الثلاثاء، 11 أغسطس 2009

مغزى تهديدات إسرائيل للبنان

جانب من الدمار الذي لحق بلبنان جراء عدوان إسرائيل في يوليو 2006


  • تتواصل التهديدات الإسرائيلية تجاه لبنان، وتتصاعد لهجتها، وهي تكاد تشمل جميع المسؤولين الإسرائيليين الذين يبدو أنهم يتناوبون على توجيه التحذيرات بما يشبه توزيع أدوار بينهم. ورأى محللون أن التهديدات هي توجيه رسالة ردع وتحذير إلى لبنان وحزب الله مخافة قيام الأخير بالثأر لاغتيال عماد مغنية القيادي العسكري البارز بالحزب.
    آخر المهددين كان رئيس الحكومة الإسرائيلية
    بنيامين نتنياهو الذي لم يقصر تهديداته بالتلويح بالرد على أي اعتداء يقوم به حزب الله عند حدود إسرائيل الشمالية، بل إنه تدخل بالملفات اللبنانية الداخلية، فحذر من مغبّة دخول حزب الله في الحكومة المزمع تشكيلها، لأن الحكومة حينها ستتحمل المسؤولية عن أي هجوم يأتي من أراضيها لأن حزب الله سيكون جزءاً منها.
    من جهته يواجه حزب الله التصعيد الإعلامي الإسرائيلي بإهماله والاستخفاف به. فقد وصف رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين التهديدات الإسرائيلية أنها "جوفاء" وليس لها أي معنى على الإطلاق، وقال إن على إسرائيل أن تدرك أنها إذا أخطأت وارتكبت حماقة ضد لبنان، فإنها ستكتشف أنّ حرب يوليو/تموز 2006 لم تكن إلا مزحة بسيطة.

    واعتبر نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أنه "إذا كان الإسرائيليون يعتقدون أنهم بتهديداتهم يخيفوننا فهم واهمون، نحن نعلم أن تهديداتهم لها أهداف معنوية داخلية في الكيان الإسرائيلي".
    تحذير مسبق ورأى الخبير الإستراتيجي العميد ياسين سويد في حديث مع الجزيرة نت أن إسرائيل ليست بحاجة لذرائع كي تبادر لتشن عدوان على لبنان أو أي بلد عربي آخر، وهي تدرك أن أي اعتداء على أي قطر عربي لن يدفع الدول العربية الأخرى لأن تحرك ساكناً، وما جرى في قطاع غزة يؤكد ذلك.

    ولفت ياسين النظر إلى أن جميع المؤشرات تدلّل على أن إسرائيل لن تقدم على عدوان جديد على لبنان، وأن التهديدات التي زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة إنما تأتي في سياق التحذير المسبق لحزب الله من مغبّة إقدامه على أي عمل عدائي تجاه إسرائيل، لا سيما بعدما تواترت معلومات عن أن الترسانة العسكرية لحزب الله تضاعفت عما كانت عليه في العدوان السابق.
    وأضاف سويد أن حكومة نتنياهو تحاول بهذه التهديدات إخافة لبنان وجعله في وضعية المضطرب والقلق والخائف من أي عدوان إسرائيلي محتمل، وهي تريد أن تقول بأنها ستكون جاهزة لأي حرب محتملة لكنها لن تبادر للحرب. وأشار إلى أن إسرائيل تدرك جيداً أن أي ضربة ستسدد للبنان سيكون رد حزب الله عليها جاهزاً، لا سيما بعد المعادلة التي أرساها الأمين العام لحزب الله السيد
    حسن نصر الله مؤخراً من أن استهداف الضاحية الجنوبية سيقابله استهداف لتل أبيب.

    "أما الباحث في الشؤون الإسرائيلية إحسان مرتضى فاعتبر أن مبررات التصعيد الإسرائيلي الإعلامية ليست كافية، خاصة من خلال متابعة وسائل الإعلام الإسرائيلية، لكن يبدو أن حزب الله وإسرائيل يتبادلان التهديدات، فالأخيرة تدرك أن الحزب لن ينام على ضيم، وأنه يسعى بكل ما يستطيع للرد على اغتيال مسؤوله العسكري عماد مغنية، وهذا الأمر يشكل هاجساً كبيراً للإسرائيليين وأحد أسباب قلقهم.
    ولفت النظر إلى أن التهديدات الإسرائيلية هي نوع من التحذير النفسي والمعنوي، وكأنها بذلك تريد أن تقول لحزب الله إن حركته تحت المجهر وإن أي تحرش قد يقوم به تجاهها ستكون مستعدة للرد عليه، وربما يكون الهدف من هذه التهديدات تفادي ما هو آت.

    وأشار مرتضى إلى أن الحكومة الإسرائيلية المتوحشة التي تقوم على بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع
    إيهود باراك ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان لن يكون منتظراً منها السكوت على أي انتقام من حزب الله على اغتيال مغنية، ولذلك هم استبقوا مبادرة حزب الله بالتحذير من نتائجها، خاصة أن وسائل إعلام أشارت إلى أن إسرائيل وصلتها معلومات من أجهزة استخبارات تفيد بأن حزب الله تمكن من الحصول على أسلحة تكسر التفوق العسكري لإسرائيل وتضع سلاح الجو الإسرائيلي تحت مرمى نيران صواريخ الحزب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري