السبت، 15 أكتوبر 2011

الوليدان .. وخنجرٌ مسموم في ظهر الأمّة

"الإرهاب والتشدد ـ اضطهاد المرأة ـ الشهوانية " تُهمٌ ثلاث لا يكاد الرجل السعودي ينجو من إحداها حتى يتلبس بالأخرى ! وعلى إحدى هذه الصور المشوهة الثلاث هو دائم الظهور عربيا وغربيا بل وعالميا .

كلما أطلت التفكير حول هذا الوضع المؤلم وما الذي أسهم في وصولنا إليه أجد نفسي أقف عند المحور الأهم ضمن عدة أسباب ألا وهو الجانب الإعلامي , والعارف بحال الإعلام العربي المهيمن أو المؤثر يقف تحديدا عند إمبراطوريتي الوليدين الإعلامية مجموعتي الـ mbc و روتانا .

مؤسستان ضخمتان يقف خلفهما الوليد بن طلال ووليد آل ابراهيم , هذان الثريان السعوديان اللذان لو أردنا إنصافهما بحق والعدل بشأنهما لكان أقل ما يقال عنهما أنهما صاحبا أسوأ مشروع إعلامي ممنهج للإساءة للسعوديين أنفسهم .

ـ كمسلمة بسيطة فإن أكثر ما يحز في نفسي أن يتولى أبناء الاسلام بأيديهم محاولة هدم أركانه ومهمة ضربه من الداخل !.

"ضروب الإفساد وصنوف التضليل واستهداف ثوابت الأمة ومبادئها " هذا هو أس وأساس ما تقوم عليه تلك القنوات الفضائية , برامج ومسلسلات وأفلام تبثّ ما يقدح في عقيدة المسلم ويُضعف إيمانه ويشكّكه في دينه , وتتعاضد على قتل قيم الخير والعفة , والحياء والورع في نفسه . مواد خطيرة تسوّق للثقافة الغربية وتحارب مبادئ الأصالة والحق وتروج للهزال الخلقي والفكري .

ـ لا يحتاج الأمر لكثير تفصيل أو تحليل عند الحديث عن العربية ـ التي يحلو للجميع أن يسميها العبرية ـ أو قنوات ال mbc فإنه يكفي أن يسأل أحدنا ذاته سؤال واحد : هل تحتوي تلك القنوات ضمن سياستها مايقدّس الإسلام ويحترمه ويخدم مصالح أهله ؟ هل يمكن بسهولة تصديق مسألة أن تلك المواد المبثوثة تصلح للطفل المسلم , أو تليق بالفتاة و السيدة المسلمة , أو تحفظ للشاب المسلم دينه , و ترفد ثقافته ووعيه ؟! هل يمكن لمن يتابع ولو لدقائق بعض تلك المشاهد المعروضة عبر قنوات الأطفال أو الأفلام أو غيرها أن يتقبل كون ملكية تلك المؤسسة الإعلامية عائدة لسعودي مسلم ؟! أو أنها موجّهه للشعوب العربية المسلمة ؟!!

ـ ماهذه المتاجرة الرخيصة التي تجري دون مواربة أو استحياء في روتانا : عُري وتفسّخ وابتذال للمرأة العربية , وامتهانٌ لكرامتها ؟ نشرٌ للرذائل وتطبيع لكل المحرمات و النقائص : التقصير الديني , السرقة , الشذوذ , المخدرات والتدخين , العنف , العقوق .....

ـ أما كمواطنة سعودية فبالإضافة إلى حسرتي وألمي للتجاوزات الدينية والأخلاقية والثقافية التي ترتكبها تلك الفضائيات , هناك شعوري بالخزي والعار لكون صاحبي تلك المجموعتين هما من أرض الحرمين , تلك البلاد التي يحمل لها كل مسلم مشاعر من التبجيل والمكانة الخاصة .

يؤسفني أن يؤذي الوليدان المسلمين في دينهم بدل أن يستغلا أموالهما وامكانياتهما في صالح الإسلام وأهله , والدفاع عن قضاياه !, يؤسفني أن يسيء الوليدان للمجتمع السعودي ويصورانه على أقبح وأوقح هيئة ويسمحان بتشويه الحقائق حوله ويمنعان صدى الواقع أن يصل كما هو دون تحريف أو تغيير .

يؤلمني أن يحاول الوليدان بما يملكانه من نفوذ وعلاقات وسلطة أن يفرضا علينا قناعاتهما مما نرفضه في هذه البلاد , يؤلمني ألّا يكتفيا بأجندتهما وخططهما عبر مؤسستيهما فيسعيان أيضا لأخذ خطوات أخرى و القيام بتدخلات وضغوط للتأثير على صاحب القرار لفرض التغيير السلبي والتغريب من الداخل .

ـ أيها الوليدان : دينُ الله منصور بكما أو بغيركما , ولكن لازال أملنا قائم أن تنقذا أنفسكما وترحما أمتكما من أن تكونا وبالا عليها وخنجرا مسموما مغروزا في ظهرها .

ريم آل عاطف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري