عندما لا يجد الإنسان غير ربه فيسرقه , إنتشر أكل المال الحرام في عصرنا بصورة مخيفة , وما ذالك إلا مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( ليأتينَّ على الناس زمانٌ، لا يبالي المرءُ بما أخذَ المالَ : أمِنَ الحلال أم من الحرام )) البخاري , وقال : (( إنَّ لكلِّ أمَّةٍ فتنةً، وإنَّ فتنةَ أُمَّتي المالُ )) صحيح الألباني , وهناك صور تقشعر لها الأبدان في سرقة المال الحرام , كمن يسرق تحويشة العمر الذي وضعها أخيه المسلم عنده ليتاجر له بها , أو كمن يسرق العامل الفقير , أو كمن يسرق ورث الأيتام , والأدهى والأمر هو موضوع فضفضتي " عندما يسرق الإنسان ربه " , فكيف يحصل هذا ؟ , يحصل هذا وقد حصل مع خلق كثير من واقع التجربة , أن يسرق الإنسان المال الذي خصص وأخرج للدعوة إلى الله والمال الذي خصص وأخرج للصدقة والزكاة , فأقول لهذا النصاب ألم تجد غير ربك فتسرقه !!! ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أقول حسبنا الله ونعم الوكيل , سرقت ربك وكنت ممن يصدون الناس عن سبيل الله , يقول عزوجل ( الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون ( 19 ) أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون ( 20 ) أولئك الذين خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون ( 21 ) لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون ( 22 ) , هود , وتذكر هذا الحديث لعلك تتوب وترجع إلى الله وتصلح ما أفسدت :- أخرج الطبراني من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه بسندٍ رجاله رجال الصحيح سوى رجلين لكنهما وثقا ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : { يؤتى يوم القيامة بأناسٍ معهم الحسنات كأمثال جبال تهامة ، حتى إذا جيء بهم جعلها الله هباءً منثوراً ، ثم يقذف بهم في النار ، فقيل : يا رسول الله كيف ذلك ؟ قال : كانوا يصلون ويصومون ، ويزكون ويحجون ، غير أنهم إذا عرض لهم شيء من الحرام أخذوه ، فأحبط الله أعمالهم }
يقول جلَّ وعَلا: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة:159-160]،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري