- أعقب إعلان عبد الملك الحوثي انسحاب أتباعه من داخل الأراضي السعودية والمبادرة بوقف القتال من جانب واحد، ردود أفعال مختلفة تصدرتها تساؤلات بشأن الأسباب وراء هذا الإعلان، أجاء نتيجة انكسار وهزيمة أم نتيجة اتفاق ما بين الحوثيين والرياض؟
ومع غموض الموقف يؤكد المسؤولون السعوديون أنهم دحروا الحوثيين وطهروا أراضيهم، وأعلن الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع أن الحوثيين لم ينسحبوا طواعية بل دحروا بالقوة، رغم مطالبته بإثبات حسن نية وتراجع القناصة الحوثيين إلى داخل اليمن، وإطلاق الأسرى السعوديين الستة.
واتفق الجانب اليمني الرسمي مع الموقف السعودي، واعتبر مصدر بوزارة الدفاع اليمنية إعلان الحوثي إنهاء "مغامرته الفاشلة" جاء نتيجة ضعف وشعور بالهزيمة الكبيرة بعد أن دحروا من كل المواقع السعودية التي اعتدوا عليها، وتلقوا الضربات الموجعة والساحقة من القوات السعودية واليمنية.
وأكد المصدر اليمني أن قوات الجيش ستواصل عملياتها ضد الحوثيين، حتى تعلن التزامها بتنفيذ النقاط الست التي طرحتها الحكومة شرطا لوقف الحرب، وأبرزها إلقاء السلاح والنزول من الجبال وعدم التعرض للمواطنين والسلطات المحلية، والتعهد بعدم الاعتداء على الأراضي السعودية.
من جهته بقي الموقف الحوثي ملتبسا وغامضا، ما يتردد عن أن إعلان الانسحاب من الأراضي السعودية كان نتيجة هزيمة وانكسار، رغم تهديده بفتح جبهات جديدة مع السعودية في حالة مواصلة "عدوانها" على السيادة والأراضي اليمنية. - اتفاق
لكن مصادر مقربة من الحوثيين أشارت إلى وجود اتفاق ما بين الحوثيين والسعودية أدى إلى اعلان مبادرة الحوثي بالانسحاب، وتحدثت عن وجود الشيخ أمين العكيمي في الرياض لترتيب الاتفاق بين الطرفين- والعكيمي شخصية قبلية تحظى بصلات طيبة مع الطرفين.
وفي هذا السياق رأى الكاتب والباحث اليمني شاهر سعد أن انسحاب الحوثيين من الأراضي السعودية لا يمثل انكسارا أو انهزاما أمام القوات السعودية، بل ربما يكون نتيجة اتفاق أو مبادرة سياسية قام بها طرف ثالث.
وأشار إلى أن الحوثيين مقاتلون متمرسون، وهو ما اعترف به مساعد وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلطان نفسه حين لفت إلى تلقيهم تدريبات في بلد بالمنطقة.
وقال إن تصريحات مساعد وزير الدفاع السعودي كانت كلها تؤكد أن الحوثيين ما زالوا داخل المناطق والمواقع السعودية، وهو ما يشير إلى عدم قدرة الجيش السعودي على طرد الحوثيين وحسم المعركة معهم.
ولفت سعد إلى أن المواجهة الطويلة مع الجيش اليمني لا شك أنها أنهكت الحوثيين كثيرا، ويبدو أنهم يسعون لهدنة يلتقطون فيها الأنفاس كما هي عادتهم، وترتيب أوضاعهم الميدانية والتسلحية، ربما لجولة أخرى من الحرب. - جوانب مالية
كذلك لم يستبعد المحلل السياسي سعيد عبد المؤمن أن يكون انسحاب الحوثيين من الأراضي السعودية نتيجة اتفاق، وأكد عدم تمكن الجيش السعودي من صد الحوثيين أو دحرهم.
وتوقع أن يكون الاتفاق بين الحوثيين والسعودية بإنهاء الحرب تترتب عليه جوانب مالية، بحيث تتعهد السعودية بإعادة تعمير المناطق التي تضررت جراء القصف السعودي.
وبشأن تهديد الحوثي بفتح جبهات جديدة مع السعودية في حالة مواصلة عدوانها على الأراضي اليمنية، قال عبد المؤمن إن الحوثيين لهم القدرة على فتح معركة مفتوحة يصعب على السعودية مواجهتها.
ولفت إلى أن الحوثيين يتحركون أفرادا بأسلحة خفيفة، وهم يعرفون المناطق الحدودية كثيرا، كما أنهم على صلات بالقبائل والسكان داخل السعودية، منوها بأنه لا يستبعد أن تكون لهم "خلايا نائمة داخل المناطق السعودية".
وأشار إلى تصريحات المسؤولين باليمن والسعودية بأن الحوثيين كان لهم وجود قبل عدة أشهر في جبل دخان الذي نشبت منه المواجهات مع السعودية، كما تحدث المسؤولون السعوديون عن قيام الحوثيين بتخزين أسلحة وذخيرة وتحصينات بجبل دخان قبل اندلاع المعارك بين الجانبين.
وقال عبد المؤمن إن كل ما يحتاجه الحوثي هو دخول بعض الأفراد المسلحين والسيطرة على موقع هنا أو هناك وتصويره، ومن ثم الظهور بإحراز تقدم داخل السعودية، وكل ما يريدونه هو استنزاف القدرات والموارد السعودية والتقليل من هيبتها في المحيط الشعبي، حسب قوله. - تعليق
- لماذا تركيا وهي اقوى قوة اقليمية لم تستطيع القضاء على حزب العمال الكردستاني منذ 25 سنة وهو يقاتلها ولماذا ايران لم تقضي على حزب الحياة الكردي الذي يقاتلها منذ 20 سنة ولماذا ايران لم تقضي على حركة جند الله البلوشية التي قتلت المئات من الحرس الثوري ولماذا امريكا وحلف الناتو كله لم يستطيعوا القضاء على حركة طالبان منذ 9 سنوات الى الآن بالعكس ماقامت به السعودية لم يكن مسبوقا في حرب العصابات وهاهم الحوثيين يقدمون المبادرات تلو المبادرات للسعودية واليمن لايقاف الحرب عليهم
السبت، 30 يناير 2010
انسحاب الحوثيين..اتفاق أم انكسار؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري