الاثنين، 3 أغسطس 2009

الارامل في غزة يعيشون في معناة




  • "شعرت بالانكسار والوحدة والفراغ الكبير وضاقت بي الدنيا" بهذه الكلمات بدأت أم يوسف حديثها عن اللحظات التي تلت استشهاد زوجها أثناء الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
    وأضافت أم يوسف للجزيرة نت وهي تبكي "أكثر ما يحزنني سؤال أطفالي الصغار عن مصير أبيهم، أو قولهم لو كان أبونا حياً لفعل كذا، ولم يفعل كذا".

    وتقول إن تعرضها لمثل هذه المواقف يفتح جراحها من جديد، ولكنها سرعان ما تستذكر أن الحزن لن يجدي نفعاً فتستسلم لقضاء الله وقدره.

    أم يوسف في مطلع العقد الخامس من عمرها وتعول أربعة عشر فردا وتقول إن رحيل زوجها جعلها أمام اختبار حقيقي، ودفعها إلى تحمل المسؤولية وتسخير كل وقتها من أجل أولادها رغم المشاكل والمصاعب الكبيرة التي تواجهها

    منازعات
    ولا تقتصر معاناة زوجات الشهداء في غزة على فقد عائل الأسرة وتمتد لتصل إلى حد منازعتها على أبنائها ومستحقاتهم المالية وإجبارها على الزواج من أحد أشقاء الزوج في أحسن الأحوال.

    ودفع شيوع منازعات أرامل الشهداء المجلس التشريعي ونوابه في كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحركة المقاومة الإسلامية
    (حماس) إلى تبني قرار تشريعي يقضي بأن تعود حضانة أبناء الشهيد لأمهم ولا ينازعها على ذلك منازع أيا كان.
    قرار قد يريح آلافا من زوجات الشهداء اللائي يواجهن قضايا من عائلات أزواجهن للنزاع على مخصصاته المالية وأطفاله، ولكنه لا يضع حداً للكثير من الإشكاليات الاجتماعية التي ترافق زوجة الشهيد.
    وتقول أم مصعب وهي أرملة في الثلاثينيات من عمرها إنها لم تشعر بقسوة الفراق بعد استشهاد زوجها إلا لحظة تعرضها لضغوط من أهل زوجها لإرغامها على الزواج من شقيق زوجها الذي يصغرها بثلاثة أعوام، وإلا سترغم على ترك أولادها الخمسة التي سخرت كل وقتها لتربيتهم وتنشئتهم.

    وعبرت عن رفضها إجبار زوجات الشهداء على الزواج من أحد أشقاء زوجها الشهيد، مشيرةً إلى أن زواج المرأة بعد زوجها حرية شخصية، ويجب ألا تخضع لأي اعتبارات أخرى.

    غياب الوعي ويرى الدكتور محمود أبو دف عميد كلية التربية بالجامعة الإسلامية -الذي أجرى دراسة عن المعيقات التي تواجهها أرامل الشهداء في غزة- أن المشاكل الاجتماعية التي تعانيها أرامل الشهداء ناجمة عن عدم الوعي بالأحكام الفقهية و"ذيوع ثقافة الاستحواذ والسيطرة".
    فضل أبو هين (الجزيرة نت)وأكد في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت، أن أبرز المعيقات التي تحد من فعالية أرامل الشهداء تدخل أقارب الشهيد في شؤون الزوجة الخاصة، وحرمانها من القدرة والتواصل مع من حولها، واعتقاد أهالي الزوجين بعدم أهليتها لتحمل أعباء الحياة بعد استشهاد زوجها، ومنعها من التحرك بحرية ومن الخروج من البيت.

    الإهمالويرى مدير مركز التدريب المجتمعي وإدارة الأزمات بغزة فضل أبو هين، أن الكثير من المشاكل تعترض حياة أرامل الشهداء سواء على الصعيد النفسي أو الاجتماعي أو الانفعالي بسبب تركها لوحدها وتحملها المسؤولية كاملة في ظل تدخل بعض أفراد عائلة أهل الزوج في حياتها وحياة أبنائها.

    ويقول إن المجتمع الغزي ينظر باحترام وتقدير لزوجة الشهيد، خاصة إذا كانت امتداداً لزوجها وتسير على نهجه، لكنه لم ينف وجود بعض الاستثناءات.

    وينبه إلى أن هذا لا يعني أن هذه الشريحة لا تحتاج إلى دعم نفسي، معتبراً أن تجاهل المجتمع ومؤسساته عن تقديم الدعم الوجداني والنفسي والمادي لانتشالهن من أحزانهن كفيل بتحطيمهن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري