المشاركون نظموا فعاليتهم عند أقرب نقطة ممكنة إلى المسجد الأقصى
تحت شعار "قادمون يا أقصى" شدّ آلاف الفلسطينيين واللبنانيين رحالهم إلى قرية مارون الراس عند الحدود اللبنانية الفلسطينية ليطلّوا من هناك على الأراضي الفلسطينية التي هجّروا منها، وليكونوا –حسب المنظمين-عند أقرب نقطة ممكنة من المسجد الأقصى.
وحالما وصلت قوافل المشاركين إلى المكان، زحف المئات نحو الشريط الشائك المعروف بالخط الأزرق، الذي يفصل لبنان عن فلسطين المحتلة، والذي أقرته الأمم المتحدة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان في مايو/أيار 2000.
هذا الانتشار دفع في الجهة المقابلة من الحدود جنود الاحتلال الإسرائيلي إلى الاستنفار وتسيير دوريات على الشريط الشائك.
أرض لن تنسىوستستكمل هذه الفعالية التي نظمتها مؤسسة القدس الدولية ضمن فعاليات حملة نصرة الأقصى في الذكرى الأربعين لإحراقه، بحملات مشابهة في كل من سوريا والأردن وفلسطين.
أبو خالد –أحد المشاركين- قال إنه جاء إلى هذا المكان كي يطّلع على قريته التي هجّر منها عام 1948، وهي إحدى قرى صفد التي حوّلها الاحتلال إلى مستوطنة.
ورجع أبو خالد بالذاكرة إلى اليوم الذي نزح فيه وهو طفل، لكن ذويه كانوا يرددون على مسامعه كل يوم أن غيبتهم عن المنزل لن تطول، فإذا بها تزيد عن ستين عاما.
أم جمال من جهتها قالت وهي تحمل حفيدتها إن الأرض غالية و"ليس من السهل على الشعب الفلسطيني أن ينسى رائحة التراب الذي ترعرع عليه".
وأشارت إلى أنها أصرّت على أولادها كي يصطحبوا أبناءهم في هذه الرحلة ليطّلع الأحفاد على أرضهم وأرض آبائهم وأجدادهم التي يجب عليهم أن يعملوا لاسترجاعها.
أما آمنة -وهي طفلة في الثامنة من عمرها- فقالت إنها أرادت من مجيئها إلى هذا المكان الاطلاع عن كثب على الأرض التي يحكي لها جدها عنها الحكايات والقصص، مضيفة أنها تشعر برابط وثيق بهذه الأرض وكأنها تعرفها منذ زمن بعيد.
تذكير بالمخاطروذكر الأمين العام لمؤسسة القدس محمد أكرم العدلوني في كلمة ألقاها أثناء التجمع، بالمخاطر التي تحدق بالمسجد الأقصى كالتقسيم والتدويل والتهويد، ولفت إلى أن الحفريات أسفله بلغت 25 حفرية.
من جهته قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله إن المقاومة في لبنان هزمت الاحتلال الإسرائيلي عام 2006، وكذلك فعلت المقاومة الفلسطينية قبل أقل من عام في قطاع غزة، "لنكون أمام انتصارين تاريخيين يمكن التأسيس عليهما للتأكيد على أنه لا يمكن العودة إلى المفاوضات والتسويات والخنوع من جديد".
وطالب فضل الله الشعب الفلسطيني باسم القدس وباسم المشاركين في الفعالية وباسم المسجد الأقصى بالوحدة والالتفاف خلف خيار المقاومة، وأضاف "إذا لم توحد القدس الشعب الفلسطيني فما الذي سيوحده؟".
أما عضو المكتب السياسي للجماعة الإسلامية سامي الخطيب فقال إن الاعتداءات على المسجد الأقصى بلغت حدا غير مسبوق، الأمر الذي بات يحتّم على الشعوب الإسلامية مقاومتها بالوسائل المتاحة، وجدد تأكيد الموقف اللبناني الرافض لتوطين اللاجئين الفلسطينيين حرصا على حقهم في العودة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري