذه الكلمة القدس الكبرى وهي تمتد ما بين بيت لحم حتى رام الله ومن جهة ثالثة تمتد حتى أريحا، يريد أن يهوّد الأرض ويهوّد البيوت يهوّد الحياة يهوّد المقدسات يهوّد كل المؤسسات، كي يتحول الواقع بمدينة القدس  إلى واقع احتلالي إسرائيلي يومي، مع سعيه الذي ينفذ الآن هو عملية التطهير العرقي على أهلنا في مدينة القدس، الجانب الثاني الاحتلال الإسرائيلي كما هو واضح بدأ الآن يسعى إلى محاولة تقسيم المسجد الأقصى المبارك تقسيما باطلاً بين المسلمين واليهود كما وقع مثل هذا التقسيم الباطل على المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل وهذا ليس كل هدفه، بل هدفه فيما بعد وبدأ يصرح به الآن علانية وهو بناء هيكل باطل لا أصل له مكان المسجد الأقصى المبارك، الآن كل ما نسمع عنه في الأخبار وكل ما نشاهده على الشاشات هو يصب في هذين الاتجاهين تهويد كل القدس مع تطهير عرقي لأهلنا منها ثانيا الوصول إلى مرحلة بناء هيكل أسطوري على حساب المسجد الأقصى المبارك.
عثمان عثمان: فضيلة الشيخ هناك حديث متزايد من عامة المهتمين في هذا الموضوع من فضيلة مولانا الشيخ القرضاوي تحدث عن أهمية مبادرة المسلمين لمواجهة مثل هذا التطبيع مثل هذا التهويد مثل هذه المخاطر التي تهدد الأقصى يعني عمليا كيف يمكن ترجمة مثل هذه المبادرات الإسلامية لنقل؟
رائد صلاح: أخي الكريم هذا السؤال مهم جدا يعني وأشكرك على هذا السؤال، أنا لا زلت انصح وأسأل الله أن يجد صوتنا من يسمعون سماعا يقتنع به ويدعمه إن شاء الله تعالى أنا لا زلت أقول نحن على يقين أن الاحتلال الإسرائيلي لا محالة سيزول إن شاء الله عن القدس والمسجد الأقصى كما زال غيره من الاحتلالات السابقة ولكن حتى يزول الاحتلال الإسرائيلي ما هو واجبنا الآن؟ واجبنا الآن أن نسعى إلى تثبيت صمود أهلنا في مدينة القدس هذا (أ)، ثانيا واجبنا أن ندعم مسيرة وجود حماية بشرية في المسجد الأقصى المبارك كل يوم بما نسميه الآن مسيرة البيارق ويطول تعريفها وبما نسميه الآن مصاطب العلم، أيضا ويطول تعريفها، واجبنا أن نعمل في هذين المضمارين الآن حتى يزول الاحتلال الإسرائيلي مع التأكيد الدائم نعم أن الاحتلال الإسرائيلي هو احتلال باطل لا شرعية له لا سيادة له لا يوجد له حق في ذرة تراب لا من القدس ولا من المسجد الأقصى.
عثمان عثمان: ما هي آلية تثبيت أهل القدس في أماكنهم؟
رائد صلاح: أخي والله يا أخي الكريم سأعطي جواب مختصر أنا شخصيا حول سؤالك الرائع هذا كتبت أكثر من مرة أجوبة مفصلة وضعت فيها برامج عمل خطوات عمل مشاريع عمل ترتبط بحب الأرض وحب المقدسات وحب المؤسسات وحب الإنسان في القدس، ودعم مسيرة البيارق ودعم مسيرة مصاطب العلم في داخل المسجد الأقصى وبعد ذلك بشكل منهجي دقيق جدا أرسلت إلى عناوين هامة جدا للأمة المسلمة والعالم العربي، أدعو الله سبحانه وتعالى أن نجد القلوب الحانية التي ترأف بالقدس وبالمسجد الأقصى وتحتضن كل هذه المشاريع فعلا حتى نواجه الاحتلال الإسرائيلي مخطط إسلامي يدعو إلى التعجيل..
أبرز المشاريع الخاصة بالأقصى ومدينة القدس
عثمان عثمان: أبرز هذه المشاريع فضيلة الدكتور، أبرز هذه المشاريع بنقاط سريعة..
رائد صلاح: أبرز هذه المشاريع بما يتعلق بالقدس حاليا نحن ملزمون بالسعي إلى إعمار بيوت القدس، القدس القديمة تحديدا حتى تبقى وهي التي تحيط بالمسجد الأقصى حتى تبقى بهويتها الإسلامية العربية الفلسطينية هذا من جانب، من جانب ثاني نحن بحاجة إلى دعم حتى نثبت ما تبقى من أرض أهلنا في القدس التي بدأ يقتلعها غول المصادرة والنهب الاحتلالي من قبل الاحتلال الإسرائيلي، من جانب آخر لدينا مسيرة البيارق اليومية التي نرفق فيها المسجد الأقصى بعشرات الحافلات بمعنى آلاف المرابطين في المسجد الأقصى، وهناك مشروع اسمه مصاطب العلم الذي نحاول أن نحافظ على وجود دائم لأكثر من ألف طالب وطالبة يوميا منذ ساعات الصباح حتى العصر في كل يوم في المسجد الأقصى المبارك ونحن شرعنا في هذه الخطوات.
عثمان عثمان: نعم جيد؛ فضيلة الشيخ هناك من يتحدث، عندما نتحدث عن القدس نتحدث أيضا عن  أكناف بيت المقدس، هناك من يقول أن حديث الثورات العربية غيّب الحديث عن القدس وربما أصبح في المرتبة الثانية الحديث عن القدس، هناك من يرى أن تحرير الأقصى يبدأ من تحرير عواصم وأقطار عربية يسيطر عليها ديكتاتوريين ربما تاجروا في هذه القضية قضية القدس كيف ترى الأمر؟
رائد صلاح: أخي الكريم أنا سأضع النقاط على الحروف وفي قناعتي إن من يقول أن الحديث عن الثورات العربية غيّب الحديث عن القدس هو مخطئ خطأ كبير على العكس تماما أنا اعتقد أن الحديث عن الثورة السورية ودعائنا أن ينصرها الله تعالى وأن يزول هذا النظام الذي فقد شرعيته في سوريا هو ضرورة ملحة من أجل تحرير القدس ومن أجل تحرير المسجد الأقصى المبارك، الخطوة التي بدأت في تونس أو في ليبيا أو في مصر بفضل الله رب العالمين كل عاصمة ندرك أنها لن تتوقف عند حدود هذه الدول ستكون ثمارها إن شاء الله لنصرة القدس والمسجد الأقصى بإذن الله تعالى هذا من جهة أولى إن شاء الله تعالى، أما من جهة ثانية أخي الكريم أؤكد لك بصوت واضح ولا تردد فيه نحن نعد الأمة المسلمة ألا ننكسر للاحتلال الإسرائيلي سنبقى نقاوم الاحتلال الإسرائيلي حتى النهاية، ولكن نحن نريد وعد من قبل الأمة المسلمة والعالم العربي ألا يتركونا لوحدنا في منتصف المعركة وألا يتفرجوا علينا هذا يقتضي أن تتقدم الثورات العربية نحو خطوة أوسع إن شاء الله وهي وحدة صف إسلامي عربي وحدة كلمة أسلامية عربية تحمل هدف واضح وهو التعجيل بزوال الاحتلال الإسرائيلي.
عثمان عثمان: شكرا جزيلا فضيلة الشيخ رائد صلاح كنت معنا من فلسطين المحتلة، مولانا في موضوع ما تفضل به الشيخ رائد صلاح عن موضوع تقسيم القدس وبناء الهيكل المزعوم هناك من يتحدث الآن عن تقسيم زمني للقدس يعني أن يخصص وقت لصلاة المسلمين في هذا المسجد المبارك ويخصص وقت آخر لصلاة اليهود في هذا المسجد التقسيم الزمني للقدس.
يوسف القرضاوي: هذا مبني علي أن القدس يحتمل أن ينقسم بين المسلمين وغيرهم، ونحن قلنا أن القدس هذا مسجد إسلامي، مسجد إسلامي مئة في المئة وقلنا مئة في المئة وألف في المئة ومليون في المئة، مسجد إسلامي، لا يجوز تقسيمه لا يجوز لأحد أن يدخله إلا بإذن المسلمين فليس لليهود فيه أي مكان لازم المكان يسبق الزمان، إذا كان له مكان أدي له زمان، اللي ما لوش مكان يأخذ  زمان منين! ليس لأحد الزمان في هذا المسجد قلنا مسجد إسلامي مئة في المئة، مسجد إسلامي لا يجوز لأحد أن يأخذ منه دقيقة واحدة، لأنه مسجد مسلمين، مسجد المسلمين لا يجوز لأحد من غير المسلمين أن يأخذ منه أي وقت، هل رأيت أي مسجد يعطي وقتا منه لغير المسلمين! المسجد العادي لا يجوز أن يعطى، فهذا مسجد إسلامي من المساجد الكبرى، المساجد الثلاثة  التي لا تشد الرحال إلا إليها، فهذا لا يجوز لليهود أن يأخذوا أي وقت هم قالوا أنهم عملوا تجربة في المسجد الإبراهيمي، الفلسطينيين يقولون عليه الحرم الإبراهيمي، إنما هو ليس حرماً في الحقيقة الحرم هو مكة والمدينة، إنما وأخذوه وأخذوا الأوقات والآن أخذوا جزء منه  أصبح لهم وجزء للمسلمين، فالأول يأخذوا أوقات وبعدين لا يريدون أن يبقوا شيئا للمسلمين، يريدون أن تكون هذه المدينة لهم ولكن يأخذون الأمر شيئا فشيئا بالتدريج، إذا المسلمين سكتوا، هذه التجربة اللي سكتنا لوا دخل بحماره، ما دام ستأخذ الشيء ويسكت أهله تأخذ ما بعده، هذا ما لا يجوز أبدا السكوت عليه، إحنا مهمتنا الآن نحن أن نصحي المسلمين النائمين ننبه هؤلاء الغافلين، نذكر هؤلاء الناسيين، نعلم هؤلاء الجاهلين، لا يجوز لأحد أبداً أن يفكر إن إسرائيل تأخذ المسجد الأقصى أو جزء من المسجد الأقصى ويسكت المسلمون في الحالة هذه سيهيج المسلمين في الأنحاء، إذن لماذا نسكت حتى يأخذوه بعدين نهيج! في الحالة دي يجب نتهيأ قبل أن تقع الواقعة وأن تقع المصيبة وتقع الكارثة نريد أن نهيأ أمة محمد في كل مكان، أمة محمد لا يمكن تترك المسجد الأقصى، المسلمين؛ ما الذي أيقض المسلمين؟ واحد يهودي قال أنه مخمور مش عارف إيه أراد أن يحرق المسجد الأقصى أو يحرق جزء من المسجد الأقصى ويحرق منبر المسجد الأقصى محرقوش كله، منبر صلاح الدين، أحرق جزء منه فهاج المسلمون في العالم وقامت أول يعني أول لقاء للمسلمين نشأ بعده الاتحاد العام التي تتمثل في منظمة المؤتمر الإسلامي التي سَمت نفسها الآن منظمة التعاون الإسلامي.
عثمان عثمان: نعم.
يوسف القرضاوي: فالمسلمون ينبغي أن يستيقظوا ولا يجوز لهم أن ينسوا هذا الأمر أو يفرطوا فيه  أو يؤجلوا لأنه لا يقبل التأجيل..
عثمان عثمان: نعم.
يوسف القرضاوي: هذا أمر خطر جدا  المسلمون ،الحاخامات يدخلوا  المسجد الأقصى  ويعملوا فيه قراءات تلموذية وأشياء، إلى متى نسمح لهؤلاء؟ المسجد الأقصى ليس للحاخامات ليس للقراءات التلموذية ليس للتعبدات اليهودية، المسجد الأقصى للمسلمين وحدهم  المسلمون هم أصحاب الأمر والنهي فيه والمتحكمون في هذا المسجد..
عثمان عثمان: نعم.
يوسف القرضاوي: لا يجوز لأحد غيرهم أن يدخل المسجد هذا ما يجب أن نعلنه ويجب أن نشعر به ويجب أن يتعلمه المسلمون جميعا ويجب أن نقوله في كل وقت هذا وإخواننا في مؤسسة المسجد الأقصى أخونا ياسين حمود المدير العام لمؤسسة..
عثمان عثمان: سنأخذه الآن في اتصال..
يوسف القرضاوي: المسجد الأقصى، نعم.
عثمان عثمان: سنأخذه في اتصال لو سمحتم.
يوسف القرضاوي: يجب، يجب.
عثمان عثمان: السيد ياسين حمود مدير عام مؤسسة القدس الدولية من بيروت السلام عليكم.
ياسين حمود: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
عثمان عثمان: يلاحظ أن المسلمين ربما تاهوا في التفاصيل يعني ننتقل من تفصيل إلى آخر كل ما حصل حدث في فلسطين تكون هناك هَبة كبيرة هناك بيانات هناك استنكار شجب هل هناك خطة عملية من إستراتيجية عملية  لتحرير القدس للدفاع عن القدس؟
ياسين حمود: بسم الله الرحمن الرحيم، أولاً لابد من تقديم التحية لفضيلة شيخنا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي أدامه الله  ومتعه الله بالصحة والعافية.
يوسف القرضاوي: بارك الله فيكم.
ياسين حمود: الحقيقة أخي الحقيقة أخي عثمان أن المحتل الإسرائيلي نجح في أن يجعل المعركة في القدس معركة تفاصيل دقيقة، وللأسف الشديد أن الأمة بالإجمال لا يعني لا تتبع هذه التفاصيل ولا تهتم بهذه التفاصيل وأغرق المحتل الإسرائيلي أهل القدس بالتفاصيل الدقيقة جداً حتى جعل حياتهم كلها جحيما في إدخالهم بمثل هذه التفاصيل، أقول أيضاً بالمقابل واجب نصرة أهلنا في القدس وتثبيتهم ويعني الوقوف إلى جانبهم كما ذكر الشيخ رائد صلاح حفظه الله هو واجب الأمة كلها وليس واجب جهة أو فصيل أو حركة أو مؤسسة أو غيرها، اليوم المحتل الإسرائيلي يرصد من الاستراتيجيات ويرصد من الأموال ويرصد من الإمكانيات ما ينفذ مشروعه في تهويد القدس وفي جعلها أورشليم المدينة اليهودية، وليكن معلوماً للأمة كلها هذا المحتل يرصد سنويا لميزانية بلدية الاحتلال لتغيير وجه مدينة القدس من بيت المقدس من مدينة القدس العربية الإسلامية إلى مدينة أورشليم اليهودية يرصد سنويا مليار، ميزانية بلدية الاحتلال في عام 2012 تساوي مليار و800 مليون دولار، لابد أن نواجه هذه الإستراتيجية لابد أن تواجهها إستراتيجية  أخرى هنا لابد أن نواجه..
توافق إسلامي وقومي لمواجهة تهويد وتقسيم القدس
عثمان عثمان: هذه الإستراتيجية الأخرى ربما مؤسسة القدس الدولية كما تفضل فضيلة الدكتور قبل قليل هي جاءت نتيجة توافق قومي إسلامي وانبثقت هذه المؤسسة الدولية ما الإستراتيجية التي تعتمدها مؤسسة القدس الدولية وغيرها من المؤسسات المهتمة بقضية الأقصى بشكل خاص؟
ياسين حمود: مؤسسة القدس وغيرها من المؤسسات تسعى إلى مواجهة المخططات الصهيونية لتهويد القدس وطمس معالمها الحضارية من خلال أولاً لا بد من إعلام الأمة كلها من خلال فضح هذه الممارسات أولاً الصهيونية ونحن كمؤسسة نصدر مجموعة من التقارير الأسبوعية من خلال وحدة الرصد الموجود في المؤسسة من خلال تقرير أسبوعي اسمه "عين على القدس" يفضح ممارسات المحتل الإسرائيلي في هذا، أيضاً عندنا تقرير فصلي نسميه "تقرير حال القدس" أيضاً نبين للأمة فيه ماذا يجري في عملية التهويد وماذا يجري في عملية التثبيت، أيضاً عندنا تقرير السنوي الذي في هذه الأيام موعد إصداره الذي هو..
عثمان عثمان: نتحدث عن تقارير دائما عمليا..
ياسين حمود: نعم هذا جانب مهم جداً أخي الجانب الإعلامي جانب مهم جداً من أجل أن تعلم الأمة ماذا يجري في القدس؟ الجانب الآخر هو الجانب التنموي من خلال مشاريع تنفذ في داخل مدينة القدس، ونحن كمؤسسة نُعنى في قطاعات متعددة في داخل القدس، القطاع الأول هو قطاع الإسكان الذي تحدث عنه فضيلة الشيخ رائد صلاح من خلال ترميم بيوت البلدة القديمة من خلال مساعدة السكان في إصدار رخص..
عثمان عثمان: ثلاثين ثانية بس لو سمحت الوقت حاصرنا.
ياسين حمود: نعم الجانب الآخر هو جانب قطاع التعليمي لأن المقدسي إذا فقد بيته وفقد مدرسة ابنه لا يستطيع أن يبقى في القدس، فنحن إستراتيجيتنا دعم قطاع الإسكان في القدس ودعم قطاع التعليم في القدس، حتى يجد المقدسي مكانا لابنه في المدرسة ويجد له بيتا أيضاً يسكن فيه ويعيش في القدس.
عثمان عثمان: شكراً السيد ياسين حمود مدير عام مؤسسة القدس الدولية، مولانا الوقت ضاق لم يبق إلا دقيقة ونصف فقط، الآن نتحدث عن ثورات عربية عن أحزاب إسلامية ما أهمية أن تكون قضية القدس والأقصى بند ثابت في البرامج السياسية لهذه الأحزاب وخاصة في بلدان الثورات العربية.
يوسف القرضاوي: نحن نريد أن يعلم الجميع أنه قضية القدس هذه قضية أساسية ليس قضية هامشية، قضية تفرض نفسها على الأمة كلها وخصوصا في بلاد العرب وبلاد الثورات العربية، بلاد الثورات العربية المفروض أنها بلاد تحررت من الكابوس الذي كان يركبها وأصبحت تعرف الأخطار المحيطة بها وتعرف واجبها تعرف مؤسسة القدس الدولية وما يجب أن تقوم به تعرف أن القدس في خطر شديد تعرف أن اليهود يعدون عملوا أشياء كبيرة وحفروا حفريات هائلة هذا ليس عبثا، إنهم يعدون إلى المستقبل وللغد ويعني يَحسبون ماذا  يعملون، ماذا حسبنا نحن؟ ماذا أعددنا لهذا الأمر؟ ماذا عندنا من معدات يعني عسكرية ومعدات ثقافية ومعدات دينية؟ ماذا أعددنا من رجال؟ وماذا أعددنا من أموال؟ وماذا أعددنا؟ يعني يطلب منا أن نجعل الأمر في محله الحقيقي ونفكر له تفكيرا حقيقيا ونضع له إستراتيجيات ونضع له الرجال المسؤولين ونهيأ الأمر وندعو الجميع أن يفكر في هذا مش ببلد لوحده ولا شعب لوحده كل البلاد وكل الشعوب وكل الأمة مسؤولة عن قضية فلسطين.
عثمان عثمان: في ختام هذه الحلقة أشكركم مولانا سماحة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي على هذه الكلمات الطيبة، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة، لكم تحيات منتج البرنامج معتز الخطيب والمخرج منصور الطلافيح وسائر فريق العمل اعتذر قبل الختام من الذين لم نستطع الإجابة على أسئلتهم لضيق الوقت، إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري