الجمعة، 16 أبريل 2010

حملة دعم البرادعي تتجه غربا

  • شاب مصري يحمل صحيفة تتصدرها صورة البرادعي لدى عودته مصر لم يعلن الدكتور محمد البرادعي حتى الآن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر، ومع ذلك فإن التطورات تتوالى داخل مصر وخارجها لتشير إلى أن الرجل قد يمثل إزعاجا كبيرا للسلطة في بلد لم يعتد كثيرا على وجود أكثر من مرشح حقيقي للرئاسة.
    البرادعي -الذي نال شهرة دولية كبيرة من توليه رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في السنوات الاثنتي عشرة الماضية- ألقى بحجر ثقيل في مياه السياسة المصرية الراكدة عندما أظهر استعداده للترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2011 قبل أن يشترط لذلك إدخال تعديلات دستورية تضمن نزاهة الانتخابات.
    وتلقفت فعاليات سياسية عديدة رسالة البرادعي الذي بدأ يستقطب تأييدا ظهر خصوصا بين جيل الشباب وعلى صفحات شبكة المعلومات الدولية "إنترنت" مما جعل أحد رؤساء التحرير بالصحف الحكومية يصفه بـ"مرشح الفيس بوك".
    وبدا للبعض منذ البداية أن البرادعي قد لا يكون أفضل من غيره من المرشحين المحتملين، لكن الرجل الفائز بجائزة نوبل للسلام، يتميز بنوع من الحصانة المعنوية الناتجة عن شهرته الدولية وهو ما قد يقيه بشكل أو بآخر من مضايقات سلطة يتوقع ألا ترحب بمن يرغب في مزاحمتها.
    وعندما عاد الرجل إلى بلاده قبل أسابيع عقب انتهاء مهمته بالوكالة الدولية، كان في استقباله خارج مطار القاهرة بضعة آلاف من الأنصار، ثم شهدت الأسابيع اللاحقة تزايدا مطردا في شعبيته وشكل جمعية وطنية للتغيير، في حين رافق ذلك مضايقات محدودة لبعض أنصاره.
  • اعتقال وإبعاد
  • لكن المفاجأة أن المضايقة الأكبر لأنصار البرادعي جاءت من خارج الحدود، فعندما حاول عشرات المصريين العاملين بالكويت التجمع للإعلان عن الانضمام إلى الجمعية الوطنية للتغيير الداعمة للبرادعي كان مصير نحو ثلاثين منهم الاعتقال ثم الإبعاد في غضون ساعات.
    وبدا أن حملة المضايقات ستمتد لتشمل دولا عربية أخرى عندما تم حجب موقع "جبهة إنقاذ مصر" الداعم للبرادعي، في دولة الإمارات، لكن الأمر لم يستمر إلا عدة ساعات عاد بعدها الموقع للعمل مرجعا فترة توقفه إلى أسباب تقنية بحتة.
    ومع أن "دولا عربية أخرى كقطر سمحت ببعض الأنشطة لمؤيدي البرادعي" إلا أن القائمين على حملة دعمه قالوا إنهم سيتجهون في الفترة المقبلة نحو المصريين العاملين بأوروبا وأميركا لتجنب إغضاب الحكومات العربية وكذلك لتجنب إلحاق الأذى بالمصريين العاملين بهذه الدول كما حدث في الكويت.
    وقال عبد الرحمن يوسف المقرر العام للحملة الشعبية المستقلة لدعم ترشيح البرادعي، إن الحملة تطلب من المتعاطفين معها من المصريين العاملين بالدول العربية عدم القيام بأي فعاليات والاكتفاء بالانضمام للحملة عبر الإنترنت.
    في الوقت نفسه، عبر يوسف عن استنكاره لترحيل مصريين من الكويت وأكد أن هؤلاء الأشخاص لم ينتهكوا القوانين الكويتية، "وحتى لو افترضنا ذلك فالترحيل نفسه تم بطريقة غير قانونية".
  • مراعاة الحساسيات
  • ودعا يوسف دولة الكويت لإعادة المصريين المبعدين لأعمالهم، لكنه قال في الوقت نفسه إن ناشطي حملة تأييد البرادعي رفضوا الاتصال بالجهات الرسمية الكويتية انطلاقا من الحرص على مراعاة الحساسيات والضغوط التي قد تتعرض لها هذه الدول.
    وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أكد أن السلطات المصرية لم يكن لها دخل في قرار الكويت إبعاد المصريين المؤيدين للبرادعي، لكن يوسف يؤكد أن الكثير من الشواهد تشير إلى أن الكويت "لم تكن لتتخذ هذا الموقف العصبي المتشنج بدون تدخل أو طلب من مصر".
    العديد من الصحف الحكومية المصرية عاودت في الأيام الماضية حملة الهجوم على البرادعي وحمله بعض كتابها مسؤولية ما تعرض له بعض المصريين بالكويت، مدافعين في الوقت نفسه عن موقف الكويت التي اعتبروا أنها مارست حقا من حقوق السيادة على أرضها.
    لكن مقرر حملة دعم البرادعي لا يرى غرابة في تجدد الانتقادات للرجل معتبرا أن هذا أمر طبيعي لا بد أن يتحمله كل من يحمل فكرا جديدا وينادي بتغيير وضع استقر واستمر طويلا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري