الخميس، 6 أغسطس 2009

الداخلية تنفي شائعات عن تورط مساعد للوزير بمحاولة تهريب طلعت مصطفى من سجن طره


    هشام طلعت مصطفي

  • نفت وزارة الداخلية ما تردد مؤخراً عن تورط ضابط شرطة برتبة لواء ويعمل مساعداً أول لوزير الداخلية في تهريب رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى المحكوم عليه بالاعدام فى قضية قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم من داخل محبسه بسجن طره مقابل مبلغ مالي كبير.
    وقالت صحيفة المدينة نقلا عن مصدر أمني مسئول "إن هذه المعلومات ليس لها أساس من الصحة، وان كلاً من محسن السكري المتهم الأول، والملياردير هشام طلعت مصطفى، يخضعان لإجراءات أمنية مشددة".
    كانت وسائل إعلامية قد أشارت مؤخراً إلى تورط لواء شرطة في محاولة تهريب طلعت من السجن، وأن هناك تسجيلات بالصوت والصورة ملتقطة من داخل قاعة المقابلات بالسجن خلال الأسبوعين الماضيين سجلت 4 لقاءات تمت بين طلعت ولواء الشرطة وهو يتفق معه على تهريبه.
    وعلى جانب أخر، أكد الدكتور إبراهيم عيد طايل أستاذ القانون الجنائي بجامعة عين شمس أن محكمة الجنايات طبقت القانون بشكل لا يمكن العثور فيه علي ثغرات لنقض حكم الإعدام لهشام طلعت والسكري الذي أصبح بذلك مستحيلا .
    وأضاف أن الحكم من الناحية القانونية حكم صحيح ولا يحتوي علي أي بطلان في الإجراءات مؤكدا أنه بالنظر لقضية مقتل الفنانة سوزان تميم نجد فيها توافر كل الشروط التي تجيز للقاضي إصدار حكم الإعدام والمؤبد وفي هذه القضية بالتحديد تميل فيه كل الظروف الى صدور حكم الإعدام علي المتهم الثاني وبالتالي لا سبيل لنقض الحكم كما يتصور البعض وعليه فإعدام هشام طلعت مصطفي حكم يتفق مع وقائع القضية .
    وكانت محكمة جنايات جنوب القاهرة أودعت حيثيات حكمها في قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم وأدرجت الأسباب التي دعتها إلى إصدار حكم الإعدام على ضابط أمن الدولة السابق محسن السكري ورجل الأعمال هشام طلعت مصطفى.
    وجاءت حيثيات القاضي المحمدي قنصوة في 203 صفحات راصدا 16 دليلا كانت السبب في الحكم الصادر عن المحكمة.
    وجاءت الحيثيات ،أقرب إلى القصة الدرامية ، حيث رصدت حياة المطربة اللبنانية سوزان منذ ارتباطها بعادل معتوق بـ"عقد فني" لمدة 11 عاما، إلى زواجها به بعد زوجها الأول على منذر، والخلافات التي نشبت بينهما بسبب رفضه تطليقها ومحاولة ابتزازها، ووصولها إلى مصر وتعرفها على "هشام" -الذي شغف بحبها - فقام بكفالتها وأسرتها "وأسكنها في جناح في فندق يساهم في ملكيته كما أغدق عليها بالأموال وسعى للزواج منها، ودفع لمعتوق – بعد مساومته - مبلغ 1.25 مليون دولار.
    وأضافت المحكمة أن القتيلة سوزان تميم ظلت تعيش في كنف "هشام "في القاهرة، وكان يصطحبها معه في سفرياته الخارجية بطائرته الخاصة،وقامت بتحويل جانب من أمواله الموجودة في سويسرا لحسابها الشخصي، وظلت تماطله في طلب الزواج تارة بحجة مشاكلها العائلية مع "معتوق"، وتارة أخرى بحجة رفض والدته القبول بها كزوجة لابنها.
    واتهمت الحيثيات "هشام" بمحاولة فرض سيطرته عليها من خلال مراقبتها إلى أن نجحت في الهرب إلى أحد الفنادق الأخرى، إلا أنه استطاع الوصول إليها والتضييق عليها إلى أن هربت منه في لندن خلال رحلة قاما بها معاً في نوفمبر من عام 2006، حينها عاد "هشام" إلى مصر غاضبا لشعوره بجرح في كبريائه لهروبها واستيلائها على أمواله، فراح يحاول إقناعها بالعودة، ولما فشل لجأ إلى تهديدها بإعادتها "عنوة"، وفي تلك الأثناء تعرفت على الملاكم البريطاني الجنسية من أصل عراقي رياض العزاوي الذي اتخذته حارسا لها.
    ولجأ هشام بعد فشله في إعادتها إلى استئجار الضابط السابق في الدولة محسن السكري الذي كان يعمل لديه لإعادتها قسرا إلى مصر، وأمده في سبيل ذلك بالأموال اللازمة، كما ساعده في الدخول إلى بريطانيا ثلاث مرات، وأمام فشل السكري فكرا معاً في إمكانية قتلها بإلقائها من شرفة مسكنها على غرار ما حدث مع الفنانة سعاد حسني ورجل الأعمال المصري أشرف مروان، وإظهار الأمر على أنه "حادثة انتحار"، ورصد "هشام" لتلك العملية مبلغ مليوني دولار، سدد منها 150 ألف يورو مقدما للسكري، كما أودع في أحد حساباته المصرفية مبلغ 20 ألف جنيه إسترليني.
    وفشل السكري في مهمته الجديدة بسبب مغادرة سوزان تميم للندن إلى إمارة دبي مع العزاوي، وقيامهما بشراء شقة في برج الرمال بالأموال التي حصلت عليها من هشام، الذي استشاط غضبا بسبب تحديها لنفوذه وسلطانه، واتفق مع "السكري" على قتلها في دبي من خلال اصطناع رسالة شكر منسوبة للشركة مالكة العقار الذي تقطن به سوزان، ووصل السكري لدبي يوم 24 يوليو من العام الماضي وتوجه فور وصوله لمقر البناية لمعاينة مسرح الجريمة، وفي اليوم التالي استعد للعملية بتغيير الفندق وإعداد الهدية ،وشراء سلاح الجريمة "مطواة تاك" وملابس رياضية، ونجح في التغرير بحارس العقار والقتيلة بإيهامهما بأنه "مندوب من الشركة المالكة للعقار"، وباغت القتيلة – فور فتحها للباب - بلكمة قوية سقطت معها أرضا، واستل سكينه وقام بنحرها وطعنها عدة مرات.
    وسردت المحكمة تصرفات السكري بعد القتل إلى دخوله لمطار دبي في طريقه إلى القاهرة يوم 28 يوليو من العام الماضي، كما رصدت متابعة "هشام" له بالرسائل النصية على الهاتف الجوال، إلى لقائهما في أول أغسطس حيث تسلم "السكري" مبلغ مليوني دولار، واستندت الحيثيات إلى أقوال الشهود المصريين والإماراتيين وغيرهم ممن لهم علاقة بالقضية،وإلى الشهادات الموقعة من شركات الهاتف المحمول ومصلحة الأدلة الجنائية المصرية التي قطعت بوقوف المتهمين وراء الجريمة، وخلصت المحكمة إلى أنها لم تجد سبيلا للرأفة أو الرحمة تجاه المتهمين وتعين القصاص منهما بإجماع آراء القضاة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري