الاثنين، 5 أبريل 2010

تقدم طبي بتقنية أطفال الأنابيب

  • أطفال في قسم الخدج بأحد المستشفيات انتظر أسامة الحلو 12 عاما منذ أن تزوج ليفرح بتوأمه، بعد أن كاد يفقد الأمل إلا في الله، ولا يخفي أسامة أنه عاش هو وزوجته سنوات من الضنك كانت تسوء كلما سمعا صوت طفل، وتزداد سوءا عندما يسمعان من الطبيب أن لا أمل في الإنجاب.
    وفي عام 2006 رزق الله أسامة وزوجته توأما (أنس ومالك) بعد أن نجحت المحاولة الثانية لعملية أطفال الأنابيب، وبعدما فشلت محاولة أخرى عام 2008، أنعم الله عليه بمولود جديد جاء حملا طبيعيا في السنة نفسها.
    أما سمير، فقد أنقذ الله زواجه من طلاق كانت إجراءاته قد بدأت فعلا قبل أن يستمع هو وزوجته لنصيحة قريب لهم بإجراء عملية ثالثة لأطفال الأنابيب رزقهم الله فيها بطفلهم الأول.
    ويعيش سمير اليوم في عائلة فيها أربعة أطفال جميعهم ولدوا بعد إجراء عمليات أطفال الأنابيب.
    ويتحدث الدكتور مازن الزبدة الاستشاري في أمراض العقم والمساعدة على الإنجاب عن تقدم علمي مستمر تشهده عمليات "التلقيح خارج الرحم" المعروفة اصطلاحا بعمليات أطفال الأنابيب.
    وقال إنه بعدما كانت نسب النجاح لهذا النوع من العمليات لا تتجاوز 30% قبل سنوات، أصبحت اليوم تصل إلى 50%، وإن استمرار الأبحاث يعطي الأمل في تقدم أكبر في هذا النوع من العمليات التي أجريت لأول مرة في بريطانيا عام 1978.
    ويبين أن المراكز الطبية المتقدمة تستخدم اليوم تقنيات حديثة منها شق البويضة بالليزر وعمل فحوص مخبرية في كل مراحل التلقيح مما حسن كثيرا من نسب نجاح هذه من العمليات.
    ويشرح الزبدة ذلك بأن 15% إلى 25% من الأزواج لا يستطيعون الإنجاب بعد السنة الأولى من الزواج دون تدخلات طبية إما عبر الأدوية أو عبر عمليات جراحية أو عمليات التلقيح خارج الرحم.
    وقال بينما كانت هذه الحالات تصنف على أنها حالات عقم لا شفاء منها قديما، باتت اليوم تصنف على أنها حالات عقم ثانوي أو أولي وانتهى الكثير منها إلى تمكن الزوجة من الحمل وإنجاب الأطفال.
    وتجرى عمليات أطفال الأنابيب عبر تلقيح بويضة من الزوجة بحيوانات منوية من الزوج في المختبر لمدة تتراوح بين 48 ساعة إلى 72 ساعة تنتهي بزراعة البويضة الملقحة في الزوجة التي قد تحمل بطفل أو أكثر إذا نجحت العملية.
  • ويلفت الدكتور الزبدة النظر إلى أن هذه العمليات تجرى لحالات عدة أبرزها حالات انسداد قناة فالوب، أو تأخر سن الزواج، أو وجود أورام حميدة أو ألياف رحمية وبطانة هاجرة لدى النساء، أو التهاب الخصيتين بالنسبة للرجال.
    وبين أن أهم أسباب اللجوء لعملية أطفال الأنابيب هو عدم قدرة المرأة على إنتاج بويضات جيدة للتلقيح، أو عدم قدرة الرجل على إنتاج العدد الكافي من الحيوانات المنوية للتلقيح، أو انسداد القنوات المنوية لدى الرجل.
    ويؤكد الزبدة أن نجاح هذا النوع من العمليات يعتمد على سبب العقم، وعمر الزوجة حيث تقل نسبة النجاح بشكل كبير لدى النساء اللواتي تجاوزن 42 سنة من أعمارهن ولا تكاد تصل إلى 5%.
    ومن الأسباب أيضا عمر الزوجة، وعدد عمليات أطفال الأنابيب التي أجريت سابقا. ويشير إلى أن بعض النسوة يحتجن لتدخلات جراحية قبل إجراء هذا النوع من العمليات.
    ويؤكد أن احتمالات حدوث الحمل الطبيعي بعد عملية أطفال الأنابيب قائمة خاصة إن اختفت البطانة الهاجرة أو زالت الالتصاقات وتمت معالجة تكيس المبيض لدى النساء الذي يحول دون حدوث الحمل.
    ويحتاج هذا النوع من العمليات إلى ضوابط أخلاقية يؤكد الدكتور الزبدة ضرورتها نظرا لكونها عمليات ترتبط بالأنساب. وكانت دائرة الإفتاء الأردنية قد أفتت قبل أيام بحرمة قيام امرأة باستئجار رحم ضرتها لإنجاب طفل
    ويقول الزبدة إن استئجار الرحم الشائع في الغرب والمحرم إسلاميا والممنوع أخلاقيا يقوم على إحضار بويضة من امرأة وحيوانات منوية من زوجها وتلقيح البويضة بها في المختبر وإعادة زرعها في رحم امرأة أخرى تكون الأم الوالدة، بينما تكون الأولى الأم الجينية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري