الأحد، 10 يناير 2010

الأمن الأميركي فشل أمام القاعدة***هل يرسل التنظيم "عمر" آخر بطريقة أخرى؟

  • تناول بعض الخبراء والكتاب الأميركيين بالنقد والتحليل ما سموه فشل الوكالات الأمنية والاستخبارية الأميركية في الاستفادة من الكم المعلوماتي الهائل المتوفر لديها، وسط الانتقادات التي تواجهها الدوائر الأمنية في البلاد إثر التهديد الأخير الذي شكله تنظيم القاعدة لأجواء الولايات المتحدة.
  • فقد انتقد الكاتب الأميركي يوجين روبنسون فشل استخبارات بلاده إزاء تهديد القاعدة الأخير داعيا إلى ضرورة مراجعة ما سماها إستراتيجية مكافحة "الإرهاب" في ضوء محاولة تفجير طائرة الركاب الأميركية فوق مدينة ديترويت أو عاصمة صناعة السيارات في ولاية ميشيغان عشية عيد الميلاد في البلاد.
    وأوضح الكاتب في مقال له نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن المعلومات والدلالات المتعلقة بحادثة ديترويت أو محاولة تنظيم القاعدة تفجير الطائرة في الأجواء الأميركية كانت مطمورة تحت أطنان المعلومات الاستخبارية الأخرى، مما أدى إلى الفشل الاستخباري الذريع في كشفها والتعامل معها.
    ومضى روبنسون إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ربما يحاول التقليل من إمكانية قيام القاعدة بتكرار المحاولة، مضيفا أن من تمكن من التخطيط لعملية ديترويت عبر تحميله النيجري عمر فاروق عبد المطلب بمتفجرات في ملابسه الداخلية قد يتمكن من إيجاد "عمر" آخر وطريقة أخرى للهجوم.
  • معلومات صماء
  • وشكك الكاتب في فاعلية اللائحة الضخمة التي أعدها المركز القومي الأميركي لمكافحة "الإرهاب" والتي تحتوي على أكثر من 550 ألف معلومة متعلقة "بالإرهاب" بدعوى أنها معلومات ضخمة صماء، مضيفا أنها لا تعتبر وسيلة ناجعة عندما لم تؤد إلى نزع فتيل التهديد الذي شكله النيجيري "عمر".
  • وقال روبنسون إن الاستخبارات الأميركية فشلت في التعامل مع تهديدات القاعدة بالرغم من أن اللائحة ضمت اسم عمر إثر البلاغ الذي تقدم به والده في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي للسفارة الأميركية في نيجيريا بشأن نزعة ولده للتطرف.
    وأبدى الكاتب دهشته إزاء الفشل الاستخباري الأميركي في استغلال المعلومات المتوفرة، قائلا إن ذلك يذكر المرء بالفشل الاستخباري للولايات المتحدة الذي قاد إلى نجاح القاعدة في هجمات الحادي عشر من سبتمبر على البلاد.
    وأشار إلى أن وكالات المخابرات الأميركية المعنية والمتعددة فشلت في ما مضى بتحليل عمليات قيام عدد من "الإرهابيين" بالتدرب على قيادة الطائرات الضخمة مركزين على مهارات كيفية إقلاعها دون الاكتراث بكيفية الهبوط، مما شكل مفاجأة هزت العالم بأسرة عام 2001.
  • السفراء مخابرات
  • من جانبهما تساءل الكاتبان الأميركيان جينفر سيمز وبوب غالوتشي عن سر عدم إتيان عمليات تبادل المعلومات الاستخبارية بشكل مكثف بنتيجة ناجعة ضد المخاطر المحتملة والتهديدات التي يفرضها تنظيم القاعدة؟
    وأوضح كل من سيمز -الأستاذة الزائرة في جامعة جورج تاون والباحثة في مجلس شيكاغو للدراسات الدولية- وزميلها غالوتشي -الذي يترأس مؤسسة ماكآرثر والذي عمل مساعدا لوزير الخارجية في عهد الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، في مقال لهما في الصحيفة- أن دوائر الاستخبارات الأميركية تواجه مشكلة في تبادل المعلومات في ظل عدم تمكنها من ربط الحوادث والتهديدات عبر التاريخ ببعضها البعض.
    ويعتقد الكاتبان أن لدى صناع القرار القدرة على تحليل المعلومات بشكل ربما يكون أفضل من مجرد حصول الجهات المعنية على المعلومات وتبادلها فيما بينها، داعيان إلى توظيف مختصين قادرين على تحليل المعلومات أكثر من مجرد قدرتهم على جمعها.

    ودعا سيمز وغالوتشي صناع القرار ورؤساء الدوائر الأمنية والسفراء إلى جمع المعلومات وتحليلها، وإلى ضرورة تخويلهم بإدراج أسماء المشتبه في كونهم "إرهابيين" ضمن اللوائح الأمنية في المطارات بشكل مباشر قبل أن يتبادلوها مع الدوائر الاستخبارية المعنية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري