- وجد فريق من الباحثين أن مستعمرات الحشرات تتبع في نظام حياتها وعملها نفس القواعد البيولوجية التي تتبعها الحشرات منفردة.
وبحسب ساينس ديلي، يظهر الاكتشاف أن مجتمعات الحشرات تعمل معاً مثل كائن حي فائق واحد (سوبر أورغانيزم) من حيث وظائف الأعضاء ودورة الحياة.
وكان علماء الأحياء لأكثر من قرن قد راعتهم الطبيعة التعاونية للغاية لدى النمل والنحل والحشرات الاجتماعية الأخرى، حيث تعمل معاً لأجل بقاء ونمو المستعمرة.
تشبه تفاعلات الحشرات الاجتماعية كثيرا خلايا حية تعمل معاً بجسد واحد، ومن ثم فإن مصطلح "سوبر أورغانيزم" يعني كائنا حيا مكونا من كائنات حية عديدة، وفقاً لتعريف الأستاذ بقسم الأحياء في جامعة فلوريدا جيمس غيلولي.
ومؤخرا، اتخذ الباحثون -وبينهم علماء بجامعتي فلوريدا وأوكلاهوما وكلية طب ألبرت آينشتاين- نفس النماذج الرياضية التي تتنبأ بالأعمار والنمو والتكاثر لدى الكائنات الحية فرديا، وطبقوها للتنبؤ بهذه المناحي لدى مستعمرات الحشرات ككل.
لغز قديم
بعد تحليل البيانات المستخلصة من 168 نوعا من مختلف أنواع الحشرات الاجتماعية بما فيها النمل وآكلات الأخشاب والنحل والزنابير، لاحظ الباحثون أن معدلات الأعمار والنمو والتكاثر للمستعمرات ككل (كوحدات بحد ذاتها)، لدى اعتبارها كائنات حية فائقة، لم يمكن تقريبا تمييزها عن نظيراتها لدى الكائنات الحية فرديا.
يشار إلى أن محصلة هذه الدراسة ستنشر إلكترونيا في الطبعة المبكرة من دورية "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم" (PNAS).
ويعتبر إدوارد ولسُن أستاذ البيولوجية بجامعة هارفرد وأحد مؤلفي كتاب "الكائن الحي الفائق"، أن هذه الدراسة التي تناولت الأساس الوراثي لحياة الحشرات الاجتماعية بالمستعمرات تمثل عملاً لافتاً نظرا لأصالتها وأهميتها أيضا.
ويقول ولسن إن الدراسة أضافت أفقا جديدا للدراسات التي تتناول كيفية تنظيم مجتمعات الحشرات، ومستوى ونطاق تنظيمها.
من جانبه يأمل الدكتور غيلولي أن تساعد هذه الدراسة العلماء في فهم كيفية نشوء المنظومات الاجتماعية الخاصة بالحشرات عبر الانتخاب الطبيعي، وهي العملية التي يحدث بواسطتها التطور.
فتطور المنظومات الاجتماعية -خاصة لدى الحشرات حيث تعيش الشغالات عقيمة لمساعدة الملكة في التكاثر فقط- قد ظل لغزا منذ فترة طويلة.
استخدام الطاقة
يشير غيلولي إلى تطورين رئيسيين في الحياة: كيف عملت الخلايا معاً لتكوّن كائناً حياً واحداً؟ وكيف انضم الأفراد إلى بعضهم ليعملوا كمجتمع؟
نسبيا، هناك قدر معتبر مفهوم حول كيفية تأثير حجم الكائنات متعددة الخلايا على دورة حياة الأفراد بناء على نظرية الأيض (الميتابوليزم)، لكن الباحثين أظهروا أن نفس الإطار النظري يساعد في التنبؤ بدورة حياة مجتمعات كاملة من الكائنات الحية.
كذلك يسجل الباحثون أن المجتمعات الحشرية تشكل جزءا كبيرا من إجمالي الكتلة الحيوية على كوكب الأرض، ويقولون إن الاكتشاف قد يكون له آثار على المجتمعات البشرية.
ويؤكد البروفيسور المؤلف المشارك وأستاذ علم الحيوان والإيكولوجية والبيولوجية التطورية بجامعة أولاهوما مايكل كسْباري أن أحد أسباب الاهتمام بالحشرات الاجتماعية وعواقب الحياة في جماعات، أنها تخبرنا عن جنسنا البشري.
ويضيف أن هناك حاليا مناقشات نشطة قائمة حول كيفية تكوّن السلوك الاجتماعي. ويقترح كسباري أن تكون أي نظرية للسلوك الاجتماعي متسقة مع التقارب المذهل في طريقة استخدام الكائنات الحية الاجتماعية وغير الاجتماعية للطاقة.
الجمعة، 29 يناير 2010
مستعمرات الحشرات تعمل ككائن واحد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري