المحويت .. عاصمة الضباب والأساطير
تحوي أكـثر من 800 معلم أثري وتاريخي
تحوي أكـثر من 800 معلم أثري وتاريخي
المحافظة متحف مفتـوح وبها مقـابر صخرية ترجع إلى آلاف السنين
المحويت عاصمة الضباب والأساطير .. المتحف المفتوح الذي يفتح ذراعية للجميع ليأخذهم من أنفسهم إليه وإلى عوالمه الخاصة الموشاة بالإبداع والمطرزة بالتفرد والجمال ..
لوحة إبداعية
لم تكن غيمة الضباب المثيرة للدهشة والتأمل والمحيطة بضم تلك القصور والدور العالية لمدينة المحويت القابعة على ذلك الجبل الشاهق هي كل مايشد إنتباهنا إليها ويجذبنا للاستمتاع بما تشكله من لوحات إبداعية جميلة بل كان كل ماحولنا من مشاهد ومناظر طبيعية نادرة يلفت إنتباه كل من كان معنا في ذلك المكان من الزوار الذين قدمتُ وزميل لي لمرافقتهم إلى ذلك المكان لالتقاط بعض الصور الفوتغرافية والتذكارية .. كانت الساعة حينها قد تجاوزت الخامسة مساءً ببضع دقائق وهي اللحظة التي تتحول فيها تلك القمة العالية والمدينة برمتها بما يحيط بها من مدرجات ومزارع خضراء إلى لوحة تشكيلية من الجمال البديع فقد كانت قوافل الضباب وأشعة الشمس التي بدأت في الانسياب على شكل خيوط حمراء تثير الكثير في النفس وتجعل المتأمل فيها يتخيل تلك الأجواء الشاسعة والمدرجات الجميلة كما لو كانت بدورها ومن خلال شعاعها المنسكب في كل الإتجاهات تطبع قبلات الوداع الأخيرة على كل ماهناك من الأشياء حتى لقاء قريب .
فن معماري أصيل
لم يطل وقوفنا كثيراً لتأمل ذلك المشهد الخرافي البديع فقد شدنا مشهد انقشاع غمام الضباب الذي كان يخيم أعلى رؤوسنا حول تلك الدور والقصور العالية.. إلى الإنجذاب إلى شيء آخر من الجمال المتناسق مع تلك الطبيعة الساحرة .. ففي تلك اللحظات بدت تلك البيوت العالية تكشف عن نفسها وعن روعة فنها المعماري الجمي .. ليبدأ من كان معنا في الاسراع إلى الإتجاه نحو البوابة الوحيدة لذلك الحصن الذي يحيط بأسواره العالية بتلك القصور والمنازل العتيقة لهذه المدينة لأدراك ماتبقى من الوقت والتقاط مايحلو لهم من الصور التوثيقية والتذكارية لتلك المدينة قبل حلول الظلام .
هذه الصورة مصغره ... إنقر هنا لعرضها بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 567x383 .
وفي الداخل من ذلك الحصن وجد الجميع أنفسهم أمام لوحات أخرى من الإبداع الإنساني يتشكل فيما هنالك من قصور ودور مبنية بأحجار «العمش» البيضاء والبارزة بهيئتها بذات الشكل والاتقان الذي لايفرق بعضها عن البعض الآخر إلا بالحجم كما لوكانت جميعها قد بنيت في ذات الوقت فمتى ومن ذات الفنان المبدع الذي أبتكر الأشكال والمواصفات الفنية والمعمارية لها حتى كان ذلك التناسق والتقارب في التصاميم الفنية والمعمارية لكل قصور ودور هذه المدينة الأثرية والذي شدنا للحديث عنه كثيراً فأخرنا عن الاستمرار في كشف الكثير من معالم هذه المدينة والاطلاع على ماتبقى من مبانيها ومعالمها المعمارية الأثرية الباقية وذاك ماجعلنا نسارع في العودة بعد ان كان الظلام قد بداء يسيطر على كل ماحولنا وعلى أرجاء وشوارع البيوت الحديثة للمدينة والمتناثرة في أحضان ذلك الجبل الشاهق حيث المدينة القديمة التي زرناها.. ورغم إنها قد بدت أمامنا وبفعل مصابيح الكهرباء المضيئة لكل شوارعها والأنوار المنبعثة من نوافذ منازلها وعماراتها أكثر جمالاً وروعة مما هي عليه صباحاً إلا أننا قد أكتفينا بما كان قد أطلع عليه أولئك الزوار القادمون من إحدى المنظمات الهولندية المعنية بالمدن التاريخية والأثرية والذين جئنا لمرافقتهم لإطلاعهم على معالهم المدينة القديمة .. ليعود كلاً منهم وفي مخيلته الكثير من الأشياء والصور المثيرة عن مدينة الضباب وعاصمة محافظة المحويت ومدينتها الأولى .. والتي تقع في الإتجاه الشمالي الغربي للعاصمة صنعاء على بعد مائة وثمانية عشر كيلومتراً وتقبع على قمة جبل شاهق يشرف على عددٍ من الوديان والمدرجات الزراعية الجميلة وهذا الجبل يشكل واحداً من إمتدادات جبال السراة وتسمى القمة العالية التي تقع فيها مدينة المحويت القديمة « بالمصنعة » وكذلك تسمى هذه المدينة « هناء » وحصنها المنيع يشكل بموقعه على ذلك المرتفع الصخري الكبير شكلاً مميزاً لمدينة المحويت فهو يتألف من عدد من الأبراج محاطة بسور منيع من جميع الجهات، يرجح " المقحفي " في كتابه الجديد " معجم البلدان والقبائل اليمنية " إن حصن « المصنعة » يعتبر أول بناء شيد في مدينة المحويت وذلك في القرن الثالث الهجري .
عوالم من الدهشة والانبهار
في محافظة المحويت أنت لاشك مأخوذ ومندهش تماماً بما تشاهده أمامك من لوحات فنية بديعة مكتملة العناصر والمقسمات فكل شيء هنا يحدثك عن نفسه حتى تلك الأحجار والصخور الصماء ستجدها أعجازاً تخبرك عن أعاجيب كثيرة من الجمال والإبداع الإلهي .
في كل مكان وبقعة من مناطق هذه المحافظة لن تجد لتلك اللوحة الجمالية المكتملة شيئاً من الفراغ ففي مقسماتها وعناصرها الفنية مايجعلك تكتشف إن جميع الأشياء هنا مليئة بالأعجاز وأعاجيب الدهشة والتي لاتترك أي ذرة للفراغ ، الذي قد يثير في نفسك شيئاً آخر غير الدهشة والانبهار وفوق ذلك ستجد أنك قد أصبحت لا إرادياً مجرداً من كل أنواع الهموم والمنغصات الحياتية التي كنت تحملها ماقبل وصولك إلى هذه المحافظة فهنا تذوب كل نزعات وهيجانات الغضب الآدمي .
وتختفي حوافز ومسببات الكدر والضجر.. في أي بقعة تكون فيها في هذه المحافظة سواءً كنت واقفاً في قمة جبل أو على سفح منحدر شاهق أو على ربوة أو تل أو في أسفل وادٍ أو حتى سائر على قدميك أو بالسيارة في أي من طرقها أو متنقل في أحياء وشوارع أي من مدنها أو في أي قرية من قراها العالقة في الجبال ستشعر من الوهلة الأولى إن هنالك حالة من الوئام والتجانس العجيب بين الصخور والتراب والأشجار كما تكتشف ان المباني والعمارات المشيدة في مدنها وقراها تبدو كما لوكانت جزءاً من تلك الطبيعة وليست من صنع الإنسان .
أكثر من 800 معلم أثري وتاريخي
أوصاف كثيرة تختلط فيها الأساطير بالحقيقة تطلقها تلك المعالم الأثرية والتاريخية الكثيرة الموجودة في كل مناطق هذه المحافظة والتي لاتخلو منها أي مدينة أو قرية في السهل أو الجبل فمئات المواقع والمعالم التاريخية والأثرية تنتشر في مناطقها بشكل عجيب لتشكل بدورها أعجازاً من التاريخ العظيم الذي خلفته ورائها تلك القصور التاريخية المزدهرة في بلاد اليمن السعيدة .
فشواهد الحضارات القديمة هنا تتشكل في كل المساحة الجغرافية التي تمتد عليها هذه المحافظة كمتحف مفتوح يختزن كل مايبحث عنه الباحث لمعرفته من تفاصيل ذلك التاريخ المزدهر .
فقد أحصت المسوحات الأثرية التي أجريت في هذه المحافظة حتى الآن مايزيد عن «800 » موقع ومعلم أثري وتاريخي قديم .
برزت هذه المعالم التاريخية من خلال مدنها الأثرية الفريدة بطرازها المعماري الأصيل كمدن شبام ، كوكبان ، المحويت ، الطويلة ، الصفقين ، بني الحجاج ، والتي تشكل جميعها روائع تاريخية بتشكيلاتها وجمالها المعماري إضافة إلى كونها ذات قلاع وحصون محصنة ومحكمة وبها من المباني والقصور العالية والأسواق والمساجد والاضرحة الدينية والسدود والسماسر وغيرها مايحكي عن المئات من الأحداث وأعاجيب ذلك الماضي العريق هذا بالإضافة إلى المئات من القرى والحصون والقلاع القديمة الباقية بمبانيها العالقة في أعالي قمم الجبال الشاهقة وعلى سفوح المنحدرات والتي تشكل في هيئتها وروائع ماتخزنه بداخلها من معالم تاريخية إلى جانب حسن بنائها ومواقعها فن وإبداع نادرين قلَّما يشاهد له مثيل في أي مكان آخر في العالم ، فأغلب مناطق هذه المحافظة جبال ووهاد هائلة والانحدار شيدت فوق قممها العالية تلك القرى الحصينة والقلاع والحصون الحربية والتي لاتزال شواهدها الأثرية باقية حتى اليوم كشواهد حية وخالدة للحضارات اليمنية القديمة ولكل فترات التاريخ بدءاً من عصور ماقبل الإسلام ومابعده ونهاية بمراحل العصر الحديث .
مقبرة الملوك
أماالأهم من ذلك كله فيبرز من خلال ماهنالك من المعالم والشواهد التاريخية والأثرية المنتشرة في مناطقها المختلفة وهي المقابر الصخرية التي بدأ ، اكتشافها في العام 1986م ووجد بانها تحتوي على المومياوات المحنطة حيث أنهت المسوحات الميدانية التي قامت بها هيئة الأثار خلال الفترة من 1998م وحتى 2002م اكتشاف وتوثيق مايزيد عن «200» مقبرة صخرية وجدت في مناطق مختلفة من مديريات شبام كوكبان ـ الطويلة ـ المحويت ـ بني سعد ـ حفاش ـ ملحان وبينت الدراسات الخاصة بهذه المسوحات التي نفذت من خلال خبراء وعلماء أثار متخصصين وكذلك التحاليل المخبرية التي أجريت على بعض من تلك الجثث المحنطة «المومياوات» التي تحتفظ بها هذه المقابر انه يرجع تاريخها إلى نحو ثلاثة آلاف سنة من الآن أو إلى مراحل مبكرة من فترات ماقبل التاريخ كما بينت تلك المسوحات ان المقبرة الواحدة من هذه المقابر تحتفظ بأكثر من جثة محنطة وبعضها بالعشرات من الجثث .
وقد أثارت عملية الاكتشافات هذه المقابر الصخرية في هذه المحافظة ثورة كبيرة واهتمام إعلامي وعلمي لدى كل المعنيين والمهتمين بعلم الأثار في أغلبية دول العالم والذين سعوا جاهدين وفي مقدمتهم المختصين والمسئولين عن الأثار في بلادنا إلى العمل على فك أسرار خبايا هذه اللقى الأثرية الهامة والنادرة ولأنها تلك المناطق التي تم العثور فيها على هذه المقابر الصخرية ليست من أقدم مناطق اليمن تاريخياً ولم يكن فيها الملك الأكبر حيث يفترض أن تكون مقابر الملوك في مأرب ومعين فأنها قد دللت على إن اليمنيين عرفوا أسرار التحنيط بشكل لايقل عن المستوى الذي عرفه المصريون وربما في زمن يسبق بكثير القرن الثالث قبل الميلاد كما دللت كذلك على ان هذه المناطق قد كانت ذات شأن كبير في حضارات العصور الإنسانية القديمة وذلك ماجعل من المهتمين وعلماء الأثار والإنتروبولوجيا الذين توافدوا إلى هذه المحافظة من دول أوروبا يطلقون على « المحويت » اسماً هو « مقبرة الملوك » .
درة اليمن
يقول الأستاذ/ خالد عبدالله الرويشان ـ وزير الثقافة :إن محافظة المحويت بشكل عام تعتبر خلاصة حضارات وليس حضارة واحدة لما تحتويه من شواهد تاريخية كثيرة وهامة وثقافة وفنون وتراث خالد.فكل قرية وكل مدينة وكل حصن شامخ فيها وكل أغنية وكل أهزوجة في هذه المحافظة تزخر بكل جميل ورائع ولأجل ذلك فإن «المحويت» درة اليمن الرائعة التي أنجبت نصف فناني اليمن ونصف منشدي اليمن ومبدعيها فهي بطبيعتها وتراثها وفنها وإنسانها درة اليمن الرائعة التي تشع بهاءً وجمالاً .
أعجوبة حقيقية
أما الفرنسي « دالنوماديلينا » فيقول عنها فيما نقله عن رحلاته الخمس التي زارها فيها: " إن ثمة أعجوبة حقيقية توجد هنا في محافظة المحويت اليمنية تشد الزائر إليها دائماً ، فقد اكتشفت أني في كل مرة أزورها ماأكاد أعود منها حتى أشوق إلى رؤيتها مجدداً ، وحين أعود في المرة الثانية لزيارتها اكتشف شيئاً جديداً أكثر روعة وأكثر دهشة من كل ماكنت قد رأيته واكتشفته فيها في المرات السابقة حيث أشعر وكأني لأول مرة آتي إليها وأتنقل في أرجائها ومناطقها ، مع إني قد زرتها أكثر من خمس مرات متتالية وأقمت فيها مع أهلها أياماً وأسابيع أكثر من أقامتي في أي مكان أخر زرته في العالـم" .
المحويت عاصمة الضباب والأساطير .. المتحف المفتوح الذي يفتح ذراعية للجميع ليأخذهم من أنفسهم إليه وإلى عوالمه الخاصة الموشاة بالإبداع والمطرزة بالتفرد والجمال ..
لوحة إبداعية
لم تكن غيمة الضباب المثيرة للدهشة والتأمل والمحيطة بضم تلك القصور والدور العالية لمدينة المحويت القابعة على ذلك الجبل الشاهق هي كل مايشد إنتباهنا إليها ويجذبنا للاستمتاع بما تشكله من لوحات إبداعية جميلة بل كان كل ماحولنا من مشاهد ومناظر طبيعية نادرة يلفت إنتباه كل من كان معنا في ذلك المكان من الزوار الذين قدمتُ وزميل لي لمرافقتهم إلى ذلك المكان لالتقاط بعض الصور الفوتغرافية والتذكارية .. كانت الساعة حينها قد تجاوزت الخامسة مساءً ببضع دقائق وهي اللحظة التي تتحول فيها تلك القمة العالية والمدينة برمتها بما يحيط بها من مدرجات ومزارع خضراء إلى لوحة تشكيلية من الجمال البديع فقد كانت قوافل الضباب وأشعة الشمس التي بدأت في الانسياب على شكل خيوط حمراء تثير الكثير في النفس وتجعل المتأمل فيها يتخيل تلك الأجواء الشاسعة والمدرجات الجميلة كما لو كانت بدورها ومن خلال شعاعها المنسكب في كل الإتجاهات تطبع قبلات الوداع الأخيرة على كل ماهناك من الأشياء حتى لقاء قريب .
فن معماري أصيل
لم يطل وقوفنا كثيراً لتأمل ذلك المشهد الخرافي البديع فقد شدنا مشهد انقشاع غمام الضباب الذي كان يخيم أعلى رؤوسنا حول تلك الدور والقصور العالية.. إلى الإنجذاب إلى شيء آخر من الجمال المتناسق مع تلك الطبيعة الساحرة .. ففي تلك اللحظات بدت تلك البيوت العالية تكشف عن نفسها وعن روعة فنها المعماري الجمي .. ليبدأ من كان معنا في الاسراع إلى الإتجاه نحو البوابة الوحيدة لذلك الحصن الذي يحيط بأسواره العالية بتلك القصور والمنازل العتيقة لهذه المدينة لأدراك ماتبقى من الوقت والتقاط مايحلو لهم من الصور التوثيقية والتذكارية لتلك المدينة قبل حلول الظلام .
هذه الصورة مصغره ... إنقر هنا لعرضها بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 567x383 .
عوالم من الدهشة والانبهار
في محافظة المحويت أنت لاشك مأخوذ ومندهش تماماً بما تشاهده أمامك من لوحات فنية بديعة مكتملة العناصر والمقسمات فكل شيء هنا يحدثك عن نفسه حتى تلك الأحجار والصخور الصماء ستجدها أعجازاً تخبرك عن أعاجيب كثيرة من الجمال والإبداع الإلهي .
في كل مكان وبقعة من مناطق هذه المحافظة لن تجد لتلك اللوحة الجمالية المكتملة شيئاً من الفراغ ففي مقسماتها وعناصرها الفنية مايجعلك تكتشف إن جميع الأشياء هنا مليئة بالأعجاز وأعاجيب الدهشة والتي لاتترك أي ذرة للفراغ ، الذي قد يثير في نفسك شيئاً آخر غير الدهشة والانبهار وفوق ذلك ستجد أنك قد أصبحت لا إرادياً مجرداً من كل أنواع الهموم والمنغصات الحياتية التي كنت تحملها ماقبل وصولك إلى هذه المحافظة فهنا تذوب كل نزعات وهيجانات الغضب الآدمي .
وتختفي حوافز ومسببات الكدر والضجر.. في أي بقعة تكون فيها في هذه المحافظة سواءً كنت واقفاً في قمة جبل أو على سفح منحدر شاهق أو على ربوة أو تل أو في أسفل وادٍ أو حتى سائر على قدميك أو بالسيارة في أي من طرقها أو متنقل في أحياء وشوارع أي من مدنها أو في أي قرية من قراها العالقة في الجبال ستشعر من الوهلة الأولى إن هنالك حالة من الوئام والتجانس العجيب بين الصخور والتراب والأشجار كما تكتشف ان المباني والعمارات المشيدة في مدنها وقراها تبدو كما لوكانت جزءاً من تلك الطبيعة وليست من صنع الإنسان .
أكثر من 800 معلم أثري وتاريخي
أوصاف كثيرة تختلط فيها الأساطير بالحقيقة تطلقها تلك المعالم الأثرية والتاريخية الكثيرة الموجودة في كل مناطق هذه المحافظة والتي لاتخلو منها أي مدينة أو قرية في السهل أو الجبل فمئات المواقع والمعالم التاريخية والأثرية تنتشر في مناطقها بشكل عجيب لتشكل بدورها أعجازاً من التاريخ العظيم الذي خلفته ورائها تلك القصور التاريخية المزدهرة في بلاد اليمن السعيدة .
فشواهد الحضارات القديمة هنا تتشكل في كل المساحة الجغرافية التي تمتد عليها هذه المحافظة كمتحف مفتوح يختزن كل مايبحث عنه الباحث لمعرفته من تفاصيل ذلك التاريخ المزدهر .
فقد أحصت المسوحات الأثرية التي أجريت في هذه المحافظة حتى الآن مايزيد عن «800 » موقع ومعلم أثري وتاريخي قديم .
برزت هذه المعالم التاريخية من خلال مدنها الأثرية الفريدة بطرازها المعماري الأصيل كمدن شبام ، كوكبان ، المحويت ، الطويلة ، الصفقين ، بني الحجاج ، والتي تشكل جميعها روائع تاريخية بتشكيلاتها وجمالها المعماري إضافة إلى كونها ذات قلاع وحصون محصنة ومحكمة وبها من المباني والقصور العالية والأسواق والمساجد والاضرحة الدينية والسدود والسماسر وغيرها مايحكي عن المئات من الأحداث وأعاجيب ذلك الماضي العريق هذا بالإضافة إلى المئات من القرى والحصون والقلاع القديمة الباقية بمبانيها العالقة في أعالي قمم الجبال الشاهقة وعلى سفوح المنحدرات والتي تشكل في هيئتها وروائع ماتخزنه بداخلها من معالم تاريخية إلى جانب حسن بنائها ومواقعها فن وإبداع نادرين قلَّما يشاهد له مثيل في أي مكان آخر في العالم ، فأغلب مناطق هذه المحافظة جبال ووهاد هائلة والانحدار شيدت فوق قممها العالية تلك القرى الحصينة والقلاع والحصون الحربية والتي لاتزال شواهدها الأثرية باقية حتى اليوم كشواهد حية وخالدة للحضارات اليمنية القديمة ولكل فترات التاريخ بدءاً من عصور ماقبل الإسلام ومابعده ونهاية بمراحل العصر الحديث .
مقبرة الملوك
أماالأهم من ذلك كله فيبرز من خلال ماهنالك من المعالم والشواهد التاريخية والأثرية المنتشرة في مناطقها المختلفة وهي المقابر الصخرية التي بدأ ، اكتشافها في العام 1986م ووجد بانها تحتوي على المومياوات المحنطة حيث أنهت المسوحات الميدانية التي قامت بها هيئة الأثار خلال الفترة من 1998م وحتى 2002م اكتشاف وتوثيق مايزيد عن «200» مقبرة صخرية وجدت في مناطق مختلفة من مديريات شبام كوكبان ـ الطويلة ـ المحويت ـ بني سعد ـ حفاش ـ ملحان وبينت الدراسات الخاصة بهذه المسوحات التي نفذت من خلال خبراء وعلماء أثار متخصصين وكذلك التحاليل المخبرية التي أجريت على بعض من تلك الجثث المحنطة «المومياوات» التي تحتفظ بها هذه المقابر انه يرجع تاريخها إلى نحو ثلاثة آلاف سنة من الآن أو إلى مراحل مبكرة من فترات ماقبل التاريخ كما بينت تلك المسوحات ان المقبرة الواحدة من هذه المقابر تحتفظ بأكثر من جثة محنطة وبعضها بالعشرات من الجثث .
وقد أثارت عملية الاكتشافات هذه المقابر الصخرية في هذه المحافظة ثورة كبيرة واهتمام إعلامي وعلمي لدى كل المعنيين والمهتمين بعلم الأثار في أغلبية دول العالم والذين سعوا جاهدين وفي مقدمتهم المختصين والمسئولين عن الأثار في بلادنا إلى العمل على فك أسرار خبايا هذه اللقى الأثرية الهامة والنادرة ولأنها تلك المناطق التي تم العثور فيها على هذه المقابر الصخرية ليست من أقدم مناطق اليمن تاريخياً ولم يكن فيها الملك الأكبر حيث يفترض أن تكون مقابر الملوك في مأرب ومعين فأنها قد دللت على إن اليمنيين عرفوا أسرار التحنيط بشكل لايقل عن المستوى الذي عرفه المصريون وربما في زمن يسبق بكثير القرن الثالث قبل الميلاد كما دللت كذلك على ان هذه المناطق قد كانت ذات شأن كبير في حضارات العصور الإنسانية القديمة وذلك ماجعل من المهتمين وعلماء الأثار والإنتروبولوجيا الذين توافدوا إلى هذه المحافظة من دول أوروبا يطلقون على « المحويت » اسماً هو « مقبرة الملوك » .
درة اليمن
يقول الأستاذ/ خالد عبدالله الرويشان ـ وزير الثقافة :إن محافظة المحويت بشكل عام تعتبر خلاصة حضارات وليس حضارة واحدة لما تحتويه من شواهد تاريخية كثيرة وهامة وثقافة وفنون وتراث خالد.فكل قرية وكل مدينة وكل حصن شامخ فيها وكل أغنية وكل أهزوجة في هذه المحافظة تزخر بكل جميل ورائع ولأجل ذلك فإن «المحويت» درة اليمن الرائعة التي أنجبت نصف فناني اليمن ونصف منشدي اليمن ومبدعيها فهي بطبيعتها وتراثها وفنها وإنسانها درة اليمن الرائعة التي تشع بهاءً وجمالاً .
أعجوبة حقيقية
أما الفرنسي « دالنوماديلينا » فيقول عنها فيما نقله عن رحلاته الخمس التي زارها فيها: " إن ثمة أعجوبة حقيقية توجد هنا في محافظة المحويت اليمنية تشد الزائر إليها دائماً ، فقد اكتشفت أني في كل مرة أزورها ماأكاد أعود منها حتى أشوق إلى رؤيتها مجدداً ، وحين أعود في المرة الثانية لزيارتها اكتشف شيئاً جديداً أكثر روعة وأكثر دهشة من كل ماكنت قد رأيته واكتشفته فيها في المرات السابقة حيث أشعر وكأني لأول مرة آتي إليها وأتنقل في أرجائها ومناطقها ، مع إني قد زرتها أكثر من خمس مرات متتالية وأقمت فيها مع أهلها أياماً وأسابيع أكثر من أقامتي في أي مكان أخر زرته في العالـم" .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري