الخميس، 20 أغسطس 2009

رفض لتصريح مبارك عن التوريث





  • استقبلت المعارضة المصرية بفتور وشك بالغين التصريحات التي أدلى بها الرئيس حسني مبارك لقناة تلفزيونية أميركية، قال خلالها إن نجله جمال لم يحدثه حول إمكانية ترشحه لرئاسة الجمهورية.
    وأضاف مبارك الذي أدلى بتلك التصريحات خلال زيارته للولايات المتحدة، أن أي رئيس لمصر يجب أن يأتي عبر انتخابات حرة وفي شفافية كاملة، دون أن ينفي إمكانية ترشح نجله.
    وقال المتحدث باسم حركة كفاية عبد الحليم قنديل إن إجابات الرئيس خلال المقابلة التلفزيونية تعكس إصراره على التعتيم على القضية، لكنها تؤكد أيضا أن "هذا القرار لن يكون بيد الرئيس نفسه خاصة بعدما ضعفت سيطرته على مقاليد السلطة سواء بسبب تقدمه في العمر أو استشراء نفوذ العائلة ورجال الأعمال في الحزب الوطني".
    واعتبر قنديل أن تصريحات مبارك "تعكس حيرته وانحشاره بين رغبة المؤسسة العسكرية الواضحة في ترشحه لفترة رئاسة جديدة أو ترشيح جنرال جديد، ورغبة العائلة المالكة في التعجيل بتقديم
    جمال مبارك كمرشح للحزب الحاكم".
    وألمح قنديل إلى أن مبارك ربما يضطر إلى ترجيح الخيار الأول "لأنه لا يريد إغضاب الجيش". وقال إن ما يزيد من تأزم الموقف (بالنسبة للرئيس مبارك) هو "الضغط الواقع فيه بين رغبة التأجيل ممثلة في قناعته الشخصية وقناعة الجيش، ورغبة التعجيل التي تظهر بوضوح في تحركات جمال مبارك".

    دور واشنطن وفيما يتعلق باصطحاب الرئيس مبارك نجله جمال في زيارته الأخيرة لواشنطن رغم أنه ليس ضمن الوفد الرسمي المصري، قال "أعتقد أنها رغبة الابن في الظهور أمام القيادة الجديدة في أميركا، لعلمه بأن واشنطن لها دور رئيسي في تحديد هوية الرئيس القادم، أو تأييد استمرار مبارك".
    ورفض المعارض المصري ما يقال حول انقسام الحزب الحاكم بين مؤيد لتوريث الحكم لجمال ومعارض للفكرة، وقال إن "الحزب مجرد واجهة إدارية للعائلة المالكة، ومواقف أعضاء الحزب مرهونة بمصالحهم الشخصية وهي بالطبع في استمرار حكم مبارك من خلال نجله جمال".
    كما رفض محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام
    لجماعة الإخوان المسلمين "تطمينات" الرئيس بشأن التوريث، وقال إن هذه التصريحات "جاءت لصرف الأنظار عن الخطوات المتسارعة على أرض الواقع لانتقال السلطة لنجله جمال".
    وقال حبيب إن من هذه المشاهد "التعديلات الدستورية الأخيرة، والإطلالات الإعلامية اليومية لجمال من خلال الإعلام الحكومي التي باتت أكثر من إطلالات الرئيس، واستقباله في المحافظات والدوائر الرسمية بما يفوق موقع منصبه، فضلا عن تدخله السافر في اختيار الوزراء".

    رغبتان متناقضتان واتفق مع الرأي السابق بشأن امتعاض المؤسسة العسكرية من ترشح جمال، وقال "إن الرئيس يتولى -بحكم الدستور- منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة، واعتقد أن الجيش قد لا يعجبه أن يتولى مدني هذا المنصب".
    وحول قراءته لموقف الرئيس من تزايد تردد اسم مدير المخابرات اللواء
    عمر سليمان كخليفة محتمل له، قال حبيب "تقصد أنه (مبارك) منزعج .. لا لا .. هناك ترتيبات كثيرة، والجميع يلعب دوره المخصص له، ما ظهر لنا من هذه الترتيبات أقل كثيرا من حقيقتها".
    وحول موقف الإخوان من ترشح سليمان لرئاسة مصر، قال حبيب "نحن نؤيد كل من شأنه تحرير الحياة السياسية وإنهاء حكم الطوارئ وإطلاق الحريات العامة وإنهاء المحاكم الاستثنائية وإقامة انتخابات نزيهة بإشراف قضائي".
    وأوضح أنه من الصعب التوقع أيهما سينتصر، رغبة الجيش في تولي عسكري الحكم أم رغبة جمال ووالده في انتقال السلطة للابن، وقال "إن الحالة الضبابية التي يفرضها النظام على أي مسألة سياسية حتى لو كانت مجرد تغيير وزير أو محافظ، تجعل من الصعب التنبؤ بالأمور".
    وحول تصريحات الرئيس مبارك عن علاقة الإخوان بحركة المقاومة الإسلامية (
    حماس) وحزب الله اللبناني، قال حبيب "أكدنا دوما أن لكل كيان ظروفه وتحدياته وقراره المستقل، ولا توجد صلات بالمعنى التنظيمي بين الإخوان وأي قوى خارجية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري