الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

عائلة شهيد: الاحتلال سرق أعضاء بلال

الحاجة صديقة غانم تحمل صورة ابنها الشهيد بلال الذي اغتيل قبل 17 عاما جثمان الشهيد بلال بعدسة الصحفي السويدي ويظهر أثر التشريح على جسده
  • أعيد من جديد فتح الماضي بآلامه وأحزانه لدى عائلة الشهيد الفلسطيني بلال غانم من قرية أماتين غرب نابلس شمال الضفة الغربية، بعد أن بقيت قصة اغتياله من قبل الاحتلال الإسرائيلي طي الكتمان أكثر من سبعة عشر عاما.
    وما أثار قصة بلال تقرير للصحفي السويدي دونالد بستروم الذي قال فيه نقلا عن عائلات ضحايا فلسطينيين من الضفة وغزة أن جنود الاحتلال قاموا بسرقة أعضاء أبنائهم بعد قتلهم، وهو ما أكدته عائلة الشهيد في رواياتها .
    وفي منزلها في قرية أماتين روت الحاجة صديقة غانم (75 عاما) كيف استشهد ابنها وكيف قام الجنود بسرقة جثته "بعد أن قتلوه وجروه أرضا.. أشعر كأنه مات الآن، وأن تلك الأعوام الماضية لم تكن إلا بضع ثوان من عمري".
    وتبادلت الأم مع نجلها جلال (32 عاما) الحديث حول استشهاد بلال والذي قال "في 15/3/1992 نصبت قوات خاصة إسرائيلية كمينا لشقيقي بلال الذي كان مطلوبا لها في منزل مهجور قرب منزلنا، وما إن حضر للمنزل وإذا بالقناص يطلق النار عليه ليرديه شهيدا بعد أن أصابه برصاصة بالقلب".

    شواهد الجريمة
    وأضاف جلال: أطلقت النيران عليه ثانية فأصابوه بقدمه، ومن ثم جروه أرضا إلى المنزل الذي كانوا يتحصنون فيه، حيث حطمت أسنانه نتيجة لسحبه بعنف على درج المنزل.
    ولفت إلى أن الذي أثار القلق هو وجود جنود الاحتلال خلال دقائق بالمئات داخل القرية وحصارهم لها، بالإضافة لإحضار مروحية للقرية وإصرار جيش الاحتلال على أخذ الشهيد معهم بحجة إسعافه، حيث نقلوه بسيارة إسعاف عسكرية إلى الطائرة "رغم تأكدنا أنه استشهد".
    ولم تعرف عائلة الشهيد الجهة التي نقل إليها ابنهم كما قال شقيقه، إلا أن سلطات الاحتلال أخبرتهم بوجوده في مركز أبو كبير الخاص بالتشريح بالقدس.
    وما يثير القلق هو الطريقة التي أعيدت بها جثة بلال إلى أهله، وبهذا يقول شقيقه إنه بعد أسبوع من استشهاده اتصل الجيش بمختار القرية وأخبره أنهم سيعيدون الجثة في يوم هم حددوه، وبشرط ألا يحضر أي من النساء من عائلته، وأن يحضر للمقبرة رأسا دون أن يراه أهله مطلقا، وألا تتم له مراسم الجنازة الرسمية.

    وقال أيضا "والأمر من ذلك كله إصرارهم على حضور أقل من عشرة أشخاص لدفنه، وأن يحضر الإسمنت المسلح وقت الدفن، كما أنهم طلبوا بداية مبلغا من المال كي يسلموا الجثة، لكنا رفضنا ذلك".
    تحقيق عالمي وتابع جلال "حددوا يوما لتسليم الجثة ودفنها، إلا أنهم أخلفوا الموعد وجاؤوا بعده بيوم منتصف الليل وفرضوا منعا للتجوال على القرية، ورفضوا أي مراسم للشهيد، وسمحوا لي ولشقيقي الأكبر فقط من العائلة بحضور الدفن بالإضافة لعدة رجال من كبار السن".
    وأكد أنهم أخرجوه من كيس أسود وعليه غطاء شبيه بتلك الأغطية في المشافي، مشيرا إلى حضور عدد من الصحافة الأجنبية معهم "وأثناء الدفن قام أحد الصحفيين بتصوير شقيقي بعد أن كشف عنه الغطاء لنرى أن جسده كان مفتوحا وتمت حياكته من ذقنه وحتى أسفل بطنه".
    وأوضح جلال أن أحد الصحفيين قام بتصوير الجثة "وهو الصحفي السويدي دونالد بوستروم الذي أكد لنا ذلك لاحقا، واتصل بنا مؤخرا وأكد أنه يعمل على تحقيق بقضية الشهيد بلال".
    ونفى شقيق الشهيد أن تكون العائلة قد أعطت إذنا بتشريح جثة الشهيد كما ادعى جيش الاحتلال، وقال إن مصالح شخصية ومكاسب سياسية تمت داخل إسرائيل من وراء هذه القضية.
    وطالب بوقفة حقوقية عالمية، وفتح تحقيق بالقضية باعتبارها قضية كل الشعب الفلسطيني وليست شخصية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري