الأحد، 17 يناير 2010

قاعدة اليمن لن تلقي السلاح

  • من تدريبات قوى الأمن اليمنية لمحاربة تنظيم القاعدة أثارت التصريحات الأخيرة للرئيس اليمني بشأن الحوار مع القاعدة شريطة إلقاء السلاح والتخلي عما سماه الإرهاب، تساؤلات عديدة بشأن مدى تقبل القاعدة للحوار وفكرة إلقاء السلاح، ومدى تقبل أميركا لذلك، وقدرة اليمن على تجنب تدخل خارجي مباشر في قتال القاعدة.
    ومع موجة التساؤلات بشأن دعوة الحوار تلك، خرجت المصادر العسكرية والأمنية في وزارة الدفاع لتؤكد أن "اليمن في حرب مفتوحة مع تنظيم القاعدة" ولن تتوقف حتى يتم القضاء عليه.
    كما أوضح وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي أن دعوة الرئيس
    علي عبد الله صالح إلى الحوار مع عناصر تنظيم القاعدة "كانت تعني اعتماد اليمن على وسائل متعددة لمواجهة خطر الإرهاب، ومن بينها الحوار الفكري مع المغرر بهم من الشباب".
    وأضاف المسؤول اليمني أن الدعوة إلى الحوار تأتي في إطار برامج المناصحة مع أولئك المغرر بهم للعودة إلى جادة الصواب والانخراط في مجتمعهم كمواطنين صالحين.
    تناقض الإستراتيجيات
    من جانبه، يرى الخبير في شؤون تنظيم القاعدة الباحث سعيد الجمحي أن الدعوة إلى الحوار تتناقض مع الحملة الأمنية والعسكرية الشديدة والضربات الجوية التي تقوم بها السلطات اليمنية ضد قيادات وعناصر ومراكز القاعدة.ولفت إلى أن إستراتيجية القاعدة -لا سيما التنظيم الذي تم تشكيله في يناير/كانون الثاني 2009 بزعامة أبو بصير الوحيشي- تنظر إلى السلطة على أنها غير شرعية، وأن القائمين عليها -وفي مقدمتهم الرئيس عبد الله صالح- ليسوا مسلمين وعملاء للأميركيين، وبالتالي فإن الحوار معهم يكاد يكون مستحيلا.
    كما أشار إلى أن القاعدة تعمل بلا شك للقيام بعمليات ردا على الضربات الجوية، ولتقدم دليلا لأنصارها وللقاعدة الأم في أفغانستان على أنها قوية وقادرة على الرد، لافتا إلى أن شرط إلقاء القاعدة للسلاح يبقى مطلبا أقرب إلى الخيال.
    وعما إذا كانت أميركا ستقبل بدخول الحكومة اليمنية في حوار مع القاعدة، أوضح الجمحي أن إستراتيجية الأميركيين تتبنى استخدام القوة تجاه عناصر تنظيم القاعدة، وأن الأميركيين لا يمتلكون لغة الحوار مع المسلمين المعتدلين حتى، لكنه اعتبر أن الحوار مع القاعدة سيكون لصالح الولايات المتحدة.
    الحوار والسلاح
    ومن جانبه اتفق القيادي السابق في القاعدة ناصر البحري الملقب بـ"أبو جندل" على أن الحوار سيكون لصالح أميركا، وقال إن على الولايات المتحدة أن تؤيد التوجه للحوار، لأن استمرار الحرب مع القاعدة سيضر باستقرار اليمن والمنطقة، وسيكون الموقف لصالح القاعدة، وبالتالي ستتضرر المصالح الحيوية الأميركية.
    رأى أبو جندل -الذي كان حارسا شخصيا لزعيم القاعدة أسامة بن لادن- أن القاعدة لا تعرف مع من تتكلم فضلا عن تناقض التصريحات، ففي الوقت الذي تتم فيه الدعوة إلى الحوار تعلن وزارة الدفاع أن الحرب مع القاعدة مفتوحة ومستمرة.
    واعتبر أنه من السهل الحوار بين القاعدة والسلطة عن طريق طرف ثالث يمثله العلماء المستقلون غير الموظفين مع الدولة القادرون -حسب رأيه-على التخاطب مع عناصر القاعدة والتأثير فيهم.
    بيد أن البحري لفت إلى وجود حالة شك وعدم ثقة في السلطة ناهيك عن أن القاعدة تعتبر موظفي ومسؤولي الدولة "كفرة ومرتدين"، ولذلك فإن على الدولة أن تثبت جديتها في الحوار، وأن تكف عن ملاحقتها لشباب القاعدة وقصف مواقعهم واستهدافهم كإثبات حسن نية.
    وبشأن شرط إلقاء السلاح، قال إن الشعب اليمني كله مسلح، ومسألة إلقاء السلاح غير مجدية، وبالتالي يتعين على الدولة كسب شباب القاعدة والتحاور معهم، وإقناعهم بعدم جدوى القتال، وتأمينهم وعدم التعرض لهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري