الاثنين، 3 أغسطس 2009

مغاربة إسبانيا.. أزمة وهجرة معاكسة





  • كان المهاجرون المغاربة بإسبانيا خاصة المشتغلين في وظائف موسمية وممن لا يتوافرون على وثائق الإقامة القانونية، من أبرز ضحايا الأزمة المالية العالمية التي جعلت أوضاعهم تزداد سوءا، مما حدا ببعضهم للتفكير في العودة إلى بلدهم الأصلي.

    وحسب
    منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية فقد وصلت نسبة البطالة بين المهاجرين المغاربة في إسبانيا إلى 33%. وتحتل الجالية المغربية البالغ عدد أفرادها 700 ألف، المرتبة الأولى بين الجاليات الأجنبية.
    وقد جعلت شدة الأزمة كثيرا منهم يفكر في "هجرة معاكسة" مؤقتة، حسب ما أوضحته الخبيرة في الهجرة المغربية إلى إسبانيا الدكتورة كنزة الغالي.


    كنزة الغالي: ظروف المهاجرين السيئةقد تؤدي بهم إلى انحرافات أخلاقية (الجزيرة نت)خطوة إلى الوراءوأضافت الدكتورة كنزة في حديث للجزيرة نت أن أوضاع معظم المهاجرين المغاربة مزرية جدا، خاصة النساء ومن يعيشون في وضع غير قانوني لحد الآن.

    وقد عبر عدد من المهاجرين المغاربة بإسبانيا للجزيرة نت عن سوء الأوضاع التي يعيشونها، مثل الإقامة السيئة والعيش في قلق والخوف من مطاردة الأمن لهم وترحيلهم إلى بلدانهم.

    قاسم الغرباوي الذي ينتمي لمنطقة الغرب على ساحل المحيط الأطلسي حيث توجد أكبر نسبة للمهاجرين السريين، يقول إن الأحوال الاقتصادية والمالية المتردية أجبرته مثل كثير من زملائه على التقشف وقضاء العطلة الصيفية بالمغرب بدلا من البقاء في إسبانيا، مضيفا أن قرب المسافة يشجع على ذلك.

    وأوضحت الدكتورة الغالي أن قضاء ليلة في منتجع سياحي بإسبانيا يتطلب 15 يورو (نحو 21 دولارا)، في حين أن أربعة يوروهات كافية في المغرب، خاصة مع انتشار ما أسمته السياحة العائلية إذ تفتح عائلات مغربية بيوتها لإيواء السياح مقابل أسعار منخفضة. ووصفت الغالي هذا الوضع بأنه أشبه ما يكون بالهجرة المعكوسة المقنعة.


    "80% من المهاجرين المغاربة بإسبانيا رفضوا عرض حكومتها عليهم بالعودة مقابل تعويض، في حين أن 11.8% أبدوا استعدادهم للموافقة مع رفض شروط المغادرة، سواء المتعلقة بقيمة التعويض أو التنازل عن الإقامة"ضغوط المجتمعواتفق أستاذ الاقتصاد بجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء زهير الخيار مع الخبيرة كنزة على أن الضغوط الاجتماعية تمنع الكثير من المهاجرين من العودة خشية تصويب الأصابع إليهم والسخرية منهم في المغرب بعدما غامروا بحياتهم وأموالهم في سبيل الوصول إلى إسبانيا.

    وأضاف الخيار في حديث للجزيرة نت أن المهاجرين -رغم الأزمة- يفضلون البقاء في إسبانيا لاعتبارات اجتماعية وحقوقية أيضا، مشيرا إلى أن العيش هناك في ظل الأزمة مع ضمان حقوقهم في حدها الأدنى خير لهم من العودة والعيش في أزمة مضاعفة.

    ولا يتوقع عودة نهائية للمهاجرين المتضررين بشدة، بل يرى أن العودة المؤقتة هي المفضلة لدى كثير منهم. لكنه توقع أن يضطر هؤلاء المهاجرون لطلب الحصول على الجنسية الإسبانية لوضع حد لتهديد الأزمات لهم, مضيفا أن البيئة الاجتماعية الإسبانية تشجعهم على ذلك.

    من جهة أخرى عبرت الدكتورة كنزة الغالي عن خشيتها من ظهور بعض الانزلاقات الأخلاقية على الفتيات والنساء المغربيات المهاجرات في إسبانيا، مؤكدة أن الأزمة المالية دفعت ببعضهن إلى احتراف الدعارة سواء بعلم أسرهن هناك أو بغير علم.

    يذكر أن الحكومة الإسبانية عرضت على المهاجرين المغاربة عودة طوعية إلى بلادهم مقابل تعويض مالي، لكن 80% رفضوا العرض حسب استطلاع للرأي أجرته جمعية العمال والمهاجرين المغاربة بإسبانيا (أتيمي)، في حين أن 11.8% أبدوا استعدادهم للموافقة مع رفض شروط المغادرة، سواء المتعلقة بقيمة التعويض أو التنازل عن الإقامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري