- يرى البعض أنه بإمكان مؤسسة الاستخبارات والمهام الخاصة الخارجية في إسرائيل المعروفة اختصارا باسم الموساد أن يتحدثوا أخيرا عن "نجاح ما" بعدما تمكنوا من قتل أحد قيادات حماس في دولة الإمارات العربية، وذلك بعد سلسلة طويلة من الإخفاقات، أحرجت إسرائيل مع كثير من دول العالم، وأثارت شكوكا إزاء كفاءة هذا الجهاز الذي حاولت إسرائيل إحاطته بهالة ضخمة من الغموض.
وزيادة على تقليل الكثيرين من أهمية تمكن الموساد من اغتيال القيادي القسامي محمود المبحوح (50 عاما) كونه لم يكن يحظى بأي دعم أمني أو حراسة شخصية في إمارة دبي، توقع كثيرون أن تنعكس هذه العملية سلبا على علاقة إسرائيل مع دولة الإمارات، خاصة بعد التراخي الذي أبدته الأخيرة مؤخرا حيال السماح لشخصيات ورجال أعمال إسرائيليين بالدخول إليها ضمن سياسة الانفتاح الاقتصادي التي أعلنتها إمارة دبي.
أما أبرز قصص الإخفاقات التي أحاطت بمؤسسة الموساد التي تأسست عام 1951، وأسهمت إلى حد كبير في عزل إسرائيل وتوتر علاقاتها مع حلفائها، فيمكن إيجازها بما يلي:
في يوليو/تموز 1973 وقع عملاء الموساد في خطأ كبير عندما اغتالوا في منتجع ليليهامر الشتوي في النرويج نادلا مغربيا ظنا منهم أنه المسؤول الفلسطيني أبو حسن سلامة في منظمة "أيلول الأسود". وبعد هذه العملية اعتقلت السلطات النرويجية عددا من عملاء الجهاز وحكم بالسجن على ثلاثة منهم أدينوا بالاشتراك في العملية الفاشلة.
في أغسطس/آب 1973 أدت معلومات خاطئة قدمها الموساد إلى قيام طائرة حربية إسرائيلية باعتراض طائرة ركاب مدنية ليبية وإجبارها على الهبوط في تل أبيب، بناء على معلومات بوجود زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين آنذاك جورج حبش على متن الطائرة. وتبين لاحقا أنه لا يوجد بين ركاب الطائرة أي مسؤول بالمقاومة الفلسطينية، ما سبب حرجا كبيرا في حينه لإسرائيل.
في نوفمبر/تشرين الثاني 1985 أوقفت السلطات الأميركية اليهودي الأميركي جوناثان بولارد بعد اتهامه بالعمالة لإسرائيل، وأنه قام بحكم عمله مهندسا في البحرية الأميركية بتزويد الاستخبارات الإسرائيلية بوثائق ومعلومات سرية وحساسة. وبناء على هذه التهم قضت محكمة أميركية عام 1987 بالسجن المؤبد على بولارد، وفي منتصف التسعينيات منحت إسرائيل المتهم جنسيتها في نطاق ضغوطها على السلطات الأميركية لإطلاقه.
في أبريل/نيسان 1991 ألقى شرطي قبرصي القبض على أربعة عملاء للموساد كانوا يحاولون وضع أجهزة تنصت في السفارة الإيرانية في نيقوسيا، وبعد أسبوعين أفرجت السلطات القبرصية عنهم بكفالة بناء على تسوية توصلت إليها مع تل أبيب.
في يناير/كانون الثاني 1997 أوقفت السلطات الإسرائيلية العميل البارز في الموساد يهودا جيل الذي تمكن من مد المسؤولين عنه بالجهاز ولسنوات طويلة بتقارير ومعلومات مضللة وملفقة نسب فيها إلى سوريا نوايا عدوانية لا وجود لها، ما وضع البلدين في أواسط التسعينيات مرتين على حافة اندلاع حرب إحداهما كانت في صيف 1996، وقد اعتبرت قضية جيل بمنزلة فضيحة كبرى لجهاز الموساد.
وفي 25 سبتمبر/أيلول 1997 تظهر أبرز قصص إخفاقات الموساد في العاصمة الأردنية عمان، عندما حاول عميلان للموساد حقن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بمادة سامة دون أن يشعر، بحيث يبدو أنه توفي بصورة طبيعية. لكن العملية انكشفت وألقي القبض على العميلين، وثار غضب العاهل الأردني آنذاك الملك حسين بن طلال الذي لم يوافق على تسليم عميلي الموساد إلا بعد أن اعتذرت إسرائيل عن الحادثة وأفرجت في مقابل العميلين عن مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، إضافة إلى إحضار الترياق لإنقاذ مشعل الذي دخل في غيبوبة.
وفي فبراير/شباط 1998 أخفق فريق من عملاء الموساد في تنفيذ مهمة تجسسية خاصة بمدينة بيرن استهدفت زرع أجهزة تنصت في شقة مواطن من أصل لبناني ينسب له الارتباط بتنظيم حزب الله في لبنان، وقد أوقفت السلطات السويسرية أحد عملاء فريق الموساد الذي ضبط متلبسا بالمحاولة.
السبت، 30 يناير 2010
الموساد.. تاريخ من الإخفاقات
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري