السبت، 29 أغسطس 2009

لماذا لا يخوض الأفغان حربهم وحدهم؟

  • عجز القوات الأفغانية يعود إلى أن الأميركيين هم الذين يخططون
    يحاول شجاع نواز -وهو مدير فرع جنوب آسيا التابع لمجلس حلف الأطلسي ومقره واشنطن- الرد على ما كتبه الصحفي مات يغليسياز حول الجيش الأفغاني في مجلة فورين بوليسي، وهذا جزء مما كتبه يغليسياز:
    "إنني أستغرب من طول المدة التي يدور فيها الحديث عن إمكانيات وآفاق تنامي الجيش الأفغاني فنحن لا ندرب هؤلاء الشباب ليقوموا بغزو برمائي لليابان أو الاشتباك مع قوات الجيش الإسرائيلي
    .
    بل تتلخص الفكرة في الحاجة لأن يصبحوا قادرين على محاربة
    طالبان, ولكن من هي القوة العظمى التي تسلح وتمول وتدرب طالبان؟ ما من أحد يقوم بذلك, فهم يقومون بذلك ضمن إمكانيات محدودة من الدعم ربما تأتيهم من بعض عناصر الاستخبارات الباكستانية وبعض الأموال من الخليج.
    ونظرا لسلاسل الحروب الأهلية الأفغانية الطويلة, هناك عدد كبير من القادة العسكريين المتمرسين الذين لا يقفون إلى جانب طالبان والعديد من المقاتلين المخضرمين في مختلف أنحاء البلاد.
    "إنني أستغرب طول المدة التي يدور فيها الحديث عن إمكانيات وآفاق تنامي الجيش الأفغاني فنحن لا ندرب هؤلاء الشباب ليقوموا بغزو برمائي لليابان أو الاشتباك مع قوات الجيش الإسرائيلي"يغليسياس ويبدو أنه بدعم قليل نسبيا من الأميركيين، يجب إحداث تغيير في موازين القوى كما حصل في شتاء عام 2001 و2002, فهل نسيت قوات تحالف الشمال كيفية شن الحرب والقتال فجأة؟ وهل نسينا طريقة وكيفية مساعدتهم؟
    لكن يغليسياس يوجه السؤال الجوهري التالي: لماذا لا يخوض الأفغان حربهم بمفردهم؟"
    ويبدأ هنا شجاع بالإجابة على تلك التساؤلات بالقول:
    ربما لأننا لم نعطهم الفرصة للقيام بذلك, فكل الحديث الذي يدور حول الإستراتيجية يأتي من أفواه الأميركيين, فلم نسمع إطلاقا الأفغان وهم يتحدثون عن الأمل في خوض الحرب أو حول أملهم بهزيمة طالبان, وعليه فإن كانت الحرب حرب الأميركيين وقوات التحالف فإنهم حينذاك سيخوضونها وفقا لطريقتهم الخاصة بهم.
    ويمضي شجاع قائلا: لكن يغليسياس يوجه سؤالا وجيها أتفق معه فيه وهو: منذ قرون والأفغان منهمكون في الحروب فما هو نوع التدريب الذي ينقصهم لمحاربة مواطنيهم؟
    إنها حرب بدائية وأسلحة خفيفة وعبوات ناسفة تفجر من بعد, ورشى, وتهديدات واستخدام القوة والنفوذ لتحقيق النصر على الأصدقاء والخصوم, فأيّنا أدرى بالتركيبة الاجتماعية: نحن أم الأفغان؟
    كما أن علينا الانتباه للتشكيلة الديمغرافية الخاصة بالقوات الأفغانية لضمان تمثيلها لكافة المجموعات العرقية المختلفة حتى لا يتم تفضيل مجموعة على أخرى، وعلينا الحذر من إرسال قوات الشمال إلى الجنوب كما يبدو في اقتراح يغليسياس فذلك يغذي ويعزز وجهة النظر التي تقول بأنها حرب ضد البشتون.
    وهذا لن يسفر سوى عن رد عكسي, فقد تحارب البشتون بعضهم مع بعض طيلة قرون في منطقة الحدود الباكستانية وهم على أهبة الاستعداد للقيام بذلك مرة أخرى إن نحن أعطيناهم فرصة لذلك.
    "السماح للقوات الأفغانية بالوجود داخل التجمعات السكانية سيساعد على عزل طالبان وحماية السكان
    "شجاعوأخيرا يتساءل شجاع: هل نحن ندرب الجيش الأفغاني وفقا لمعايير ومقاييس حلف شمال الأطلسي (
    الناتو)؟ يلمح يغليسياس ضمنا إلى أننا نسينا كيف نساعدهم, لكن لماذا لا نستعين بمدربين باكستانيين وهنود لتدريبهم على أساليب الحرب الأساسية والأسلحة سواء داخل أفغانستان أو في بلادهم؟
    فقد ساعد الضباط البشتون الباكستانيون المجاهدين الأفغان ضد السوفيات وكرروا ذلك مع طالبان كمستشارين أكفاء خلال زحف المجاهدين نحو كابل في التسعينيات, وبإمكانهم اليوم القيام بنفس الدور في تأسيس القوات الأفغانية لمواجهة طالبان نفسها وهذا يتطلب تسريع عمليات التجنيد، فالأفغان قادرون على ذلك بكلفة أقل مما لو قامت به الولايات المتحدة وحلفاؤها.
    إن السماح للقوات الأفغانية بالوجود داخل التجمعات السكانية سيساعد على عزل طالبان وحماية السكان شريطة أن تبقى تلك القوات تحت الرقابة حتى تحافظ على نزاهتها، أما إن أساؤوا استخدام الامتيازات والإمكانيات الممنوحة لهم فعندها ربما سيكون علينا الإسراع في نفض أيدينا من تلك الحرب لتنتهي لصالح طالبان.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري