المكان : شرفه أحد المنازل .
الزمان : الساعه الثالثه بعد منتصف الليل .
جلس خالد مهموماً واضعاً يده على خده تاره ينظر الى السماء بظلمتها الحالكه وتاره يطرق بصره الى الارض ، هو لا يعرف مالذى جعله يستيقظ فى هذه الساعه المتأخره من الليل ولكن كل ما يعرفه هو ان النوم قد طار من عينيه ليحل الارق والقلق ضيفان ثقيلان عليه فى هذه الساعه المتأخره وجلوسه وحيداً هكذا وهو مهموماً جعل العشرات من الافكار السلبيه والسوداويه تتدافع الى عقله كما تتدافع الذئاب نحو فريستها .
واثناء جلوسه هكذا على هذا الوضع دار هذا الحوار الغريب الذي كان له ابلغ الاثر فى تحويل مسار حياته .
خالد ( متحدثاً الى نفسه بصوت منخفض ) : لماذا انا ؟ لماذا انا من بين كل هؤلاء الناس ؟ لماذا انا وحدي من يقع فى كل هذه المشكلات ؟ ماذا فعلت فى دنياي لأنال نصيباً من العذاب فالمشاكل فى البيت وفى العمل وفى كل مكان تاره مع زوجتى وتاره مع الابناء وتاره فى العمل ؟ ما هذا الفقر الذي اصابني واوردنى الى طريق الديون والمهانه فى الحياه ؟ لماذا كل هذا ياربي ؟
فى هذه اللحظه يسمع خالد صوتاً من مكان خفي يحدثه ويرد عليه وكأن الصوت من الجان ، فى البدايه ظن انها زوجته او احد الابناء ولكن بعد التأكد ادرك ان هذا الصوت لشيئ لا يعرف ما هيته ، فى البدايه اصيب خالد بالذعر والخوف ولكن بعد فتره احس براحه غريبه تسري فى جسده وكأن هناك من يجبره على الجلوس والاستماع الى ذلك الصوت المجهول .
الصوت المجهول : بسم الله الرحمن الرحيم ( ومن اعرضَ عن ذكري فإنَ لهُ معيشهَ ضنكاَ ) صدق الله العظيم .
خالد ( وقد بدا عليه علامات التأمل والتفكر ) : صدقت والله .
وهنا بدأ خالد بتذكر مراحل حياته كلها وكأنها شريط سينمائي يمرامام عينيه وتذكر كم كان مقصراً فى حق الله سبحانه وتعالى وكم كان يهمل فى اداء الصلوات وكم كان هاجراً للقرآن الكريم وكان لا يصوم الا فى رمضان فقط وكم كان ينسى اداء الزكاه من مره الى اخرى وكم كان يعصي الله ويرتكب المحرمات بلا اى تفكير او تدبر وكم ... وكم .... .
خالد ( متحدثاً الى نفسه ) : كم كنت غبياً كل هذه السنوات لقد كنت اعمى عن الحقيق ان كل ما يصيبنى من مشكلات ومصائب انما هو بسبب البعد عن الله وامتناعى عن طاعته ، فكيف اكون فى ملك الله واطمع فى كرمه وانا اعصيه واغضبه منى ؟ يا ويلتى لقد ضاع عمري سدى وقد عرفت مصيري انه النار وبئس المصير .
الصوت المجهول : بسم الله الرحمن الرحيم ( فخلفَ من بعدهم خلفُ أضاعوا الصلاه واتبعوا الشهوات فسوفَ يلقونَ غيا * الا من تابَ وآمنَ وعملَ صالحاً فأولئك يدخلون الجنه ولا يظلمون شيئا ) صدق الله العظيم
خــالــد : هل يعني هذا ان الفرصه مازالت سانحه امامي واننى بأمكاني ان اصلح ما افسدته فى الزمان واننى اذا تبت فسوف يتقبلني الله ؟ ولكن كيف لقد اسرفت على نفسي فى الذنوب والمعاصي .
كيف يتقبلني الله ؟
الصوت المجهول : بسم الله الرحمن الرحيم ( قل يا عباديَ الذينَ اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمهِ الله ان الله يغفرُ الذنوبَ جميعاً انه هو الغفور الرحيم ) صدق الله العظيم
خالد ( يتحدث الى نفسه وقد بدت عليه مظاهر التأثر ) : كيف كل هذا العمر ولم اشعر بهذه الآيات الكريمه من القرآن الكريم وكأنى اسمعها لأول مره فى حياتي ، لقد عزمت على التوبه والرجوع الى الله ، ولكن ذنوبي كثيره فعمري الذي مر بي وانا اعصي الله كبيراً فحتى اذا تبت هل بأمكانى ان اعوض ما فاتني من سيئات ؟
هل استطيع ان افعل من الحسنات ما يفوق سيئاتي ؟ لا اعتقد هذا فمهما فعلت لن اجد الفرصه لتعويض ما فاتني فذنوبي كثيره .
الصوت المجهول ( وقد ازداد هدوءاً وثقه ) : بسم الله الرحمن الرحيم ( إلا من تابَ وآمن وعَمِلَ صَالَحاً فأولئكَ يُبَدلُ الله سيئاتهم حسنات وكانَ اللهُ غفوراً رحيماً ) صدق الله العظيم
خالد ( وقد بدت على وجهه امارات الدهشه ) : ما هــذا ؟ يا سبحان الله ، هل معنى هذا انى اذا اخلصت التوبه الى الله سبحانه وتعالى سوف يبدل الله سيئاتى حسنات ؟
رحمتك يارب كم انت كريم مع عبادك كم انت كريم .
لقد قررت ان اتوب إليك ياربي واحسن التوبه واتمنى ان تتقبلها منى يا ارحم الراحمين .
وبينما خالد يتحدث الى نفسه ودموع الندم والشوق لله تملئ عينيه اذا بصوت اذان الفجر يرتفع فى السماء معلناً بدء يوم جديد وفرصه جديده لكل انسان ، هنا و ذهب خالد الى صلاه الفجر فى المسجد معلناً بدء فتره جديده ومرحله جديده مع الله ممتلئه بالحب والود والعمل الصالح الى الله وهجر الذنوب والمعاصي الي الابد ، ولكنه كان يدور فى عقله ألف سؤال عن ماهيه هذا الصوت هل هو صوت خفي بعثه الله له ليوقظه من غفلته ؟ ام هو صوت من وحي خياله ؟ ام هو صوت ضميره الذي كان يعاتبه على كل ذنوب حياته ؟!
اخوانى فى الله بالرغم من ان هذه القصه القصيره وهذا الحوار من وحي خيالي ، الا انه يبقى سؤال هام وهو :
اذا كان ما يحُدِث خالد هو ضميره فهل مازالت ضمائرنا ايضاً حيه ام نحن اخرسناها بسبب ذنوبنا ومعاصينا ؟
جلس خالد مهموماً واضعاً يده على خده تاره ينظر الى السماء بظلمتها الحالكه وتاره يطرق بصره الى الارض ، هو لا يعرف مالذى جعله يستيقظ فى هذه الساعه المتأخره من الليل ولكن كل ما يعرفه هو ان النوم قد طار من عينيه ليحل الارق والقلق ضيفان ثقيلان عليه فى هذه الساعه المتأخره وجلوسه وحيداً هكذا وهو مهموماً جعل العشرات من الافكار السلبيه والسوداويه تتدافع الى عقله كما تتدافع الذئاب نحو فريستها .
واثناء جلوسه هكذا على هذا الوضع دار هذا الحوار الغريب الذي كان له ابلغ الاثر فى تحويل مسار حياته .
خالد ( متحدثاً الى نفسه بصوت منخفض ) : لماذا انا ؟ لماذا انا من بين كل هؤلاء الناس ؟ لماذا انا وحدي من يقع فى كل هذه المشكلات ؟ ماذا فعلت فى دنياي لأنال نصيباً من العذاب فالمشاكل فى البيت وفى العمل وفى كل مكان تاره مع زوجتى وتاره مع الابناء وتاره فى العمل ؟ ما هذا الفقر الذي اصابني واوردنى الى طريق الديون والمهانه فى الحياه ؟ لماذا كل هذا ياربي ؟
فى هذه اللحظه يسمع خالد صوتاً من مكان خفي يحدثه ويرد عليه وكأن الصوت من الجان ، فى البدايه ظن انها زوجته او احد الابناء ولكن بعد التأكد ادرك ان هذا الصوت لشيئ لا يعرف ما هيته ، فى البدايه اصيب خالد بالذعر والخوف ولكن بعد فتره احس براحه غريبه تسري فى جسده وكأن هناك من يجبره على الجلوس والاستماع الى ذلك الصوت المجهول .
الصوت المجهول : بسم الله الرحمن الرحيم ( ومن اعرضَ عن ذكري فإنَ لهُ معيشهَ ضنكاَ ) صدق الله العظيم .
خالد ( وقد بدا عليه علامات التأمل والتفكر ) : صدقت والله .
وهنا بدأ خالد بتذكر مراحل حياته كلها وكأنها شريط سينمائي يمرامام عينيه وتذكر كم كان مقصراً فى حق الله سبحانه وتعالى وكم كان يهمل فى اداء الصلوات وكم كان هاجراً للقرآن الكريم وكان لا يصوم الا فى رمضان فقط وكم كان ينسى اداء الزكاه من مره الى اخرى وكم كان يعصي الله ويرتكب المحرمات بلا اى تفكير او تدبر وكم ... وكم .... .
خالد ( متحدثاً الى نفسه ) : كم كنت غبياً كل هذه السنوات لقد كنت اعمى عن الحقيق ان كل ما يصيبنى من مشكلات ومصائب انما هو بسبب البعد عن الله وامتناعى عن طاعته ، فكيف اكون فى ملك الله واطمع فى كرمه وانا اعصيه واغضبه منى ؟ يا ويلتى لقد ضاع عمري سدى وقد عرفت مصيري انه النار وبئس المصير .
الصوت المجهول : بسم الله الرحمن الرحيم ( فخلفَ من بعدهم خلفُ أضاعوا الصلاه واتبعوا الشهوات فسوفَ يلقونَ غيا * الا من تابَ وآمنَ وعملَ صالحاً فأولئك يدخلون الجنه ولا يظلمون شيئا ) صدق الله العظيم
خــالــد : هل يعني هذا ان الفرصه مازالت سانحه امامي واننى بأمكاني ان اصلح ما افسدته فى الزمان واننى اذا تبت فسوف يتقبلني الله ؟ ولكن كيف لقد اسرفت على نفسي فى الذنوب والمعاصي .
كيف يتقبلني الله ؟
الصوت المجهول : بسم الله الرحمن الرحيم ( قل يا عباديَ الذينَ اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمهِ الله ان الله يغفرُ الذنوبَ جميعاً انه هو الغفور الرحيم ) صدق الله العظيم
خالد ( يتحدث الى نفسه وقد بدت عليه مظاهر التأثر ) : كيف كل هذا العمر ولم اشعر بهذه الآيات الكريمه من القرآن الكريم وكأنى اسمعها لأول مره فى حياتي ، لقد عزمت على التوبه والرجوع الى الله ، ولكن ذنوبي كثيره فعمري الذي مر بي وانا اعصي الله كبيراً فحتى اذا تبت هل بأمكانى ان اعوض ما فاتني من سيئات ؟
هل استطيع ان افعل من الحسنات ما يفوق سيئاتي ؟ لا اعتقد هذا فمهما فعلت لن اجد الفرصه لتعويض ما فاتني فذنوبي كثيره .
الصوت المجهول ( وقد ازداد هدوءاً وثقه ) : بسم الله الرحمن الرحيم ( إلا من تابَ وآمن وعَمِلَ صَالَحاً فأولئكَ يُبَدلُ الله سيئاتهم حسنات وكانَ اللهُ غفوراً رحيماً ) صدق الله العظيم
خالد ( وقد بدت على وجهه امارات الدهشه ) : ما هــذا ؟ يا سبحان الله ، هل معنى هذا انى اذا اخلصت التوبه الى الله سبحانه وتعالى سوف يبدل الله سيئاتى حسنات ؟
رحمتك يارب كم انت كريم مع عبادك كم انت كريم .
لقد قررت ان اتوب إليك ياربي واحسن التوبه واتمنى ان تتقبلها منى يا ارحم الراحمين .
وبينما خالد يتحدث الى نفسه ودموع الندم والشوق لله تملئ عينيه اذا بصوت اذان الفجر يرتفع فى السماء معلناً بدء يوم جديد وفرصه جديده لكل انسان ، هنا و ذهب خالد الى صلاه الفجر فى المسجد معلناً بدء فتره جديده ومرحله جديده مع الله ممتلئه بالحب والود والعمل الصالح الى الله وهجر الذنوب والمعاصي الي الابد ، ولكنه كان يدور فى عقله ألف سؤال عن ماهيه هذا الصوت هل هو صوت خفي بعثه الله له ليوقظه من غفلته ؟ ام هو صوت من وحي خياله ؟ ام هو صوت ضميره الذي كان يعاتبه على كل ذنوب حياته ؟!
اخوانى فى الله بالرغم من ان هذه القصه القصيره وهذا الحوار من وحي خيالي ، الا انه يبقى سؤال هام وهو :
اذا كان ما يحُدِث خالد هو ضميره فهل مازالت ضمائرنا ايضاً حيه ام نحن اخرسناها بسبب ذنوبنا ومعاصينا ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري