الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

مجرد فضفضة 5

بسم الله الرحمن الرحيم

نقرأ القرآن ولا ندري ماذا نقرأ , بعض من المسلمين هداهم الله يقرأون القرآن دون تفكر ولا تدبر بل بدون فهم ما يقولون بل يهذونه هذيا , فجعلوا من القرآن وسيلة لكسب الحسنات فقط , وماذلك إلا بفعل الشيطان ليمنعهم تدبر آيات الله وفهم معانيها والتي حتما ستؤدي لليقظة لمن كان عقله سليما و قلبه سليما ( هناك علاقة بين القلب والعقل ) , وأول السلامة سلامة العقل من الجنون وسلامة القلب من القسوة وتحليه بالرحمة , إخواني إن من أفضل وسائل الدعوة هي وسيلة الله لخلقه , ألا وهي قراءة القرآن بتمعن وتدبر والتي تؤدي لليقظة وزيادة الإيمان ثم تطبيق أوامره وترك نواهيه , ولكن من المؤسف أنه قد ركز البعض على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسنات التي تتأتى بفضل قراءة القرآن ونسينا أو نسينا ( بضم النون والشدة على حرف ال س ) قوله عزوجل ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) سورة محمد , وقوله ( إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا ) الكهف , ورسالتي في هذه الفضفضة هي :- ألم يتدبر من يقرأ القرآن منا قوله عزوجل ( ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون ) السجدة , فبتدبر بسيط لهذه الآية سنجد أن :- بقرائتك للقرآن لتجميع الحسنات فقط , فإنك تجعل القرآن حجة عليك لا لك , وكيف ذلك :- ذلك لأنك تقرأ أوامره فلا تطبقها وتذكر ( بضم التاء والشدة على ال ك ) بالنواهي ولا تتركها , فبذلك يكون قد أعرضت عن آيات الله عياذا بالله , وشملك الوعيد , وأرجو الله أن لا تتوقفوا عن قراءة القرآن فتكونوا ممن هجره وأعرض عنه كلية , بل لنأخذ العزم جميعا على تحقيق التوحيد وترك كبائر الذنوب وخصوصا فيما يتعلق بحقوق الخلق ومحاولة ترك صغائر الذنوب , ولنندم على ما فات ولنسأل الله السلامة جميعا فليس منا أحد معصوم .
=====
من أراد أن ينجو من عذاب الله إخوتي فعليه الدخول في الإسلام ويؤمن بعقيدة السلف الصالح والتي من أهمها التوحيد , ولا ينقض شهادته أبدا , بتحقيق شروطها والبعد عن نواقضها , ثم يخرج من دائرة الكبائر , ثم لا يصر على صغيرة إصرارا يجعله لا يخاف الله منها ولا يندم عليها ولا يحاول الخروج منها , وليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر , وليجاهد في سبيل الله بالمال والنفس عند طلب الإمام والعلماء النفير , وليجاهد في سبيل الله باللسان والقلم , وليجاهد في سبيل الله بالعقل للإستخلاف في الأرض , وليكثر من الصدقة , وليكثر من الدعاء بأن يرحمه الله , فإن دخول الجنة برحمة الله بعد ما يفعل الإنسان ما بوسعه , فرحمة الله قريب من المحسنين , والتفاضل في درجاتها بالأعمال , ومن أراد أن يدخل الجنة من غير حساب فعليه بعد ذلك بكمال التوحيد , ومن أهمه التوكل على الله بمعنى التفويض والرضى , وفعل الأسباب مع تعلق القلب بمسبب الأسباب , عدا طلب الرقية والتطير والإكتواء
يقول جلَّ وعَلا: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة:159-160]،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري