الأربعاء، 26 أغسطس 2009

أسرى فلسطينيون يعيشون ظروفا قاسية







  • أكد محامون وأهالي أسرى فلسطينيين معتقلين في السجون الإسرائيلية أن عددا من الأسرى يعيشون حياة قاسية في زنازين انفرادية، تفتقد للحد الأدنى من احتياجات ومتطلبات الأسير، التي تقرها القوانين والأعراف الدولية.

    وقد وجه الأسير جمال أبو الهيجا (50 عاما) من مخيم جنين، شمال الضفة الغربية، ومحكوم بالسجن المؤبد سبع مرات، نداء للمؤسسات الحقوقية للتدخل لوقف معاناته وتوفير العلاج اللازم لعدد من الأمراض التي يعانيها.
    وقلل مختصون بقضايا الأسرى جدوى التوجه للمحاكم الإسرائيلية لإنهاء معاناة الأسرى في العزل، موضحين أن الأمر يخضع في النهاية لتوصية جهاز الشاباك الإسرائيلي بخصوص أي أسير.
    زوائد لحمية
    وأكدت المحامية سناء الدويك التي زارت أبو الهيجا اليوم أن موكلها يعيش ظروفا قاسية في عزله بسجن عسقلان، وأنه يُسجن في زنزانة ضيقة ويمنع من الاتصال بباقي الأسرى أو الاختلاط بهم.
    وقالت عقب الانتهاء من زيارته إن الأسير أبو الهيجا يعاني من أمراض وزوائد جلدية كثيفة في وجهه وحول عينيه، ويشكو من انعدام العلاج والرعاية الصحية.
    وأضافت أن سلطات الاحتلال تضع عراقيل أمام محاولات المحامين لإدخال طبيب خاص لمعاينة حالته وعلاجه، موضحة أنه لا يخرج إلى (الفورة) الساحة سوى نصف ساعة في اليوم ويكون مقيد اليدين والقدمين ولا يرى أشعة الشمس.
    بدوره أوضح أيمن كراجة، من مؤسسة الضمير لرعاية السجين وحقوق الإنسان أن سلطات الاحتلال تستخدم العزل الانفرادي كعقاب لمن تصنفهم "بالخطرين على أمن الدولة" ومنهم جمال أبو الهيجا وأحمد سعدات وغيرهم. مشيرا إلى استمرار عزل 13 أسيرا تحت هذه الذريعة.
    وأشار إلى انعدام اتصال هؤلاء المعزولين مع باقي الأسرى، مضيفا أن طاقما من المحامين في وزارة الأسرى يتابع ملفهم، وتمكن من إخراج بعضهم من العزل. لكنه أوضح أن إخراج الأسير من العزل لا ينجح قضائيا في كثير من الأحيان، ويعتمد في النهاية على توصيات جهاز الشاباك الإسرائيلي "لأن العزل جزء من تصفية الحساب مع الأسير".
    بدوره قال مدير مركز أحرار للدراسات فؤاد الخفش إن زنازين العزل تسبب للأسرى بشكل عام ضعفا في النظر، وأمراضا جلدية نتيجة الرطوبة الشديدة، ويحرم فيها الأسرى من أدنى الحقوق التي يتمتع بها باقي الأسرى.
    وقال إن خروج الأسير المعزول للفورة يتم بعد تقييد يديه من نافذة خاصة في أعلى باب الزنزانة، وبعد تقييد قدميه من نافذة أخرى في أسفل الباب، بحجة أنه يشكل خطرا على الأمن ولا تزيد مدة الفورة عن نصف ساعة في العادة.
    قتل بطيء
    من جهتها اتهمت أم عبد السلام، زوجة الأسير أبو الهيجا إدارة سجن عسقلان بمحاول قتل زوجها بشكل بطيء، مضيفة أنها زارته المرة الأخيرة قبل نحو شهر ولمست تراجعا ملحوظا في نظره، وزوائد لحمية كثيفة على جلده.
    وقالت إن زوجها تعرض في عزله قبل نحو عامين لإشعاع بنفسجي مباشر، يعتقد أنه أدى إلى بروز الزوائد اللحمية في وجهه، والحساسية في مختلف أنحاء جسده، ولم يسمح له بمراجعة طبيب مختص أو استقدام طبيب من الخارج.
    وقالت إنه يعيش حاليا مع أسير آخر في غرفة ضيقة وصغيرة مليئة بالحشرات والرطوبة، ولا يستطيع الوقوف للصلاة وإنما يصلي جالسا على فرشه "وكأن إدارة السجن تريد قتله بشكل بطيء".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري