- وأسامة الغزالي حرب يخلط في المصري اليوم قولا صالحا وآخر سيئا .. ومحمد أمين يوافق رئيس وزراء مصر و"عريس" فبراير القادم على عدم إعلان العريش وأسوان مناطق "منكوبة" .. صحيح عنده حق فالبلد كلها منكوبة !!
- نستهل جولتنا اليوم بصحافة القاهرة من صحيفة الشروق ، حيث تذكر فهمي هويدي ، بمناسبة زيارة أعضاء لجنة الحريات الدينية بالكونجرس الأمريكى للقاهرة هذه الأيام ، قصته مع هذه اللجنة قبل خمس سنوات تقريبا، حينها أكد لهم هويدي أن الكلام عن اضطهاد السلطة للأقباط فى مصر لا أساس له من الصحة. وهو من مبالغات بعض المتعصبين أو المهاجرين إلى الخارج، الذين يستخدمون هذه الفكرة للضغط على الحكومة وابتزازها فى مصر وإحراجها أمام الجهات الخارجية، خصوصا فى الولايات المتحدة.
- أما الادعاء بانحياز الشرطة ضدهم لصالح المسلمين فهو مما يندرج تحت عنوان الضغط والابتزاز فى حين أن الاشتباك الحقيقى للسلطة كان آنذاك (ولايزال) ضد الجماعات الإسلامية المتطرفة وضد الناشطين الإسلاميين عموما. وحين إجابة هويدي على بعض أسئلتهم وجد آثار الدهشة ارتسمت على وجوههم حين قال : إن الاضطهاد الحقيقى الذى يمارس فى مصر هو ضد المسلمين المتدينين عموما والناشطين منهم خصوصا.
- إذ ما إن سمعوا ذلك حتى قالوا فى صوت واحد: كيف؟ حينئذ أوردت الشواهد والقرائن التالية ، وأورد هويدي بعضا منها : أن مساجد المسلمين تفتح فى أوقات الصلوات فقط ثم تغلق بعد ذلك، بأوامر من وزارة الداخلية التى تراقبها طول الوقت، حيث لا يصعد خطيب على منبر إلا بتصريح وموافقة أمن الدولة، وهو ما لا يحدث فى الكنائس. كما أن المتدينين ممنوعون من التهجد فى المساجد، أو الاعتكاف فيها خلال الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان.
- أن المحجبات ممنوعات من الظهور كمذيعات على شاشة التليفزيون المصرى، كما أنهن ممنوعات من التوظف فى بعض الجهات الرسمية. أن الناشطين من المسلمين ممنوعون من الالتحاق بكلية الشرطة أو الكلية الحربية وممنوعون من الالتحاق بوزارة الخارجية، أو التعيين فى وظائف المعيدين بالجامعات، كما أنهم ممنوعون من الابتعاث إلى الخارج.
- وفى وزارة التربية والتعليم يتم نقلهم من وظائف التدريس إلى وظائف إدارية أخرى. وأضاف : أن أقارب الذين سبق اعتقالهم ممنوعون من التعيين فى بعض مؤسسات الدولة، وممنوعون حتى من التجنيد فى القوات المسلحة أو الشرطة. أن النقابات المهنية التى ينتخب فيها الإسلاميون توضع تحت الحراسة، والنموذج الفادح لذلك هو نقابة المهندسين الموضوعة تحت الحراسة منذ ستة عشر عاما لهذا السبب.
- أن الإسلاميين ممنوعون من تقلد الوظائف الرفيعة فى جميع مؤسسات الدولة.
- وأن قانون الطوارئ المستمر منذ أكثر من ربع قرن (وقتذاك) لم يطبق إلا على أولئك الناشطين الذين امتلأت بهم السجون، وترفض الأجهزة الأمنية إطلاق سراح الذين أنهوا محكومياتهم منهم، أو الذين قضت المحاكم ببراءتهم.
- ومن هؤلاء الأخيرين من طلبت المحاكم إطلاق سراحهم 12 و14 مرة، ورفضت الداخلية تنفيذ تلك الأحكام. دكتور أسامة الغزالى حرب في المصري اليوم ، رغم خضرمته السياسية إلا أنه وقع في شراك ما نصبته الطائفية جورجيت قليني ، ومن على شاكلتها ، فاختار لنفسه الانسياق وراء الحديث عن الاضطهاد الطائفي ، الذي ابتدعه أقباط المهجر للحصول على مزايا بعد مزايا وتحقيق مطالب ومآرب بعد أخرى ، حيث بدأ مقاله نافيا أن يتحدث هنا عن الحادث الإرهابى الطائفى المشين الذى وقع فى نجع حمادى ليلة عيد الميلاد مساء يوم الخميس ٧ يناير، الذى راح ضحيته ٧ مواطنين (٦ مسيحيين وشرطى مسلم) ، لكنى أتحدث عن واقعة أخرى، ترتبط بها، وهى قيام مجموعة من المواطنين (من القاهرة ومحافظات أخرى) بالذهاب إلى نجع حمادى بعد أسبوع من الحادث لمواساة أسر الضحايا، وتأكيد قيم المواطنة، ووحدة عنصرى الأمة المصرية، ضد تلك الجرائم التى تمس فى الصميم روح مصر وجوهر هويتها.
- فماذا حدث لهؤلاء؟ وما دلالة ذلك الذى حدث؟ فعقب أن وقع الحادث المشين، كان من الطبيعى تماماً أن تثور حالة من التعاطف مع الضحايا، والقلق من تلك الأحداث ودلالاتها لدى ملايين المصريين، وأن يفكر المهتمون بالعمل العام والناشطون السياسيون – منذ اللحظة الأولى لمعرفة الخبر - فى التعبير عن مشاعرهم تلك، والذهاب إلى موقع الأحداث هناك.
- الشيء الصالح فيما كتبه الغزالي ، هو ما كشفه عن مرمطة الأمن في مصر لأي من تسول له نفسه المشاركة بأي شكل في أي ظاهرة سياسية في مصر ، يقول : وأخيراً، وبعد مماطلات وتسويف، قابلنا – فى مبنى النيابة - أولادنا الأعزاء، بنات وبنين، وكان علينا ابتداء أن نرفع معنوياتهم، ونخفف عنهم، ونطمئنهم بأننا معهم.
- فهم عندما أتوا، لم يتصوروا أبداً أن يكون ذلك هو مصيرهم.
- ولكن، أليست هذه هى مصر اليوم؟ ودمعت عيناى، وأنا أشاهد فتيات وأولاداً فى ريعان شبابهم يحيط بهم ضباط وجنود الشرطة وكأنهم لصوص أو مجرمون أو قتلة! وبدلاً من أن تفتح لهم بلادهم وحكومتهم (أو التى يفترض أنها حكومتهم) صدرها، وتفرح وتفخر لمشاعرهم النبيلة، ها هى تعاملهم معاملة الخارجين على القانون، وتلقى بهم فى زنازين (الحجز) فى أقسام الشرطة ومديريات الأمن.
- ويضيف الغزالي : وفى الساعات القليلة التالية، خرجت سيارة تحمل الفتيات للقاهرة، وثانية تحمل مجموعة إلى سوهاج، وثالثة تحمل الشبان إلى القاهرة أيضاً، لتنتهى بذلك مهزلة سخيفة ومشينة ومخجلة فى آن واحد، ولتطرح بقوة أسئلة صارخة: - ما الذنب الذى اقترفه هؤلاء الشباب، حتى يتعرضوا لتلك المعاملة المهينة واللامسؤولة؟ - ما الرسالة التى تريد الحكومة، والحزب الحاكم، والداخلية توصيلها إلى شباب مصر، وإلى عائلاتهم، حتى يتجنبوا تلك الإهانات والبهدلة؟ - هل هناك محاسبة فى وزارة الداخلية وأجهزة أمن الدولة على مثل هذه التصرفات التى – فضلاً عن تأثيراتها السياسية والمعنوية السلبية والمشينة – تكلف بالتأكيد الحكومة، والشرطة، والنيابة مصاريف باهظة هى – فى النهاية - من قوت الشعب، وموارد الدولة المحدودة؟ أسئلة كثيرة وغيرها، تطرح، وسوف تظل بلا إجابة! لأن كل هذه الممارسات وأشباهها هى فقط ظواهر أو أعراض لمرض نعرفه جميعاً، وإليه يجب أن يتجه اهتمامنا وجهدنا للعلاج والاستئصال.
- محمد أمين في الوفد ، نقل إلينا أنهم في نيويورك يحتفلون بيوم »من غير هدوم«، ويركبون مترو الأنفاق بالملابس الداخلية فقط.. وسوف يتكرر هذا المشهد في عواصم أخري من العالم.. الفارق الوحيد بيننا وبينهم، أننا نعيش أياماً وربما سنوات »من غير منازل«.. نعيش في المقابر، ونجاور الموتي.. فلا فرق بينهم وبيننا في النتيجة.. هم يعيشون لحظة اختيار.. ونحن نعيش لحظة قهر وإجبار.. قضاء وقدر.. هذا هو الفارق هنا وهناك.. فمساحات الاختيار عندنا تضيق وتتضاءل.. ولا يوجد مسئول يشاركنا لحظات الألم.. لدرجة أن الدكتور نظيف رئيس وزراء مصر و»عريسها الأشهر« لم يجد شيئاً غريباً، فيما آلت إليه كارثة السيول.. فرفض أن يطلق علي المناطق المضارة »مناطق منكوبة«.. لأنه يعرف في قرارة نفسه أن هناك من يعيش مع الموتي في المقابر.. وهم الأولي بلقب مناطق موبوءة ومنكوبة.. وإذا حدث لا قدر الله وأطلق علي مناطق السيول هذا الوصف، ربما كان في حاجة ليطلقه علي ألف منطقة أخري.. كلها تعيش تحت خط الفقر، وتحت الصفر.. ولذلك أبي! يضيف أمين : لا يريد الدكتور نظيف أن يعترف بالكارثة.. ولا يسعي إلي تطويقها.. وأظنه قد بادر إلي اتهام المواطنين، بأنهم هم الذين يسكنون في بيوت من طين.. فكانت عرضة لكي تجرفها السيول.. هذا هو فهم رئيس الوزراء.. فذهب إليهم بالطائرة، وعاد بالطائرة، لم يغبِّر قدميه في التراب أو الطين.. وألقي عليهم نظرة سريعة ثم عاد، وهو يظن أنهم يحتفلون بطريقتهم تحت شعار أيام في مخر السيول، أو أيام في العراء.. لا يدري أنه في مصر.. تصور أنه فولكلور سيناوي.. وتصور أنهم يمارسون طقوساً بدوية علي طريقتهم.. بالضبط مثل مجانين نيويورك.. الذين يحتفلون بيوم »من غير هدوم«.. هكذا يتصور.. فلا يتصور أنهم ضحايا سيول.. ولا يتصور أنهم متضررون.. وكان المشهد بالنسبة له أقرب إلي الترفيه والتسلية والرحلة! كما أبدى أمين عجزه عن تفسير شعوره طوال الوقت أن الدكتور نظيف، ليس من طينة هذه الأرض.. وأشعر دائماً أنه يعيش في جمهورية افتراضية، يتعامل معها من خلال »اللاب توب«.. فإذا نزل إليها في الواقع اصطدم بها.. سواء وهو يتفقد المناطق المنكوبة.. أو حتي وهو يقدم نفسه لشعبها علي أنه عريس.. يخطب تلميذته، أو يعلن عقد القران.. هناك سوء تفاهم بين رئيس الوزراء والشعب.. أو هناك »توء سفاهم« كما يقولون.. ولو كانت الحكومة تدري ما نحن فيه لأعلنت الحداد علي أرواح الضحايا.. سواء ضحايا مجزرة عيد الميلاد، أو ضحايا السيول.. ولكنها لم تفعل ولن تفعل.. ولو أنه يدرك ما نحن فيه، لأصدر قراراً بتأجيل كافة مظاهر الاحتفال بأي شيء.. بدءاً من الاحتفال الشخصي بالزواج، مروراً بإلغاء الأعياد القومية.. وانتهاء بتأجيل عيد الشرطة الذي يحتفلون به اليوم.. مراعاة للشعور العام.. ولكنهم لا يدركون.. ولا هو يدرك شيئاً من هذا.. ولذلك تجددت فيه الثقة، وبقي رئيساً للوزراء مرة أخري!
الاثنين، 25 يناير 2010
فهمي هويدي : الاضطهاد الحقيقي الذي يمارس في مصر هو ضد المسلمين المتدينين عموما والناشطين منهم خصوصا..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري