الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

مؤسسات مكة الخيرية تتنافس لخدمة الحجاج


في أحد المجمعات التجارية الكبيرة القريبة من الحرم المكي، وبين المحلات التجارية 
التي تسوق البضائع للحجاج، يظهر لك محل مزين 
باللون الأخضر على بوابته عدد من الشبان يرتدون البزات الخضراء ويبثون 
ابتساماتهم المشرقة ويدعونك للدخول إلى المحل الكبير 
المليء بالمنتجات التي تحمل شعار جمعية "هدية الحاج والمعتمر".
عندما دخلنا للقاء مدير عام الجمعية وجدنا في إحدى القاعات الفخمة حاجين يسترخيان 
على كرسيين ضخمين خصصا لعملية مساج 
للجسم بالكامل من أخمص القدم وحتى الرقبة، وبعد قليل حضر أحد شبان الجمعية 
ليسألهما عن الخدمة التي يمكن أن يوفرها لهما فطلبا 
نوعا من العصائر أحضر على عجل.
في هذه اللحظات خلتني في فندق من فئة الخمسة نجوم حيث يدلل النزيل نفسه بما يريد 
من الخدمات، وكان أول سؤال وجهته لمدير عام 
الجمعية منصور العامر عن سر تقديم هذه الخدمة لهذين الحاجين، فأجابني بأنها نوع 
من الترضية لشكواهما من تأخرهما في الخروج 
من مطار جدة وتعطيلهما على مدخل مكة المكرمة، ويقول إن بعض الحجاج الذين 
ينزعجون من الإجراءات التي تواجههم يتوجهون 
للجمعية شاكين وتقوم باستيعاب شكواهم وتقديم العون والنصح لهم.
ويعرف العامر الجمعية بأنها خيرية إغاثية تابعة لمؤسسة الشؤون الاجتماعية وتقدم 
أكثر من عشرين مليون منتج لنحو ثلاثة ملايين 
حاج ومعتمر كل عام. وتتلقى الدعم من الحكومة إضافة إلى التبرعات الشعبية.
منصور العامر: الجمعية تقوم بالواجب عن أبناء مكة الذين يريدون خدمة ضيوفها 
خدمة الضيوف

أما عن الدعم الشعبي فيقول العامر إن العديد من المواطنين 

والزائرين للمسجد الحرام يريدون 

مساعدة الجمعية بأنفسهم ولكن الوقت لا يسعفهم فيقدمون 

الدعم المالي أو العيني لها، فضلا 

عن متطوعين يعملون في الجمعية، وهم بالمناسبة ليسوا 

سعوديين فقط وإنما قد يكونون من 

طلاب العلم الذين يتطوعون لخدمة أبناء جلدتهم في الحج، فتستفيد الجمعية من فهمهم 

للغة 

أبناء بلدهم للتواصل معهم.
 
ويعتبر العامر أن الجمعية تقوم بالواجب عن أبناء مكة الذين يريدون خدمة ضيوفها، 

ويضيف أن هاشما جد النبي صلى الله عليه وسلم 

كان يقف في موسم الحج وينادي في أهل مكة ويقول هؤلاء وفد الله قد جاؤوكم ولو كان 

مالي يسعهم لأكرمتهم فأعينوني بمالكم لأقوم 

بخدمتهم، وبهذا فإن الجمعية حسب مديرها هي وعاء لاستيعاب رغبة أهل الخير في 

خدمة ضيوف الرحمن.
 
غذاء للروح 

وتقدم الجمعية ثلاثة برامج رئيسية تمثل غذاء للروح، مثل البرامج العلمية والإرشادية 

والتوجيهية وتعليم أركان الإسلام بالوسائل 

التعليمية الحديثة، وغذاء للبدن مثل الأطعمة الخفيفة والسقيا في المشاعر.
 
كما تؤدي الجمعية خدمة وكالات الهدي والكفارات والتوكيل في أداء الحج والعمرة 

والأضحية وتنوب عن البنك الإسلامي في هذه 

القضايا.
كراسي مساج لخدمة الحجاج والمعتمرين

ومن الخدمات التي تقدمها الجمعية معدات بسيطة تعين 
الحاج والمعتمر، مثل المظلات 
الشمسية والمنبهات وكراسي إسناد الظهر وكراسي المساج، 
وقد وزعت هذا العام منتجا 
جديدا على شكل لاصق يوضع على الجبين يساعد على 
تخفيف درجة حرارة الجسم 
خصوصا عند الوقوف بعرفة ورمي الجمرات.
كما قدمت الجمعية فكرة الحمامات التي يتمكن فيها الحاج من قضاء حاجته دون أن 
يدخل في 
النجاسة، حيث حازت على فتوى شرعية بإجازتها أثناء مناسك الحج خصوصا لكبار 
السن والمرضى.
كما تقدم خدمة رعاية الأطفال التائهين في الحرم عن طريق حضانات تعمل فيها 
مربيات مؤهلات إلى حين تسليمهم لذويهم وهي ستقوم 
بالإشراف على حضانات جديدة بعد إنجاز توسعة الحرم.
وأثناء خروجنا من الجمعية أصر حاج باكستاني على الحديث لنا عن دوره ضمن 
الجمعية متطوعا لخدمة الحجاج الباكستانيين مستفيدا 
من خبرته في الجمعيات الخيرية في باكستان التي يعمل في إحداها.
وتشكل هذه الجمعية واحدة من المؤسسات العديدة التي تقوم على فكرة خدمة الحجيج 
في البلد الحرام، فمنها ما تعمل في المجال الخيري 
وأخرى تعمل في مجالات التوعية وأخرى في تقديم الخدمات المتنوعة للحجاج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري