الله أكبر ولله الحمد..
أيها المصريون الشرفاء..
أيها المسلمون في كل بلاد الدنيا..
أيها الأحرار في مشارق الأرض ومغاربها..
هذا والله يوم عيدكم..
لقد صام رسول الله يوم عاشوراء، وأمر المسلمين بصيامه؛ لأنه يوم نجَّى الله فيه موسى والمؤمنين معه، وأهلك فرعون وجنده..
لقد رحل الطاغية فرعون الجديد..
إنه طاغية حقيقي، مزوِّر لإرادة الشعب، مضيِّع لمقدَّراته، مشجع للفساد، محرِّض على الفتنة والطغيان..
إنه يوم سعيد حقًّا.. وأسعد ما فيه أنه جاء كهدية ربانية للشعب على ثباته سبعة عشر يومًا في وجه المؤسسة الفاسدة..
أيها المسلمون الكرماء..
يا خير أجناد الأرض..
اسمعوا مني هذه الكلمات في هذا اليوم الأغر..
لا تنسبوا النصر والنجاح لأنفسكم، بل أرجعوا الأمر كله لله؛ فليست النتائج الرائعة التي تحققت لنا بحجم الجهد المبذول، بل هي أكثر بكثير.. وهذا هو فعل الله الكريم سبحانه، فاشكروه واحمدوه واسجدوا له؛ فالكون كونه، والخلق خلقه، وكل شيء بيده..
إياكم والغرور بالعدد والعُدَّة.. إياكم أن تنسوا خالقكم ورازقكم.. كم من المكاسب ضاعت؛ لأن الله لم يرَ الإخلاص في عباده؛ فأخلصوا لله إخلاصًا كاملاً، واعتمدوا عليه اعتمادًا حقيقيًّا، يكلل جهودكم بالنجاح والفلاح، ويُحسن حياتكم ومماتكم وآخرتكم.
أيها المصريون النجباء..
لا يكن بأسكم بينكم شديدًا.. قد يحدث صراع على السلطة يُضيِّع كل المكاسب. ضعوا مصلحة البلد فوق رءوسكم، وأمام أعينكم، عيشوا متحدين متكاتفين.. لقد رأيتم نتيجة انصهاركم في بوتقة واحدة، فلا تغفلوا عن هذا الدرس العظيم، واعلموا أن الفشل قرين التنازع، وأن اعتصام المسلمين بحبل الله هو طريق النجاة.
أيها الكرام العظام..
لا يكونَنَّ أحدكم بعد اليوم إمَّعة.. شاركوا في بناء بلدكم، احرصوا على انتخاب أفضل عناصركم.. لا يتخلف أحدٌ منكم عن إبداء رأيه، ولا عن المشاركة بنفسه وماله وصوته وقلمه وعرقه وفكره.. لا تتركوا أحدًا يسرق سعادتكم وأحلامكم وطموحاتكم.. إن الظالمين المجرمين ما أفسدوا في الأرض إلا بسلبيَّة تربى عليها الشعب المصري لمدة أكثر من ستين سنة، ولقد حان وقت التغيير في كل شيء..
ليس التغيير في القيادة الفاسدة والنظام الإجرامي فقط، ولكن التغيير في كل ابن من أبناء الشعب المصري، فيتحول من فتور إلى نشاط، ومن سلبية إلى إيجابية، ومن ضعف إلى قوة، ومن خوف إلى شجاعة.. لا تعودوا للخنوع أبدًا، ومن وضع رأسه تحت أحذية الظالمين فلا يلومَنَّ إلا نفسه.
أيها الشعب الأصيل..
ارتفعوا بهمتكم، وثقوا في ربكم؛ فغدًا أفضل من اليوم، ومستقبلكم سعيد بإذن الله..
إنني أبشركم أيها الشرفاء..
إن مصر لم تحرر من الحزب الوطني الفاسد فقط، ولم تتخلص من الطاغية مبارك فحسب، وإنما تحررت من الخوف الذي زرعه المجرمون في قلوب المصريين في عدة عقود، وهذا لا يبشِّر بسمو لمكانة مصر فقط، بل يشير -وبوضوح- إلى استعادة مصر لمكانتها المرموقة في صدر العالم العربي والإسلامي.
إنَّ هذا النجاح الذي حقَّقه لنا رب العالمين سيكون إيذانًا بإذنه -تعالى- بعودة الهيبة لأمة الإسلام، ولا تستبعدوا أن يكون تحرير فلسطين والعراق منطلقًا من ميدان التحرير بالقاهرة، وليس ذلك على الله بعزيز..
ارتفعوا بسقف طموحاتكم، واطلبوا العُلا، ولا ترضوا بدنيا وإن كانت كبيرة، ولكن ابحثوا عن رضا الله U في كل موطن، وعندها سيرضيكم ربكم في الدنيا والآخرة، فهو مالك السموات والأرض.
هنيئًا لكم أيها المصريون..
هنيئًا لكم أيها العرب والمسلمون..
هنيئًا لكم أيها الاحرار في الدنيا جميعًا..
صدقت يا ربي..
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} [المنافقون: 8].
وأسأل الله أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري