الاثنين، 4 يناير 2010

عائلة فلسطينية تبحث عن ابنها المختفي في ليبيا

  • صورة لأهالي المفقودين بمقر القيادة الشعبية الاجتماعية بمدينة بنغازي "لا إله إلا الله أين أبني" عبارات رددتها الأم المكلومة ليس في فلسطين المحتلة بل في بلدها الثاني ليبيا بعد فقدان أبنها في دهاليز السجن السياسي بليبيا منذ عام 1993.
    الأب محمد عبد الحميد العفيفي فلسطيني الأصل من قطاع غزة قادته ظروف الاحتلال في بلده إلى الاغتراب والعيش بليبيا إبان السبعينيات من القرن الماضي، غير أن ظروف إختفاء أبنه أشرف أثرت في صحته وأوضاعه النفسية والاجتماعية، أما الأم هي أيضاً كانت تصرخ حين كانت ضمن عشرات العائلات الليبية التي تطالب بالكشف عن مصير أبنائها في حادثة القتل الجماعي في سجن أبو سليم بمدينة طرابلس في يونيو/حزيران 1996 والتي راح ضحيتها ما يقارب 1200 سجين سياسي.
    اللحظة الأولى
    يروي أبو أشرف ظروف اعتقال أبنه، وكيف انقطعت كافة وسائل الاتصال منذ اللحظة الأولى لاعتقاله بالقول "كان أشرف في الثانوية العامة، وكان يبيع عطر المسك ليصرف على نفسه، حضر إليه جماعة الأمن، واعتقلوه من المسجد بمنطقة السلماني، طالبين منه تعريفه الشخصي الذي لم يكن معه، ثم ذهبت إلى الأمن الداخلي وقد قاموا بتوصيله إلى البيت، وطلبوا مني إحضار وثيقة السفر وأخبروني بأن الموضوع بسيط وفي أقرب وقت سوف يخرج، ثم أخبرونا بنقله إلى طرابلس، كان هذا في عام 1993".
    واستطرد بقوله "حاولنا بشتى الوسائل التعرف على مكان اعتقاله، وكل المعلومات تؤكد وجوده في طرابلس، ومنذ يوم اعتقاله في ذلك العام لا نعرف مصيره، أو حتى ظروف اعتقاله، لكن ذهبنا إلى سجن أبو سليم ومعنا الهدايا أخبرونا بوجوده، ولكن منذ عام 1996 انقطعت أخباره".
    أما أم أشرف فذكرت أن أشرف من مواليد بنغازي وجميع أصدقائه من الليبيين، تحصل على الثانوية العامة، والتحق بمعهد القوارشة، وفي الأسبوع الثاني من الدراسة اعتقل على يد جهاز الأمن الداخلي، وبالتحديد يوم 13/2/1993".
    وتعود الأم سمية الصادق إبراهيم بذاكرتها إلى ذلك اليوم بقولها "لأنه كان بالقسم الأدبي، كان يذهب إلى الدراسة بالمعهد في فترة المساء، في الصباح حضر أصدقاؤه وذهبوا إلى المعهد في المساء، ومن يومها لم يرجع لنا، حين تأخر رجوعه علمنا من جيراننا بأن الأمن قبض عليهم، ومن بينهم أشرف، أخبرونا في البداية أن أشرف سوف يبقى رهن الإعتقال ليوم أو يومين، وبعد أسبوع ذهبنا للأمن وأخذت له الملابس والحاجيات، حينها علمنا أن الدفعة بالكامل رُحلت إلى طرابلس".
  • العفيفي يحمل صورة أبنه أشرف
    سجن أبو سليم
    وتابعت الأم بالقول "أبو أشرف كان يذهب إلى سجن أبو سليم ويبقى لأيام على باب السجن ولم يتمكن من زيارته، ذهبنا إلى سجون عين زارة، والزندقة، وجمعية حقوق الإنسان وتعهدوا لنا بالرد على مصير أشرف ولم يردوا علينا، بنغازي تقول لنا إن الأمور في طرابلس، والعكس، خمسة عشر عاماً لا نعرف مصيره إن كان على قيد الحياة أو توفى، بعد عام 2003 فقدنا الأمل بعد شروع الأمن في إطلاق سراح السجناء، لم نتلق منه أي رسالة".
    وتختم الأم حديثها بقولها "من الداخل أبكي دم على أشرف، ونشدد عبركم على أي مسؤول ليبي أن يكشف عن مصير أبني، ليس له في الإرهاب والتفجيرات، وحتى في دينه معتدل، فقط كان يؤدي الصلاة، والوثيقة التي يحملها لا يستطيع أن يسافر بها خارج الجماهيرية الليبية، خمسة عشر عاماً بدون محكمة ولا قضية".
    في حين أختتم الأب حديثه قائلا "نحاول الاتصال بالصليب الأحمر الدولي في جنيف لمعرفة مصير ابني" مشيراً إلى أن هذا الحديث الأول الذي يتحدث فيه عن ظروف اختفاء مواطن فلسطيني بالسجن السياسي في ليبيا.
    وقد جاءت هذه التصريحات عقب وقفة احتجاجية لأهالي المفقودين السياسيين أمام مقر القيادة الشعبية الاجتماعية بمدينة بنغازي.
    ولم نتمكن من الحصول على تصريحات لمسؤولين أمنيين لصعوبة الاتصال بالأجهزة الأمنية في ليبيا.

هناك تعليق واحد:

  1. 1200 شهيد ليبي في ليلة واحدة قتلهم المجرم القذافي الذي لم يسلم من شره نبات و لا جماد فلماذا التركيز على شهيد فلسطيني ذاق ما ذاقه الاف بل مئات الاف من اخوته الليبيين و هو عاش بينهم كانه منهم بل انه منهم اليس الاحرى التركيز على ما يذوقه الشعب الليبي على يد الدكتاتور السفاح القذافي و ان هذا الشهيد كان معه 1200 شهيد في نفس المجزرة اتذكر شهيد لانه فلسطيني و تنسى 1200 لانهم ليبيين فاتقي الله و لا تحاول نشر الفتنة ف الليبيين اكثر من دعم اخوتهم في فلسطين و لن يفلح احد في بث الفرقة بينهم

    ردحذف

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري