الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

أطفال سوريا يموتون قتلا وتعذيبا

قصف قوات الأسد للمدن والبلدات السورية يشرّد الأطفال 
أشار الرئيس التنفيذي للمنظمة الخيرية البريطانية لإنقاذ الأطفال جوستين فورسيث إلى الحرب الأهلية التي تعصف بسوريا، وقال إن الجرائم التي ترتكب بحق الأطفال يجب أن لا تمر بدون عقاب، مضيفا أن قوات الأسد وشبيحته يعذبون الأطفال ويتركونهم بلا طعام ولا ماء حتى الموت.

وأوضح فورسيث في مقال نشرته له صحيفة ذي غارديان البريطانية أنه يجب على كل الذين يسيئون للأطفال في سوريا، أن يعلموا أن العالم يراقب عن كثب ما يتعرض له الأطفال من قتل وتعذيب وصدمات.
وأشار كاتب المقال إلى أنه وأعضاء منظمته يلتقي الأطفال السوريين المشردين واللاجئين إلى خارج بلادهم، والذين تتزايد أعدادهم كما هو الحال في مخيمات اللجوء بالأردن، وأنه يستمع إليهم وهم يخبرونه بقصص عن أحداث عاشوها وشاهدوها تدمي القلوب وتبعث على الصدمة عما شاهدوه من ويلات ومذابح في سوريا، وذلك في ظل استمرار قوات الأسد بقصف المدن والبلدات السورية بالطائرات والمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ، وفي ظل اقتحام قوات الأسد وشبيحته لمنازل المواطنين وتعذيب وذبح الأهالي أمام أطفالهم أو الأطفال أمام ذويهم.
الأطفال السوريون اللاجئون يروون قصصا مرعبة عما شاهدوه في بلادهم
أشلاء متناثرة
كما يتحدث الأطفال السوريون عن مشاهدتهم للأجساد المحترقة والأشلاء المتناثرة بالشوارع في أعقاب القصف الجوي والصاروخي لمنازل المدنيين بشكل عشوائي.

وقال الكاتب إنه كان يتحدث إلى الطفل السوري اللاجئ إلى الأردن والمدعو وليد (13 عاما) بشأن كرة القدم، وذلك قبل أن يتحول وليد إلى الحديث عن المناظر البشعة والمرعبة التي شاهدها بعد تعرض منزل جده في سوريا للقصف الصاروخي، موضحا أنه شاهد جثثا محترقة وأطرافا من القتلى متناثرة وأصابع مقطوعة تحت الأنقاض.
وأضاف فورسيث أن فريق العمل في المنظمة المعنية بإنقاذ الأطفال يستمعون إلى الأطفال السوريين اللاجئيين الذين فروا من أهوال الحرب الأهلية في بلادهم وهم يروون قصصا مرعبة تتعلق بأحبائهم الذين قتلوا أمام ناظريهم، وقصصا أخرى بشأن أطفال استخدمتهم قوات الأسد دروعا بشرية.

تعذيب حتى الموت
وقال إن الفريق استمع لقصص بشأن أطفال سوريين آخرين تم تعذيبهم عبر تعليقهم في السقوف وضربهم، واستهداف قوات الأسد لمدارس الأطفال بالقصف المدفعي والصاروخي، عن طفل يبلغ من العمر ست سنوات تعرض للتعذيب والحرمان من الطعام ومن الماء حتى الموت.


توثيق الجرائم
ودعا الكاتب الأمم المتحدة إلى الاضطلاع بدورها بشأن الاهتمام بالطفولة في أوقات الحروب، وقال إنه يجب أن يعرف من يرتكبون الجرائم بحق الأطفال أن العالم يراقبهم ويوثق جرائمهم وأنهم لن يفلتوا من العقاب.

وأضاف أنه لا بد من مساعدة الأطفال السوريين ومعالجتهم من آثار الصدمات المروعة والاضطرابات النفسية والكوابيس التي يعانونها، موضحا أن أعضاء فريقه يساعدون الأطفال السوريين على التخلص من معاناتهم، ومشيرا إلى تزايد تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن، ومن ثم تزايد أعداد الأطفال الجدد المصدومين.
وقال الرئيس التنفيذي للمنظمة البريطانية لإنقاذ الأطفال إنه وجه نداءات استغاثة لمساعدة الأطفال السوريين في مخيمات اللجوء، من خلال توفير حاجات عائلاتهم، وجعلهم يتحدثون عما هو مكبوت في دواخلهم من أحزان ومشاعر صادمة، وتوفير أماكن للعب والتعلم، وذلك من أجل إنعاشهم وجعلهم يعودون إلى الحياة الطبيعية.

من جانبها أشارت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إلى أن أطفال سوريا يتعرضون للقتل والتعذيب، وقالت إن منظمة خيرية رائدة ناشدت الأمم المتحدة البارحة ضرورة مراقبة الأحوال المرعبة والمفزعة التي يعيشها الأهالي والشباب والصغار والأطفال في سوريا على حد سواء.

وأوضحت أن منظمة "أنقذوا الأطفال" استمعت إلى شاب (16 عاما) كان معتقلا لدى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وهو يصف كيف لفظ طفل صغير بعمر ست سنوات أنفاسه الأخيرة أثناء تعرضه للضرب المتكرر في المعتقل، وقال إنه شعر وكأنه يموت مع الطفل، مضيفا أن الموت ربما يؤدي إلى الخلاص من الصدمة والعذاب في نهاية المطاف.
كما استمع فريق المنظمة إلى طفل سوري لاجئ شاهد الكلاب وهي تنهش جثث القتلى لمدة يومين بعد مجرزة تعرضت له بلدته على أيدي قوات الأسد وشبيحته، وإلى طفلة بعمر 13 عاما فقدت الوعي وأصيبت بانهيار عصبي إثر تعرض قريتها للقصف.
ونسبت الصحيفة إلى المتحدث باسم صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) سيمون إنغرام القول إنه من أجل مراقبة ما يتعرض له الأطفال في مناطق النزاع، لا بد من توفير إمكانية الوصول إلى تلك المناطق التي تشهد انتهاكات خطيرة بحق الطفولة، ولا بد من توثيق تلك الانتهاكات على حد سواء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري