- آلاف الرحلات الجوية تم تعليقها في مختلف أرجاء أوروبا جراء السحب البركانية من المتوقع أن يتفاقم التأثير الاقتصادي لسحب الرماد البركاني على المستوى الأوروبي، حيث دعا رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو إلى تشكيل مجموعة عمل خاصة لتقييم الخسائر التي تكبدها اقتصاد الاتحاد الأوروبي.
وأدت سحب الرماد البركاني إلى تعليق الرحلات الجوية في شتى أنحاء أوروبا, وإذا طالت مدتها ستؤدي إلى إلغاء عطلات وتأخر تسليم بضائع وانخفاض الطلب على وقود الطائرات.
وبحسب تقديرات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) فإن شركات الطيران تخسر 200 مليون دولار يوميا بسبب إغلاق المجال الجوي الأوروبي والذي سبب فوضى تجاوزت حدود الدول الأوروبية التي أغلقت مجالها الجوي.
تخفيض النمو
وقال باروسو إنه طلب من المفوض الأوروبي لشؤون النقل سيم كالاس ترؤس مجموعة خاصة "لتنسيق رد فعل المفوضية والتقييم الشامل لتداعيات الموقف الناجم عن سحب الرماد البركاني على الاقتصاد وقطاع السفر بوجه خاص".
ويقول خبراء اقتصاديون إنه إذا واصلت سحابة الرماد إغلاق المجال الجوي الأوروبي لعدة أشهر, فمن المتوقع أن تؤدي خسائر قطاع السفر والسياحة وحده إلى انخفاض النمو الإقليمي بين 1 و2%، كما يتوقع أن يبلغ النمو الأوروبي بين 1 و1.5% في العام 2010.
وقالت فانيسا روسي الباحثة الاقتصادية في مؤسسة تشاتام هاوس إن ذلك سيعني أن كثيرا من الدول الأوروبية لن تحقق أي نمو هذا العام, مضيفة أن من شأن ذلك أن يؤدي عمليا إلى خنق الانتعاش، لكن المشكلة هي أن من الصعب جدا التنبؤ بما سيحدث.
ويمثل قطاع السفر والسياحة نحو 5% من الناتج الإجمالي العالمي الذي يبلغ نحو 3 تريليونات دولار وتسهم أوروبا بثلث ذلك الناتج, ولن تؤدي السحابة إلى فقد كل ذلك, لكن روسي تتوقع أن تخسر الصناعة بين 5 و10 مليارات دولار أسبوعيا بسبب استمرار إغلاق المجالات الجوية الأوروبية.
لكن من المرجح أن يمتد التأثير إلى نطاق أوسع من ذلك، إذ على الرغم من أن بالإمكان نقل معظم السلع العالمية من حيث الحجم عبر البحر والبر, فإن تقديرات المحللين في مجال النقل تشير إلى أن 40% من البضائع من حيث القيمة يجري نقلها جوا.
خطط طارئة
وبحسب تقديرات بعض المحللين فان إغلاق المجال الجوي الأوروبي يخفض الطلب على وقود الطائرات بنحو مليوني برميل يوميا، مما قوض أسعار وقود الطائرات الأسبوع الماضي، ومن شأن استمرار الإغلاق أن يؤثر على أسعار النفط.
وتقول شركات الشحن الجوي الكبرى إنها تنقل البضائع برا قدر الإمكان وتدرس خططا طارئة لاستخدام المطارات الموجودة في جنوب أوروبا والتي لم تتأثر بالسحب البركانية، لكنها تقول إن مواعيد التسليم ستتأخر كثيرا.
وقد يعني ذلك أن أكثر الاقتصادات الوطنية عرضة للتأثر بإغلاق المجال الجوي الأوروبي هي الدول الأفريقية المنتجة للفاكهة والزهور التي تذبل سريعا إذا لم تشحن إلى السوق.
وقالت مديرة مركز التوقعات الاقتصادية في كلية روبنسون لإدارة الأعمال بجامعة جورجيا راجيف دهاوان إنه لو حدث هذا قبل عامين لاستطاعت الحكومات تدبير الأموال للتدخل وتقديم الدعم.
وأضافت أنه في الوقت الحالي بعد الأزمة المالية لا تتوفر تلك الأموال، وقد يكون ذلك كافيا لانهيار بعض شركات الطيران والسياحة الضعيفة.
الأحد، 18 أبريل 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري