السبت، 9 يناير 2010

ناجية من المحرقة تناصر الفلسطينيين

  • هيدي إبشتاين اليهودية اتهمت بمعاداة السامية قد تبدو شخصية هيدي إبشتاين (86 عاما) رمزا للتناقض لدى البعض نظرا لأنها ناجية من المحرقة اليهودية ومدافعة وفية عن الشعب الفلسطيني.
    فقد كان عمر إبشتاين 14 عاما عندما هربت من الاضطهاد النازي إلى إنجلترا، ومنذ وصولها إلى الولايات المتحدة عام 1948 ناصرت السلام وحقوق الإنسان.
    وفي عام 2001 أسست في سانت لويس فرعا لجماعة "النساء ذواتي اللباس الأسود" المناوئة للحرب التي نشأت في إسرائيل، وصارت مدافعة نشطة عن حقوق الفلسطينيين منذ زيارتها للضفة الغربية عام 2003.
    ومع انتهاء العقد الماضي واصلت إبشتاين مناصرتها بالسفر مع جماعة السلام النسائية "كود بينك" إلى مسيرة تحرير غزة التي تم التخطيط لها يوم 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي كمظاهرة سلمية للاحتجاج على حصار إسرائيل لغزة، حيث انضم ألف ناشط من الخارج إلى الفلسطينيين في مسيرة إلى نقطة التفتيش الحدودية بين غزة وإسرائيل.
    ورغم رفض السلطات المصرية السماح لكل قافلة المتظاهرين بدخول غزة، فقد أوصل الناشطون المئة الذين سمح لهم بالدخول الرسالة المناوئة للحصار.
    وبسؤالها عن سبب اهتمامها بالقضية الفلسطينية الإسرائيلية أجابت إبشتاين أن مناخ ألمانيا بعد تقلد هتلر سدة الحكم غيّر نظرة والديها بأن هذا المكان لم يعد مناسبا لتربية أسرة، وكانا مستعدين للذهاب إلى أي مكان في العالم إلا فلسطين لأنهما كانا معاديين للصهيونية. وهي كطفلة لم تع تماما هذا المعنى، لكنها كما قالت "إذا كان والداي معادييْن للصهيونية فأنا مثلهما".
    وقالت إنها جاءت إلى أميركا عام 1948 في نفس توقيت إعلان دولة إسرائيل تقريبا، وإن شعورها كان مشتتا بين كون إسرائيل مكانا يذهب إليه الناجون من المحرقة وتأملها في معاداة والديها للصهيونية. وظلت إسرائيل وفلسطين في ذاكرتها وهي في أميركا.
    وتزايدت تساؤلاتها بعد مذابح مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان عام 1982 وأرادت معرفة المسؤول عنها، وما حدث بين عامي 1948 و1982. وزاد وعيها بالقضية أكثر وزاد معه انزعاجها من سياسات إسرائيل وجيشها. ومرت السنون إلى أن زارت الضفة الغربية لأول مرة عام 2003، وتتابعت زيارتها لها حتى بلغت خمس مرات منذ ذلك الحين.
    وعندما سئلت إبشتاين عن رد فعل الناس على مناصرتها للفلسطينيين, قالت إن الأمر يتوقف على الذي يتحدث الشخص معه والذي يتحدث عنه, "فعموم المجتمع الإسرائيلي المنظم سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي نعتني بمعاداة السامية وبغض اليهود، وأنا لست معادية لإسرائيل لكن لا يسمح لك بانتقاد إسرائيل, وإذا فعلت فأنت معاد للسامية، وإذا كنت يهوديا فأنت كاره لنفسك، وأنا لا أكره نفسي.. لا ضير في انتقادك لأي بلد بما في ذلك أميركا, لكن ابتعد عن انتقاد إسرائيل, لم هذا؟".
    وعن رد فعل إسرائيل تجاه هذا التحرك السلمي أجابت إبشتاين أنها خُوفت قبل الذهاب إلى الضفة من إيذاء الفلسطينيين لها، لكنهم كانوا هم الذين حموها كما قالت، وأنها تعرضت لتفتيش ذاتي في مطار بن غوريون وقيل لها إنها إرهابية وخطرة أمنيا.
    وعن إمكانية قيام سلام في إسرائيل في المستقبل القريب، أجابت بالنفي وأردفت أنها في غاية التفاؤل بأنه في يوم ما سيكون هناك سلام، لكن يجب أن تتغير أشياء كثيرة قبل هذا، ويتوقف الاحتلال عن استخدام أحدث الأسلحة ضد الفلسطينيين، وأن توقف أميركا دعمها المالي لإسرائيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري