الأربعاء، 25 مايو 2011

أفكار تحولت إلى رموز: من ساعة بج بن إلى ميدان التحرير

قبل أن تكون هناك شجرة كانت هناك بذرة.. تتفاعل مع ما حولها لتنمو فتصبح شجـرة.. ولو لم يكن هناك بذرة فلن تكون هناك شجرة!!

فكل عمل عظيم يبدأ بفكرة تتفاعل مع البيئة المحيطة وتمر بكل الظروف فتتطور من مجرد فكرة إلى عمل ومن مجرد عمل عادي إلى عمل عظيـم، فكثير من الأعمال العظيمة في التاريخ كانت البداية فيها فكرة وبعد التطبيق والتفاعل تصير انجازاً، وفي بعض الأحيان يتحول هذا الإنجاز إلى رمز.

تتلون الأعمال وتتنوع إلى أشكال عِدة سواء كانت أعمال فنية أو أدبية أو دينية أو حتى أعمال “معمارية”. سوف نأخذ جانب واحد من تلك الأعمال ونعمل على إظهار تاريخها ومراحل تطورها وقيمتهـا ورمزيتها، وسنسلط الضوء على العديد من الأعمال المعمارية التى خُلدت في ذاكرة البشرية وتحولت من مجرد فكرة عابرة إلى عمل عظيم، حتى وصل إلى طوره النهائي وأصبح رمزاً يحتزى به.

سآخذكم إلى رحلة حول العالم لنستكشف سوياً تلك الأعمال العبقرية، فهيا بنا لنبدأ رحلتنا من القارة العجوز أوروبا وبالتحديد من مدينة الضباب في إنجلترا:

فعندما يذكر اسم انجلترا أو لندن يأتي في الذهن مشهد ساعة بِج بِن، هذا العمل العبقري الذي خلده التاريخ واعتبره رمزاً للتوقيت وللمملكة التى لا تغيب عنها الشمس!

ساعة بج بن:

تبدأ قصة هذه التحفة القديمة منذ حوالي قرنين من الزمان، حيث حدث حريق هائل في لندن يوم 16 اكتوبر 1834 وكان مصدره قصر وستمنستر (westminster ):

فأدى ذلك الحريق إلى تدمير العديد من أجزاء القصر ومبنى البرلمان والكثير من المنازل والمباني المحيطة، وبناءاً على ذلك تم الاتفاق على عملية تجديد وبناء للأماكن المتضررة والمنهارة:

وعهُـد المشروع إلى عضو في البرلمان ووزير الأشغال في ذلك الوقت ويدعى (بنجامين هول ) وتم تكليفه بالإشراف على التخطيط والتنفيذ، وبالنظر إلى شخصية هذا الرجل آنذاك فكان معروفاً بإبداعه وفكره الرائع، فخطرت له فكرة إنشاء برج يضم أكبر ساعة في العالم يفخر بها البريطانيون جميعاً (نظراً لتقديس الوقت لدى البريطانيين)، فقام بتكليف المعماري “السير تشارلز باري” بتخطيط مبنى جديد للبرلمان وترميم وتجديد القصر المتضرر وتصميم برج يحمل في أعلاه ساعة ليس لها مثيل (وهذا الجزء لم يكن موجوداً في التصميم القديم ) .

ثم عرض فكرته على عموم الناس في بريطانيا فقوبلت تلك الفكرة بالترحيب الشديد والموافقة شريطة أن تكون استثنائية في كل شيء.. فوعدهم بذلك ..
وتم البدء فى بناء البرج (برج القديس استيفان) عام 1856 حتى الانتهاء عام 1859، أما عن الساعة نفسها فقد قام بتصميمها إدموند بكيت، وصنعها إدوارد دنت ومن بعد وفاته فردريك دنت:

ودقت الساعة أول دقاتها يوم 31 مايو 1859 لتكتب تاريخاً جديداً لأشهر جهاز لقياس الزمن في العالم وأكثر الساعات دقهً على مستوى العالم!

أما عن سر التسمية بساعة (بج بن) فيرجع إلى عِدة روايات أقربها للصحة أنه قام البرلمان باستفتاء يتم فيه تسمية الساعة بصاحب فكرة إنشاء البرج والساعة، وهو بنجامين هول الذي كان مشهوراً باسم “بج بن” نظراً لقوة وطول جسمه فكانوا يطلقون عليه بج بن أي بن الكبير، وتمت الموافقة على هذا الاقتراح ومنذ ذلك الحين وهو بهذا الاسم (بج بن ) …


وفي عام 1924 بدأ بث صوت أجراس الساعة على موجات الإذاعة البريطانية BBC ليسمع صدى أجراسها في العالم كله يومياً!

وبسبب استثنائيتها وتميزها فإننا نرى أن بعض البلدان حول العالم قد حاولت أن تحاكي وتسير على نفس الخطى بإنشاء ساعة على نفس النمط، فنرى هناك ساعة في شركة مصر للغزل والنسيج في مدينه المحلة الكبرى في حبيبتنا مصر تسمى (ساعة شركة مصر) وتعتبر ثاني أعلى ساعة وقتية في العالم بعد ساعه بج بن، وأيضـاً هناك ساعة تسمى (بج بن عدن) في مدينة عدن ببلدنا الشقيق اليمن (نسأل الله تعالى أن يحفظها من كل سوء اللهم آميـن)، وأيضاً ساعة أخرى بنفس الاسم ( بج بن ) ونفس النمط في الأرجنتين:

ومؤخراً رأينا مشروع بناء أكبر ساعة في العالم في مكة المكرمة بجوار الحرم المكي الشريف (لتنافس ساعة بج بن) وهي أيضاً تسير على نفس الخطى وعلى نفس النمط:

وبمرور الأيام تظل تلك التحفة القيمة أفضل جهاز لقياس الزمن في التاريخ وأيقونة الوقت في العالم ورمزاً صريحاً للتوقيت في هذا الزمان:

معلومات إضافية:

- يزن جرس الساعه حوالي ثلاثة عشر طناً.
- يبلغ طول عقربيها 9 و14 قدماً.
- برج الساعة طوله 320 قدماً.
- من الممكن أن تتعرض الساعه لعطل مفاجئ مرة كل حوالي سبع سنوات ويقوم فريق العمل على متابعتها باستمرار.
- توجد الساعة في برج القديس استيفان في الجزء الشمالي من مبنى البرلمان.

وأترك لكم أكثر من خلفية متميزة للساعة: 1, 2, 3, 4, 5, 6,

***********************************************************************
ومن إنجلترا إلى جارتها فرنسا:

وبالتحديد في مدينة باريس (عاصمة النور) وسنركز حديثنا عن أول عجائب العالم الحديث:

برج إيفل:

في البداية يتجاهلوك ثم يسخرون منك ثم يحاربوك ثم تنتصر في النهاية!!

تنطبق مقولة غاندي الشهيرة على هذه التحفة المعمارية التي أبهرت العالم منذ إنشائها ومازلت تبهره الآن، فقصة إنشائه تدل على عظمته وجماله وتثبت أن الصعود على القمة لم يأت بسهولة، فهيا بنا نتعرف على تفاصيل بناء هذا المبنى العملاق:

تبدأ قصتنا مع هذه التحفة الفولاذية عندما أرادت فرنسا أن تظهر للعالم مدى تقدمها التكنولوجي والصناعي عن طريق إقامة مبنى هدفه الأساسي أن يكون مدخلاً للمعرض الدولي الذي يوافق في الوقت نفسه مرور مائة عام على الثورة الفرنسية والمقرر إقامته عام 1889، ولكي تتمكن الحكومة من تنفيذ تلك الفكرة أعلنت عن مسابقة عام 1886 لتنفيذ برج يبلغ طوله 300 متر وقاعدته 125 متراً مربعاً، وكان شرطها الوحيد أن يتمكن من استرداد قيمة بنائه بنفسه، كما يجب أن يكون مؤقتاً وقابلاً للفك بعد انتهاء المعرض…. !!
تقدم للمسابقة أكثر من 120 مهندساً والعديد من الأفكار لم يحظ أي منها بالقبول، حتى تقدم المعماري الشهيـر (جوستاف آيفل) بفكرته العبقرية إلى جانب عرض آخر مدهش:


فعرض على الحكومة تسديد تكاليف المبنى كاملاً مقابل الانتفاع بالأرباح لمدة 20 عاماً وبعد تلك المدة للحكومة ما تشاء سواء بالإبقاء أو بالتفكيك:

وبالفعل وافقت الحكومه عليه وبدأ العمل في 26 يناير 1887 وانتهى منها في وقت قياسي في 18 مارس 1889 (بالقياس بالتقنيات المتاحة في ذلك الوقت) بتكلفة 7,800,000 فرنك ذهبي فرنسي:

وقبل انتهاء فاعليات المعرض الدولي كان البرج قد عوض تكاليف بنائه وأصبح بمثابة منجم ذهب للعبقري جوستاف آيفـل طوال 20 عاماً نظراً للإقبال الهائل من الزوار من كل أنحاء العالم لزيارة أعلى مبنى في العالم في ذلك الوقت (324 متراً):

والغريب أن البرج منذ إنشائه تعرض للكثير من الانتقادات ووصفه البعض بــ (العمود البشع ) والبعض الآخر بـ (وصمة عار في وسط باريس) واعتبرته الصحافة الفرنسية في ذلك الوقت خطراً على مدينة باريس، فهناك من قالت أنه سوف ينهار عندما يكتمل بناؤه وأخرى قالت أنه سوف يجلب الصواعق إلى مدينة باريس وغيرها من الانتقادات الغريبة..

ولكن ظهر أخيراً من يمدح هذا البرج عندما زار توماس إديسون البرج عام 1889 ووقع في دفتر الزوار: “إلى مهندس البرج ايفل أهنئك على شجاعتك الكبيرة في بناء هذا الصرح الجميل وهذه المعجزة الهندسية. لقد تفوقت ونلت احترام جميع مهندسي العالم”..

” ومع مرور الوقت وانتهاء العشرين عاماً قررت الحكومة أن تؤجل تفكيك المبنى وأن تحاول استخدامه في محطات البث الإذاعي ثم البث التليفزيوني (المرئي) في الفترة من 1921 إلى 1957، ثم أصبح وجهة لبعض العلماء والباحثين لإجراء بعض التجارب والأبحاث عليه سواء كانت متعلقة بالطقس أو بالفلك أو غير ذلك.
لكن الحدث الأكثر أهمية بالنسبة للبرج خاصة وللفرنسين عامة كان عندما دخل الاحتلال الألماني باريس عام 1940 وقرر وضع الصليب المعكوف (رمز النازية) فوق البرج، ففوجئوا بأن الفرنسين قد قطعوا كابلات الرفع بالبرج وكان من الصعب عليهم تصليحها بسبب ظروف الحرب آنذاك، فأجلت القوات رفع العلم عليه لحين وصول الإمدادات ومن ثم عدم التحكم في قطع الاتصالات في باريس (نظراً للاستخدام المسبق من قبل الحكومة الفرنسية للبرج في الاتصالات)، وكان الشائع في ذلك الوقت أن هتلر احتل باريس ولكنه لم يحتل برج إيفـل واستمر الوضع على ما هو عليه حتى تحررت باريس عام 1944 وأصبح برج إيفل رمزاً للنصر عند الفرنسين وتحولت نظراتهم من النقد والكره الشديد إلى المدح والاعتزاز والفخــر…

وتمر الأيام حتى يحقق هذا البرج رقمـاً قياسياً كأكثر المعالم زيارةً في العالم (أكثر من 200 مليون زائر) ويصبح هذا البرج هو الباب لبدء ثورة معمارية أثبت قدرة الحديد على الوصول لارتفاعات شاهقة بأقل وزن ممكن وبالتالى إمكانية إقامة ناطحات السحاب والأبراج الشاهقة..

ولقد أدى هذا إلى ظهور مباني تشابه برج إيفل وتسير على نفس طريقة الإنشاء وعلى نفس الشكل، أشهرها برج طوكيو للاتصالات في اليابان، وأيضاً مشروع بناء أكبر برج في العالم بارتفاع 4000 م في اليابان الذي يسير بنفس طريقة الإنشاء والتحميل:

وأخيراً مشروع بناء برج إيفل (نسخة منه) في مدينة العجائب “دبي” نظراً لقيمته السياحية العظيمة:

وبمرور الأيام يثبت التاريخ والزمن أن ما صنعه ايفل تحفة معمارية فريدة في حد ذاتها تستحق أن تكون من عجائب الدنيا، ويظل برج ايفل صامداً وسط باريس منذ حوالي قرن وربع القرن ويصبح رمزاً للنصر والصمود لفرنسا و رمزاً للسياحة في العالم باعتباره الأكثر زيارة تاريخياً.

معلومات إضافية:

- الارتفاع الكلي: 324 متراً بثلاث مستويات بجانب الهوائى الخاص بالبث.
- الوزن الكلي: 10,100 طن.
- عدد الدرجات: 1,665.
- يحتوى البرج على نظام إضاءه متكامل تم تركيبه عام2000 بعدد 20,000 لمبة إضاءة ..!
- يحتاج البرج إلى عملية صيانة وإعادة طلاء منتظمة,وتتم هذه العملية بصورة دورية كل 7 سنوات يدويـــاً.
- يحتوى البرج على مطعمين فى كل من الدور الاول والدور الثاني.
- وصل عدد الزوار منذ انشائه وحتى الآن إلى اكثر من 220 مليون زائر.

وأترك لكم أكثر من خلفية مميزة للبرج: 1, 2, 3

***********************************************************************

ونترك أوروبا ونتجه غرباً إلى أمريكا الشمالية وإلى الولايات المتحدة الأمريكية:

حيث سنتكلم عن رمز مدينه نيويورك ورمز هذه الدوله العظــــــمى ( وتراثها القومى الاشهر!) ……….

تمثال الحرية:

هذا العمل الفنى العبقرى الذى يعد رمزاً للحريه المتفتحه فى مواجهة الظلم والاستعباد والقمع فى العالم كلــه
والمعروف عن هذا التمثال انه اهدى الى الشعب الامريكى من قبل نظيره الفرنســى بمناسبه مرور 100 عام على استقلال الولايات المتحده الامريكيه وأيضا لتوطيد العلاقه بين البلدين
ولكــن دعونا نتكلم عن القصه الكامله والحقيقيه للتمثال (والتى ينكرها بعض الأمريكيين)
تبدأ القصه عندما زار الفنان الفرنسـى (فريدريرك أوغست بارتولدى ) مصر عام 1859 وقت شق قناة السويس وخطرت لـه فكرة وجود منارة ضخمة على مدخل القناة لإرشاد السفن، على هيئة آله الحرية في المثيولوجيا الرومانية وتصمم بارتداءها ملابس فلاحة مصرية ترفع يدها حاملة شعله يخرج منها ضوء لإرشاد السفن. . وقرر ان يعرض تلك الفكره على الخديوى اسماعيـل وقام بعمل مجسم صغير للتمثال ، و سافر بارتولدى الى القاهره وقابل الخديوى اسماعيل وعرض عليه مشروعه العبقرى وكل أمله ان تقبل فكرته ، ثم وجد فى نظرات الخديوى كل الاحترام والاعجاب بمشروعه لكنه للأسف لم يعده بالتنفيذ او حتى موافقه مبدأيه .. ،

ثم طلب منه ان يقابله بعد شهرين ليحدد موقفه النهائى من هذا المشروع ،وتمت المقابله مره اخرى وقدم له بارتولدى التمثال تحت اسم (مصر تجلب النور لآسيا) ولكن للأسف قوبلت الفكره اخيراَ بالرفض نظرا لعدم وجود السيوله اللازمه لتمويل المشروع بسبب مشاريع تطوير القاهره فى ذلك الوقت بجانب مشروع القنــاه وحفل افتتحاها….!
وبعد هذا الحدث بعام تقريبا فكرت الحكومه الفرنسيه فى مشروع لتقويه علاقاتها مع البلاد الجديده (مابعد البحار ) عن طريق إهداء هدايا تذكاريه إلى تلك الدول ، وكان من ضمنها الولايات المتحده (حيث انها لم تكن دوله عظمى بعد) فكانت تلك الفكره بإهداء تمثال الى الولايات المتحده بمناسبه مرور مائه عام على استقلالها بحيث يعبر هذا التمثال عن الحريه والاستقلال …
فعرض بارتولدى فكرته القديمه ولكن بتغيير لبعض التفاصيل مثل الارتقاع (زاد 3 امتار ) وتغيير مكان الشعله من اليمنى الى اليسرى وتغيير الملابس من زى فلاحه الى الزى الاغريقى القديم وتم الاتفاق عليهـا اخيراً

وبدأت الإستعدادات علي قدم وساق وتم الاتفاق بين الجانبين على ان تقوم فرنسا بتصميم وبناء التمثال وان تقوم امريكا ببناء قاعدته …
واستعانت الحكومه بالمعمارى الشهير (جوستاف إيفل ) لتصميم الهيكل الانشائى للتمثال بجانب تصميم بارتولدى

وتم الانتهاء من التصميم والتنفيذ من الجانب الفرنسى قبل الافتتاح بحوالى عامين وشحن التمثال إلى امريكا على متن باخره تدعى (ايزيرى) في يوليو عام 1884 ووصلت لنيويورك فى 17 يونيو 1885 ..!

والغريب ان التمثال وصل إلى مكانه قبل ان يتم الامريكان بناء القاعده التى كانت (جباره بالنسبه لهم ..!) فتم تفكيك التمثال وحفظه فى صناديق لحين الانتهاء منها واعادة تجميعه مره أخـــــرى

واخيراً انتهت اعمال بناء القاعده فى أبريل 1886 وبعد ذلك قاموا بإعادة تركيب التمثال على القاعده بمساعدة المهندس العبقرى (جوستاف إيفل) مره اخرى حتى الانتهاء فى اكتوبر 1886

وتم الافتتاح فى يوم 28 اكتوبر عام 1886في إحتفال كبير حضره الشعب الامريكى والكثير من الشخصيات الكبييره

وفى عام 1924تم اعلان التمثال كأثر قومى ، ثم قام الرئيس الامريكى فرانكلين روزفلت بإهداء التمثال مره اخرى الى الشعب بمناسبه اليوبيل الذهى له واظهر قيمته وفضله الكبير على الشعب الامريكى
وبمنسابه مروه 100 عام على بنائه قامت السلطات فى عام 1986 بعمل ترميمات كليه للتمثال وتغير لونه من النحاسى (الاساسى) إلى اللون الذى هو عليه الآن ليلائم اضواء نيويورك ليلاً إلى جانب طلاء الشعله بالذهب.

وبمرور الايام اصبح هذا التمثــال رمزاً للحريه فى العلم كله وليس فى أمريكا وحدها ….. (ومن وجهه نظرى الشخصيه فهو تمثال يعبر عن حريه الغرب على حساب العرب والمســلمين).

وبسبب شهرته الواسعه ورمزيته الجارفه نرى تكرير تلك الفكره فى اكثر من بلد اشهــرها (اليابان ) حيث قامت اليابان بانشاء نسخه مطابقه للتمثال فى طوكيو ، وايضــا قامت فرنسا (اصل الفكره) بإنشاء نفس النسخه فى باريسـ

واخيرا مشروع انشاء تمثال الحريه فى مدينه العجائب فى دبـى ..!

ويمر الوقت ويسدل الستار على تمثال عظيم لم تشأ له الظروف أن يرى النور، وتمثال آخر مشابه للأول في الشكل، مساوٍ له في العظمة وشقيق أصغر بعام أكبر بـ3 أمتار أصبح رمزًا للحرية فى العالم.

معلومات إضافية:

- الارتفاع الكلي للتمثال: 93 متر.
- عرض القاعدة: 47 متر.
- الوزن الكلي: 125 طن.
- في عام 1916 – في إطار الحرب العالمية الأولى – وقع انفجار ألحق أضرارا بالتمثال بلغت قيمتها 100,000 دولار أمريكي مما أدي إلي تحديد حجم الزائرين حتي تم الإصلاح.
- بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، قامت السلطات الأمريكية بإغلاق التمثال والمتحف والجزيرة أمام الجمهور لمراجعة الإجراءات الأمنية ثم أعيد افتتاحهم فى 20 ديسمبر 2001.

وأترك لكم خلفية متميزة للتمثال: اضغط هنا

************************

ومن قارة أمريكا الشمالية إلى القارة الجديدة (استراليا):

وإلى مدينة سيدني الساحرة التي تحوي واحداً من أفضل وأجمل مباني العالم:

أوبرا سيدني:

هذه الكتله العجيبه التى يصنفها البعض بأنها اعجوبة العالم الثامنه … ويعتبرها البعض الآخر ايقونه القرن العشريــن ..!
هذا المبنى الذى كلما نظرت إليه ارى اسراراً والغازاً بين اجزائه المختلفه ويبعث إلى روحاً من المغامره لمحاوله معرفه سر هذا المبنى العملاق … فهيا بنا نحاول
بدأت القصة وراء هذا الصرح الرائع في 1956 عندما دعت حكومة “نيو ساوث ويلز” لمسابقة مفتوحة لتصميم قاعتين مسارح، للأوبرا وللحفلات الموسيقية السمفونية ، والذى من شأنه أن يضع سيدني على الخريطة العالمية ..
فى نفس هذا الوقت كان هناك مهندس معمارى دنماركى يدعى (يورن أوتزون ) الذى لم يسمع احداً عنه فى ذلك الوقت قد وضع تخيلاته الخاصه لمبنى فى واقع خياله على اسكتشات صغيره (رسم يدوى ) يحلم ان تتحول تلك الرسومات الخياليه واحلامه الى واقع فى يومــاً ما …….. ، وها قد جائت فرصه لوتزون ليحاول ان ينفذ حلمه الاكبر عن طريق هذه المسابقه.

وبعد دخوله للمسابقة بأفكاره التي تألفت من رسومات توضيحيه فقط ، والتى فتن بها المعمارى الأمريكى الشهير ييرو سارينن ( Eero Saarinen ) والذي كان عضواً بلجنة التحكيم… وقــال “الرسومات المقدمة لهذا المشروع كانت بسيطة إلى حد أنها تبدو كرسومات توضيحية ومع ذلك ، فنحن مقتنعون بأن الفكرة المقدمة لدار الأوبرا تلك قادرة على أن تصبح واحدة من افضل المباني في العالم”…!..

وبالفعـل بدأ بناء دار الأوبرا في سيدني مارس 1959 ولكن فى 28 فبراير 1966 وبعد معركة طويلة مع حكومة نيو ساوث ويلز بسبب ارتفاع تكاليف البناء وبعد أن أقترب إنجاز السقف (المرحله الثانيه )، استقال أوتزون من المشروع….!

وعينت الحكومة الاسترالية ثلاثة مهندسين معماريين هم بيتر هول ( Peter Hall )، و دى أس ليتلمور ( DS Littlmore ) ، وليونيل تود (Lionel Todd )خلفاً لأوتزون بهدف إنجاز المشروع ، وتم الانتهاء من المرحله الثانيه فى عام 1967
و في المرحلة الثالثة والأخيرة من المشروع تم تغيير بعض من تصاميم أوتزون(داخلى) بطلب من الحكومه
وتم الانتهاء فى عام 1973 عـلى تلك المراحل الثلاثه بتكلفة نهائية وصلت لـ 102 مليون دولار..!

وتم الافتتاح على يد الملكه اليزابيث الثانيه فى أكتوبر 1973 ليظهر لنـا هذا الصرح بهذه الروعــه …
ولكن للأسف في عام 1989 تم إعلام الحكومة بأن دار الأوبرا في حاجة لإصلاحات وتم الانتهاء منها باكلفة 86 مليون دولار ، ولكن بأى حال هذا التكاليف الباهظة كانت الثمن المدفوع من أجل تحويل دار أوبرا سيدني إلى تحفه القرن العشرين.

والغريب فى الأمر إن أوتزون لم يعود أبدا الى استراليا لتجربة رائعته المعمارية ولرؤيه حلمه الاعظم محقق أمام عينيه
وليتركنا نحن نستمتع برؤيه هذا المبنى الذى يعد واحداً من أعظم الأعمال المعمارية على مر التاريخ.

وفى عام 2007 وضعته اليونسكـو إلى التراث العالمى مع المعالم القديمة مثل الـ “ستونهيدج” والأهرامات، ووضعه المعماريون رمـــــــــزاً للتكنولجيا والعالم فى القرن العشريــن

معلومات إضافية:

- يحتوى السقف المقوس على 1056066 قطعة سيراميك صنعت في السويد من الطين والحجر المجروش.
- يحتوى المبنى على 2000 لوح زجاج صممته شركة “أروب أوف وشركاه”.
- إستغرق الأمر أحد عشر عاما لاستكمال هيكل السقف فقط….!
- الميزانيه للمبنى كانت 7 مليون دولار فقــط ولكن تم تخطى هذا المبلغ ليصل إلى 102 مليون دولار إلى جانب 86 مليون دولار تكلفه الاصلاحات …..!

واترك لكم اكثر من خلفيه ســاحره للمبنى: 1, 2,

***********************************************************************

ومن بلاد الغرب نعود بعد رحلةٍ طويلة إلى أم الدنيا (مصر) في قلب الوطن العربي:

وسنذهب إلى العاصمة المصرية القاهرة ونحاول أن نتعرف على شريانها الأساسي وعلى قلب مصر النابض:

ميدان التحرير:

ميدان التحرير أو ميدان الاسماعيلية أو ميدان السادات أو أيضاً ميدان الشهداء، كلها أسماء أطلقت على ميدان التحرير على مر العصور منذ إنشائه منذحوالى قرن ونصف القرن.
فبلغة الجغرافيا ميدان التحرير هو أحد أكبر ميادين العاصمة المصرية شهرةً وأيضاً من أهمها من حيث الحركة والموقع، ولكن الأهم من كل هذا هي لغة التاريخ التي أجبرتنا على التحدث عن هذا الميدان العتيق وعن دوره المهم منذ إنشائه وحتى يومنا هذا، فماذا عن تاريخ هذا الميدان؟

كان الخديوي اسماعيل منبهراً بالحضارة الفرنسيه ويراها هى الشمس التى تشع على العالم , فلذلك شرع منذ توليه الحكم فى اعادة تخطيط وبناء القاهره الجديده وتحويلها إلى الطراز السائد فى باريس .
فوكل الأمر إلى المعمارى الفرنسى(باريل دى شامب ) الذى قام بدوره بإنشاء المبانى والميادين الجديد على الطراز الفرنسى , وكان من بينها ميدان التحرير الذى انشىء عام 1865(على نمط ميدان شارل ديجول فى فرنسا) تحت اسم (ميدان الاسماعيليه ) نسبه إلى الخديوى اسماعيل

ومنذ انشاء الميدان وهو يشهد العديد من الأحداث الهامه فى تاريخ مصر
فمـثلا عام 1881 خرج الزعيم الراحل احمد عاربى من الميدان بقياده وحده عسكريه متجهاً إلى قصر عابدين حين قال جملته الشهيره <<لقد ولدتنا أمهاتنا أحرار>> .
ولكن اول واهم الاحداث التى مرت على الميدان اثناء ثوره 1919 حيث تجمع الآلاف من المصرين أمام سكنات الجيش الانجليزى التى كانت معسكره فى الميدان وأجبرته على الموافقه على عودة الزعيم سعد زغــلول

وظل أسم ميدان الاسماعيليه حوالى قرن حتى قامت ثوره 1952 التى غيرت اسم الميدان إلى ميدان التحرير تيمناً بتخليص وتحرير مصر من مفاسد أسره محمد على والأحتلال الانجليزى .
وبدأت أهميه الميدان تظهر فى العهد الحديث اثناء العدوان الثلاثى على مصر , حيث تجمع آلاف المصريين فى الميدان للتطوع ضد الاحتلال فى بورسعيد
وفى 9 يونيو 1967 عندما قرر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر التنحى عن منصبه كرئيس للجمهوريه بعد النكسه . انطلقت حشود هائله من الناس إلى الميدان تطالبه بالبقاء والتراجع عن قراره .

وبعدها بسنة تقريباً فى سبتمبر 1968 شهد الميدان مظاهرات جديده من الشباب والطلاب تطالب بمزيد من الحريه والديمقراطيه(أعلونا عن رفضهم للأحكم التى صدرت ضد بعض مسؤلين عن نكسه 67 )
وفى يناير 1972 شهد الميدان واحداً من أكبر المظاهرات الطلابيه ضد أنور السادات ليعبروا عن غضبهم واستيائهم بسبب تأخر الرئيس انور السادات فى الرد على النكسه وأعلان الموعد النهائى للحرب .
وفى أكتوبر 1973 تغيرت النغمات والاصوات واحتشد الناس مره ارى فى نفس الميدان لتحيه السادات عندما كان قادماً لالقاء خطاب النصر فى مجلس الشعب
وتتغير النغمه تاره أخرى إلى الغضب والاعتراض ….!
حيث تجمع الناس فى عام1977 (عام الانفتاح الاقتصادى) فى الميدان ليعبروا عن غضبهم بسبب رفع العديد من السلع الاساسيه .
وعندما أندلعت الحرب ضد العراق وتم غزو بغداد في ابريل 2003 أشتعلت المظاهرات وكان ميدان التحرير هو أكبر تجمع لأكبر مظاهرة فى مصر.
ومنذ ذاك الوقت وأنفتحت الشهية للمظاهرات التي نظمتها حركات مثل كفاية و 6 ابريل في كل المناسبات.
إلى أن جاء الإنفجار الأكبر في 25 يناير 2011حين أحتشد ملايين المصريين في ميدان التحرير مطالبين بتنحي الرئيس السابق محمد حسني مبارك من رئاسة الجمهورية (هناك فرق بين هذا وذاك ) واتخذوا الميدان مقرا لثورتهم إلي ان اعلن نائب الرئيس في بيان رسمي تخلي الرئيس عن منصبه في مساء الجمعة 11 فبراير 2011

وبعد هذا التاريخ بأيام اعلن الشباب فى اقتراح لهم بتغيير اسم الميدان من التحرير إلى (الشهداء) ولكن فضل البعض ان يظل على اسمه (ميدان التحرير ) ليعبر عن رمزيته وقوميته لدى المصريين والعرب .

ويكتسب الميدان شهره عالمية ويصبح وجهه لمعظم السائحين ليشاهدوا مركز تلك الثوره العظيمه.

ويوم بعد يوم يزداد قيمه الميدان عند المصريين خاصه وعند العرب عامه كرمزاً للصمود والحريه واستاعده العزه والكرامه التى لم ولن تكتمل إلا باستعادة المسجد الاقصى أولى القلبلتين و ثالث الحرمين الشريفين ورمز الاسلام المنهوب .

ولن يحدث هذا إلا عندما تستيقظ روح الإسلام في النفوس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري