بعد أن ضاقت به الدنيا بما رحبت ،
بعد أن قدم المستحيل من أجل إمرأة أحبها بصدق ،
وهى لاهية عنه ، تظهر وتختفى كالطيف ،
تتخلى عنه فى أوقات الضيق ،
تسد أذنيها وتغلق قلبها وعقلها دون مبرر ،
تهتم بشؤنها وتنساه ليحيا مع الحيرة والضيق ،
كأنه غريب عنها ..
حتى يتبادر إلى ذهنه فى كل مرة نفس السؤال ،
هل مازال يعيش حلم عودتها ؟
نعم ولم العجب ؟ ..
إنه حلم يساوى ماتبقى من عمره وبداخله
رغبة مخبأة ليوم طال إنتظاره ،
أن تعود إليه لتحتويه وتهز بحبها كيانه
كما كانت فى الأيام الخوالى ،
فقد مل من هوى يشتعل وينطفئ ،
يظهر ويختفى حسب الطلب
أو فى أوقات الفراغ ،
ألا تعلم ؟ بإنه ليس ظل رجل .
لم العجب ؟
إن يتمنى عودتها لتشعره بحنو الأمومة وتمرح معه كطفل ، ويشعر بدلالها وأنوثتها وبهاءها ،
فهو رجل ثائر ،
يبحث عن حضنه الذى تاه فى زخم الحياة
بعد أن زلزل كيانه وإختفى فجأة ..
لقد أصابه الذهول من هول ما لقى من تجاهلها المتعمد .
لم العجب ؟
أن ينتظرها من جديد لتقتحم كل ذرة فى أعماق قلبه
بلا قيود ، بلا تفكير ،
وتتوه فى نظرة عينيه
وتقول أحبك يارجلى ، ياساحرى
، والعشق إليك يدعونى .
لم العجب ؟
أن تعود إليه ليعطرها بعطر رجولته ،
يذيقها طعم وحلاوة الطمأنينة ،
فلا تخاف من أى شيئ سوى بعاده عنها ،
يدربها ويعطيها من تجاربه كما كان يفعل ،
فتشعر به فتعطيه حق قدره ، بعد أن مل من اللامبالة .
لم العجب؟ ..
إن يبحث عنها فقد إفتقد الهروب إليها كحبيبة وصديقة ، والجلوس معها ليتحدث إليها بتلقائية ،
يودعها حقيبة أسراره ليفرغ مافى وجدانه ،
فتنصت إليه بكل كيانها تحتويه فى كل حين ،
ولاتمل عندما يبث شكواه كما كانت معه فيما مضى .
لم العجب ؟
إنه مازال يبحث عنها بعد أن قتلته الوحدة والفراغ ،
يحاول أن يتجاوز خيبات الأمل التى تسيطر عليه من حين إلى أخر ، ويتمسك بالأمل أن يجدها بعد طال غيابها
لتعده بإنها لن تطيق فراقه بعد الأن.
لم العجب ؟
أن يناديها بصرخات العشق أن تعود بعد أن أصبحت
الحاضرة الغائبة ،
فهى تعلم إنها تملك كـل شـيئ بداخله وتحتل
بعشقها عـرش قـلبه ، وتسكن خاطره ..
إنه يرجوها أن تتخلى عن غباءها ،
فهى بقربه ستعود إلى الحياة ..
ألا يكفيها إنه رجل فى زمن عز فيه الرجال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري