الاثنين، 11 يناير 2010

Lapu Lapu

  • وقبل مجيء الأسبان بكثير، كان الإسلام قد وصل إلى نواحي مانيلا وبما أن الفلبين تتألف من أكثر من 7000 جزيرة فقد أسلم بعضها والبعض الآخر لم يصله نور الإسلام .
    في عام 1521 م وصلت أساطيل الأسبان الحربيّة بقيادة فرديناند ماجلان للفلبين وتَغَلّبَ على حاكم جزيرة سيبو ثُمَّ أغراهُ بِأن يولّيه ملك الجزر المجاورة و لكن تحت التاج الأسباني مقابل أن يساعده على تنصير الشعب الفلبيني وانتقل الأسبان إلى جزيرة صغيرة بالقرب منها على عدّة أميال جزيرة ماكتان التي عليها سلطان مسلم يدعى لابو لابو
  • علم الأسبان بإسلام حاكم الجزيرة فطاردوا نساءها وسطوا على طعام أهلها فقاومهم الأهالي فأضرم الأسبان في أكواخ السكان النار وفروا هاربين .رفض لابو لابو الخضوع لماجلان وحرّض عليه سكان الجزرالمجاورة و رأى ماجلان الفرصة مناسبة لإظهار قوته وأسلحته الحديثة فذهب مع بعض جنوده لإستذلاله

    طلب ماجلان من لابو لابو التسليم قائلا (إنني باسم المسيح أطلب إليك التسليم ونحن العرق الأبيض أصحاب الحضارة أولى منكم بحكم هذه البلاد) فأجابه لابولابو: (إن الدين لله خالق الكون الذي لا إله إلاّ هُوَ، وإنَّ المسيح و جميع الأنبياء يعبدون الإله الذي نعبُدُهُ وَ هو إله جميع البشر على اختلاف ألوانهم)

    تعالوا معى نشاهد المشهد الأخير فى حياة هذا الرحالة..."عندما كانت الشمس في منتصف السماء.. كانت سفن ماجلان تقترب من سواحل إحدى جزر المسلمين في الفلبين.. وكان ذلك أحد أيام عام 1521م.. أعلن سكان الجزيرة تصميمهم على الوقوف في وجه الغزاة المعتدين..وتجمعوا تحت قيادة زعيمهم الشاب "لابو لابو" و استعدوا للمواجهة المرتقبة...
    في حين توقفت سفن ماجلان المزوّدة بالمدافع غير بعيدة عن الشاطئ و أنزلت القوارب الصغيرة المزدحمة بالرجال
    المدججين بالسلاح والخُوَذ والتروس والدروع...
    في حين وقف أهالي الجزيرة ومعهم سهام مصنوعة من البامبو المنتشر في الجزيرة وبعض الرماح والسيوف القصيرة القديمة..وتقدم جنود ماجلان متدافعين.. ونزلوا من قواربهم الصغيرة عندما اقتربوا من الشاطئ .. والتقى الجمعان.. وانقض جنود ماجلان بعَدَدِهم و عُدَدِهِم ليمزقوا أجساد المسلمين النصف عارية بسيوفهم الحادة ويضربوا الرؤوس بالتروس و مقاليع الحديد، ولم يكترِثُوا بسهام البامبو المدببة وهى تنهال عليهم من كل صوب، فقد كانوا يصدونها بالخوذ والدروع..ساخرين منها وتلاحمت الرماح والسيوف..وكان لابد من المواجهة..
    اللقاء الشرس والفاصل .. بين القائد المسلم المجاهد لابو لابو و المعتدي ماجلان..بدأت المواجهة بحذر شديد .. والتفاف كلٍّ حول الآخر ثم فجأة انقض ماجلان بسيفه وهو يحمى صدره بدرعه الثقيل على الفتى المسلم عاري الصدر (لابو لابو) و وجّه إليه ضربة صاعقة، وانحرف الفتى بسرعة وتفادىالضربة بينما الرمح في يده يتجه في حركة خاطفة إلى عنق ماجلان.. لم تكن الإصابة قاتلة،
    ولكن انبثاق الدم كان كافيا لتصطك ساقا القائد المغمورتان في الماء
    وهو يتراجع إلى الخلف وينقض بالترس الحديد على رأس الزعيم الشاب..
    وللمرة الثانية يتفادى لابو لابو ضربة ماجلان..
    في نفس اللحظة ينقض بكل قوه بسيفه القصير فيشق رأس ماجلان.. الذي سقط مضرجا بدمائه..بينما ارتفعت صيحات الصيادين المسلمين والأهالي المُدافعين
    : لابو .. لابو ..

    وكان سقوط القائد الرحالة ماجلان كفيلا بهز كيان من بقى حيّاً من رجاله..
    فأسرعوا يتراجعون إلى سفن الأسطول الذي لم يكن أمامه إلا إن يُوَلّيَ هاربا بعيداً غير مُبالٍ بجُثَّة قائده ماجلان.فبقي قبره شاهدا على ذلك هناك حتى الآن. .

    الفلبينيون يعتبرون لابو لابو بطلاً وطنيّاً مُخلِصاً قاوم المُعتدين وحفظ كرامةَ شعبه وسطر لهم من المجد تاريخاً مُشَرِّفَاً فأقاموا له تمثالا في مدينة لابو لابو عاصمة جزيرة ماكْطان يقومون بزيارته والتقاط الصور عنده ويعيشون تلك اللحظات العابرة، المعطَرة بذكريات البطولة والمجد بكل فخرأطلق الفلبينيون اسم لابو لابو على سمك الهامور الأحمر الكبير ذو الفم الكبيرويقول أحد من زاروا الفلبين:
    عند تجوالي بالفلبين ذهبت لشراء السمك فدلني البائع على سمك لابولابو ثم سألني هل تعرف لماذا لابولابو له فم كبير وأسنان حادة؟


    نظرت للسمكة ولم أستطع إجابته فضحك البائع ضحكة هستيرية وقال بكل فخر و اعتزاز: لكي يأكل ماجلان وضحك معه بقية الزبائن


    مع العلم أن ماجلان كان نصرانياً متعصبا وقاد العديد من مذابح الإبادة ضد المسلمينلكن للأسف الشديد كثيرٌ و كثير من دروس التاريخ في المناهج المدرسيّة المستوردة (خاصّةً ما يتعلّق بتاريخنا الإسلامي)
    مُشَـوَّه ومُزَوَّرحيث يصوّرونَ ماجلان بأنه قائد عظيم وفاتح الفتوحات ورحّال مستكشف جاب أصقاع الأرض لكن في حقيقة الأمر رحلاته كانت من أجْلِ الأطماع الخسيسة التي لا تَمُتُّ إلى تعاليم سيّدنا المسيح عيسى بن مريم بأدنى صِلةٍ
    و نشرِ الوثنيّة النصرانيةِ الرومانيّةِ القائمة على ظلم العباد و إشاعة الضلال و الخَبَل الفكريّ و الفساد في البلادوجعل هذه البلاد تحت حكم الأسبان الصليبيّينوالحصول على الغنائم والذهب و الحرير والمال و الجواهر و العطور و التوابل الفاخرة التي منَّ الله تعالى بها على المُسلمينحيث أنه عرض هذه الفكرة على ملك أسبانيا و وافق عليها مقابل أن يحصل ماجلان على 7 % من هذه الغنائم فللأسف الشديد هناك بعض كتب التاريخ تذكر أن ماجلان قد قُتِـل على يد عصابات من المتوحشين في جزر الملايوو للأسف الشديد قليل من أبناء العرب والمسلمين يعرفون لابولابو ولكن الكثير منهم يعرف ماجلان
    أَفَنُلامُ على إشهار هذا البطل المسلم كالأبطال الآخرين الذين قاوموا الاستعمار العدوانيّ كما أن ماجلان أُعطيَ
    شُهرة مُزَوّقة في مناهجنا الدراسية في الشرق الأوسط بسبب رحلة الأطماع التي كانت
    من مفاتيح شر الإستعمارالغربي العسكري و الفكريّ الذي ما زلنا نعاني من ويلاته حتّى لحظة كتابة هذه الأسطر
    مع أن الحقيقة المؤلمة أنه شارك في إكراه كثير منأبناء الفلبين و غيرها على عبادة الأوهام النصرانية وحارب الإسلام والمسلمين بتعصُّبٍ و شراسة رحم الله لابو لابو وأسكنه فسيح جناته
    صورة النصب التذكاري للقائد المسلم لابولابو


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري