الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

إعلامنا الفاسد.. وخيانة الدين والأمّة!!


لماذا يُذْبَحُونَ ونستكينُ * ولا أحدٌ يردُّ ولا يُبِينُ
أللإسلامِ نِسبتُنا وهذا * دمُ الإسلامِ أرخصُ ما يكونُ
دمُ الإسلامِ مسفوكٌ فمنْ ذا * يردُّ له الكرامةَ أو يكونُ
تحاصرُنا المجازرُ كلَّ يومٍ * وتُهدَمُ في مَرابِعِنا الحصونُ
فكم من مسجدٍ أضحى يَباباً * وعاثَ به التهتُّك والمُجونُ
وما ذنبُ الضحايا غيرُ دينٍ * تهونُ له النفوسُ ولا يهونُ
مآسٍ تُفتّت الأكباد، وتنهك الأجساد.. مجازر ومذابح عشقت دروب المسلمين، واستطابت حفر أساها وتخليف جراحها على ضفاف أرواحهم.
غرقت قلوب المسلمين في أوحال الهوى بعيداً عن الدين، فعلقت أقدامهم في واقع مرير.. وافي الذُلّ والمهانة، ضافي الأسى والألم.
قرنٌ كئيب شهد فواجع ونكبات المسلمين، قتلٌ واغتصابٌ وتعذيبٌ وتجويعٌ وتشريد، مجازر تترى لا يسيل فيها إلا دماء المسلمين، فلسطين، العراق، لبنان، بنجلادش، باكستان، أفغانستان، سيريلانكا، البوسنة، الشيشان، كوسوفا... وبقية الأقليات المسلمة في الصين، والفلبين، وتايلاند، والهند، وليبيريا.. ثم الحرب الطائفية ضد أهل السنّة في سوريا.
أما جرحنا -القديم- النازف كل حين، فيتمثل في أقلية الروهنجيا المسلمة، التي تسكن ولاية أراكان المُحتلة من قبل حكومة بورما البوذية «ميانمار».

كان يقدّر عدد المسلمين هناك بـ 10 ملايين مسلم، إلا أنهم تعرضوا لموجات متكررة من الإبادة الجماعية وأعمال التطهير العرقي عبر سلسلة طويلة من المجازر قُتل خلالها مئات الآلاف، وهُجّر ما بين 3 - 4 ملايين.
وحين تفجرت هذه القضية مؤخراً وظهرت إعلامياً وبدأت التحركات الإسلامية، ثارت معها تساؤلات كثيرة: أين كنا عن إخوتنا المسلمين هناك؟ كيف لم نسمع عنهم وعما يتعرضون له من مذابح من قبل؟.. ولكن لا عجب!
فإعلامنا الرسمي الإسلامي يحتضر منذ عقود، فلا أُعلنت وفاته فندفنه ونرتاح، ولا تم إنعاشه ومعالجته فننتفع من بقائه!!
وإعلامنا الفضائي التجاري في جُلّه خائنٌ ماجن، انشغل بنقل صور ساقطات الشرق والغرب وأخبارهن، وغيّب صور ضحايا القمع والاضطهاد من أطفال ونساء وشيوخ.. لنتحول معه من أمّة تنتفض لضعفائها ومظلوميها -نصرة وغيرة وإخاءً- إلى حمقى ينتفضون للاعبيهم ومغنّيهم تمايلاً ورقصاً وطرباً!!
ومؤسساتنا الخيرية والتطوعية التي كانت تنقل لنا الحقائق عن أوضاع المسلمين، وتهب لإغاثتهم وتُستنهض هممنا لنجدتهم، تم إغلاق كثير منها وملاحقة القائمين عليها، ومحاصرة العمل الخيري والتضييق عليه، من قبل الحكومات الإسلامية وغيرها، بأوامر أميركية!!
في ميانمار تتخذ الحكومة أشد الإجراءات التعسفية وغير الإنسانية بحق المسلمين، حيث لا يُعترف بالروهنجيا وحقوقهم كمواطنين، وتُهدم وتُحرق مساجدهم، وتُصادر ممتلكاتهم، ويُعتقلون، ومؤخراً قامت عصابات الماغ البوذية بمساعدة الجيش أو الشرطة بإشعال النار في عدة قرى مسلمة وإحراق أهلها أحياء. وفي هذه اللحظة ما زالت بعض القرى محاصرة استعداداً لمهاجمة أهلها بالسيوف والسكاكين أو إحراقهم هم أيضاً.
أخيراً: وفيما يترقب الكثيرون ما سيخرج به مؤتمر التضامن الإسلامي الاستثنائي في مكة المكرمة -المنعقد يومي 26 و27 رمضان الجاري- من نتائج، فإننا نناشد كافة الأطراف أفراداً كانوا أم جهات، حكومية وغير حكومية، أن يضاعفوا الجهود والتحركات الميدانية لصالح مسلمي أراكان.
بما في ذلك الضغوط السياسية الدولية على حكومة ميانمار، والمساعدات العاجلة للاجئين في مخيمات بنجلادش، والتفعيل الإعلامي للقضية.
ليس فينا من لا يمكنه تقديم العون لإخوتنا هناك، أيا كان شكل هذا العون، إلا من خلا قلبه من أخوة الدين والإنسانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري