الثلاثاء، 5 يناير 2010

ملف المفقودين بلبنان جرح نازف

  • لوحة تجمع صور المفقودين عنوانها "ولم يعودوا" لايزال ملف عشرات آلاف المفقودين قسرا بانتظار الحل بعد مضي عقود على اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، وما أعقبها من حروب وأحداث وتطورات.
    وتفتح جرح الملف حادثة مقتل أوديت سالم -والدة لمفقودين (فتاة وشاب)- صدماً بسيارة في مايو/أيار الماضي أمام الخيمة التي نصبتها الجمعيات المتابعة للملف في باحة مقر الأم المتحدة في بيروت لإبقاء شعلة المفقودين حية في الأذهان.
    وعقب مقتلها، تناولت وداد حلواني-فاقدة لزوجها وإحدى أبرز الناشطات في حقل المفقودين- قضية أوديت سالم، وحياتها، ومعاناتها، ونضالها في سبيل إنهاء الملف، في فيلم وثائقي طغت عليه روح عاطفية مشتركة لآلاف العائلات الذين عانوا ولا يزالون من التداعيات المرّة لفقدان أبنائهم وأنسبائهم.
    الحادثة والفيلم -الذي عرض لأول مرة ضمن أنشطة معرض الكتاب في بيروت الشهر الماضي- يعيدان قضية المفقودين قسرا إلى الواجهة في ظرف تلاقت فيه مختلف القوى السياسية اللبنانية في ورشة الحكومة الائتلافية التي أدرجت قضية المفقودين في البندين 15 و16 من بيانها الوزاري.

    خسارة مأساوية
    وتحدّثت حلواني -وهي رئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان- عن الفيلم، وارتباطه الوثيق بمعاناة أهالي المفقودين، قائلة إنها "وضعت الفيلم متأثرة بخسارة مأساوية لزميلة عايشنا معا نفس القضية، ونفس التحرك في سبيلها، ولم يكن أمامي للتعبير عن عمق تأثري إلا بهذا الفيلم كتحية لأوديت سالم، ومنها لكل الأمهات اللواتي رحلن دون معرفة مصير أبنائهن من ضحايا الإخفاء القسري".
    واعتبرت حلواني أن "مقتل سالم بهذه الطريقة تسأل عنها السلطات المحلية التي أهملت قضية وطنية ضخمة بحجم قضية المفقودين، وألقت بها على عاتق الأهالي الذين يحملونها منذ عقود، وها هي أوديت سالم تصبح عجوزا متقدمة في السن، تقضي قرب الخيمة التي نصبت لإبقاء القضية حية لدى الرأي العام المحلي والعالمي".
    وأضافت أنه لو كانت هناك سلطة تتحمل مسؤوليتها، لما اضطرت أوديت سالم لملاحقة هذه القضية الكبرى والقدوم إلى خيمة الاعتصام حيث قضت.
    وذكرت أن "أهالي ضحايا الإخفاء القسري على مستوى دولي شكلوا شبكة دولية تجتمع مرة كل سنتين في بلجيكا لطرح الأمور المتعلقة بهذا الجانب من حياة البشر على مستوى عالمي"، مشيرة إلى أن عدد المفقودين الذين تناضل لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان من أجل كشف مصيرهم، يقدّر بـ17 ألفا.
  • غير أن غازي عاد -وهو مسؤول جمعية سوليد لدعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين- يعتقد أن الرقم يحتاج لمزيد من التبلور باعتماد آلية علمية لمعرفة الرقم بدقة.
    ويعتصم عاد في خيمة المفقودين ويقول إن "سوليد" تأسست لملاحقة المفقودين في السجون السورية، لكن الجمعية تنسق اليوم مع بقية الجمعيات للبحث عن المخفيين قسرا، في كل الظروف، وفي داخل لبنان وخارجه.
    وصنف المفقودين بمن اختفوا على أيدي قوى محلية وقوى مليشيات أساسا، ومن اختفوا على أيدي ثلاثة قوى إقليمية تواجدت في لبنان في ظروف مختلفة، هي إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية وسوريا.
    وذكر أنه بعد نضال سنوات استطاعت الجمعية إدخال قضية المخطوفين قسرا إلى البيان الوزاري السابق والحالي، وتبنت الحكومة الحالية القضية وأدرجتها في البيان الوزاري، على أن تضع آلية وطنية لمعالجة الملف بانتظار إجراءات الحكومة لوضع الآلية والبدء بالعمل بشكل جديّ على الموضوع.
    وفي الإطار عينه، أفادت وداد حلواني بأن الجمعيات الأهلية المعنية رفعت دعوتين قضائيتين لتحديد مواقع مقبرتين جماعيتين في بيروت، واحدة في الأشرفية والثانية في حرج الصنوبر، وتنتظر صدور حكم لتحديد موقعيهما لوضع حراسة عليهما على أن تشكل الحكومة لجنة وطنية تضع آلية لفتح المدافن بطريقة علمية تحميها من العبث الذي أصاب بقية المدافن المماثلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري