لجنة التربية بالكنيست تناقش خطة لوزير التعليم لتعزيز الهوية الصهيونية
تواصل إسرائيل تضييق الخناق على المواطنين العرب خصوصا منذ تولي بنيامين نتنياهو رئاسة الوزراء، وذلك عبر سلسلة تشريعات ونظم يصفها منتقدوه بأنها عنصرية، وكان آخرها رهن ميزانيات المدارس الثانوية بمدى خدمة طلابها في الجيش الإسرائيلي.
وعرض وزير التعليم الإسرائيلي جدعون ساعر (ليكود) الأربعاء خطته التعليمية للعام الدراسي المقبل أمام لجنة التربية في الكنيست (البرلمان)، وتضمنت تعزيز تعليم الهوية والتراث اليهودي والصهيوني ومنح الهبات المالية للمدارس وفقا لعدد المتجندين من طلابها في الجيش علاوة على تبني خطة تربوية لمكافحة ما أسماه العنف.
وتهدف الخطة إلى تعميق تعليم القيم والرموز الصهيونية والمساهمة في رفع النسبة المتدنية للمتجندين اليهود وتقليص نسبة المتهربين من الخدمة التي تناهز 40% لكنها لا تستثني المدارس العربية، ويرى فلسطينيو الداخل في هذه الخطة اعتداء ومحاولة ابتزاز جديدة.
واتهم النواب العرب وقادة فلسطينيي الداخل الوزير ساعر بتسييس التعليم، ودعوه إلى التنازل عن "القومجية" الممارسة على حسابهم والانشغال بالمشاكل الحقيقية التي يكابدها جهاز التعليم كتفشي العنف وتآكل القيم الديمقراطية.
وأكد مركز "مساواة" الناشط في مجال فضح التمييز العنصري ضد العرب في إسرائيل أن وزارة التعليم الإسرائيلية لا تسهم في عسكرة المجتمع الإسرائيلي فحسب بل تمعن في محاولات التهويد للمدارس العربية في الوقت نفسه.
ميراث عنصريوقال مركز "مساواة" إنه يجدر بالوزير ساعر إيجاد إرث مختلف عن ميراث وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان والناشط الاستيطاني باروخ مارزل من ذوي التوجهات العنصرية داعيا للتوقف عن عسكرة المدارس.
ودعا المركز الحقوقي رئيس الحكومة نتنياهو والمجتمع الإسرائيلي إلى العمل على وقف المنافسة العنصرية على التمييز ضد المواطنين العرب.
وكشف عن نقص 9300 غرفة تعليمية في المدن والقرى العربية.- وقال إن هذا التمييز العنصري يفسر انحسار نسبة الحائزين العرب على شهادة التوجيهي (30%) في المرحلة الثانوية مقابل 52% لدى الطلاب اليهود.
وخاطب رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة النائب محمد بركة وزير التعليم ساعر أثناء مشاركته بلجنة التربية البرلمانية بالقول "عليك أن تكون وزيرا للتعليم لا ضابطا عسكريا للتعليم، فللجيش ضباطه يعملون بما يلقى عليهم من مهام، وواجبك العمل على تربية الأجيال وليس تجنيد الطلاب".
ابتزاز لا أخلاقي من جهتها عبرت رئيسة لجنة متابعة التعليم العربي د. - هالة إسبانيولي عن رفضها القاطع لمعادلة التمويل الجديدة من قبل وزارة التعليم الإسرائيلي وعدتها عملية ابتزاز لا أخلاقية.
وأوضحت إسبانيولي أن فلسطينيي الداخل يعارضون مبدئيا الخدمة في الجيش الإسرائيلي، واتهمت الوزير ساعر بالدوس على حقوقهم، وتابعت "في دولة ديمقراطية من غير المعقول أن تعتمد معايير وطنية أو عسكرية مقياسا للنجاح، وهذه ليست قرارات تربوية بل سياسية لن تجد ما يغطيها في الحقل".
يشار إلى أن وزيرة تعليم سابقة وهي ليمور لفنات حاولت تعميق القيم اليهودية والصهيونية في المدارس اليهودية والعربية من خلال خطة عرفت بما سمي "المائة مصطلح" ما أثار موجة احتجاج واسعة من المواطنين العرب الذين رفضوا التهويد والصهينة.
غسل دماغ - وقال النائب مسعود غنايم من القائمة العربية الموحدة إن المدارس ليست فروعا لحزب الليكود الحاكم أو مصانع لغسل الدماغ والعسكرة والطلاب ليسوا أعضاء في حركة "بيتار" الصهيونية.
وتساءل غنايم عما إذا كانت هناك دولة طبيعية في العالم تقدم على عسكرة مدارسها وابتزاز مواطنين من قومية مختلفة بدلا من مجاراة العالم الذي يضع القيم الإنسانية على رأس أولوياته اليوم.
وفي إشارة لتصريحات وإجراءات وزير الخارجية ليبرمان، قال غنايم "يبدو أن وزير التعليم الإسرائيلي أصيب هو الآخر بفيروس القومجية والشعبوية بدلا من مواجهة للتحديات الحقيقية التي تعترض مسيرة التعليم كالعدوانية المتفشية وانعدام التسامح تجاه الآخر وتلاشي قيم الديمقراطية".
وكان وزير الخارجية ليبرمان قد أعلن الاثنين رهن قبول المتدربين على العمل بالسلك الدبلوماسي في وزارته بإنهاء الخدمة العسكرية أو المدنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري