البيضة قبل الفرخة
ولدت وعشت ردحا من الزمن ومنذ نعومة أظفاري أسمع الناس يقولون ويتساءلون هل خلق الله البيضة أولا أم الدجاجة، ولم أشأ أن أدخل في هذا السخف إلا بعد أن جاوزت الستين بسنوات حين رأيت بعضا من معارفي يسألون هذا السؤال السخيف، وسبب تسميتي له بالسخيف لأنه يعبر عن بُعد أهل بلدي عن القرءان.
فلو تدبر الناس القرءان ما سألوا هذا السؤال، إذ يقول رب العزة في سورة النبأ: {وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً }النبأ8؛ فهو كما خلقنا أزواجا خلق كل المخلوقات أزواجا، وتدبر قوله تعالى: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى }النجم45.
كما أوحى الله إلى نوح عليه السلام أن يأخذ بالسفينة من كل أنواع المخلوقات زوجين، فقال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ }هود40.
ومسألة الزوج والزوجين هي من ناموس الله في خلقه، إذ خلق الله زوجين من كل شيئ فقال جل جلاله: {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }الذاريات49.
وقد يدرك المرء ببصيرته أن الله خلق من كل شيئ زوجين، وأمر نوح عليه السلام أن يأخذ بسفينته من كل مخلوق زوجين، فيا ترى لماذا لا يكون زوجا واحدا، إن بالأمر سر ستسفر عنه الأبحاث العلمية قريبا، فقد يحمل كل خصائص النوع زوجين وليس زوج واحد، وقد يكون شيئا آخر، لكن المهم أن الديك والفرخة خلقتا سويا قبل البيضة، وكذلك أمنا حواء خلقت أولا ثم باضت وتم تلقيح بويضتها داخل رحمها.
ولقد جعل الله لكل الثمرات زوجين أيضا وذلك من قوله: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الرعد3؛ فهل نتفكر كما تأمرنا الآية (لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، أم نظل على ما نحن فيه من عدم تدبر القرءان ونظل نسأل في بلاهة، هي الفرخة قبل البيضة ولا البيضة قبل الفرخة.أرجو أن يبلغ الحاضر الغائب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري