الجمعة، 8 يناير 2010

تحليل أمريكي: أمريكا تواجه تهديدات معقدة بشأن انتقال السلطة في مصر والسعودية

  • قال تحليل صادر عن مركز أبحاث مقرب من دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة إن الوضع الأمني المتراجع في اليمن يمثل فقط عرضا لمزيج معقد من التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة في العقد الجديد ومن بينهما احتمال وصول الإسلاميين الأصوليين للحكم في كل من مصر والسعودية اللتين تستعدان لفترة انتقالية مقبلة.
    وحذر التحليل الذي أعده أنتوني كوردسمان، الخبير بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، من أن "هذه التهديدات يمكن أن تدوم بشكل كافٍ لتكتسب صفة ’الجيلية‘ وأن تمتد لتتجاوز هذا العقد (2010 ـ 2020)".
    وقال التحليل إن الولايات المتحدة تواجه "عقدة من قضايا انتقال السلطة في الخليج وشرق وشمال أفريقيا، وعند حلفاء إقليميين أساسيين مثل مصر والمملكة العربية السعودية".
    وفيما استبعد كوردسمان، في تحليله أن يصل من وصفهم بـ"الإسلاميون المتشددين" إلى الحكم في هذه البلدان، فإنه قال إن كون هذا الاحتمال مستبعدا لا يعني أنه "مستحيل".
    وقال كوردسمان، الذي شغل في السابق منصب مدير فريق التحليل بمكتب وزير الدفاع الأمريكي كما عمل مساعدا لنائب وزير الدفاع: إن الإرهاب والتمرد مستمران على مستوى منخفض في الجزائر، وجميع البلدان في شمال أفريقيا التي لديها أنظمة حاكمة لا تملك قدرة واثقة على الحكم ولديها مشكلات اقتصادية كبيرة وتحديات مهمة تتعلق بالديموجرافيا والنمو السكاني.
    ونبه الخبير الأمريكي إلى أن منطقة الصحراء الأفريقية لا تمثل حاجزا كبيرا أمام نفوذ "المتشددين الإسلاميين" الذي قال إنه ينمو في منطقة جنوب الصحراء في دول مهمة مثل نيجيريا.
    وقال كوردسمان إن سوريا تمثل "قضية أكثر تعقيدا"، وأضاف أن دمشق "مازالت متدخلة في العراق وفي دعم الإرهابيين من السنة والبعثيين الجدد، والحركات المتطرفة مثل القاعدة في العراق".
    واتهم سوريا بالتعاون مع إيران في لبنان وفي "عمليات أخرى سرية" على حد تعبيره.
    غير أنه قال إن "هذا الدعم (من جانب سوريا) يبدو انتهازيا ودفاعيا في جانب كبير منه أكثر من كونه أيديولوجيا"، كما لم يستبعد أن تدخل في تسوية في صيغة ما من اتفاق سلام نهائي مع إسرائيل".
    وقال كوردسمان إن "ما يحتاج الأمريكيون وكل المتأثرين (بهذه التهديدات) أن يفهموه هو أنه ليس أمامهم أي خيار آخر غير التعامل مع مثل هذه التهديدات في كفاح مستمر".
    وقال إن التحدي أمام الولايات المتحدة وحلفائها ليس هو التعامل مع اليمن أو تحسين الأمن في السفر جوا أو أي جانب آخر من المشكلة ببعض العلاج السريع".
    وخلص كوردسمان في تحليله إلى أن "الولايات المتحدة بحاجة إلى مراجعة إستراتيجيتها في ضوء عمل التزام ثابت يوازن بين استخدام الردع والاحتواء والدبلوماسية والدعم ومكافحة الإرهاب والقوة العسكرية لمواجهة هذا المزيج المعقد من التهديدات، ومواصلة هذا العمل على مدار ربع قرن قادم".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري