الجمعة، 8 يناير 2010

الأردن مفتاح التجسس على الجهاديين

  • بدأت تفاصيل عملية خوست التي فجر فيها أردني نفسه في عدد من عملاء وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية تتكشف شيئا فشيئا, فالقاتل أردني وأحد القتلى أردني, والعملية صفعة مدوية للاستخبارات الأميركية شلت عمل فريقها المكلف جمع المعلومات حول شبكات المقاتلين في أفغانستان وباكستان. هذا ما أجمعت عليه الصحف الأميركية والبريطانية الصادرة اليوم في إطار نقاشها لملابسات وتداعيات هذه العملية.
    أفضل الجواسيس
  • يمكن للأردن الذي يعتبر حليفا مخلصا للغرب أن يتباهى بأن لديه أفضل الجواسيس في الوطن العربي, غير أن العملية الأخيرة التي نفذها أحد الأطباء الأردنيين في أفغانستان لا بد أنها أحرجت عمان بشكل بالغ.
    بهذه الفقرة بدأ مايكل بنيون تحليلا في صحيفة تايمز اللندنية قال فيه إن المخابرات الأردنية اشتهرت بشراستها وكفاءتها داخل الأردن وخارجه, إذ تحكم قبضتها على الأمن الداخلي وتحيط الحكومة علما بتحركات المعارضة, ناهيك عن تمكنها من استباق أو اعتراض عدة مؤامرات كانت تستهدف زعزعة البلاد.
    كما يتعاظم دور المخابرات الأردنية في الخارج، بل إن الأردن أصبح مفتاح الغرب للتجسس على شبكات الجهاديين العرب, وأنشأ فرقة عمل خاصة لجمع المعلومات حول الجماعات الجهادية التي تنشط في الشرق الوسط.
    ولعل أهم إنجاز حققه الأردن في هذا المجال هو توفيره المعلومات الاستخبارية التي قادت القوات الأميركية إلى اغتيال زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي عام 2006.

    لكن عملية خوست التي نفذها الدكتور الأردني -المجند من طرف مخابرات بلده- همام خليل البلوي الذي ينحدر من نفس مدينة الزرقاوي، لا بد أنها مثلت إحراجا بالغا للمملكة الأردنية, خاصة أنها اعتبرت انتكاسة بالغة لجهود تعقب أعضاء تنظيم القاعدة في باكستان وأفغانستان, على حد تعبير بنيون.
    وحسب وول ستريت جورنال الأميركية فإن المسؤولين الأردنيين ينتظرون في الأيام القادمة زيارة لفريق تحقيق تابع لوكالة الاستخبارات المركزية لجمع معلومات حول البلوي وحول ملابسات هجوم خوست.
    وعن تأثير هذا الهجوم على العلاقات الأميركية الأردنية, نقلت نيويورك تايمز عن مسؤول أردني قوله إن تلك العلاقات لن تتأثر بذلك، بل سيظل تعاون الأردن مع الأميركيين "صلبا وجدّ فعال ومثمرا للغاية".
    مجرد مخبروحسب ذي غارديان البريطانية فإن الأردن -سعياً منه لتخفيف الضرر الذي لحق بجهاز مخابراته- حاول التقليل من قيمة البلوي, واصفا إياه بأنه "مجرد مخبر".
    لكن زوجة البلوي دفنة بيرك -وهي تركية- عبرت أمس عن استغرابها ودهشتها للمزاعم القائلة بأن زوجها كان عميلا للمخابرات الأردنية أو الأميركية بالنظر إلى عدائه للولايات المتحدة.
    كما نقلت نيويورك تايمز عن خليل البلوي والد همام قوله إنه لم يحصل بعد على معلومات دقيقة حول ابنه, مؤكدا أن "كل ما نسمعه عنه متناقض".
    أما أخو همام فوصفه بأنه كان "أخا جيدا" و"طبيبا بارعا", مؤكدا في الوقت ذاته أن العائلة لم تكن تعرف شيئا عن كتابات أخيه تحت اسم مستعار في المواقع الجهادية.

    لكنه أشار إلى أن حرب غزة غيرت مزاج أخيه, وأن السلطات الأردنية اعتقلته بعد تطوعه مع إحدى المنظمات الطبية لمعالجة الجرحى الفلسطينيين, وأنه على أثر هذا الاعتقال هجر جهاز الحاسوب الذي كان بحوزته وتوقف عن استخدام البريد الإلكتروني قبل أن يختفي كليا.
    "الخبرات التي خسرتها وكالة الاستخبارات الأميركية بمقتل ضباطها في خوست، يصعب إيجاد بديل عنها بل يستحيل في المستقبل القريب"شيور/تايمز
  • صفعة مدوية
  • أما عن العملية نفسها فقد كانت "صفعة مدوية" حسب ما أكده ضابط سابق في الاستخبارات الأميركية للتايمز, قبل أن يضيف "لو كنت أسامة بن لادن فإن عدوي اللدود هو سي.آي.أي, وما تعرضت له (في خوست) كان ضربة قوية".
    وهذا التقييم يتفق مع ما أوردته الصحيفة عن الرئيس السابق لوحدة تعقب بن لادن في وكالة الاستخبارات مايكل شيور، إذ يقول إن من بين قتلى هذا الهجوم أهم خمسة خبراء أميركيين في شؤون القاعدة, "وعندما تفقد ذلك النوع من الخبرات سيصعب عليك إيجاد البديل بل يستحيل في المستقبل القريب".
    لقد شل مقتل هذه الثلة جهود الفريق المكلف جمع المعلومات حول شبكات المقاتلين في باكستان وأفغانستان، كما أحدث ضررا بالغا في جهود التخطيط لقتل زعماء هذه الجماعات, حسب نيويورك تايمز.
    وقد أكد مسؤول كبير بحلف شمال الأطلسي للصحيفة -اشترط عدم ذكر اسمه- أن هجوم خوست تسبب في الإغلاق الفعلي لتلك المحطة المتقدمة التي كان عملاء سي.آي.أي يستخدمونها في أفغانستان.
    وأضاف أن الأشخاص الذين قتلوا في الهجوم "لم يكونوا من الذين يضطرون لكتابة الأشياء في الحاسوب ولا في الأوراق لأن كل المعلومات كانت جاهزة في أدمغتهم"، وتساءل عن المدة التي سيستغرقها جهد إعادة نسج الشبكات التي كان هؤلاء القتلى قد بنوها لجمع المعلومات من كل أنحاء العالم, قائلا إن "كثيرا مما فُقد (بسبب موت هؤلاء) لن تكون هناك إمكانية لاسترداده".
    تطور القاعدة
  • بل إن هجوم خوست كشف تطورا في عمليات تنظيم القاعدة الذي استطاع أن يزرع عميلا مزدوجا في المخابرات الأردنية, كما سلط الضوء على التراخي المزمن لسي.آي.أي مع مسألة المخابرات المضادة, حسب ما أكده عدد من مسؤولي الاستخبارات الأميركيين السابقين والحاليين لصحيفة واشنطن تايمز.
    وهذا ما قد يستدعي تغييرا في إستراتيجية جمع المعلومات بأفغانستان, إذ ذكرت وول ستريت جورنال أن الضابط الأميركي المكلف بالاستخبارات العسكرية في أفغانستان أمر بتغيير شامل في كيفية جمع المعلومات المخابراتية بحيث تنصب على مد القادة الميدانيين بالمعلومات التي يحتاجونها لكسب الحرب.
    ونقلت الصحيفة عن اللواء مايكل فلين قوله في تقرير نشر هذا الأسبوع إن محللي المعلومات الاستخباراتية الأميركيين -المدنيين منهم والعسكريين- ركزوا أكثر من اللازم على الجماعات المقاتلة، وإنه سيعاد انتشارهم كي يكرسوا مزيدا من عنايتهم وجهدهم للتركيبة القبلية والثقافية والاقتصادية المعقدة للمجتمع الأفغاني.

  • هدية لروح الشهيد
    حيثما ذكر اسم الله
    سوادالليل يجلوه الصباح وذل الوجه يمحوه السلاح ومن يرتع بمرعى الظلم يوماً تؤدبه الصوارم والرماح وللمظلوم حق يقتضيه وإن غارت بلبته الجراح ومهما حاول الطاغوت كيداً لدين الله بادرهم كفاح ورام الروم للإسلام كيداً يظن الروم أنا نستباح يظنون الفوارس في سبات وأن الأسد يفزعها نباح تركناكم على اليرموك صرعى تنازعكم نسور والسراح ومعتصم وهارون غزاكم وفي حطين حطمكم صلاح وفي الروس الجبابر خير وعظ فإن الاتعاظ بهم يباح فمزقنا أواصرهم فصاروا كأعشاب تذريها الرياح
  • رحمك الله يا أبا دجانة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري