الأحد، 8 مايو 2011

صدقوا الله فصدقهم الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله سبحانه تعالى :

(وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ(169)فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(170)يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ(171))آل عمران

لعل الكثير من الإخوة آلمهم الخبر وحق لهم ذلك وفاجعهم الخبر وحق لهم ذلك وصدمهم الخبر وحق لهم ذلك
لكن بعد كل هذا علينا أنه نعلم أن من قضى نحبه في ساحة جهاد مقبلا غير مدبر فجزاؤه جنة الخلد
ورضى الله سبحانه وتعالى ولا تنسوا أن الشهيد يتمنى على الله أن يعيده للدنيا فيقتل في سبيله مرة أخرى
ليذوق طعم الشهادة ولا تنسوا أن الشهيد وإن كان جسده مدفون تحت الأرض أو مدفون تحت البحر أو مقطع
أو مفجر أو محروق أو أو أو لا تنسوا أنه حي يرزق عند رب العالمين فرح بما آتاه الله ويستبشر بالذين
لم يلحقوا به ولنا في تاريخ البشرية وتاريخ الأمة خير أمثلة على رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فصدقهم
وعده ولنلقي نظرة على شهداء الحق منذ زمن الأنبياء حتى يومنا هذا :

**************

قصة استشهاد سيدنا يحيى عليه السلام :
كان أحد ملوك ذلك الزمان طاغية ضيق العقل غبي القلب يستبد برأيه، وكان الفساد منتشرا في بلاطه.. وكان يسمع أنباء متفرقة عن يحيي فيدهش لأن الناس يحبون أحدا بهذا القدر، وهو ملك ورغم ذلك لا يحبه أحد.
وكان الملك يريد الزواج من ابنة أخيه، حيث أعجبه جمالها، وهي أيضا طمعت بالملك، وشجعتها أمها على ذلك. وكانوا يعلمون أن هذا حرام في دينهم. فأرد الملك أن يأخذ الإذن من يحيى عليه السلام. فذهبوا يستفتون يحيى ويغرونه بالأموال ليستثني الملك.
لم يكن لدى الفتاة أي حرج من الزواج بالحرام، فلقد كانت بغيّ فاجرة. لكن يحيى عليه السلام أعلن أمام الناس تحريم زواج البنت من عمّها. حتى يعلم الناس –إن فعلها الملك- أن هذا انحراف. فغضب الملك وأسقط في يده، فامتنع عن الزواج.
لكن الفتاة كانت لا تزال طامعة في الملك. وفي إحدى الليالي الفاجرة أخذت البنت تغني وترقص فأرادها الملك لنفسها فأبت وقالت: إلا أن تتزوجني. قال: كيف أتزوجك وقد نهانا يحيى. قالت: ائتني برأس يحيى مهرا لي. وأغرته إغراءا شديدا فأمر في حينه بإحضار رأس يحيى له.
فذهب الجنود ودخلوا على يحيى وهو يصلي في المحراب. وقتلوه، وقدموا رأسه على صحن للملك، فقدّم الصحن إلى هذه البغيّ وتزوجها بالحرام.

*************

قصة استشهاد سيدنا حمزة رضي الله عنه :يروي وحشي ما رآه أثناء قتال سيدنا حمزة رضي الله عنه الكفار في غزوة أحد ثم قال :

فَهَزَزْتُ حَرْبَتِي، حَتَّى إِذَا رَضِيْتُ عَنْهَا، دَفَعْتُهَا عَلَيْهِ، فَوَقَعَتْ فِي ثُنَّتِهِ، حَتَّى خَرَجَتْ بَيْنَ رِجْلَيْهِ، فَوَقَعَ، فَذَهَبَ لِيَنُوْءَ، فَغُلِبَ، فَتَرَكْتُهُ وَإِيَّاهَا، حَتَّى إِذَا مَاتَ قُمْتُ إِلَيْهِ، فَأَخَذْتُ حَرْبَتِي، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى العَسْكَرِ، فَقَعَدْتُ فِيْهِ، وَلَمْ يَكُنْ لِي حَاجَةٌ بِغَيْرِهِ.

**************

الشهيد الحواري "الزبير بن العوام":
أمه "صفية بنت عبد المطلب" عمة رسول الله- صلى الله عليه وسلم.. أسلم في شبابه رغم تعذيبه من عمه "نوفل بن خويلد" وأمه "صفية"، وكان ثابتًا لعقيدته وصابر محتسبًا رغم قسوة وتعذيب أمه له، واختاره الرسول كاتبًا من كتاب وحي السماء، وأبلى بلاءً عظيمًا في غزوة بدر وفي غزوة أحد.. جعل جسده درعًا يقي النبي- صلى الله عليه وسلم- من سهام المشركين، وقال- صلى الله عليه وسلم- على ملإٍ من جنود الحق: إن لكل نبي حواريًّا، وحواريي "الزبير"، وشاهد الغزوات كلها مع الرسول- صلى الله عليه وسلم- وكان من العشرة المبشرين بالجنة، وشارك في حروب الردة، وترك معركة الفتنة (الجمل)، وغادر أرض المعركة راجعًا إلى المدينة، فكان بوادي السباع، فقتله نفر من السبئيين- من قتلة "عثمان"- وهو ساجد لله، وقطعوا رأسه ليقدموها لـ"علي بن أبي طالب"، فصرخ وهو يقول: "قاتِل بن صفية في النار"، ورددها كثيرًا، فكان شهيدًا حواريًّا لرسول الله- صلى الله عليه وسلم.

**************

الشهيد الطيار "جعفر بن أبي طالب:
وبعد عودته إلى المدينة خرج لحرب الروم في (مؤتة) خلف "زيد بن الحارثة"، بعد ما استشهد، فاستلم الراية "جعفر" وقاتل بشدة وببسالة حتى قطعت يمينه بضربة سيف، فحمل الراية بشماله، فقطعت شماله، فحمل الراية بعضديه حتى استشهد، قال- صلى الله عليه وسلم: "لقد رأيته في الجنة له جناحان مضرجان بالدماء، مصبوغ القوادم".

****************

الشهيد الشاعر "عبدالله بن رواحة":
هو شاعر وكاتب شهير بين قبائل العرب، عند العقبة كان من بين الذين بايعوا الرسول، كان من بين النقباء الذين اختارهم الرسول للناس في المدينة، وشهد بدرًا وأحدًا والخندق والحديبية وخيبر، وأشاع بشعره الرهيب الخوف في قلوب اليهود جميعًا بعد قتله "أسيد بن قرام اليهودي" قبل فتح خيبر، واشترك في مؤتة، فحمل الراية بعد استشهاد "جعفر"، وظل يقاتل حتى استشهد.

********************

شهيد السماء "سعد بن معاذ":
سيد الأوس أسلم بدعوة "مصعب بن عمير" له وشهد بدرًا وأُحدًا.
في غزوة الخندق رماه اليهودي "جهان بن قيس بن العرقة" بسهم قطع منه الأكحل، وبعد النصر اختير حكمًا على يهود بني قريظة الخائنين، فحكم بقتل الرجال وتقسيم الأموال وسبي الزراري والنساء، ثم مات شهيدًا بهذا السهم، وعند دفنه تغير وجه الرسول وقال: "تضايق على صاحبكم قبره، وضمه ضمة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد".

************
ومن تاريخنا المعاصر :

أحمد باي بن محمد الشريف تقبله الله في الشهداء
:

بعد أن حوصر في حصن يقع بين بسكرة وجبال الأوراس استسلم بسبب استحالة المقاومة هذه المرة، بقي تحت الإقامة الجبرية إلى أن وافته المنية في ظروف غامضة حيث ترجح إحدى الروايات أنه تم تسميمه عام 1850، ويوجد قبره بسيدي عبد الرحمن الثعالبي بالجزائر العاصمة.

عمر المختار تقبله الله في الشهداء:

في صباح اليوم التالي للمحاكمة الأربعاء، 16 سبتمبر 1931 الأول من شهر جمادى الأول من عام 1350 هـ، اتخذت جميع التدابيراللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران، واحضر 20 ألف من الأهالي وجميع المعتقلين السياسيين خصيصاً من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم. واحضر الشيخ عمر المختار مكبل الأيدي، وعلى وجهه ابتسامة الرضا بالقضاء والقدر، وبدأت الطائرات تحلق في الفضاء فوق المعتقلين بأزيز مجلجل حتى لا يتمكن عمر المختار من مخاطبتهم.
في تمام الساعة التاسعة صباحاً سلم الشيخ إلي الجلاد، وكان وجهه يتهلل استبشاراً بالشهادة وكله ثبات وهدوء، فوضع حبل المشنقة في عنقه، وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه انه كان يأذن في صوت خافت آذان الصلاة، والبعض قال انه تتمتم بالآية الكريمة "يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية" ليجعلها مسك ختام حياته البطولية.

فأي بسمة هذه التي في محياكم يا أولياء الله

العربي بن مهيدي تقبله الله في الشهداء :

اعتقل نهاية شهر فيفري 1957 واستشهد تحت التعذيب ليلة الثالث إلى الرابع من مارس 1957، بعد أن أعطى درسا في البطولة والصبر لجلاديه. قال فيه الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار بعد أن يئس هو وعساكره أن يأخذوا منه إعترافا أو وشاية برفاقه بالرغم من العذاب المسلط عليه لدرجة سلخ جلد وجهه بالكامل وقبل اغتياله ابتسم العربي بن مهيدي لجلاديه ساخرا منهم، هنا رفع بيجار يده تحية للشهيد كما لو أنه قائدا له ثم قال : لو أن لي ثلاثة من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم. في عام 2001 اعترف الجنرال الفرنسي بول أوساريس لصحيفة لوموند أنه هو من قتل العربي بن مهيدي شنقاً بيديه .

فأي بسمة هذه التي في محياكم يا أولياء الله

الشيخ أحمد ياسين تقبله الله في الشهداء :

تم اغتيال أحمد ياسين من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي وهو يبلغ الخامسة والستين من عمره، بعد مغادرته مسجد المجمّع الإسلامي الكائن في حي الصّبرة في قطاع غزة، وأدائه صلاة الفجر في يوم الأول من شهر صفر من عام 1425 هجرية الموافق 22 مارس من عام 2004 ميلادية بعملية أشرف عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ارئيل شارون. قامت مروحيات الأباتشي الإسرائيلية التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي بإطلاق 3 صواريخ تجاهه وهو في طريقه إلى سيارته كرسيه المتحرّك من قِبل مساعديه، اغتيل ياسين في لحظتها وجُرح اثنان من أبنائه في العملية، واغتيل معه 7 من مرافقيه.

فأي بسمة هذه التي في محياكم يا أولياء الله

الشيخ أسامة بن لادن (إن استشهد) تقبله الله في الشهداء :

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما (أخزاه الله) في يوم 2011/05/02 مقتل زعيم تنظيم القاعدة الشيخ أسامة بن لادن (تقبله الله في الشهداء إن صح الخبر ) في عملية قادتها بلاده على مبنى في باكستان، وأن بلاده دفنت جسده (الطاهر في البحر) ، معتبرا ذلك أعظم إنجاز للولايات المتحدة.
وقال في كلمة موجزة له إن قوة خاصة أميركية نفذت العملية، وإن معركة عنيفة جرت حتى مقتل بن لادن، وإن التعاون مع باكستان في مجال مكافحة ما أسماه الإرهاب ساعد في التوصل إلى بن لادن. ورأى أوباما أن العدالة تحققت.

فأي بسمة هذه التي في محياكم يا أولياء الله

وهكذا تكتب صفحة جديدة في صفحات تاريخ أمتنا المخضب بدماء طاهرة سالت من أجساد طاهرة حمل أصحابها إيمان ويقين بأن الدنيا الفانية ليست إلا دار إمتحان وأن لله الامر من قبل ومن بعد فهنيئا لمن باع نفسه في سبيل الله ولله وعوضه الله خير الدنيا والآخرة ففي الدنيا جعله الله إماما لمن بعده وقدوة حسنة في البذل والعطاء وفي الآخرة الأمن من الفزع الأكبر الذي يفزع فيه كثير الناس والقرب من الله سبحانه وتعالى يوم يبعد عنه سبحانه كثير من الناس فطوبى لهم جنات من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا أولئك رضي الله عنهم
ورضوا عنه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

مع تحيات الداعية الإسلامي عبد الحكيم الزيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري