- الناجي من كارثة الطائرة الاثيوبية: احمد الله على النجاة وأسأله أن يتغمد الضحايا برحمته ودعته ليلاً ورفعت يدها نحو السماء طالبة من الله عزوجل ان يوصله بالسلامة ثم غفت .. عند اذان الفجر قامت وإفترشت مصلاها ثم تناولت كتاب الله وبدأت تتلو آياته وكعادتها قبل ان تتوجه لوضع ركوة القهوة على النار فتحت التلفاز فصعقتها كلمات خُطّت على شريط الخبر العاجل "سقوط طائرة أثيوبيا فوق البحر"توقفت عندها اللحظات واختنقت بعبرتها وأطلقت صرخة ام ثكلى "راح مصطفى بالبحر" ثم هوت على الكنبة ..إنها الحاجة زهرة جابر "أم محمود" من مدينة النبطية ..
موعد الرحلة بين يديه
أيقظت صرختها الحاج ابو محمود من نومه فقام مسرعا نحوها فوجدها تنوح وتبكي فسألها ماذا حدث فقالت "وقعت الطيارة لي سافر فيها مصطفى " عندها لم يتمالك الحاج نفسه وبدأت دموعه تنهمر على خديه وما كان من الأم التي إجتمعت آلام الدنيا وأحزانها امام عينيها إلى أن رمقت الهاتف بعينها ارادت مدّ يدها لكنها ترددت بادئ الأمر فهي لا تريد ان تتأكد من الخبر، ولا تريد سماع نبأ فاجعة تُحطّم قلبها ولكن لابد من ذلك فعاودت الكرة بيدها المرتجفتين، وطلبت رقم هاتف بيت إبنها مصطفى الذي من المفترض أن يكون مسافراً على متن الطائرة الأثيوبية بهدف التوجه إلى الغابون بعد أن ودعته ليلاً .. إلاّ أن الصدمة كانت كبيرة عندما أجاب مصطفى نفسه على الهاتف فصرخت ووقع الهاتف من يدها وبدأت بالبكاء .. وتبين أن مصطفى وبعد أن حزم حقائبه وهيأ كل مستلزمات السفر عاد وألغى الحجز بعد أن إستخار الله حيث جاءت النتيجة بالنهي ثلاث مرات ..والدا الناجي جابر
"الإنتقاد" وفي غمرة الأحزان التي عمت مدينة النبطية بفقدها لأربعة من أبنائها زارت منزل مصطفى الذي عجّ بالإقرباء الذين فجع بعضهم بقريب أو بشقيق وكانت الدموع والمشاعر مختلطة فالعائلة بدت غير مصدقة بأن مصطفى لا زال على قيد الحياة ولم يكن على متن الطائرة بعدما أصاب الكثير منهم ماأصاب والدته .. يقول " الناجي" مصطفى: " إستعديت للسفر بشكل كامل وكنت أهم بالإستعداد للتوجه إلى بيروت لكني عندما وجدت الطقس عاصفاً بدأت أشعر ببعض الحيرة والتردد حينها إتصلت بأحد العلماء وطلبت من أن يستخير الله في أمري فقال لي لا تقدم ثلاث مرات، فقررت بشكل مفاجئ أن ألغي سفري .. وبالفعل إتصلت بمكتب الحجوزات والغيت الحجز فطلبوا مني جزية 100 دولار فأجبتهم خذوا 200 إذا أردتم لكن إلغوا الحجز في الطائرة .. وعند آذان الفجر قمت وأفقت أبنائي للصلاة وبينما نحن كذلك وإذا بإبني يركض ويعانقني ويقبلني ويبكي فذهلت لما فعل !! ولدى سؤاله عن سبب ذلك فأجابني بأن الطائرة قد سقطت في البحر فحمدت الله على نجاتي وأسأل الله أن يتغمد الضحايا برحمته ..
الأحد، 31 يناير 2010
مقابلة مع الناجي من الطائرة الأثيوبية = سبحان الله
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري